المقنع (كتاب)

من ويكي شيعة
المقنع (كتاب)
غلاف كتاب المقنع تحقيق وتصحيح مؤسسة الإمام الهادي(ع)
المؤلفالشيخ الصدوق
الموضوعأحكام فقهية
تاريخ الإصدارالنصف الثاني من القرن الرابع الهجري
عدد الصفحات612


المُقنِع هو كتاب فقهي روائي، ألفه الشيخ الصدوق (توفي 381هـفقيه ومحدث شيعي. ولم يذكر الصدوق سند الأحاديث؛ حتى لا يزيد حجم الكتاب ولا يتعب القارئ. ويبدأ الكتاب بباب الطهارة، وينتهي بباب النوادر. ولم يتناول المؤلف بعض المسائل مثل المضاربة والشراكة، وأتى بمواضيع خارج البحث الفقهي، مثل ثواب الأعمال وبعض الأدعية، ومن المحتمل أن الصدوق كتب هذا الكتاب في النصف الثاني من حياته. صدر هذا الكتاب عن مؤسسة الإمام الهادي(ع) في قم عام 1995م مع التحقيق والتصحيح.

المؤلف

ولد محمد بن علي بابويه القمي، والمعروف بالشيخ الصدوق، الفقيه والمحدث الشيعي في قم بعد سنة 305هـ.[١] سافر الصدوق في شبابه إلى الري، وخراسان، وما وراء النهر، والعراق، والحجاز.[٢] توفى سنة 381هـ، ودفن في الري.[٣] من مؤلفات الصدوق المشهورة: من لا يحضره الفقيه، ومعاني الأخبار، والاعتقادات، وعيون أخبار الرضا، وعلل الشرائع.[٤]

المحتوى والهيكلية

ذكر الصدوق في بداية كتابه: سميت هذا الكتاب المقنع لقنوع من يقرأه ويقبل ما فيه،[٥] وحذفت الأسانيد منه (لئلاّ يثقل حجم الكتاب)، ولا يصعب حفظه، ولا يملّ قارئه، إذ كان ما أُبيّنه فيه في الكتب الأُصوليّة موجوداً مبيّناً عن المشايخ الثقات.[٦] وبالطبع فقد ذكر في الكتاب وفي حالات قليلة اسم الإمام الذي ترتبط به الرواية،[٧] أو الإمام والراوي الأول.[٨] وقدر روى أيضاً عن أبيه.[٩] يُعتبر كتاب علل الشرائع والمقنع للشيخ الصدوق أول كتابين فقهيين الذَين خرجا من القالب الروائي البحت.[١٠]

بدأ هذا الكتاب من باب الطهارة، قسم الوضوء،[١١] وانتهى بالأبواب الثلاثة الأخيرة هي باب الديات،[١٢] وباب الدخول في أعمال السّلطان وطلب الحوائج إليه،[١٣] وباب النوادر (المستحبات والمكروهات والآداب الخاصة)، [١٤] كما ذكر الشيخ الصدوق في كتابه مطالب غير فقهية، مثل ثواب الأعمال، وبعض الأدعية.[١٥]

والمقنع هو في الواقع عبارة عن رسالة في فتاوى الشيخ الصدوق، وقد تم تجميعها من متن الأحاديث، عن طريق حذف أسانيدها.[١٦] فالمطلب الأول في الكتاب هو باب الوضوء وارتباطه ببعض الأحكام المستحبة كالدخول في بيت الخلاء، مثل: تغطية الرأس، والدخول بالرجل اليسرى، وقراءة بعض الأدعية[ملاحظة ١] قبل وبعد قضاء الحاجة.[١٧]

تاريخ الكتابة

لا توجد معلومات دقيقة عن تاريخ بداية ونهاية كتابة المقنع. ويفهم من قول الصدوق عن أبيه «والدي رحمه الله» أن هذا الكتاب أُلف بعد وفاة والد المؤلف، أي سنة 329هـ.[١٨] ويحتمل أنَّه تم كتابة الكتاب قبل من لا يحضره الفقيه من (368هـ إلى 372هـ).[١٩]

النسخ والطباعة

يوجد في إيران 7 نسخ مخطوطة لكتاب المقنع

توجد ثلاث نسخ في مكتبة آية الله المرعشي النجفي، إحداها مع نص كتاب غنية النزوع، من تأليف حمزة بن علي بن زهرة الحلبي، ويعود تاريخ كتابتها إلى عام 1257هـ. ونسختان ضمن مجموعة من الكتب الفقهية تُسمى «الجوامع الفقهية»، تمت كتابتهما عام 1231هـ، و1247هـ.[٢٠]

النسخة المحفوظة في مكتبة حرم الإمام الرضاعليه السلام في مشهد المقدسة، وهي التي أوقفها نادر شاه سنة 1145هـ، والنسخة المحفوظة في مكتبة مسجد كوهرشاد تأريخ كتابتها 1244هـ، ونسختان محفوظتان في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران، تأريخ كتابتهما سنة 1234هـ، و1241هـ.[٢١]

وذكر آقا بزرك الطهراني، مؤلف كتاب الذريعة، أنه رأى النسخة المكتوبة من المقنع بخط اليد عند محمد علي الأردوبادي وسمع منه أنها مطبوعة أيضاً. وثم رأى نسخة مطبوعة ضمن جوامع الفقه في سنة 1276هـ، وطبع هذا الكتاب أيضاً في بيروت سنة 1414هـ.[٢٢]

وطبعت مؤسسة الإمام الهادي(ع) في قم عام 1995م كتاب المقنع مع التحقيق والتصحيح، وفي نفس العام تم اختياره كعمل جدير بالتقدير في مهرجان كتاب عام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.[٢٣]

الهوامش

  1. الصدوق، المقنع، 1415هـ، المقدمة ص5 ـ 9 لجنة التحقيق.
  2. الصدوق، المقنع، 1415هـ، المقدمة ص5 ـ 9 لجنة التحقيق.
  3. العلامة الحلي، رجال العلامة الحلي، 1402هـ، ص147.
  4. الصدوق، المقنع، 1415هـ، المقدمة ص5 ـ 9 لجنة التحقيق.
  5. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص5.
  6. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص5.
  7. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص15، 36، 98.
  8. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص280.
  9. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص43، 151، 363.
  10. إمامي، فصلنامة فقه أهل البيت، 1385ش، العدد47، ص127.
  11. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص7.
  12. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص509.
  13. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص539.
  14. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص541.
  15. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص293.
  16. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص5.
  17. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص7ـ 8.
  18. الصدوق، المقنع، 1415هـ، ص112، 151 و253.
  19. الطالقان، فصلنامه فقه اهل بيت، 1389ش، العدد62، ص222 إلى 228.
  20. الصدوق، المقنع، 1415هـ، المقدمة ص9 ـ 10 لجنة التحقيق.
  21. الصدوق، المقنع، 1415هـ، المقدمة ص10 لجنة التحقيق.
  22. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، 1408هـ، ج22، ص123 ـ 124.
  23. «نبذة عن المؤسسة»، موقع مؤسسة الإمام الهادي عليه السلام.

الملاحظات

  1. فعلى سبيل المثال يُستحب قراءة هذا الدعاء: بسم اللّه وباللّه ولا إله إلاّ اللّه، اللّهم لك الحمد، اعصمني من شرّ هذه البقعة وأخرجني منها سالماً، وحُل بيني وبين طاعة الشّيطان

المصادر والمراجع

  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، قم، انتشارات إسماعيليان، 1408 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، المقنع، قم، مؤسسة الإمام الهادي عليه السلام، 1415 هـ.
  • الطالقان، هدايت الله، «پاسخ به نقد مقاله "نگرشی نو بر ملاک سفر شرعی"»، فصلنامه فقه أهل البيت، قم، مؤسسة دائرة المعارف فقه اسلامي بر مذهب أهل البيت، العدد 62، الصيف 1389 ش.
  • العلامة الحلي، الحسن بن يوسف بن المطهر، رجال العلامة الحلي، قم، الشريف الرضي، ط2، 1402 هـ.
  • إمامي، مسعود، «جدال تعبد و تعقل در فهم شریعت (۲) (جدال التعبد والتعقل في فهم الشريعة 2»، فصلنامه فقه أهل البيت، قم، مؤسسة دائرة المعارف فقه اسلامي بر مذهب أهل البيت، العدد 47، خريف 1385 ش.
  • «نبذة عن المؤسسة»، موقع مؤسسة الإمام الهادي عليه السلام، تاريخ المشاهدة 2023/11/17 م.