رسالة الإمام علي إلى سهل بن حنيف
رسالة الإمام علي إلى سهل بن حنيف وهي من رسائل الإمام علي التي جاءت بعد التحاق أصحاب سهل بن حُنَيف بمعاوية بن أبي سفيان، وقد كتب الإمام علي الرسالة من أجل مواساة سهل بن حنيف على ما جرى،[١] وفي هذه الرسالة كتب الإمام علي إلى والي المدينة أنّ في المدينة من التحق بركب معاوية بن أبي سفيان، لكن يخبر سهل بعدم الانزعاج من ذلك؛ لأنَّ هؤلاء الخونة يريدون أن يفرّوا من الظلم، ويدخلوا في عدل معاوية، وهذا لن يحصل؛ لأنَّ هؤلاء رأوا عدالة الحكومة التي هم فيها، وهم إنَّما ذهبوا إلى معاوية من أجل طلب الدنيا والأموال التي عنده، وبالتالي أصبحوا ضالّين.[٢]
سهل بن حنيف من أصحاب النبي ومن الذين نصَّبهم الإمام علي على المدينة،[٣] وكذلك كان هو من شرطة الخميس.[٤]
رسالة الإمام علي إلى سهل بن حنيف وردت في مصادر متعددة من مصادر شيعية وسنية، وقد نقل السيد الرضي في نهج البلاغة نصّ كلام البلاذري نفسه (مؤرِّخ القرن الثالث الهجري) في أنساب الأشراف،[٥] ولكن يختلف نص الرضي اختلافا يسيرا مع ما هو منقول في كتاب تاريخ اليعقوبي لـأحمد بن أبي يعقوب. ذكرت هذه الرسالة في نسخة ابن ميثم تحت رقم 69،[٦] وتحت رقم 70 في نسخ ابن أبي الحديد،[٧] والعلامة المجلسي،[٨] ومحمد عبده،[٩] وصبحي صالح،[١٠] والسيد علي نقي فيض الإسلام.[١١]
نص رسالة الإمام علي(ع) إلى سهل بن حنيف:
أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِمَّنْ قِبَلَكَ يَتَسَلَّلُونَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَلَا تَأْسَفْ عَلَى مَا يَفُوتُكَ مِنْ عَدَدِهِمْ وَيَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ مَدَدِهِمْ فَكَفَى لَهُمْ غَيّاً وَلَكَ مِنْهُمْ شَافِياً فِرَارُهُمْ مِنَ الْهُدَى وَالْحَقِّ وَإِيضَاعُهُمْ إِلَى الْعَمَى وَالْجَهْلِ فَإِنَّمَا هُمْ أَهْلُ دُنْيَا مُقْبِلُونَ عَلَيْهَا وَمُهْطِعُونَ إِلَيْهَا وَقَدْ عَرَفُوا الْعَدْلَ وَرَأَوْهُ وَسَمِعُوهُ وَوَعَوْهُ وَعَلِمُوا أَنَّ النَّاسَ عِنْدَنَا فِي الْحَقِّ أُسْوَةٌ فَهَرَبُوا إِلَى الْأَثَرَةِ فَبُعْداً لَهُمْ وَسُحْقاً إِنَّهُمْ وَاللَّهِ لَمْ [يَفِرُّوا] يَنْفِرُوا مِنْ جَوْرٍ وَلَمْ يَلْحَقُوا بِعَدْلٍ وَإِنَّا لَنَطْمَعُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَنْ يُذَلِّلَ اللَّهُ لَنَا صَعْبَهُ وَيُسَهِّلَ لَنَا حَزْنَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَالسَّلَام.
نهج البلاغة، الرسالة 70، ص461.
الهوامش
- ↑ الشيخ الطوسي، رجال الطوسی، ص66؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص157.
- ↑ نهج البلاغة، تصحیح صبحي صالح، الرسالة 70، ص461.
- ↑ الشيخ الطوسي، رجال الطوسي، ص66؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص157.
- ↑ البرقي، رجال البرقي، ص4.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج2، ص157
- ↑ ابن ميثم، شرح نهج البلاغة، ج5، 225.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج18، ص52.
- ↑ العلامة المجلسي، شرح نهج البلاغة المقتطف من بحار الأنوار، ج3، ص307.
- ↑ عبده، نهج البلاغة، مطبعة الاستقامة، ج3، ص144.
- ↑ نهج البلاغة، تصحیح: صبحي صالح، الرسالة 70، ص461.
- ↑ فیض الإسلام، ترجمة و شرح نهج البلاغة، ج5، ص107.
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهيم، قم، مکتبة آية الله المرعشي النجفي، الطبعة: الأولى، 1404هـ.
- ابن ميثم، ميثم بن علي، شرح نهج البلاغة، طهران، نشر الکتاب، 1404هـ.
- البرقي، أحمد بن محمد، رجال البرقي، طهران، مركز نشر جامعة طهران، 1332ش.
- البلاذري، أحمد بن یحیی، أنساب الأشراف، تحقیق: محمد باقر محمودي، بیروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة: الأولى، 1394هـ.
- السيد الرضي، محمد بن حسین، نهج البلاغة، تصحيح: صبحي صالح، قم، هجرت، الطبعة: الأولى: 1414هـ.
- الشيخ الطوسي، محمد بن حسن، رجال الطوسي، تصحیح: قيومي إصفهاني، جواد، قم، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسین بقم المقدسة، 1373ش.
- عبده، محمد، شرح نهج البلاغة، القاهرة، مطبعة الاستقامة، د. ت.
- فیض الإسلام، علي نقي، ترجمة و شرح نهج البلاغة، 1368ش.
- العلامة المجلسي، محمد باقر، شرح نهج البلاغة المقتطف من بحار الانوار، تصحیح: علي أنصاريان و مرتضی حاجعلی فرد، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 1408هـ.
- مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر، ترجمه گویا و شرح فشردهای بر نهج البلاغة، قم، هدف، الطبعة: الأولى، د. ت.
- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاریخ اليعقوبي، بیروت، دار صادر، د. ت.