الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شورى الخلافة بعد عمر»
imported>Ya zainab لا ملخص تعديل |
imported>Ya zainab |
||
سطر ٣١: | سطر ٣١: | ||
==تشكيل الشورى== | ==تشكيل الشورى== | ||
بعد رحيل [[النبي (ص)]] كان اختيار الخليفة فيما مضى بالطريقة التالية؛ جماعة من الأصحاب اجتمعوا في [[سقيفة بني ساعدة|السقيفة]] دون أن ياخذوا بنظر الإعتبار ما جرى يوم الغدير فاختاروا [[ابو بكر ابن أبي قحافة|ابا بكر]] خليفة بعد النبي (ص). ثم بأساليب خاصّة، أخذوا [[البيعة]] من الناس. | بعد رحيل [[النبي (ص)]] كان اختيار الخليفة فيما مضى بالطريقة التالية؛ جماعة من الأصحاب اجتمعوا في [[سقيفة بني ساعدة|السقيفة]] دون أن ياخذوا بنظر الإعتبار ما جرى [[يوم الغدير]] فاختاروا [[ابو بكر ابن أبي قحافة|ابا بكر]] [[خليفة]] بعد النبي (ص). ثم بأساليب خاصّة، أخذوا [[البيعة]] من الناس. | ||
استدلّ هؤلاء على أنّ أمر الخلافة هو متروك لعامة الناس وهم من يدلي برأيه لتعيينه؛ لكنّ أبا بكر في أواخر حياته اتخذ إجراءاً مغايراً للطريقة المذكورة، فعيّن عمر بنفسه خلفاً له، دون أن يرجع إلى رأي الناس. | استدلّ هؤلاء على أنّ أمر الخلافة هو متروك لعامة الناس وهم من يدلي برأيه لتعيينه؛ لكنّ أبا بكر في أواخر حياته اتخذ إجراءاً مغايراً للطريقة المذكورة، فعيّن عمر بنفسه خلفاً له، دون أن يرجع إلى رأي الناس. | ||
إنّ [[عمر بن الخطاب]] تحاشى الطريقتين الماضيتين واتخذ أسلوباً آخراً، وقد اعترف عمر أنّ تعيين | إنّ [[عمر بن الخطاب]] تحاشى الطريقتين الماضيتين واتخذ أسلوباً آخراً، وقد اعترف عمر أنّ تعيين أبا بكر كان بعيداً عن رأي عموم المسلمين ومن الآن فصاعداً يجب تعيين الخليفة بحسب رأيهم ومشورتهم،<ref>المصنف، ج5، ص 445؛ البدء والتاريخ، ابن مطهّر، ج5، ص 192</ref> فاختار شورى من ستة نفرات حتى يعيّنوا من بينهم أحداً لتولي الخلافة على المسلمين. أعضاء الشورى الستة هم؛ [[علي بن أبي طالب|علي بن أبي طالب (ع)]] و[[عثمان بن عفان]] و[[طلحة بن عبيد الله]]، [[الزبير بن العوام|الزبير بن العوام]]، [[سعد بن أبي وقاص]] و [[عبد الرحمن بن عوف]].<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص129.</ref> | ||
رأى عمر أنّ اختيار الخليفة من بين أعضاء الشورى يجب أن يكون على أساس الغالبية، لكن وبحسب رغبته حدّد طريقة التعيين. | رأى عمر أنّ اختيار الخليفة من بين أعضاء الشورى يجب أن يكون على أساس الغالبية، لكن وبحسب رغبته حدّد طريقة التعيين. |
مراجعة ٠٠:٣٨، ١ فبراير ٢٠١٧
أعضاء الشورى بعد عمر | |
لاختيار الخليفة الثالث | |
الإمام علي (ع) |
شورى الخلافة بعد عمر هي تلك الشورى التي تكوّنت من ستة أشخاص، وتمّ تعيينهم من قِبَل عمر بن الخطاب حين كان على فراش الموت سنة (23 هـ /644 م)، ليختاروا من بينهم من يكون خليفة من بعده، كما ألزم عمر القبول بما يتمخض من هذه الشورى وأمر بضرب عنق كل من يخالف مااتفق عليه بالإجماع.
وقد أفضت هذه الشورى إلى اختيار عثمان بن عفان خليفة ثالثاً للمسلمين، كما أدرك علي بن أبي طالب (ع) ميول أعضاء الشورى واتجاهاتهم فتوقع سلفاً اختيار عثمان للخلافة.
بيان ما وقع
فَيا لَلّهِ وَلِلشُّورى! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيبُ فِي مَعَ الاَوَّلِ مِنْهُمْ حَتّى صِرْتُ اُقْرَنُ اِلى هذِهِ النَّظائِرِ؟! لكنّي اَسْفَفْتُ اِذْ اَسَفُّوا، وَطِرْتُ اِذْ طارُوا. فَصَغى رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ، وَمالَ الاْخَرُ لِصِهْرِهِ، مَعَ هَن وَهَن.[١]
بناءاً على ما نقل، كان هناك شخصاً يدعى فيروز أو أبو لؤلؤ وهو غلام للمغيرة بن شعبة، فطعن عمر بن الخطاب بخنجر سنة 23 هـ في شهر ذي الحجة. وقبض بعده إثر جراحه بثلاثة أو أربعة أيام في ظاهر الأمر أي في أواخر شهر ذي الحجة بثلاثة أيام.[٢]
كان عمر بن الخطاب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، يفكّر في من يخلّف بعده وكان يقول إذا كان معاذ بن جبل أو أبو عبيدة بن الجراح أو سالم مولى حذيفة أحياء لسلّمت الخلافة إليهم.[٣]ولأنّ هؤلاء قد ماتوا من قبل، ابتدع عمر طريقة لتعيين خَلَـف له.
تشكيل الشورى
بعد رحيل النبي (ص) كان اختيار الخليفة فيما مضى بالطريقة التالية؛ جماعة من الأصحاب اجتمعوا في السقيفة دون أن ياخذوا بنظر الإعتبار ما جرى يوم الغدير فاختاروا ابا بكر خليفة بعد النبي (ص). ثم بأساليب خاصّة، أخذوا البيعة من الناس. استدلّ هؤلاء على أنّ أمر الخلافة هو متروك لعامة الناس وهم من يدلي برأيه لتعيينه؛ لكنّ أبا بكر في أواخر حياته اتخذ إجراءاً مغايراً للطريقة المذكورة، فعيّن عمر بنفسه خلفاً له، دون أن يرجع إلى رأي الناس.
إنّ عمر بن الخطاب تحاشى الطريقتين الماضيتين واتخذ أسلوباً آخراً، وقد اعترف عمر أنّ تعيين أبا بكر كان بعيداً عن رأي عموم المسلمين ومن الآن فصاعداً يجب تعيين الخليفة بحسب رأيهم ومشورتهم،[٤] فاختار شورى من ستة نفرات حتى يعيّنوا من بينهم أحداً لتولي الخلافة على المسلمين. أعضاء الشورى الستة هم؛ علي بن أبي طالب (ع) وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، سعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف.[٥]
رأى عمر أنّ اختيار الخليفة من بين أعضاء الشورى يجب أن يكون على أساس الغالبية، لكن وبحسب رغبته حدّد طريقة التعيين.
يقال بأن الخليفة استعمل أبا طلحة زيد بن سهل الأنصاري، وقال له "إن رضي أربعة وخالف اثنان، فاضرب عنق الاثنين، وإن رضي ثلاثة وخالف ثلاثة، فاضرب أعناق الثلاثة الذين ليس فيهم عبد الرحمن، وإن جازت الثلاثة الأيام ولم يتراضوا بأحد، فاضرب أعناقهم جميعاً".[٦].وجعل 50 نفراً من الأنصار حرّاساً عليهم ومشرفين على تنفيذ الوصية.[٧]
ميول أعضاء الشورى
يعتقد البعض أنّ تشكيلة أعضاء الشورى، كانت توحي إلى اختيار عثمان منذ البدء، وبحسب توقعات الإمام علي (ع) أنّ سعد بن أبي وقاص لم يكن يعارض رأي ابن عمه عبد الرحمن والأخير صهر عثمان (زوج أخته) ومن الطبيعي أنه لا يختار غير عثمان. وبهذه التشكلية حتى لو اتفق طلحة والزبير على الإمام علي (ع)، لا جدوى من اتفاقهما؛ لأن عبد الرحمن - الذي قد عيّن كفصل الخطاب من قبل - سيكون في الفريق المقابل.[٨]
خوّل سعد بن أبي وقاص رأيه منذ البداية إلى عبد الرحمن بن عوف. وسحب زبير نفسه من التّرشيح للخلافة لصالح الإمام علي (ع). وأعلن عبد الرحمن أنه ليس بصدد تولّي الخلافة. وسحب طلحة (ابن عم ابي بكر) نفسه من الترشيح لصالح عثمان وكان معارضاً للإمام علي (ع). انطلاقاً من هذا، ترشّح الإمام علي (ع) وعثمان للخلافة، [٩]وبالتالي كانت كلمة الفصل لـعبد الرحمن.
بادرة عبد الرحمن
بداية وقبل أن تجري محادثات مع عامة الناس وعلى رأسهم الأشراف والأمراء، اشترط عبد الرحمن بن عوف على الإمام علي (ع) أن يتعهد بالعمل بكتاب الله وسيرة النبي (ص) وسيرة أبي بكر وعمر إذا ما تعيّن للخلافة، فرّد عليه علي (ع) قائلاً: آمل أن أعمل بحسب علمي ومقدرتي واجتهادي بـكتاب الله وسنة نبيه (ص). ثم توجّه عبد الرحمن إلى عثمان وعرض شرطه عليه وقبل عثمان بذلك دون ما تأمل. فعاد إلى علي (ع)، فأعاد قوله، فعل ذلك عبد الرحمن ثلاثا، فلما رأى أن عليا غير راجع عما قاله، وأن عثمان ينعم له بالإجابة صفق على يد عثمان وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين.
موقف علي
فيقال: إن عليا (ع) قال له: والله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه ما رجا صاحبكما من صاحبه، دق الله بينكما عطر منشم. ( والمصطلح (عطر منشم) تعبير آخر لانشغال الظالم بالظالم فيما بينهما؛ وقيل: ففسد بعد ذلك بين عثمان وعبد الرحمن، فلم يكلم أحدهما صاحبه حتى مات عبد الرحمن)[١٠]
ذكرت بعض المصادر أنّ علياً (ع) علم أنّ شرط بن عوف وضع كمكيدة له فالتفت إليه قائلاً: أنّك اخترت عثمان ليعيد إليك الخلافة من بعده. هذه هي ليست المرة الأولى أن تعارضونا باجتماعكم علينا وسلبكم حقّنا. جلعتم معارضتنا سنة علينا.[١١]
مواضيع ذات صلة
وصلات خاجية
الهوامش
- ↑ شرح نهج البلاغةج1، ص 184
- ↑ مروج الذهب، ج2، ص306؛ اليعقوبي في تاريخه، ج 2، ص 160
- ↑ الإمامة والسياسة، ج1، ص28.
- ↑ المصنف، ج5، ص 445؛ البدء والتاريخ، ابن مطهّر، ج5، ص 192
- ↑ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص129.
- ↑ اليعقوبي في تاريخه، ج 2، ص 160
- ↑ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 129-137
- ↑ نهج البلاغة، دشتي، ص 30؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص 188.
- ↑ تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص 296؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص 188.
- ↑ أبي الحديد المعتزلي، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 187 - 188
- ↑ تاريخ اليعقوبي، ج2، ص162؛ تاريخ الامم والملوك، ج3، ص296و 302؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص194؛ السقيفة وفدك، ص 85
المصادر والمراجع
- مروج الذهب ومعادن الجواهر، أبي الحسن علي بن الحسين المسعودي، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى، 1421ه/2000م.
- الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء، أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، تحقيق طه محمد زيني، القاهرة، مؤسسة الحلبي، 1387ه/1967 م.
- تاريخ الخلافة، جلال الدين اليسوطي، تحقيق لجنة من الأدباء، مطابع معتوق أخوان، بيروت،
- البدء والتاريخ، مطهر بن طاهر المقدسي، بور سعيد، مكتبة الثقافة الدينية، بي تا.
- تاريخ الأمم والملوك، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم، بيروت، دار التراث، الطبعة الثانية، 1387هـ/1967م.
- تاريخ اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب واضح المعروف باليعقوبي، تحقيق عبد الأمير مهنّا، بيروت، مؤسسة الأعلمي، الطبعة الأولى 1413ه/1993م.
- التنبيه والإشراف، أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي، تصحيح عبد الله اسماعيل الصاوي، القاهرة، دار الصاوي، بي تا (أفست قم: مؤسسة نشر المنابع الثقافة الإسلامية).
- السقيفة وفدك، أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري، بيروت، شركة الكتبي، 1413هـ.
- تاريخ الخلفا، السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، حلب، دار القلم العربي، 1413هـ 1993م.
- شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، دار احياء الكتب العربية، 1378ه /1959م .