انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آيات البراءة»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
طلا ملخص تعديل
طلا ملخص تعديل
سطر ١٤: سطر ١٤:
}}
}}
'''آيات البراءة''' هي [[الآيات]] الأولى من [[سورة التوبة]] والتي نزلت لبيان الأحكام النهائية حول علاقة [[المسلمين]] ب[[المشركين]]. يأمر الله [[النبي محمد|النبي]]{{اختصار/ص}} والمسلمين في هذه الآيات أن يعلنوا براءتهم من المشركين، وأن ينبذوا إليهم عهدهم، وأن يعلنوا عليهم الحرب إن لم يعلنوا إسلامهم. وقد أُبلغت هذه الآيات للمشركين [[يوم الأضحى]] من قبل [[الإمام علي]]{{اختصار/ع}}.<br>
'''آيات البراءة''' هي [[الآيات]] الأولى من [[سورة التوبة]] والتي نزلت لبيان الأحكام النهائية حول علاقة [[المسلمين]] ب[[المشركين]]. يأمر الله [[النبي محمد|النبي]]{{اختصار/ص}} والمسلمين في هذه الآيات أن يعلنوا براءتهم من المشركين، وأن ينبذوا إليهم عهدهم، وأن يعلنوا عليهم الحرب إن لم يعلنوا إسلامهم. وقد أُبلغت هذه الآيات للمشركين [[يوم الأضحى]] من قبل [[الإمام علي]]{{اختصار/ع}}.<br>
وبحسب قول [[المفسرين]] فإنّ نقض العهد من قبل المسلمين لم يكن بلا سبب، بل إنّ المشركين كانوا هم من بدأ بنقض العهد. ولذا فقد اعتبرت هذه الآيات عهد المشركين الذين حفظوا ميثاقهم مع المسلمين ولم ينقضوه واجب الاحترام حتى انقضاء مدّته. كما قالوا بأنّ هذه العهود كانت محدودة ومؤقتة منذ البداية.<br>
وبحسب قول [[المفسرين]] فإنّ نقض العهد من قبل المسلمين لم يكن بلا سبب، بل إنّ المشركين كانوا هم من بدأ بنقض [[العهد]]. ولذا فقد اعتبرت هذه الآيات عهد المشركين الذين حفظوا ميثاقهم مع المسلمين ولم ينقضوه واجب الاحترام حتى انقضاء مدّته. كما قالوا بأنّ هذه العهود كانت محدودة ومؤقتة منذ البداية.<br>
ويرى المفسّر [[محمد جواد مغنية]] أن لا تعارض بين [[الآيات]] التي تؤكّد على إجبار مشركي [[الجزيرة العربية|جزيرة العرب]] على [[الإسلام]] أو استعدادهم للحرب؛ وبين الآيات التي تصرّح بحرية اختيار الدين، لأنّ مشركي العرب كان ينقضون عهودهم على الدوام ويهدّدون المجتمع الإسلامي الحديث الولادة، ولذا فقد اختصّ هذا الحكم بهم دون سواهم.
ويرى المفسّر [[محمد جواد مغنية]] أن لا تعارض بين الآيات التي تؤكّد على إجبار مشركي [[الجزيرة العربية|جزيرة العرب]] على [[الإسلام]] أو استعدادهم للحرب؛ وبين الآيات التي تصرّح بحرية اختيار الدين، لأنّ مشركي العرب كان ينقضون عهودهم على الدوام ويهدّدون المجتمع الإسلامي الحديث الولادة، ولذا فقد اختصّ هذا الحكم بهم دون سواهم.
== متن الآيات ==
==متن الآيات==
سُمّيت الآيات الأولى من [[سورة التوبة]] بآيات البراءة.<ref>صادقي الطهراني، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم‏، 1406هـ، قم، ج7، ص202؛ الحسکاني، شواهد التنزيل، 1411هـ، ج1، ص305؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج69، ص152.</ref>
سُمّيت الآيات الأولى من [[سورة التوبة]] بآيات البراءة.<ref>صادقي الطهراني، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم‏، 1406هـ، قم، ج7، ص202؛ الحسکاني، شواهد التنزيل، 1411هـ، ج1، ص305؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج69، ص152.</ref>
{{نقل قول جدید  
{{نقل قول جدید  
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
| quote =  
| quote =  
{{قرآن|بَرَ‌اءَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿1﴾ فَسِيحُوا فِي الْأَرْ‌ضِ أَرْ‌بَعَةَ أَشْهُرٍ‌ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ‌ مُعْجِزِي اللَّـهِ ۙ وَأَنَّ اللَّـهَ مُخْزِي الْكَافِرِ‌ينَ ﴿2﴾ وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ‌ أَنَّ اللَّـهَ بَرِ‌يءٌ مِّنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ۙ وَرَ‌سُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ‌ مُعْجِزِي اللَّـهِ ۗ وَبَشِّرِ‌ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿3}}| source = <small>سورة التوبة، الآيات 1-3.</small>
{{قرآن|بَرَ‌اءَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿1﴾ فَسِيحُوا فِي الْأَرْ‌ضِ أَرْ‌بَعَةَ أَشْهُرٍ‌ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ‌ مُعْجِزِي اللَّـهِ ۙ وَأَنَّ اللَّـهَ مُخْزِي الْكَافِرِ‌ينَ ﴿2﴾ وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ‌ أَنَّ اللَّـهَ بَرِ‌يءٌ مِّنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ۙ وَرَ‌سُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ‌ مُعْجِزِي اللَّـهِ ۗ وَبَشِّرِ‌ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿3}}| source = <small>سورة التوبة، الآيات 1-3.</small>
}}
}}


== سبب النزول وإبلاغ الآيات ==
==سبب النزول وإبلاغ الآيات==
نزلت آيات البراءة في آخر [[السنة التاسعة للهجرة]] وبعد عودة [[المسلمين]] من [[غزوة تبوك]]،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج5، ص3؛ العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج2، ص73.</ref> حيث أُمر [[النبي محمد|النبي]] في [[ذي الحجة]] من تلك السنة وأثناء اجتماع [[المشركين]] في [[مكة]] أن يُبلغهم هذه الآيات.<ref>رجبي، «امام علی در عهد پيامبر»، ص209؛ ابن‌ کثير، البداية و النهاية، 1398هـ، ج5، ص36ـ37.</ref>
نزلت آيات البراءة في آخر [[السنة التاسعة للهجرة]]، وبعد عودة [[المسلمين]] من [[غزوة تبوك]]،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، 1372ش، ج5، ص3؛ العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج2، ص73.</ref> حيث أُمر [[النبي محمد|النبي]] في [[ذي الحجة]] من تلك السنة وأثناء اجتماع [[المشركين]] في [[مكة]] أن يُبلغهم هذه الآيات.<ref>رجبي، «امام علی در عهد پيامبر»، ص209؛ ابن‌ کثير، البداية و النهاية، 1398هـ، ج5، ص36ـ37.</ref>
وقيل في [[سبب نزول]] هذه الآيات أنّه عندما تمّ [[فتح مكة]] على يد المسلمين [[سنة 8 للهجرة]]،<ref>الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، بيروت، ج3، ص42.</ref> قابلت بعض القبائل وبعض المشركين الإسلام بالرفض،<ref>رجبي، «امام على(ع) در عهد پيامبر»، ص209.</ref> وكان بعض المشركين الذين بينهم وبين النبي {{اختصار/ص}} مواثيق ينقضونها مراراً وتكراراً،<ref>شبر، تفسير القرآن الکريم، 1410هـ، ج1، ص199؛ مکارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج5، ص526.</ref> وبعد تغيّر المشهد واستحكام الإسلام<ref>مغنية، الکاشف، 1424هـ، ج4، ص9.</ref> نزلت هذه الآيات لتعلن أنّ وجود الشرك لم يعد مقبولاً.<ref>رجبي، «امام علی(ع) در عهد پيامبر»، ص209.</ref><br>
وقيل في [[سبب نزول]] هذه الآيات أنّه عندما تمّ [[فتح مكة]] على يد المسلمين [[سنة 8 للهجرة]]،<ref>الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، بيروت، ج3، ص42.</ref> قابلت بعض القبائل وبعض المشركين الإسلام بالرفض،<ref>رجبي، «امام على(ع) در عهد پيامبر»، ص209.</ref> وكان بعض المشركين الذين بينهم وبين النبي {{اختصار/ص}} مواثيق ينقضونها مراراً وتكراراً،<ref>شبر، تفسير القرآن الکريم، 1410هـ، ج1، ص199؛ مکارم الشيرازي، تفسير الأمثل، 1379ش، ج5، ص526.</ref> وبعد تغيّر المشهد واستحكام الإسلام<ref>مغنية، الکاشف، 1424هـ، ج4، ص9.</ref> نزلت هذه الآيات لتعلن أنّ وجود الشرك لم يعد مقبولاً.<ref>رجبي، «امام علی(ع) در عهد پيامبر»، ص209.</ref><br>
وحول مجريات إبلاغ هذه الآيات المشركين نقلت المصادر التاريخية والحديثية [[السنية]] كما [[الشيعية]] أنه حين نزلت الآيات الأوَل من [[سورة براءة]] أرسل النبي [[أبا بكر]] بادئ الأمر لإبلاغ أهل مكة بالآيات، غير أنه بعد خروج أبي بكر من [[المدينة]] نزل [[جبرئيل]] على النبي يخبره أنه لا يبلّغ المشركين هذه الآيات إلا أنت أو رجل من أهلك، فقام النبي على إثر هذا الأمر الإلهي بإرسال [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]] عوضاً عن أبي بكر إلى مكة.<ref>أحمد بن حنبل، مسند أحمد، 1421هـ، ج2، ص427؛ أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، 1403هـ، ج2، ص703، ح1203؛ ابن‌ عساکر، تاريخ مدينة دمشق، 1415هـ، ج42، ص348، ح8929؛ ابن‌ سعد، الطبقات الکبری، بيروت، ج1، ص168؛ المفيد، الأمالي، قم، ص56.</ref> <br>
وحول مجريات إبلاغ هذه الآيات المشركين نقلت المصادر التاريخية والحديثية [[السنية]] كما [[الشيعية]] أنه حين نزلت الآيات الأوَل من [[سورة براءة]] أرسل النبي [[أبا بكر]] بادئ الأمر لإبلاغ أهل مكة بالآيات، غير أنه بعد خروج أبي بكر من [[المدينة]] نزل [[جبرئيل]] على النبي يخبره أنه لا يبلّغ المشركين هذه الآيات إلا أنت أو رجل من أهلك، فقام النبي على إثر هذا الأمر الإلهي بإرسال [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي]] عوضاً عن أبي بكر إلى مكة.<ref>أحمد بن حنبل، مسند أحمد، 1421هـ، ج2، ص427؛ أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، 1403هـ، ج2، ص703، ح1203؛ ابن‌ عساکر، تاريخ مدينة دمشق، 1415هـ، ج42، ص348، ح8929؛ ابن‌ سعد، الطبقات الکبری، بيروت، ج1، ص168؛ المفيد، الأمالي، قم، ص56.</ref> <br>
confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٧٧٠

تعديل