الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

هذه العبارة مكتوبة على قبر المستشرقة الألمانية آنا ماري شيمل
الموضوع	الموت
القائل	النبي، والإمام علي
مصادر الشيعة	مجموعة ورّام
أحاديث مشهورة
حديث الثقلين . حديث الكساء . حديث المنزلة . حديث سلسلة الذهب . حديث الولاية . حديث الاثني عشر خليفة . حديث مدينة العلم

النَّاسُ نِيَامٌ فَإِذَا مَاتُوا اِنْتَبَهُوا حديث مشهور ورد عن النبي، والإمام علي. ورد في شرح هذه الرواية أنّ الكثير من الناس يظنون هناك أشياء تختص بهم، ولكن عند الموت يدركون أنَّهم لا يملكون شيئًا.

وقول الإمام علي في نهج البلاغة: «أهلُ الدّنيا كَرَكبٍ يُسَارُ بِهِم وهُم نِيَام»، حُمل على نفس معنى حديث «الناس نیام». وكلمة الانتباه في هذا الحديث بمعنى اليَقَظة. وجاء في مِصراع الشعر الذي ورد في گلشن راز «أنت في حلم وهذا الذي تراه خيال»، حيث تُعدّ بعض منظومة العرفان الإسلامي بمثابة الاقتباس من هذا الحديث.

الجامي (وفاة: 817هـ)

قال خَیْرُ الْوَرَی عَلَیْهِ سَلَام‏
إِنَّمَا النَّاس هِجْعٌ ونِیام
فإذا جائهم وإن کَرِهُوا
سَکْرَةُ الْمَوْت بعدها انْتَبَهُوا

ويرى بعض المحققين أن رواية «الناس نيام...» تشير إلى الموت الإجباري والمادي، وتتضمن أيضًا الموت بالمعنى العرفاني الذي يتحقق أثناء الحياة في الدنيا. ولهذا يرى البعض أن هذا الحديث يوصي بعدم ترك هذه اليقظة من النوم إلى وقت الموت. واستفاد الملا صدرا العالم والفيلسوف الشيعي من هذه الرواية لدحض دعوى أن الموت هو العدم، وذكر أنَّ هذه الرواية دليل على أن الموت سيكون نوعا من اليقظة، وليس العدم.‏

وقد أوضح الغزالي (وفاة: 505هـ)، المتكلم والعارف المسلم هذه الرواية بمثال: ومثلك في دنياك كمثل طفلين في بطن واحد قال أحدهما لصاحبه: أما أخرج، عسى أن أرى غير هذا المكان والعالم! فلما خرج رأى سعة الدنيا، فهل يطيب له أن يعود إلى ضيق بطن أمه‌؟ وهكذا يرى الغزالي إذا خرجت إلى سعة آخرتك لا يطيب لك العود إلى دنيا حملتك كضيق حمل أمك.

وقد ذكر جوادي الآملي العالم والمجتهد الشيعي في شرح هذه الرواية يظن الكثير من الناس أن لهم أشياء تختص بهم، ولكنهم يدركون عند الموت أنَّهم لا يملكون شيئًا. كما أن النائم يرى في المنام أشياء كثيرة، وبعد الاستيقاظ لا يرى شيئاً منها.

وقد ذكر النسفي، وهو عارف مسلم في القرن السابع الهجري، في كتابه الإنسان الكامل، وبالاستناد على هذه الرواية بأن ما يُرى في الحلم لا بقاء له، وكذلك ما في هذه الدنيا لن يكون له بقاء وثبات. وقد ذكر بعض المحققين أن الناس في الدنيا لا يدركون حقيقة ما فعلوه، وبعد الموت ستنكشف «الشؤون الوجودية» للأعمال ويصبح الناس على معرفة بحقيقة أعمالهم وتصرفاتهم.

ويرى الملا صدرا أن ما يراه الإنسان في المنام هي أمثلة على الموجودات الخارجية، وكما أن ما يراه الإنسان في الدنيا أمثلة من حقائق الآخرة، ولا تنكشف حقائق الآخرة للإنسان؛ إلا على شكل أمثلة تحتاج إلى تفسير وتبيين. ويرى مؤلف تفسير مخزن العرفان أيضًا أن ما نراه في هذه الدنيا هو بمثابة القشر للحقائق الواقعية، وأن الإنسان سيدرك الحقائق الواقعية بعد الموت.