آية خلافة الإنسان

من ويكي شيعة
(بالتحويل من اية خلافة الإنسان)
آية خلافة الإنسان
عنوان الآيةخلافة الإنسان
رقم الآية30
في سورةالبقرة
في جزء1
رقم الصفحة6
شأن النزولاعتراض الملائكة على خلق الإنسان
مكان النزولالمدينة
الموضوععقائدي
آيات ذات صلةآية الاستخلاف
معلومات أخرىإعلان خلافة الإنسان للملائكة


آية خِلَافَةِ الإِنْسَان هي الآية 30 من سورة البقرة، التي تُشير إلى خلافة الإنسان على الأرض، وحديث الملائكة مع الله تعالى حول هذا الأمر.

تتحدث هذه الآية عن إعلان خلافة الإنسان، وسؤال الملائكة عن سبب هذه الخلافة، وماهو مصدر معرفتهم بخصائص الإنسان، وهدف الله تعالى من خلقه. وقد ذكر المفسرون عدة احتمالات حول المقصود بخلافة الإنسان في الآية: خليفة الملائكة، وخليفة البشر والمخلوقات السابقة، وخليفة الله، وذكر البعض إنَّ الخلافة هي الحاكمية والحكومة على الأرض.

وحول منشأ معرفة الملائكة بطبيعة هذه المخلوق وإنَّه يمتاز بالفساد وسفك الدماء، ذكر المفسرون عدة احتمالات، منها الطبيعة المادية للإنسان، وتجربة الملائكة مع الجن وسكان الأرض السابقين، وإن اللّه تعالى أوضح للملائكة خصائص الإنسان، ولم يكن سؤال الملائكة عن اعتراض، بل لفهم حقيقة هذه الخلافة.

ذكر المحققون في علوم القرآن إنَّ الجزء الأخير من الآية يُشير إلى الهدف من خلق آدم، وذكروا أمثلة ومصاديق على ذلك، منها العلم والمعرفة، والطاعة الحقيقية، ووجود أُناس طاهرين في نسل آدم.

نص الآية

هي الآية 30 من سورة البقرة، قال تعالى:

﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ[١]

معرفة الآية

تذكر هذه الآية من سورة البقرة إعلان الله خلافة الإنسان على الأرض، وأسئلة وأجوبة الملائكة مع الله تعالى عن هذه الخلافة. هذه الآية هي بداية الآيات العشر التي تبحث عن مكانة الإنسان في نظام الخلقة، وخصائصه ومواهبه وقدراته، وبيان حقيقة وآثار الخلافة، ونزول الإنسان إلى الأرض.[٢]

محتوى الآية

تتناول الآية حديث الله مع الملائكة في ثلاثة محاور، حيث يتناول المحور الأول إعلان خلافة الإنسان من قبل الله تعالى، وفي المحور الثاني سؤال الملائكة عن سبب هذه الخلافة، وأخيراً معرفة الله بهذه المخلوق.

إعلان خلافة الإنسان في الأرض

في هذه الآية يخاطب الله تعالى الملائكة عن خلافة الإنسان على الأرض. وقد ذكر المفسرون عدّة احتمالات حول المقصود بخلافة الإنسان في الآية: خليفة الملائكة، وخليفة البشر والمخلوقات السابقة، وخليفة الله، وتفسير الخلافة على أنها الحاكمية.

  • خليفة الملائكة: ترى صاحبة تفسير مخزن العرفان وبالاستناد على رواية لابن عباس، كانت هناك الملائكة تعيش على الأرض قبل الإنسان تُدعى نسناس، فجعل الله الإنسان خليفة لهم على الأرض.[٣]
  • خليفة البشر والمخلوقات السابقة: يرى العديد من المفسرين، أنَّه لا يمكن أن يكون الإنسان خليفة الله ووكيله على الأرض حتى بالنسبة للأنبياء؛ لأن خلافة الله تعني الخلافة في الألوهية وهذا يعني غياب الله عن الأرض. كما إنَّ الشخص الذي يتسم بسفك الدماء والفساد لا يستطيع أن يكون خليفة الله. فذهبوا إنَّ معنى الخلافة في الآية هو خلافة البشر والمخلوقات التي عاشت من قبل على الأرض.[٤]
  • الخلافة تعني الحاكمية: ذكر بعض المفسرين إنَّ معنى خلافة الإنسان على الأرض على أنها الحاكمية والحكومة.[٥]
  • خليفة الله تعالى: يرى بعض المفسرين إنَّ معنى الخلافة في الآية هي إنَّ الإنسان ممثل الله تعالى على الأرض.[٦] ومن أدلتهم على هذا الرأي هي تعليم الأسماء لآدم، وسجود الملائكة له، وهذا ما ورد في الآيات التي جاءت بعد هذه الآية.[٧]

سؤال الملائكة عن سبب الخلافة للإنسان

في الحديث بين الله والملائكة، طرح الملائكة هذا السؤال، لماذا يخلق الله موجوداً يمتاز بالفساد وسفك الدماء كخليفة له في الأرض؟ وقد ذكر المفسرون حول معرفة الملائكة بخصائص الإنسان عدة احتمالات، منها الطبيعة المادية للإنسان، وتجربة الملائكة مع الجن وسكان الأرض السابقين، وإن اللّه سبحانه أوضح للملائكة خصائص الإنسان، ولم يكن سؤالهم عن اعتراض، بل لفهم حقيقة هذه الخلافة.[٨]

  • المقارنة مع الجن وسكان الأرض السابقين: يعتقد بعض المفسرين أن الجن عاش على الأرض قبل آدم وإنَّ الفساد وسفك الدماء كانا من صفاتهم. لهذا السبب، توصلوا إلى مثل هذا النتيجة من خلال مقارنة عمل الجن والبشر.[٩]
  • الطبيعة المادية للإنسان: يعتقد بعض المفسرين ومنهم العلامة الطباطبائي إنَّ الملائكة عرفوا ذلك من خلال الطبيعة المادية للإنسان، وهي مزيج من الغضب والشهوة؛ ولأن العالم المادي محدود ويقع فيه التزاحم والفساد وسفك الدماء؛ لذلك نشأ عندهم مثل هذا السؤال من الله، وأرادوا أن يعرفوا سبب خلافة مثل هذا الموجود على الأرض.[١٠] وذكر العلامة الطباطبائي إنَّ سؤال الملائكة كان للاستيضاح واكتساب المعرفة عن شيء لا يعرفونه، وليس من الاعتراض والخصومة لمشيئة الله تعالى.[١١] وقد ورد في تفسير الميزان عن طلب الملائكة المعرفة تعبير الاعتراض، ونظراً إلى إنَّهم أصحاب عصمة فالمراد من الاعتراض هو الاستيضاح من أجل إزالة الجهل؛ ولهذا السبب بعد أن قال الله تعالى: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، وأيضاً بعد تعليم آدم الأسماء، تم إزالة الغموض عندهم.[١٢]
  • إخبار الله للملائكة: يعتقد بعض المفسرين إن أصل معرفة الملائكة بالخصائص البشرية هو السؤال من الله تعالى والإجابة منه تعالى إنَّه عالم سيكون في ذرية الخليفة مثل هذه الصفات البشرية. وبعد هذه المعرفة من الله سأل الملائكة عن سبب هذه الخلافة.[١٣]

الهدف من خلق آدم

وقد ذكر المحققين في علوم القرآن إنَّ الجزء الأخير من الآية يُشير إلى الهدف من خلق آدم، وذكروا أمثلة ومصاديق عليه، منها العلم والمعرفة، والطاعة الحقيقية، ووجود أُناس طاهرين في نسل آدم.

  • العلم والمعرفة: ورد في بعض التفاسير، إنَّ أحد أهداف الله تعالى في خلق آدم هو العلم والمعرفة التي علمها الله لآدم، وهذا العلم والمعرفة هي التي لم تستطع الملائكة تلقيها وتعلمها فكانت ممكناً لآدم فقط، ولها قيمة عالية جداً حتى أهم من العبادة. وقد استندوا في ذلك على الآيات التالية لهذه الآية، والتي تتعلق بتلقي آدم الأسماء الإلهية من الله تعالى.[١٤]
  • الطاعة الحقيقية: يميز بعض المفسرين بين عباد وطاعة الملائكة والإنسان فهم يعتقدون إنَّ الإنسان في معرض وساوس الشيطان، فطاعهم تكون أعلى قيمة من عبادة الملائكة؛ لأنهم لا يواجهون مثل هذه الوساوس.[١٥]
  • وجود أُناس طاهرين في نسل آدم: يعتبر بعض المفسرين وجود الأنبياء مثل محمد، وإبراهيم، ونوح، وموسى، وعيسىعليهم السلام، وأئمة الشيعة، والشهداء، والصالحين، من المصاديق على الآية الأخيرة، وهم الذين يستحقون الخلافة الإلهية على الأرض.[١٦]

الهوامش

  1. سورة البقرة، الآية 30.
  2. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 114؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 171.
  3. أمين، تفسير مخزن العرفان، ج 1، ص 236.
  4. صادقي الطهراني، الفرقان، ج 1، ص 280 - 283؛ المدرسي، من هدى القرآن، ج 1، ص 129.
  5. جعفري، تفسير كوثر، ج 1، ص 122.
  6. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 115؛ القرشي، تفسير احسن الحديث، ج 1، ص 91.
  7. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 172.
  8. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 173.
  9. السبزواري، إرشاد الأذهان، ج 1، ص 11؛ الطبري، جامع البيان، ج 1، ص 158.
  10. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 115؛ الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، ج 2، ص 385 - 390.
  11. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 115.
  12. الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 133 ـ 134.
  13. الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 177.
  14. انصاري، «خلافت در زمين»، ج 1، ص 999؛ الطباطبائي، الميزان، ج 1، ص 117.
  15. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 174.
  16. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 175.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • السبزواري، محمد بن حبيب الله، إرشاد الأذهان إلى تفسير القرآن، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1419هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1417هـ/ 1997م.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق وتعليق: هاشم رسولي وفضل الله اليزدي، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
  • الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المعرفة، ط1، 1412هـ.
  • الفخر الرازي، محمد بن عمر، مفاتيح الغيب، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1420 هـ.
  • القرشي، علي أكبر، تفسير احسن الحديث، طهران، بنياد بعثت، 1375ش.
  • المدرسي، محمد تقي، من هدی القرآن، طهران، دار محبي الحسين، 1419هـ.
  • أمين، نصرت، تفسیر مخزن العرفان في علوم القرآن، د.م، د.ن، د.ت.
  • انصاري، مسعود، «خلافت در زمين»، در دانشنامه قرآن و قرآن پژوهی، طهران، انتشارات دوستان وانتشارات ناهید، 1377ش.
  • جعفري، يعقوب، تفسیر کوثر، قم، مؤسسة انتشارات هجرت، 1376ش.
  • صادقي الطهراني، محمد، الفرقان في تفسير القرآن، قم، فرهنگ اسلامی، 1402هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط10، 1371ش.