يوسف صانعي (1937 ــ 2020 م) أحد مراجع تقليد الشيعة الإيرانيين، ومن تلامذة الإمام الخميني. قبل إعلان مرجعيته كان يُدرس خارج الأصول والفقه، ونشر رسالته العملية سنة 1993 م. شغل صانعي بعض المناصب في إيران، منها: عضو في كل من مجلس صيانة الدستور، ومجلس تشخيص مصلحة النظام، ومجلس خبراء القيادة. كما وكان المدعي العام الإيراني وإمام جمعة مدينة قم.
معلومات شخصية | |
---|---|
أقارب مشهورون | حسن صانعي |
تاریخ الميلاد | 1316 ش |
مكان الولادة | قرية نيك آباد من توابع «جرقوية» في محافظة إصفهان الإيرانية |
مكان الدراسة | قم وإصفهان |
مكان السكن | قم وإصفهان |
تاریخ الوفاة | 12 سبتمبر 2020 |
المدفن | قم |
معلومات علمية | |
الأساتذة | الإمام الخميني • السيد البروجردي • محمد محقق الداماد • محمد علي الأراکي |
نشاطات اجتماعية وسياسية | |
سياسية | عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور، المدعي العام الإيراني، نائب مجلس خبراء القيادة في دورته الأولى |
اجتماعية | إمام جمعة مدينة قم |
الموقع الرسمي | پایگاه اطلاعرسانی دفتر آیتالله صانعی |
للشيخ صانعي بعض الآراء والوجهات النظر التي أصبحت محل مناقشة بين المختصين، منها: بلوغ الفتاة في الثالث عشر من عمرها، وخروج المرأة من المنزل دون إذن الزوج، والمساواة في القصاص ودية المرأة والرجل، وأن يرث المسلم غير المسلم، وأن يكون المتبنّى محرما. كما وإنه يقدم العدالة العرفية على كثير من الأحكام الإسلامية، ويرى أن للإنسان كرامة ذاتية بغض النظر عن معتقداته.
توفي الشيخ يوسف صانعي في 12 سبتمبر 2020 في مدينة قم ودفن فيها.
السيرة الذاتية
ولد الشيخ يوسف صانعي، سنة 1937 في قرية نيك آباد[١] إحدى قرى محافظة إصفهان الإيرانية.[٢] جده الملا يوسف أحد الحوزويين المشهورين، ومن طلاب جهانغير خان القشقائي في الفلسفة، وحبيب الله رشتي في الفقه.[٣] والده _محمد علي_ أيضا كان من طلاب الحوزة.[٣] شهربانو نام مادر اوست[٢] وتوفي عندما كان الشيخ يوسف في العاشرة من عمره.[٤]
تزوج يوسف صانعي في السابعة والعشرين من عمره، [٥] وبما أن بداية حياته الزوجية كانت مصحوبة مع الفقر المادي، قامت زوجته بحياكة الأدوات التراثية ليتمكنوا من دفع إيجار منزلهما.[٦] توفيت زوجته سنة 2011،[٥] وأنجبت له إبنين وإبنة.[٥]
توفي الشيخ صانعي صبيحة 12 سبتمبر 2020.[٧]
النشاط السياسي
رغم أن آية الله الصانعي كان مع الإمام الخميني مع بدايات حركته ضد نظام الشاه، إلا أنه يرى نفسه ضمن الحلقات الثالثة أو الرابعة في النضال، حيث كان دوره غالبا في الأنشطة العلمية.[٨] وبحسب محققي مؤسسة فقه الثقلين الذين يعملون في مجال تحقيق وتجميع مؤلفات وآراء الصانعي،[٩] أغلب نشاطات سماحته قبل الثورة الإيرانية كانت تصب في وادي الثقافة والتبليغ.[١٠] رغم وجود أكثر من ثلاثين منشور في الدفاع عن الإمام الخميني ومعارضة النظام البهلوي بتوقيعه.[١١] كما وتم اعتقاله لمدة قصيرة من العام 1979.[٢]
المسؤوليات والسمات
أحيل لآية الله الصانعي بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران مسؤوليات وسمات عدة، فبأمر من الإمام الخميني عُيّن أحد فقهاء مجلس صيانة الدستور.[١٢] كما وكان المدعي العام لفترة من الزمن.[١٣] إضافة إلى عضويته في جامعة مدرسي حوزة قم العلمية.[١٤]
كان الصانعي نائب في أول دورة لمجلس خبراء القيادة عن مدينة طهران، حيث حصل حينها أكثر من مليوني صوت.[١٥] وكان إمام جمعة مدينة قم،[١٥] وعضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام،[١٦] وكان ممثل الإمام الخميني في اللجنة العامة لإعادة بناء المناطق المنكوبة بعد الحرب العراقية_الإيرانية.[٢]
السيرة الحوزوية
في سنة 1946 دخل الشيخ يوسف صانعي الحوزة العلمية في إصفهان،[١٧] ومن ثم هاجر إلى حوزة قم العلمية سنة 1951.[١٨] واجه الصانعي في قم ككثير من طلاب العلوم الدينية مشاكل مالية كثيرة.[١٩]
أكمل الشيخ الصانعي السطوح الحوزوية سنة 1956، وحصل على الرتبة الأولى في اختبارات السطوح العالية، ولاقى تشجيا من آية الله البروجردي.[٢٠] ويذكر بأنه كان يحظر 14 محاضرة في اليوم الواحد.[١٩]
شارك الصانعي في بحث الخارج للفقه والأصول عند أساتذة مختلفة، ولكن أغلب حضوره كان في محاضرات الإمام الخميني.[٢١] وبعد ما درّس الرسائل، المكاسب وكفاية الأصول، لعدة مرات، في سنة 1973 بدأ تدريس خارج الأصول، و في سنة 1975 في الـ 38 من عمره درّس خارج الفقه أيضا.[٢٢]
بدأ الصانعي اعتلاء المنبر منذ بداية دراسته الحوزوية في قريته.[٢٣] وإضافة إلى التبليغ في المناسبات الخاصة كمحرم وشهر رمضان،[٢٤] بدأ بالذهاب إلى طهران وقم في أواخر كل أسبوع منذ العام 1960 ولغاية العام 1980، وذلك لإلقاء المحاضرات الدينية.[٢٥]
الأساتذة
كان من أساتذة الشيخ الصانعي في دروس السطح كل من مصطفی اعتمادي، والإمام موسى الصدر، وجعفر سبحاني ومحمد تقي ستوده.[٢٦] وفي بحث خارج الفقه والأصول حضر محاضرات أساتذة أجلاء من أمثال محمد محقق الداماد، محمد علي الأراكي وعباس علي الشاهرودي، وشارك أيضا لمدة سنة في محاضرات آية الله البروجردي.[٢١] ولكن كان أكثر حضوره كان عند الإمام الخميني.[٢١]
مع الإمام الخميني
كان الصانعي منذ سنة 1955 ولغاية وفاة الإمام الخميني مع الإمام.[٢٧] وكان يشارك في دروسه منذ 1956 ولغاية ترحيله باستمرار،[٢٨] وكتب تقرير درس الفقه له بشكل كامل وباللغة العربية، كما كتب جزء كبيرا من تقارير درس الأصول له.[٢٩] وإضافة إلى تتلمذه على يد الإمام كان يذهب إلى بيته بانتظام، ولسنوات عدة كان يقوم بضيافة ضيوف الإمام في المناسبات والأعياد وأيام الفاطمية.[٣٠]
كان يرى يوسف صانعي الإمام الخميني كشخصية بارزة في تاريخ الإسلام، حيث كان فقيها، وعارفا وفيلسوفا ومناضلا.[٣١]
ومن جانبه كان يرى الإمام الخميني بأن الصانعي كأحد أبنائه[٣٢] وذكره في إحدى المحاضرات بأوصاف تدل على فضله وعلمه.[٣٣]
المرجعية
نشر آية الله الصانعي رسالته العملية سنة 1993.[٣٤] ولكن في بدايات 2010 عندما سُئلت جامعة المدرسين عن مرجعيته أجابت بعدم وجود الملاكات الكافية لذلك.[٣٥] ولكن بعض مراجع التقليد من أمثال مكارم الشيرازي ونوري الهمداني وموسوي الأردبيلي، اعتبروا مرجعية الصانعي صحيحة.[٣٦]
المبادئ الفقهية
بعض المبادئ الفقهية للشيخ الصانعي هي:
- يرى الصانعي بأن للعدالة أولوية على جميع الأحكام الإسلامية سوى النص المتواتر.[٣٧] وبناء على هذا المبدأ أفتى بالمساواة في دية المرأة والرجل، والمسلم وغير المسلم..[٣٧]
- يعتقد الصانعي بالكرامة الذاتية للإنسان مهما كان معتقده، فلذا يرى حرمة غيبة الجميع وحتى غير المسلمين.[٣٨]
- يرى الصانعي بأن غير المسلمين على قسمين، القاصر منهم والمقصر. فالقاصر برأيه غير مسلم وحسب، وأما الكافر فهو المقصر. وبناء على هذا الرأي يصدر أحكامه. فيرى فرق في ما يتعلق بالنجاسة والطهارة والذبح الشرعي والزواج، بين الكافر وغير المسلم.[٣٩]
الآراء الفقهية
قدم آية الله الصانعي استقالته من الإدعاء العام، وذلك بسبب بعض الآراء الفقهية التي كان يختص بها.[٤٠] بعض هذه الآراء لم تُذكر عند الشيعة فيما سبق،[٤١] وبعض الآخر منها ذُكرت عند عدد قليل من العلماء، ولهذا عدها بعض الباحثين فتاوى شاذة.[٤٢] وأثارت بعض فتاويه جدلا حادا في الأواسط الفقهية.[٤٣] ومن جهة أخرى راى بعض الباحثين بأن الصانعي كان جسرا يربط بين العالم الحديث والفقه، حيث كان يصدر الفتاوى بناء على اقتضاءات الحداثة.[٤٤] بعض هذه الآراء هي:
الأحكام الخاصة بالنساء
للصانعي بشأن النساء آراء تختلف عن مشهور الفقهاء. منها: إذا استغنت المرأة عن مهرها وطلبت الطلاق، على الرجل أن يطلقها.[٤٥] وبرأيه في حين عدم وجود الأب، فولاية الطفل على عاتق الأم، وولايتها مقدمة على ولاية الجد.[٤٥] كما وإنه لا يشترط الذكورة في المرجعية الدينية والقضاء.[٤٦]
بلوغ الفتيات
يرى آية الله الصانعي بأن الفتيات يبلغن في الثالثة عشرة من عمرهن، ولإثبات هذا الأمر يستدل برواية عمار الساباطي،[٤٧] وبعض آيات القرآن، إضافة لقاعدة رفع قلم وغيرها من الأمور؛[٤٨] وهذا الرأي هو على خلاف المشهور، حيث يعتبر أغلب العلماء بلوغ الفتيات في التاسعة من عمرهن.[٤٩]
خروج المرأة من البيت دون إذن الزوج
يرى آية الله الصانعي بأن خروج المرأة من بيتها لما هو متعارف لا يحتاج إلى إذن زوجها.[٥٠] وما يحتاج إلى إذن هو الذي يخالف الشأن الأسري للزوج أو يزاحم حقوقه.[٥٠]
إرث غير المسلم من المسلم
يعتقد الصانعي بأن الكافر الذي لا يؤمن على رغم علمه بحقانية الإسلام، لا يرث المسلم. ولكن هذا الحكم لا يشمل جميع غير المسلمين.[٥١] السبب خلف هذا الرأي هو أن الأساس أن يرث الأقرباء أحدهم من الآخر. والاستثناء في ذلك هم الكفار من الأقرباء، الذين لهم العداء عنادا. فبرأيه لا يسر ذلك لكل من هو غير المسلم.[٥١] واعتُبر هذا الرأي بخلاف آراء جميع فقهاء الشيعة.[٥٢]
الهوامش
- ↑ کوشا، «با شما داستانی دارم- دیدار با آیتالله یوسف صانعی»
- ↑ ٢٫٠ ٢٫١ ٢٫٢ ٢٫٣ «زندگینامه حضرت آیه الله یوسف صانعی».
- ↑ ٣٫٠ ٣٫١ آیینه نظر، 1394 هـ ش، ص13.
- ↑ آیینه نظر، 1394 هـ ش، ص22.
- ↑ ٥٫٠ ٥٫١ ٥٫٢ رویکردی به حقوق زنان، 1397ش، ص41.
- ↑ فقیه نواندیش، 1393 هـ ش، ص26-28
- ↑ «آیتالله یوسف صانعی در گذشت»، موقع قدس.
- ↑ فقیه نو اندیش، 1393 هـ ش، ص110.
- ↑ آیینه نظر، 1394 هـ ش، ص53.
- ↑ رویکردی به حقوق زنان، 1397 هـ ش، ص24.
- ↑ فقیه نو اندیش، 1393 هـ ش، ص103
- ↑ «عنایت حضرت امام خمینی و مسئولیتهای اجرایی»
- ↑ فقیه نواندیش، 1393 هـ ش، ص120.
- ↑ «اعضای سابق جامعه مدرسین حوزه علمیه قم»
- ↑ ١٥٫٠ ١٥٫١ فقیه نواندیش، 1393 هـ ش، ص126.
- ↑ فقیه نواندیش، 1393 هـ ش، ص125.
- ↑ آیینه نظر، 1394 هـ ش، ص17.
- ↑ «صانعی، یوسف (تهران)».
- ↑ ١٩٫٠ ١٩٫١ آیینه نظر، 1394 هـ ش، ص23.
- ↑ فقیه نو اندیش، ص36.
- ↑ ٢١٫٠ ٢١٫١ ٢١٫٢ آیینه نظر، 1394 هـ ش، ص20
- ↑ آیینه نظر، 1394 هـ ش، ص33
- ↑ فقیه نو اندیش، 1393 هـ ش، ص77.
- ↑ فقیه نو اندیش، 1393 هـ ش، ص79.
- ↑ فقیه نو اندیش، 1393 هـ ش، ص68.
- ↑ فقیه نو اندیش، 1393 هـ ش، ص34.
- ↑ «سخنرانی آیتالله صانعی».
- ↑ فقیه نو اندیش، 1393 هـ ش، ص37.
- ↑ آیینه نظر، 1394 هـ ش، ص21.
- ↑ همراه با آفتاب، 1387 هـ ش، ص82.
- ↑ همراه با آفتاب، 1387 هـ ش، ص6
- ↑ مرکز تنظیم و نشر آثار امام خمینی، صحیفه امام، 1378 هـ ش، ج17، ص230.
- ↑ مرکز تنظیم و نشر آثار امام خمینی، صحیفه امام، 1378 هـ ش، ج19، ص310.
- ↑ آیینه نظر، 1394 هـ ش، ص11.
- ↑ «جامعه مدرسین حوزه علمیه قم آیتالله صانعی را فاقد ملاکهای لازم برای تصدی مرجعیت دانست».
- ↑ «مراجع تقلید: تقلید از آیتالله صانعی صحیح است».
- ↑ ٣٧٫٠ ٣٧٫١ رویکردی به حقوق زنان، 1397 هـ ش، ص219.
- ↑ رویکردی به حقوق زنان، 1397 هـ ش، ص212.
- ↑ رویکردی به حقوق زنان، 1397 هـ ش، ص214-215.
- ↑ فقیه نواندیش، 1393 هـ ش، ص120.
- ↑ برای نمونه نگاه کنید به: فقه و زندگی، 1390 هـ ش، ج9، ص373.
- ↑ برای اطلاعات بیشتر نگاه کنید به: پاسداشت مرجعیت، جامعه مدرسین، ص126.
- ↑ پاسداشت مرجعیت، جامعه مدرسین، ص127-172.
- ↑ مرتضوی، «این فقیه نواندیش پل ارتباطی دنیای مدرن و فقاهت است»
- ↑ ٤٥٫٠ ٤٥٫١ چکیده اندیشهها، 1387 هـ ش، ص8.
- ↑ مشایخی، مروری بر دیدگاهها و نظرات آیتالله صانعی، 1394 هـ ش، ص215.
- ↑ الشيخ الطوسی، تهذیب الأحکام، 1407ق، ج2، ص381.
- ↑ نگاه کنید به: صانعی، فقه و زندگی، 1390 هـ ش، ج7، فصل دوم.
- ↑ نجفی، جواهر الکلام، 1404ق، ج26، ص38.
- ↑ ٥٠٫٠ ٥٠٫١ استفتائات قضائی،1388 ش، ج 2، ص 511.
- ↑ ٥١٫٠ ٥١٫١ فقه و زندگی،1390 هـ ش، ج9، ص419.
- ↑ فقه و زندگی،1390 هـ ش، ج9، ص373.