confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٧٧٠
تعديل
طلا ملخص تعديل |
|||
سطر ٣٤: | سطر ٣٤: | ||
يعتقد [[محمد جواد مغنية]] في [[تفسير الكاشف|تفسيره الكاشف]] بأنّ آيات البراءة التي نزلت ضمن [[سورة التوبة]] قد بيّنت الأحكام النهائية لنوعية العلاقة بين [[المسلمين]] و<nowiki/>[[المشركين]].<ref>مغنية، الکاشف، 1424هـ، ج4، ص8.</ref> وبحسب قول [[المفسرين]] فإنّ الآيات الأولى من سورة التوبة تأمر النبي والمسلمين بإعلان براءتهم من المشركين، وأن يفسخوا العهود التي كانت فيما بينهم، وأن يعلنوا الحرب عليهم حال عدم إسلامهم. ويشمل هذا التحذير جميع المشركين، حتى أولئك الذين كان بينهم وبين النبي عهد فيما سبق، وتعلن أن لدى هؤلاء فرصة من أربعة أشهر يجب عليهم بعدها اختيار أحد خيارين؛ إما [[الإسلام]]، أو الحرب مع المسلمين.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج5، ص5؛ مغنية، الکاشف، 1424هـ، ج4، ص8؛ مکارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج5، ص529.</ref> | يعتقد [[محمد جواد مغنية]] في [[تفسير الكاشف|تفسيره الكاشف]] بأنّ آيات البراءة التي نزلت ضمن [[سورة التوبة]] قد بيّنت الأحكام النهائية لنوعية العلاقة بين [[المسلمين]] و<nowiki/>[[المشركين]].<ref>مغنية، الکاشف، 1424هـ، ج4، ص8.</ref> وبحسب قول [[المفسرين]] فإنّ الآيات الأولى من سورة التوبة تأمر النبي والمسلمين بإعلان براءتهم من المشركين، وأن يفسخوا العهود التي كانت فيما بينهم، وأن يعلنوا الحرب عليهم حال عدم إسلامهم. ويشمل هذا التحذير جميع المشركين، حتى أولئك الذين كان بينهم وبين النبي عهد فيما سبق، وتعلن أن لدى هؤلاء فرصة من أربعة أشهر يجب عليهم بعدها اختيار أحد خيارين؛ إما [[الإسلام]]، أو الحرب مع المسلمين.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج5، ص5؛ مغنية، الکاشف، 1424هـ، ج4، ص8؛ مکارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج5، ص529.</ref> | ||
== العلة في | ==العلة في إلغاء العهد من طرف واحد== | ||
أثارت مسألة إلغاء [[المسلمين]] لعهودهم مع [[المشركين]] من طرف | أثارت مسألة إلغاء [[المسلمين]] لعهودهم مع [[المشركين]] من طرف واحد، العديد من التساؤلات مع وجود تأكيد شديد على [[الوفاء بالعهد|الوفاء بالعهود]] والمواثيق في الإسلام.<ref>مکارم الشيرازي، تفسي الأمثل، 1371ش، ج5، ص527.</ref> ويعتبر [[العلامة الطباطبائي]] أنّ السبب في ذلك يعود إلى نقض العهد من قبل المشركين وجواز ردّ المسلمين عليهم بالمثل في ذلك.<ref>الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج9، ص147.</ref> ويرى [[الفضل بن الحسن الطبرسي|الطبرسي]] في [[تفسير مجمع البيان]] أنّ هناك ثلاثة أسباب لنقض [[النبي محمد|النبي]] {{اختصار/ص}} لعهده مع المشركين؛ وهي: كون الصلح الذي كان بينهما مؤقتاً، وكونه مشروطاً بنزول الأمر الإلهي، و كذلك الخيانة ونقض العهد من قِبل المشركين.<ref>الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج5، ص5.</ref><br> | ||
ويعتقد [[مكارم الشيرازي]] أنّ إلغاء المسلمين لعهدهم لم يكن بلا مقدّمات، بل إنّ الشواهد تدل على أنّ المشركين كانوا يستعدون لنقض عهدهم مع المسلمين حال تمكّنهم من ذلك، وهو ما كان من شأنه إنزال ضربة قاسية بالمسلمين. وبحسب قوله فإنّ العهود والمواثيق التي تُفرض على أمّة ما في ظل ظروف قاهرة؛ يجوز لها نقضها عند تمكنها من ذلك.<ref>مکارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج5، ص528.</ref><br> | ويعتقد [[مكارم الشيرازي]] أنّ إلغاء المسلمين لعهدهم لم يكن بلا مقدّمات، بل إنّ الشواهد تدل على أنّ المشركين كانوا يستعدون لنقض عهدهم مع المسلمين حال تمكّنهم من ذلك، وهو ما كان من شأنه إنزال ضربة قاسية بالمسلمين. وبحسب قوله فإنّ العهود والمواثيق التي تُفرض على أمّة ما في ظل ظروف قاهرة؛ يجوز لها نقضها عند تمكنها من ذلك.<ref>مکارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج5، ص528.</ref><br> | ||
وفي نظر [[المفسرين|المفسّرين]] فإنّ الإعلان العام لإلغاء هذه العهود والاتفاقات بين المسلمين والمشركين في مركز اجتماعهم في [[مكة]] وفي [[يوم الأضحى]]، وإعطاءهم مهلة أربعة أشهر لتقرير المصير وعدم مفاجأتهم بذلك، ينمّ عن التزام [[الإسلام]] واحترامه للحقوق الإنسانية.<ref>رضايي اصفهاني، تفسير قرآن مهر، 1387ش، ج8، ص145؛ مکارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج7، ص529.</ref> وبحسب [[العلامة الطباطبائي]] فإنّ [[الله]] | وفي نظر [[المفسرين|المفسّرين]] فإنّ الإعلان العام لإلغاء هذه العهود والاتفاقات بين المسلمين والمشركين في مركز اجتماعهم في [[مكة]] وفي [[يوم الأضحى]]، وإعطاءهم مهلة أربعة أشهر لتقرير المصير وعدم مفاجأتهم بذلك، ينمّ عن التزام [[الإسلام]] واحترامه للحقوق الإنسانية.<ref>رضايي اصفهاني، تفسير قرآن مهر، 1387ش، ج8، ص145؛ مکارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج7، ص529.</ref> وبحسب [[العلامة الطباطبائي]] فإنّ [[الله تعالى]] منع المسلمين من أيّة خيانة من خلال هذا الأمر.<ref>الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج9، ص147.</ref> | ||
=== احترام عهد الملتزمين بعهدهم === | ===احترام عهد الملتزمين بعهدهم=== | ||
يعتقد العلامة الطباطبائي بوجود تمييز بين [[الكفار]] الناكثين لعهودهم وبين أولئك الملتزمين بها استناداً للآية الرابعة من [[سورة التوبة]]، ويقول بأنّ المشركين الذين كانوا ملتزمين بعهدهم مع المسلمين ولم ينقضوه بشكل مباشر أو غير مباشر مستثنون من إعلان البراءة، ويجب على المسلمين الوفاء بعهدهم معهم إلى تمام مدّته | يعتقد العلامة الطباطبائي بوجود تمييز بين [[الكفار]] الناكثين لعهودهم وبين أولئك الملتزمين بها استناداً للآية الرابعة من [[سورة التوبة]]، ويقول بأنّ المشركين الذين كانوا ملتزمين بعهدهم مع المسلمين ولم ينقضوه بشكل مباشر أو غير مباشر مستثنون من إعلان البراءة، ويجب على المسلمين الوفاء بعهدهم معهم إلى تمام مدّته.<ref>الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج9، ص150.</ref> غير أنّه يرى أنّ أكثر المشركين كانوا قد نقضوا عهودهم ولم يتركوا مجالاً للوثوق بالبقية.<ref>الطباطبائي، الميزان، 1390هـ، ج9، ص147.</ref> | ||
== علّة إجبار المشركين على الدخول في الإسلام == | == علّة إجبار المشركين على الدخول في الإسلام == |