قوة القدس أو فيلق القدس، هي منظمة وقوة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإسلامي في إيران، وهي المسؤولة عن أنشطة الحرس الثوري في خارج الحدود الإقليمية للبلاد.

قوة القدس
التأسيس
سنة التأسيس1369ش
الشخصيات
المؤسسالسيد علي الخامنئي
القائدأحمد وحيدي، ثم قاسم سليماني، ثم إسماعيل قاآني
المقرات
مركز القيادةطهران
مركز الإدارةطهران
الأفكار
أيديولوجياالإسلام الشيعي، ولاية الفقيه
معلومات أخرى

تأسس فيلق القدس عام 1369ش بأمر من السيد علي الخامنئي، قائد الثورة الإسلامية الإيرانية. وكان أحمد وحيدي هو أول قائد لفيلق القدس الذي تولى هذه المسؤولية لمدة سبع سنوات، ثم عيّن قائدُ الثورة قاسم سليماني قائداً لفيلق القدس في عام 1376ش، واستشهد سليماني في مطار بغداد على يد الولايات المتحدة الأمريكية وبأمر مباشر من دونالد ترامب رئيسها آنذاك، ليُعين إسماعيل قاآني خلفا لسليماني على رأس هذه القوة.

وتُعد مهام قوة القدس هي التواجد الاستشاري والعسكري في خارج حدود البلاد، إضافة إلى مهمة حماية الأماكن والرموز الشيعية مثل مراقد الأئمة (ع)، وكذلك تنظيم الجماعات المقاومة مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق. ومن الأنشطة الاستشارية والعسكرية التي قامت بها هذه القوة هو التواجد في العراق وسوريا لمحاربة داعش والجماعات التكفيرية.

التأريخ وكيفية التأسيس

قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني والمعروفة باسم فيلق القدس هو إحدى القوى الخمس [ملاحظة ١] التابعة للحرس الثوري الإيراني.[١] وتم إنشاء قوة القدس في عام 1369ش، بأمر من السيد علي الخامنئي، المرشد الثاني للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتحقت هذه القوة بالحرس الثوري الإسلامي.[٢] يقال إن تاريخ نشاط فيلق القدس يعود إلى نشاط قوة مقر رمضان ولواء بدر التاسع،[٣] وكان مقر رمضان العسكري أول قوة تابعة للحرس الثوري الإيراني من أجل تنفيذ عمليات خارج الحدود والذي تم تأسيسه سابقا عام 1362ش، تحت قيادة مرتضى رضائي.[٤] مع ذلك اعتبر البعض أن نواة فيلق القدس يرجع إلى وحدة حركات التحرير [ملاحظة ٢]آنذاك ؛[٥] قدم آية الله خامنئي خلال خطبة جمعة ألقاها في 27 ديسمبر 2018م، قوة القدس على أنهم محاربون بلا حدود، وهم موجودون أينما دعت الحاجة لمساعدة الدول الأخرى والمستضعفين في المنطقة الذين يتعرضون لضغوط، وذلك بتقديم حياتهم وبكل ما لديهم من قوة، كما تقوم بإزالة ظلال الحرب والإرهاب والدمار من بلاد إيران ودفع المخاطر عنها.[٦]

القادة

أحمد وحيدي، بصفته القائد الأول لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تولى قيادة هذه القوة لمدة 7 سنوات من عام 1369 وحتى 1376ش.[٧] ثم خلفه قاسم سليماني، القائد الثاني لفيلق القدس، وتم تعيينه قائداً لهذه القوة من قبل السيد علي الخامنئي عام 1376ش.[٨] واستشهد قاسم سليماني في مطار بغداد مع عدد من رفاقه ومن بينهم أبو مهدي المهندس في 13 ديسمبر 2018م،، إثر هجوم إرهابي بطائرة أمريكية بدون طيار وبأوامر مباشرة من دونالد ترامب رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك.[٩] وفور وقوع هذه الحادثة، تم تعيين إسماعيل قاآني قائدًا جديدًا لفيلق القدس بأمر من مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية .[١٠]

الأنشطة

جانب من أنشطة فيلق القدس كما يلي:

تنظيم الحركات المقاومة في المنطقة

إحدى أهم استراتيجيات قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في إدارة الأزمات في المنطقة هي إعداد وتنظيم ودعم الحركات المقاومة مثل حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، ولواء فاطميون في أفغانستان، وقوات أنصار الله في اليمن.[١١] والهدف المشترك لهذه الجماعات هو محاربة أمريكا وإسرائيل ومخططاتهما.[١٢] وقد اعتبر السيد علي الخامنئي تشكيل النواة الشعبية لحزب الله في جميع أنحاء العالم كانت أحد أمنيات الإمام الخميني، والذي تم تعريفه كإحدى مهام قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني.[١٣]

التواجد الاستشاري والعسكري

أحد الأنشطة الرئيسية لقوة القدس هو التواجد الاستشاري والعسكري في الأزمات الإقليمية.[١٤] وما يلي بعض نماذج من تواجد وأنشطة فيلق القدس في دول المنطقة:

  • التواجد في البوسنة

ويعود أول تواجد ونشاط رسمي خارج حدود البلاد لفيلق القدس إلى دعم مسلمي أوروبا في حرب البوسنة.[١٥] بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وبعض حلفائه، بما في ذلك يوغوسلافيا، وإعلان استقلال دول مثل البوسنة والهرسك، اندلعت حرب أهلية بين الصرب والبوشناق والكروات،[١٦] وعلى إثرها تم قتل وذبح عدد كبير من المسلمين في البوسنة والهرسك على يد الجيش والميليشيات الصربية. كانت مهمة فيلق القدس هي تقديم الدعم لمسلمي البوسنة الذين كانوا آنذاك يفتقرون إلى قوة عسكرية قوية.[١٧]

  • التواجد في أفغانستان

ويُعد تواجد فيلق القدس بعد غزو الاتحاد السوفييتي السابق لأفغانستان في أوائل الثمانينيات، هو أحد فعاليات الفيلق خارج الحدود الإقليمية للبلاد.[١٨] وكانت إحدى المهام الأولى لفيلق القدس في أفغانستان هي إنشاء مجموعات مجاهدة شيعية تسمى بالأحزاب الثمانية، والتي شكلت فيما بعد تحالفًا مع حزب الوحدة الإسلامية الأفغاني، كما تعاونت مع الجمعية الإسلامية الأفغانية[ملاحظة ٣] بقيادة برهان الدين رباني وأحمد شاه مسعود.[١٩]

  • حرب لبنان الثانية

حرب لبنان الثانية هي الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله اللبناني عام 2006م، والتي استمرت 33 يومًا.[٢٠] وينقل أن اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في ذلك الوقت، كان حاضراً في غرفة العمليات ومع قادة حزب الله طوال أيام الحرب.[٢١] وقال اللواء سليماني في إحدى المقابلات إن دعم حزب الله في حرب تموز 2006م، كان على جميع الأصعدة واشتمل على الدعم الروحي والمادي وتقديم السلاح والمعدات وكذلك الدعم الإعلامي، وكل ذلك كان بدعم من المرشد الأعلى ورغبة مسؤولين آخرين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.[٢٢]

  • الحرب مع داعش في العراق وسوريا
 
قائد قوة قدس التابع للحرس الثوري الإيراني من عام 1376ش وحتى 1398 ش

يًعد الحرب ضد داعش والجماعات التكفيرية في العراق وسوريا، أحد أهم الأنشطة التي قام بها فيلق القدس في السنوات الأخيرة.[٢٣] وكانت طبيعة هذه الأنشطة على شكل تقديم المساعدة الاستشارية ورسم الخطط العسكرية وقيادة العمليات وأيضا المشاركة في العمليات العسكرية.[٢٤]

  • التواجد في اليمن

وتختلف الأخبار حول تواجد فيلق القدس في اليمن. وتزعم وسائل الإعلام التابعة للتحالف السعودي وجود بعض أفراد وقادة فيلق القدس بعد الثورة اليمنية عام 2014م.[٢٥] وبحسب هذه الوسائط، فإن بعض الأفراد التابعين لفيلق القدس مسؤولون عن دعم أو بناء أو نقل الصواريخ والطائرات بدون طيار والأسلحة العسكرية من إيران إلى قوات أنصار الله في اليمن.[٢٦] من جهة أخرى، صرح رستم قاسمي، النائب الاقتصادي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في مقابلة، إن فيلق القدس ليس لديه أي نشاط وحضور في اليمن.[٢٧]

تعزيز ودعم فصائل المقاومة الفلسطينية

ويدعم فيلق القدس المقاومة الفلسطينية. وبحسب أحد قادة حماس، بادر قاسم سليماني، خلال قيادته في فيلق القدس، بتزويد حماس بأسلحة متطورة ضد إسرائيل.[٢٨] وقال آية الله الخامنئي، المرشد الإيراني أيضاً: إن قاسم سليماني ساعد الفلسطينيين الذين كان الأمريكان يريدون أن يبقونهم في حالة ضعف دائمية، لكي لا يتمكنوا من مقاومة المحتل؛ وجعلهم متمكنين من عدوهم، وقادرين على المقاومة؛ بحيث أمكن لمنطقة صغيرة مثل قطاع غزة أن تقف في وجه الكيان الصهيوني بكل ادعاءاته.[٢٩] وشكر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة خلال رسالة إلى آية الله خامنئي في خرداد 1402ش، الجمهورية الإسلامية على دعمها ودور فيلق القدس وقائده إسماعيل قاآني في الهجوم الذي استمر 12 يومًا في الحرب بين الفلسطينيين وإسرائيل.[٣٠] كما أعلن إسماعيل قاآني دعم هذه القوة لحركة الجهاد الإسلامي بعد عملية اقتحام الأقصى، .[٣١]

حماية المراقد المقدسة

ينقل أن إحدى مهمات قوة القدس في الحرس الثوري حماية العتبات المقدسة من تهديدات وهجمات داعش والجماعات التكفيرية، لا سيما في العراق وسوريا[٣٢] وفي هذا السياق يعتبر مبادرة الصدّ للهجوم الواسع الذي قام به داعش على سامراء بهدف الاستيلاء على مرقدي الإمام الهادي (ع) والإمام الحسن العسكري (ع) وتدميرهما في 5 حزيران 2014م، والسيطرة على مناطق في المدينة، هي من أهم العمليات التي قامت هذه القوة لحماية العتبات المقدسة.[٣٣] وتصدّت قوة القدس بقيادة اللواء قاسم سليماني وبالتنسيق والتعاون مع مجموعات المقاومة والجيش العراقي من صدّ هذه الهجمات وتطهير المدينة من القوات والعناصر التكفيرية.[٣٤]

الهوامش

  1. سه روایت از تشکیل سپاه پاسداران»، موقع ايسنا للأنباء
  2. نیروی قدس سپاه چگونه شکل گرفت؟»، موقع فارس للأنباء
  3. نیروی قدس سپاه چگونه شکل گرفت؟»، موقع فارس للأنباء
  4. محمدپور، «تأثیر عملیات‌های نامنظم قرارگاه رمضان در جنگ تحمیلی»، ص۷۷.
  5. واحد "نهضت‌های آزادیبخش"؛ گروهی مورد حمایت "منتظری" که در خدمت دشمن بود»، موقع تسنيم للأنباء
  6. «اینک نیروی بدون مرز قدس!»، موقع Khamenei.ir
  7. «سپاه قدس چگونه تشکیل شد؟»، الموقع الخبري للطلاب الإيرانيين
  8. «حکم انتصاب سرتیپ قاسم سلیمانی به فرماندهی سپاه قدس سپاه پاسداران انقلاب اسلامی»، پایگاه اطلاع‌رسانی آیت‌الله خامنه‌ای.
  9. «اخبار لحظه به لحظه از شهادت حاج "قاسم سلیمانی" و "ابومهدی المهندس" و واکنش‌ها به آن»، خبرگزاری ابنا.
  10. «با حکم رهبر معظم انقلاب، سردار اسماعیل قاآنی فرمانده نیروی قدس سپاه شد»، سایت خبرگزاری تسنیم.
  11. بهمن، «نقش نیروی قدس در حل بحران‌های غرب آسیا»، ص16-19.
  12. خسروشاهین، «بازدارندگی محور مقاومت».
  13. «اینک نیروی بدون مرز قدس!»، موقع Khamenei.ir
  14. بهمن، «نقش نیروی قدس در حل بحران‌های غرب آسیا»، ص20.
  15. «نیروی قدس در کدام جنگ‌ها حضور یافت؟»، سایت خبرگزاری مشرق.
  16. «بالکان غربی یا یوگسلاوی سابق از گذشته‌ای تلخ تا آینده‌ای روشن»، سایت مؤسسه مطالعات و تحقیقات بین المللی ابرار معاصر.
  17. «مروری بر فعالیت‌های نیروی قدس سپاه و سردار سلیمانی؛ از بوسنی تا سوریه»، سایت خبر آنلاین.
  18. «ایران از کدام گروه‌های مجاهد شیعه و سنی افغانستانی حمایت کرد؟»، سایت خبرگزاری آنا.
  19. «مروری بر فعالیت‌های نیروی قدس سپاه»، سایت خبر آنلاین.
  20. شفیعی، مرادی، «تأثیر جنگ 33 روزه لبنان بر موقعیت منطقه‌ای ایران»، ص24.
  21. «ناگفته‌های جنگ 33روزه در گفتگو با سرلشکر حاج قاسم سلیمانی»، سایت Khamenei.ir.
  22. «ناگفته‌های جنگ 33روزه در گفتگو با سرلشکر حاج قاسم سلیمانی»، سایت Khamenei.ir.
  23. نجابت، «گروهک تروریستی داعش و امنیت ملی جمهوری اسلامی ایران؛ چالش‌ها و فرصت‌ها»، ص112.
  24. «نیروی قدس سپاه چگونه تشکیل شد و در منطقه چه کرد؟»، موقع تسنيم للأنباء.
  25. «ترور مسئول سپاه قدس در یمن شکست خورد»، موقع تطورات العالم الإسلامي.
  26. «ترور مسئول سپاه قدس در یمن شکست خورد»، موقع تطورات العالم الإسلامي.
  27. «معاون سپاه قدس: در یمن حضور نداریم»، موقع انصاف
  28. [حمدان-للميادين--الشهيد-سليماني-لعب-دورا-مهما-في-تعبئة-صفوف-ا حمدان للمیادین: الشهید سلیمانی لعب دوراً مهماً فی تعبئة صفوف المقاومین]»، موقع المیادین
  29. «بیانات آیت‌الله خامنه‌ای در دیدار با مردم قم»، موقع Khamenei.ir
  30. «پیام تقدیر دبیرکل جهاد اسلامی از رهبر انقلاب: از شما و فرمانده نیروی قدس که در هدایت نبرد کنار ما بودند تشکر می‌کنم»، موقع تسنیم للأنباء
  31. «پیام سردار قاآنی به فرمانده گردان‌های القسام»، موقع ایسنا
  32. «روایت عراقی‌ها از نقش شهید سلیمانی در نجات سامرا»، موقع فاش نیوز للأنبار
  33. «همه چیز درباره حمله داعش به سامراء»، موقع ابنا للأنباء
  34. «روایت عراقی‌ها از نقش شهید سلیمانی در نجات سامرا»، موقع فاش نیوز للأنبار

الملاحظات

  1. ويتكون الحرس الثوري الإيراني من خمس قوات ذات مهام مختلفة: القوة البرية، القوة البحرية، القوة الجوية، قوة المقاومة (الباسيج) وقوة القدس.(«سه روایت از تشکیل سپاه پاسداران»، موقع ايسنا للأنباء.)
  2. تأسست وحدة الحركات التحررية التابعة للحرس الثوري الإيراني في بداية الثورة تحت مسؤولية محمد منتظري بغرض الأنشطة الهادفة إلى التعريف بالثورة وتصديرها إلى الخارج، وبعد محمد منتظري، ترأس هذه الوحدة سيد مهدي هاشمي (شقيق صهر آية الله المنتظري). وفي حكومة محمد علي رجائي، تم دمج وحدة حركة التحرير في الحرس الثوري الإيراني، وخلال هذه الفترة كان لها تعاون وثيق للغاية مع حركات التحرير الأخرى في جميع أنحاء العالم.(بارسقیان، سرگه، شهروند، شماره۴۷، اردیبهشت ۱۳۸۷ش.)
  3. الجمعية الإسلامية الأفغانية هي أحد الأحزاب السياسية الأفغانية، تشكلّت متأثرة بحركة الإخوان المسلمين المصرية بقيادة برهان الدين رباني. وينقل أنها تأسست عام 1336ش.(«جمعیت اسلامی افغانستان»، سایت پیام آفتاب.)

المصادر والمراجع