الكنية

من ويكي شيعة
لوحة تحمل كنية أبا الحسن في حرم الإمام علي (ع)، وقد ورد هذا السلام في زيارة الإمام (ع).

الكُنية، هي لفظ يطلق في الثقافة العربية على الأسماء التي تبدأ بلفظ «أب» أو «ابن» (للرجال) و «أم» (للنساء). في هذا الأسلوب من التسمية، عادة ما يكون اسم الابن الأكبر مصحوباً بلفظ «أب» أو «أم» ويكون بمعنى والد فلان أو والدة فلان. يعتبر استخدام الكنية بدل الاسم الأصلي أكثر احتراماً وتكريماً للآخرين، وفي بعض الأحيان تكون له دلالات أخرى. تعتبر الروايات استخدام الكنية أمراً مستحباً، في حين ورد النهي عن بعض الكنى.

المفهوم

في الثقافة العربية، الكنية هي اسم عَلَم يطلق على الشخص من قبيل المركب الإضافي، ويبدأ بكلمة «أبو» أو «ابن» أو «أم» وتستخدم للتعظيم والتكريم.[١] وفي بعض الأحيان تسمى الألفاظ التي تبدأ بكلمة «بنت، أو أخ، أو أخت، أو عمة، أو عم، أو عمة، أو خال، أو خالة» أيضا كنية.[٢] وقد تغلب الكنية على الاسم الأصلي للفرد.[٣]

أسباب التسمية بالكنية

ذُكرت بعض الأسباب لتسمية الآخرين بالكنية، ومنها:

تلفّظ الكنية

يتغير إعراب كلمة «أب» في لفظ الكنية تبعاً لموقعها من الجملة. فوفقاً لقواعد اللغة العربية، إذا كانت كلمة «أب» منصوبة تكتب «أبا» وإذا رفعت تكتب «أبو» وإذا كانت مجرورة تكتب «أبي»، مثل «أبو الحسن» و«أبي الحسن» و«أبا الحسن». ويعتقد البعض أن الكنية المركبة من كلمتين (أب وأسم) تعتبر اسماً واحداً بشرط ألّا يكون لصاحبها اسم معروف غير هذه الكنية، فيكون إعرابها في كل المواضع واحد مثل «أبو أمية» في حديث رواه وائل بن حجر عن رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم حيث قال: «من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبو أمية».[٩]

في الإسلام

تُعتبر التكنية مستحبة في الإسلام، وقد صنّف الحر العاملي بابا في كتابه وسائل الشيعة بعنوان «باب استحباب وضع الكنية للولد في صغره..».[١٠]

الروايات

ورد في رواية عن الإمام الصادقعليه السلام أنه قال: «من السنة أن يكنّى الرجل باسم ابنه».[١١] وفي حديث للإمام الباقرعليه السلام قال: «إنّا لنكني أولادنا في صغرهم مخافة النبز أن يلحق بهم».[١٢] كما روي عن الإمام الرضاعليه السلام قوله: «إذا كان الرجل حاضراً فكنّه وإن كان غائباً فسمِّه».[١٣]

الكنى المكروهة

تعتبر بعض الكنى مكروهة في الشريعة الإسلامية، ووفقاً لبعض الروايات، يكره التكنية ببعض الكنى مثل «أبو عيسى»، و«أبو الحكم»، و«أبو مالك»، و«أبو مرة»، وأيضاً إذا كان اسم الشخص محمد يكره تكنيته بـ«أبي القاسم».[١٤]

كنى المعصومين

يشار في بعض الروايات إلى أئمة أهل البيتعليهم السلام بالكنية واللقب، وفي كثير من الروايات يكون ذلك من باب التقية. ومن المهم معرفة كنية كل إمام لتحديد الإمام الذي صدرت منه الرواية، كما يفيد ذلك في تحديد الرواة الموجودين في سلسلة سند الحديث أيضاً.

كنى كل إمام

الكنى المشتركة

  • أبو جعفر: مشتركة بين الإمام الباقر والإمام الجوادعليهما السلام، وإذا ألحقت بلفظ "الأول" فيقصد بها الإمام الباقرعليه السلام، وإذا ألحقت بلفظ "الثاني" فيقصد بها الإمام الجوادعليه السلام، كما ذكر في الروايات أن أبا جعفر كنية للإمام المهدي.
  • أبو الحسن: مشتركة بين أمير المؤمنين، والإمام زين العابدين، والإمام الكاظم، والإمام الرضا، والإمام الهاديعليهم السلام. ومن النادر أن يقصد بها الإمام عليعليه السلام. وإذا لم تكن ملحوقة بشيء، فعادة ما تشير إلى الإمام الكاظمعليه السلام. وإذا كانت ملحقة بلفظ "الأول" فيقصد بها الإمام الكاظمعليه السلام، وإذا ألحقت بلفظ "الثاني" فالمقصود هو الإمام الرضاعليه السلام، ومع لفظ الثالث يقصد الإمام الهاديعليه السلام.
  • أبو عبد الله: مشتركة بين الإمام الحسين والإمام الصادقعليهما السلام، ولكن إذا وردت في كتب الحديث بشكل مطلق، فإن المقصود بها هو الإمام الصادقعليه السلام.
  • أبو القاسم: مشتركة بين رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم والإمام المهدي، ولكن في معظم الأحيان يقصد بها الإمام المهدي.
  • أبو محمد: المشتركة بين الإمام الحسن المجتبى، والإمام زين العابدين، والإمام الحسن العسكريعليهم السلام. ولكن في الأغلب تدل حين إطلاقها على الإمام الحسن العسكريعليه السلام.[١٦]

بالنظر إلى أن بعض الكنى مشتركة بين الأئمة، وأن بعض الرواة لديهم كنى مشتركة أيضاً، دوّنت في علم الرجال بعض الطرق لتمييز وتشخيص المقصود من أصحاب الكنى الواردة في الرواية.

الهوامش

  1. ابن منظور، لسان العرب، ج15، ص233، تحت كلمة «كني».
  2. بدیع یعقوب، موسوعة علوم اللغة العربیة، 2006م، ج7، ص431.
  3. المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج35، ص52.
  4. المبرد، الکامل فی اللغة و الأدب، 1388هـ، ج2، ص104.
  5. المبرد، الکامل في اللغة والأدب، 1388هـ، ج2، ص104.
  6. المجلسي، بحار الأنوار‌، 1403هـ، ج18، ص237.
  7. الرضي، نهج البلاغة، ص174.
  8. ابن أبي الحدید، شرح نهج‌ البلاغة، 1426هـ، ج4، ص54.
  9. ابن الأثیر، النهایة في غریب الحدیث والأثر، 1367ش، ج1، ص20.
  10. الحر العاملي، وسائل الشیعة، ج21، ص397.
  11. الحر العاملي، وسائل الشیعة، ج21، ص397؛ الحر العاملي، هدایة الأمة إلی أحکام الأئمة علیهم السلام، ج7، ص317.
  12. الحر العاملي، هدایة الأمة إلی أحکام الأئمة علیهم السلام، ج7، ص316.
  13. الطبرسي، مشكاة الأنوار، ص324.
  14. الحر العاملي، هدایة الأمة إلی أحکام الأئمة علیهم السلام، ج7، ص317.
  15. مجله تراثنا‌، العدد 17‌، ص‌29 - 30.
  16. مجله تراثنا‌، العدد 17، ص31.


المصادر والمراجع

  • ابن أبي الحديد، عبد الحمید بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، بغداد، دار الکتب العربي، 1426 هـ.
  • ابن الأثیر، مبارك بن محمد، النهایة في غریب الحدیث والأثر، قم، مؤسسة مطبوعات اسماعیلیان، ط4، 1367 ش.
  • بدیع یعقوب، إمیل، موسوعة علوم اللغة العربیة، بیروت، دار الکتب العلمیة، ط1، 2006 م.
  • الحر العاملي، محمد بن حسن، وسائل الشیعة، قم، مؤسسة آل البیت علیهم السلام، ط1، 1409 هـ.
  • الحر العاملي، محمد بن حسن، هدایة الأمة إلی أحکام الأئمة علیهم السلام، مشهد، العتبة الرضویة المقدسة، مجمع البحوث الإسلامیة، ط1، 1414 هـ.
  • الشريف الرضي، محمد بن الحسين، نهج البلاغة، تحقيق: صبحي صالح، قم، مركز البحوث الإسلامية، 1387هـ.
  • الطبرسي، علي بن الحسن، مشکاة الأنوار، النجف، المكتبة الحیدریة، 1385 هـ.
  • المبرد، محمد بن يزيد، الکامل في اللغة والأدب، تحقیق: محمد بن أبو الفضل إبراهیم والسید شحاته، مصر، مکتبة النهضة، 1388 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بیروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ.