آية الاستخلاف
عنوان الآية | الاستخلاف |
---|---|
رقم الآية | 55 |
في سورة | النور |
في جزء | 18 |
رقم الصفحة | 357 |
مكان النزول | المدينة |
الموضوع | عقائدي |
آيات ذات صلة | آية خلافة الإنسان |
معلومات أخرى | حكومة وخلافة الصالحين على الأرض |
آيَة اَلِاسْتِخْلَاف هي الآية 55 من سورة النور تُشير إلى وعد الله للمؤمنين بتأسيس الحكومة الصالحة على الأرض وبسط الدين الحق. ونزلت هذه الآية لتُبشر المؤمنين والذين يعملون الصالحات بتحقق خلافة الصالحين على الأرض؛ وذلك عندما سأل بعض المسلمين إلى متى يستمر عدم الأمان وهجوم الكفار،
وقد ذكر المفسرون للاستخلاف في الآية عدة تفسيرات، كخلافة الأنبياء السابقين، وخلافة بني إسرائيل، وخلافة المؤمنين من الأمم السابقة. وقد ذكروا عدة آراء في من هم مصداق الحكومة الموعودة، فقالوا إما النبي(ص) وأصحابه، أو الخلفاء الراشدون، أو أهل بيت النبي(ص)، أو أصحاب الإيمان والعمل الصالح. وورد في الجوامع الحديثية الشيعية تحديد مصداق الحكومة الموعودة، حيث تم الإشارة إلى الإمام علي، وأئمة الشيعة، والإمام المهدي وأصحابه.
نص الآية
هي الآية 55 من سورة النور، قال تعالى:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[١]
التعريف بالآية وشأن النزول
تًعرف الآية 55 من سورة النور بآية الاستحلاف، وتأتي هذه الآية لتبين نتيجة الآيات السابقة التي تحدثت عن الطاعة والاستسلام لأمر الله تعالى ونبي الإسلام(ص)، وهي تحقيق الحكومة العالمية.[٢] وقد جاء في شأن نزول الآية، عند ما هاجر الرسول(ص) والمسلمون إلى المدينة، واستقبلهم الأنصار بترحاب، تخالف الكفار عليهم برفع السيف، لهذا كان المسلمون يبيتون ليلتهم والسلاح إلى جانبهم لا يفارقهم، فصعب عليهم تحمل هذا الوضع. حتى تبادر إلى بعض المسلمين هذا السؤال: إلى متى يستمر هذا الوضع؟ و هل يأتي زمان نستريح وتطمئنّ أنفسنا ولا نخشى إلّا اللّه؟ فنزلت هذه الآية تبشرهم بتحقّق هذا الأمر.[٣]
محتوى الآية
ذكرت هذه الآية ثلاثة بشارات للمسلمين الذين يتصفون بالإيمان والعمل الصالح.
- إقامة حكومة الصالحين على الأرض.
- نشر وإقامة الدين الحق الذي يرتضيه الله لهم، فلا يمنعهم أحد من نشره.
- انعدام جميع عوامل الخوف والاضطراب. التي كانت موجودة من قبل المنافقين والكفار.[٤]
وبعد إعلان البشارات الثلاثة، دعا الله تعالى المسلمين إلى عبادته، ولا يشركون به شيئاً؛ لأن الشرك والعصيان يؤديان إلى الكفر بالنعمة والخروج من العبودية.[٥]
معنى الاستخلاف
للمفسرين ثلاثة آراء حول من سيخلف المسلمون:
- خلافة الأنبياء السابقين: اعتبر بعض المفسرين إنَّ معنى الاستخلاف في هذه الآية هو خلافة الأنبياء، مثل آدم، وموسى، وداود، وسليمان...وغيرهم، وقد استدلوا على ذلك بجملة من الآيات القرآنية، كخلافة آدم التي جاءت في الآية 30 من سورة البقرة، قال تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»، والخطاب الموجه لداود في الآية 26 من سورة ص، قال تعالى: «يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ».[٦]
- خلافة بني إسرائيل: وقد ذكر البعض إنَّ معنى الاستخلاف هو خلافة بني إسرائيل، حيث تم تأسيس حكومة الصالحين بعد هلاك فرعون.[٧]
- خلافة المؤمنين من الأمم السابقة: ويرى العلامة الطباطبائي بعدما رد إنَّ الآية تُشير إلى بني إسرائيل، إنَّ المراد بالذين من قبلهم هم المؤمنون من أمم الأنبياء الماضين، الذين أهلك الله الكافرين والفاسقين منهم، ونجى الخلص من مؤمنيهم كقوم نوح، وهود، وصالح، وشعيب... وغيرهم، ودليله على ذلك ما ورد في الآية 13 و14 من سورة إبراهيم، قال تعالى: «فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ».[٨]
مصداق الحكومة الموعودة
ذكر المفسرون أربعة آراء في مصداق الأشخاص الذين يشملهم الوعد الإلهي:
- النبي(ص) وأصحابه: يرى البعض إنَّ الآية تُشير إلى رسول الله والصحابة الذين انتصروا على الأعداء وأصبحوا ورثة الأرض.[٩]
- الخلفاء الراشدون: يعتقد العديد من مفسري أهل السنة إنَّ مصداق الحكومة الموعودة، تحقق في وقت الخلفاء الراشدين؛ لأنهم فتحوا الأراضي الواسعة، ونشروا الدين، وحققوا الأمن في المجتمع الإسلامي.[١٠]
- النبي(ص) وأهل البيت(ع): ذكر الطبرسي في تفسير مجمع البيان، وذلك من خلال رواية نقلها عن الإمام الباقر والإمام الصادق إنَّ الآية تُشير إلى النبي(ص) وأهل البيت، حيث تضمنت البشارة لهم بالاستخلاف وارتفاع الخوف عنهم عند قيام الإمام المهدي.[١١]
- أصحاب الإيمان والعمل الصالح: ذكر العلامة الطباطبائي إنَّه لا يُكمن تسمية شخص معين في معنى الآية، وهي تُشير إلى بعض الأفراد في الأمة الإسلامية وليس جميعهم، ولا يوجد دليل على اختصاص الآية برسول الله أو الصحابة أو أهل البيت، بل إنَّ أي شخص له إيمان وعمل صالح يمكن أن تشمله هذه الآية.[١٢] وبعدما ذكر العلامة الطباطبائي خصائص المجتمع المنشود في الآية، استشهد ببعض الروايات، على إنَّ تحقق هذا المجتمع لا يتم إلا في زمن المهدي الموعود.[١٣]
الحكومة الموعودة في الروايات الشيعية
ورد في الجوامع الحديثية الشيعية روايات متعددة في تحديد مصداق الحكومة الموعودة، ففي هذه الروايات تم الإشارة إلى الإمام علي، وأئمة الشيعة، والإمام المهدي وأصحابه كمصاديق لتلك الحكومة.
- الإمام علي(ع): في هذه الأحاديث، ومن خلال الاستناد بالآيات القرآنية، فإن الخلافة من عند الله تعالى ثابتة لآدم، وداود، والإمام علي(ع) الذي يمثل مصداق آية الاستخلاف وخليفة الأنبياء.[١٤]
- أئمة الشيعة: ورد في الروايات الكثيرة إنَّ المقصود في الآية هم أئمة الشيعة.[١٥]
- الإمام المهدي(عج) وأصحابه: جاء في الكثير من الروايات الشيعية واستنادا على هذه الآية، إنَّ المصداق البارز لحكومة الصالحين هو الإمام المهدي وأصحابه.[١٦]
الهوامش
- ↑ سورة النور، الآية 55.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 14، ص 527.
- ↑ عناية، أسباب النزول القرأني، ص 290؛ الواحدي، أسباب نزول القرآن، ص 338؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 239.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 15، ص 151؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 14، ص 528.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 15، ص 153.
- ↑ الطبرسي، مجمع البیان، ج 7، ص 240؛ القرشي، تفسیر احسن الحدیث، ج 7، ص 247؛ أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج 14، ص169.
- ↑ شاه عبد العظیمي، تفسیر اثنی عشری، ج 9، ص 275؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 9، ص 393.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 15، ص 151.
- ↑ الزمخشري، الكشاف، ج 3، ص 251.
- ↑ الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 24، ص 413؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 9، ص 395.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 240.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 15، ص 154.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 15، ص 155.
- ↑ الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 1، ص ۹۷؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 36، ص 96.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 194؛ المجلسي، مرآة العقول، ج 3، ص 90 ـ 95؛ الفيض الكاشاني، الوافي، ج 2، ص 53.
- ↑ النعماني، الغيبة، ص 240؛ الطوسي، الغيبة، ص 176 ـ 177؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 58.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- أبو الفتوح الرازي، حسين بن علي، روض الجنان و روح الجنان في تفسير القرآن، مشهد، بنیاد پژوهشهای اسلامی آستان قدس رضوی، 1371ش.
- الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني، تحقيق: علي عبد الباري عطية، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415هـ.
- الحاكم الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله بن أحمد، شواهد التنزيل، تحقيق: محمد باقر المحمودي، طهران، وزارة الإرشاد الإسلامي، 1411هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمرو، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، بيروت، دار الكتاب العربي، ط3، 1407هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1417هـ/ 1997م.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق وتعليق: هاشم رسولي وفضل الله اليزدي، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة، تحقيق: عباد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، ط 1، 1411هـ.
- الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3، 1420هـ.
- الفيض الكاشاني، محمد محسن، الوافي أصفهان، كتابخانه مام أمير المؤمنين علي عليه السلام، 1406هـ.
- القرشي، علي أكبر، تفسير احسن الحديث، طهران، بنياد بعثت، 1375ش.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- المجلسي، محمد باقر، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، تحقيق وتصحيح: السيد هاشم رسول محلاتي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط2، 1404هـ.
- النعماني، محمد، الغيبة، تصحيح: على أكبر غفاري، طهران، نشر صدوق، 1397هـ.
- الواحدي، علي بن أحمد، أسباب نزول القرآن، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1411هـ/ 1991م.
- حسيني شاه عبد العظيمي ، حسين بن أحمد، تفسير الاثنا عشري، طهران، ميقات، 1363ش.
- عناية، غازي حسين، أسباب النزول القرآني، بيروت، دار الجيل، 1411هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط10، 1371ش.