العمليات الانتحارية

من ويكي شيعة

العمليات الانتحارية هي نوع من الإرهاب الذي يتسبب فيه الانتحاري بقتل الآخرين من خلال قتله لنفسه. وغالباً ما تتم هذه الممارسة بدوافع دينية وسياسية. ويُعدّ الشيعة في بلدان مختلفة هم الأكثر عرضةً للهجمات الانتحارية، بما في ذلك إيران وأفغانستان وباكستان والعراق وسورية ولبنان واليمن ونيجيريا. وتقوم الجماعات التكفيرية والمتطرفة من أهل السنة والجماعة من خلال وصفها لأتباع بعض الطوائف الإسلامية -بالأخص الشيعة- بـالمرتدين، بهجمات واسعة ضدهم. ومن بين الجماعات المسؤولة عن الهجمات الانتحارية ضد الشيعة كلّ من: تنظيم القاعدة، وداعش، وطالبان، وجبهة فتح الشام، وبوكو حرام (الولاية الإسلامية غرب أفريقيا)، وحركة طالبان باكستان، وجيش الصحابة، وجيش محمد، وجند الله.

في الفقه الإسلامي عموماً والفقه الشيعي على وجه الخصوص؛ يُعتبر الانتحار محرّماً ومن كبائر الذنوب، ويختلف هذا العمل من حيث الدافع والهدف عن العملية الاستشهادية، فالعملية الاستشهادية هي نوع من الجهاد الدفاعي ضد الكفار، وهو جائز في ظروف معينة وبإذن الحاكم الشرعي، بينما تستهدف الهجمات الانتحارية الأبرياء في معظم الأحيان.

وقد صنّفت أفغانستان والصومال والعراق وأوغندا على أنها الدول التي شهدت أكبر عدد من الهجمات الانتحارية ما بين عامي 2011 و2021م. وذكر بعض المحققين أنّ تاريخ العمليات الانتحارية يعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن الأول الميلادي. وبحسب مراقبين، فقد تكثّفت الهجمات الانتحارية في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، واعتُبر غزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان والعراق عاملاً مؤثراً في تكثيف الهجمات الانتحارية.

الأهمية والتأثير

تُعدّ العملية الانتحارية أداة هامّة ومؤثرة في قتل الشيعة مقارنة بأشكال التفجيرات والأعمال الإرهابية الأخرى، نظراً لصعوبة منعها، والحافز الديني الراسخ لدى الانتحاري، وارتفاع الخسائر البشرية، وتأثيرها الإعلامي، والضغط النفسي الذي تخلفه.

وبحسب المراقبين، فإن الانتحاريين غالباً ما يتم تجنيدهم من قبل الجماعات الأصولية الدينية، ويُعتبرون شهداء سينالون ثواب الجنة الأبدي بعد إتمام المهمة. ولذلك فإن الانتحاري يتمتع بالتزام ديني عالٍ، ويَسعد أنه بتفجير نفسه والآخرين؛ يكون قد شارك في الجهاد بحسب زعمه.[١]

وبحسب الخبراء، فإنه من الصعب منع وقوع الهجوم الانتحاري، وحتى عندما يتعرف رجال الأمن على الانتحاري، فمن الصعب التعامل معه؛ لأن الانتحاري يمثّل سلاحاً يضرب ضباط مكافحة الإرهاب بتفجيره لنفسه. ولذلك يقال إن القوات الأمنية تتعرض لضغوط كبيرة في مواجهة الانتحاريين، خاصة وأن المواد المتفجرة يتم نقلها في أي لحظة، ويمكن بسهولة اختيار هدف جديد.[٢] ومن ناحية أخرى، يقال إن نجاح العملية الانتحارية يرجع إلى أنها يمكن أن تسبب أكبر عدد من الضحايا والأضرار بأقل تكلفة.[٣]

ومن الخصائص المؤثرة للعمليات الانتحارية ارتفاع عدد الضحايا الناجم عنها؛ لأن الانتحاري، من خلال وصوله إلى قلب الحشود في المحافل، وأماكن مثل المساجد والحسينيات وغيرها من مراكز تجمع المجموعة المستهدَفة؛ يتمكن من قتل أكبر عدد ممكن من الناس.[٤] ووفقاً لأحد التقييمات، فإنّ العمليات الانتحارية وعلى الرغم من كونها لا تمثل سوى ثلاثة في المائة من مجموع الهجمات الإرهابية، إلا أنّ ضحاياها تمثل 48 في المائة من مجموع الضحايا.[٥] وبحسب الخبراء، فإن ارتفاع عدد الضحايا الناجم عن العمليات الانتحارية يجعل هذه الهجمات تتصدر نشرات الأخبار وتحظى بتغطية إعلامية واسعة. مما يدفع الجماعات الإرهابية التكفيرية إلى استخدام هذا التكتيك أكثر فأكثر.[٦]

ويرى مراقبون أن تكرار العمليات الانتحارية بشكل خفي ومفاجئ، وسقوط عدد كبير من الضحايا، يزيد من الضغوط النفسية والإعلامية على الأجهزة الأمنية. وعادة ما يوجه أهالي الضحايا والرأي العام أصابع الاتهام إلى الحكومة والأجهزة الأمنية، وهو ما يشجع الجماعات الإرهابية على تكثيف هذه الهجمات.[٧]

المفهوم

كتب روبرت بيب، الباحث في مجال الإرهاب الانتحاري، في تعريف الإرهاب الانتحاري: "الإرهاب الانتحاري هو نوع فريد من الإرهاب حيث يكون فيه المهاجمون - إضافة إلى استخدام العنف - مستعدين وقادرين على التضحية بحياتهم لضمان نجاح هجماتهم".[٨] ووفقاً للباحثة في مجال الإرهاب سوزان مارتن، فإنّ العمليات الانتحارية غالباً ما تستهدف المدنيين في أماكن خارج مناطق النزاع النشطة.[٩] وقد تمّ تقييم العمليات الانتحارية على أنها أعنف أنواع الإرهاب.[١٠] وجاء في التعريف اللغوي للانتحار: "الانتحار لغةً يعني قتل النفس. ومن أهلك نفسه من أجل أمر دنيوي وبقصد قتل نفسه دون مبرر شرعي أو عقلاني فقد انتحر".[١١] ويُعرّف الانتحاري في قاموس كامبريدج على أنه: "الشخص الذي يخفي قنبلة معه، ويقتل نفسه بهدف قتل الآخرين".[١٢]

العمليات الانتحارية في الفقه الشيعي

يُعد الانتحار في الإسلام أمراً قبيحاً ومن كبائر الذنوب، ويحرم القيام به، وعاقبة مرتكبيه أنهم من أهل النار.[١٣] ومن ناحية أخرى، فقد قيل أنّ "الحق في الحياة" هو حق إلهي مُنح للإنسان قبل أن يكون مجرد حق إنساني.[١٤] وبحسب الرؤية الكونية الإسلامية، فقد قيل إنّ للإنسان حقّاً وواجباً في مسألة الحياة، أي أن له الحق في الحياة من جهة، ومن الناحية الأخرى، فهو ملزم بالحفاظ على حياته وحمايتها.[١٥] ولذا؛ فإنّ المحافظة على الحياة واجبة على الإنسان من وجهة النظر الإسلامية، ويُعتبر عدم الاهتمام بالصحة والعناية بالحق في الحياة حراماً. ولذلك لا شك في حرمة سلبها.[١٦] وقد استدلّ فقهاء الشيعة على حرمة سلب الحق في الحياة بالمصادر الأربعة للتشريع، وهي القرآن والأحاديث والعقل والإجماع.[١٧]

ويدخل في بحث العمليات الانتحارية - بالإضافة إلى قتل النفس - مسألة قتل الآخرين واللجوء إلى العنف وإثارة الرعب في المجتمع وممارسة الضغوط السياسية. وقيل أنها ذات طبيعة مفاجئة وظالمة وتسعى إلى أهداف غير مشروعة.[١٨] ومن وجهة نظر بعض فقهاء الشيعة، فإنّ الإسلام لا يمكن أن يشجّع على العمليات الانتحارية؛ نظراً إلى أنّ الإسلام - بما في ذلك المذهب الشيعي - يؤكد على السلام وسعادة الإنسان، ويعتبر الحق في الحياة أحد حقوق الإنسان الأساسية، . وذكروا أنّ الإسلام يحرّم العمليات الانتحارية بشكل مطلق، وهذا أمر مُتّفق عليه بين المذاهب الإسلامية.[١٩]

الفرق بين العمليات الانتحارية والعمليات الاستشهادية

تُعرف العملية الاستشهادية بأنها عمل يقوم به شخص بنية التقرب إلى الله، ومع علم باستشهاده، وبهدف ضرب العدو، على افتراض عدم وجود طريقة أخرى، فيُقتل على هذا النحو. وبحسب فقهاء الشيعة والسنة، فإن عملية الاستشهاد جائزة، مع مراعاة الشروط التالية:[٢٠]

  • أن تكون ذات طابع دفاعي؛
  • أن تكون بإذن الحاكم الشرعي؛
  • ألا تؤدي إلى قتل الأبرياء؛
  • أن تستهدف الكفار الغزاة وناقضي العهود، وليس كل كافر؛
  • أن تقتضي مصلحةُ الإسلام والمسلمين مثلَ هذا العمل؛
  • أن يكون الهدف منع تعدّي وغزو أعداء الإسلام.[٢١]

وذكروا أنّ معيار العمليات الاستشهادية هو الجهاد والدفاع، وأنّ هدفها هو الدفاع عن دين المسلمين وأموالهم وأعراضهم.[٢٢] أما في العمليات الانتحارية فيتم استهداف الأبرياء والمسلمين غالباً.[٢٣] ولأن التيارات السلفية التكفيرية تؤمن بالجهاد الابتدائي، ولا تعترف بالمسلمين الآخرين، فإنها تقوم بالعمليات الانتحارية بهدف إقامة دولتها الإسلامية المنشودة، ولقتل أعداء الله بحسب زعمها.[٢٤]

العمليات الانتحارية ضد الشيعة

وبحسب الباحثين في مجال العمليات الانتحارية، فإن الشيعة في مختلف البلدان الإسلامية كانوا هدفاً لهجمات إرهابية انتحارية، وتكبّدوا العديد من الضحايا، بما في ذلك في إيران وأفغانستان وباكستان والعراق وسورية ولبنان واليمن ونيجيريا، والتي شهدت عمليات انتحارية متكررة ضد الشيعة.[٢٥] وبحسب بحث أجري حول العنف الطائفي، فإن الجماعات السنيّة المتطرفة تشعر بالقلق من تزايد نفوذ الشيعة، وبالتالي تقوم باستهدافهم.[٢٦] وذكرت مجلة الإرهاب والعنف السياسي أنه من بين 6224 هجوماً انتحارياً تمّ تسجيلها في الفترة الممتدة ما بين 1980 و2016م؛ تم تنفيذ 5298 هجوماً من قبل الجماعات السنية المتطرفة، وهو ما يُعادل 85٪ من جميع الهجمات.[٢٧] وذكرت المجلة نفسها أنه في السنوات الخمس عشرة ما بين (2001-2016م) قامت الجماعات السنية المتطرفة بدلاً من استهداف الكفار الغربيين؛ بتركيز هجماتها على الأقليات المسلمة التي يزعمون أنها مرتدّة.[٢٨]

ومن بين المنفذين لهذه الهجمات الانتحارية ضد الشيعة ذُكر كل من: تنظيم القاعدة، وداعش (أنصار السنة سابقاً)، وطالبان (فرع خراسان)، وجبهة فتح الشام، وبوكو حرام (الولاية الإسلامية غرب أفريقيا)، وحركة طالبان باكستان، وجيش الصحابة، وجيش محمد، وجند الله.[٢٩]

خلفية تاريخية

يعيد الباحثون تاريخ الإرهاب الانتحاري إلى ستينيات القرن الأول الميلادي.[٣٠] وفي عصرنا الحالي، ذكروا أنّ القوات الإمبراطورية اليابانية استخدمت أسلوب العمليات الانتحارية ضد قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.[٣١] وخلال فترة الحرب الباردة (1945-1991م)، يقال أنّ القوات الفيتنامية الشمالية كانت تستخدم تكتيك الهجمات الانتحارية ضد القوات الأمريكية.[٣٢] كما ذُكر تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط، وتنظيم نمور التاميل في جنوب آسيا (سريلانكا)، اللذان نفذا عمليات انتحارية في النصف الثاني من القرن العشرين.[٣٣] وفي إيران؛ تحدّثوا عن منظمة مجاهدي خلق، المعروفة باسم المنافقين، كأول جماعة إرهابية تنفذ هجمات انتحارية هناك.[٣٤]

واعتبر أحمد رشيد وزملاؤه العملية الفلسطينية ضد إسرائيل عام 1994م مصداقاً للعمليات الانتحارية.[٣٥] في حين أن أشخاصاً مثل يوسف القرضاوي - وهو عالم مسلم سنّي - يعتبرون الهجمات الفلسطينية ضد إسرائيل جهاداً دفاعياً ومصداقاً للعمليات الاستشهادية.[٣٦]

وزارة الأمن الداخلي الأمريكية:


طوال حربي أفغانستان والعراق
كان يقع بشكل متوسط
في كل يوم عملية انتحارية.[٣٧]

وقيل أنّ الهجمات الانتحارية في بداية الألفية الثالثة الميلادية التي قام بها الشيشان ضد الجيش الروسي، والكشميريون ضد الهند، وتنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وهجمات 11 سبتمبر 2001م؛ هي أهمّ وأكبر الهجمات الانتحارية المسجلة في التاريخ، وبعد ذلك أصبحت الهجمات الانتحارية تكتيكاً عصرياً حديثاً للجماعات الإرهابية.[٣٨] كما اعتُبر غزو القوات الغربية لأفغانستان والعراق مؤثّراً في تكثيف هذه الهجمات.[٣٩] ويعتقد الباحثون أن موجة الهجمات الانتحارية بين الجماعات الإرهابية الإسلامية مثل طالبان والقاعدة وداعش تزايدت بعد 11 سبتمبر. وعلى هذا الأساس؛ بينما بلغ إجمالي عدد الهجمات الانتحارية المسجلة حول العالم 315 هجوماً انتحارياً بين عامي 1980 و2003م؛[٤٠] بلغ عدد الهجمات 1191 هجوماً في الأعوام من 2011 إلى 2015م،[٤١] وفي عام 2007م وحده تم الإبلاغ في أفغانستان وباكستان عن 216 هجوماً انتحارياً.[٤٢]

خصائص وأساليب العمليات الانتحارية

أجرى بعض الباحثين دراسة تتعلق بالعمليات الانتحارية وتركّز على هجمات تنظيم داعش الانتحارية، وقاموا بإدراج خمسة عناصر كخصائص للهجمات الانتحارية التي تشنها الجماعات التكفيرية، بما في ذلك داعش:[٤٣]

  • الخلافة الإسلامية: ففي النظام الفكري لتنظيم داعش؛ يجب أن يدفع جميع الأفراد والمجتمعات ثمن وجود الخلافة وقوتها.
  • الجهاد: في المنظومة الفكرية للجماعات التكفيرية؛ يُعتبر الجهاد المسلح هو السبيل الوحيد لنشر الإسلام.
  • الشهادة: من وجهة نظر تنظيم داعش؛ فإن العمليات الانتحارية هي نوع من الجهاد الفردي الواجب، والانتحار لقتل أعداء الله هو شهادة.
  • العنف: ومن وجهة نظر تنظيم داعش؛ فكلما كانت العملية أكثر عنفاً وبشاعةً كلما زاد عدد المقاتلين الذين تجتذبهم.
  • معاداة الشيعة: وفقاً لتنظيم داعش؛ فإن الشيعة ليسوا مسلمين حقيقيين، وإذا لم يعودوا إلى الإسلام الحقيقي، فيجب قتلهم جميعاً.[٤٤]

ووجد المراقبون أن الانتحاريين يستخدمون في الغالب السيارات المفخّخة والأحزمة الناسفة. وبالإضافة إلى ذلك، كان استخدام الأسلحة النارية والأسلحة الفردية واختطاف الطائرات من بين الأساليب التي يستخدمها الانتحاريون أيضاً.[٤٥]

الدول الأكثر تعرّضاً للهجمات الانتحارية

بحسب تقرير مركز العمل ضد العنف المسلح (AOAV)، فإنه خلال فترة عشر سنوات ما بين (2011 و2021م)، تم تسجيل هجمات انتحارية في 16 دولة حول العالم، كان أكثرها عدداً من الضحايا بسبب الهجمات الانتحارية: أفغانستان (927 قتيلاً وجريحاً مدنياً)، والصومال (258)، والعراق (95) وأوغندا (40).[٤٦] وتُعرف أفغانستان بأنها الدولة الأكثر هشاشةً في العالم لأن 65٪ من إجمالي وفيات الأبرياء بسبب الهجمات الانتحارية قد وقعت في هذا البلد.[٤٧] وبحسب بعض الباحثين في شؤون الإرهاب؛ فبعيد تواجد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، بدأت الهجمات الانتحارية ببطء، لكنها سرعان ما تزايدت تدريجياً بشكل ملحوظ. وبحسب نشرة الأمن والإرهاب التابعة لمركز دراسات الخليج (الفارسي)، فعلى الرغم من أننا شهدنا في السنوات الأولى لتواجد القوات الغربية في أفغانستان عدداً قليلاً من الهجمات الانتحارية (على سبيل المثال، هجوم واحد في عام 2002م، وهجومان في عام 2003م، و6 هجمات في عام 2004م)، لكن في السنوات التالية، انتشرت موجة العمليات الانتحارية، حيث وقع في عام 2006م 118 عملية انتحارية.[٤٨] وفي عام 2007م، وصل عدد الهجمات الانتحارية المسجلة إلى 160.[٤٩] واعترف زعيم خليّة حقاني، سراج الدين حقاني، في عام 2021م بأن الخلية التي يتزعّمها قد أرسلت لوحدها 1050 انتحارياً خلال العقد ونصف العقد الماضيين.[٥٠]

الهوامش

  1. مبيني كشه وأميدي، «موج چهارم تروريسم وروندهاي آينده تروريسم بين الملل»، ص۲۵۶-۲۵۸.
  2. مبيني كشه وأميدي، «موج چهارم تروريسم وروندهاي آينده تروريسم بين الملل»، ص۲۵۶-۲۵۸.
  3. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۴.
  4. مبيني كشه وأميدي، «موج چهارم تروريسم وروندهاي آينده تروريسم بين الملل»، ص۲۵۶-۲۵۸.
  5. HOMELAND SECURITY AFFAIRS, "Causes & Explanations of Suicide Terrorism: A Systematic Review", Homeland security website.
  6. مبيني كشه وأميدي، «موج چهارم تروريسم وروندهاي آينده تروريسم بين الملل»، ص۲۵۶-۲۵۸.
  7. مبيني كشه وأميدي، «موج چهارم تروريسم وروندهاي آينده تروريسم بين الملل»، ص۲۵۶-۲۵۸.
  8. Andrew Eggers, ADDRESSING THE CAUSE: AN ANALYSIS OF SUICIDE TERRORISM, 2011, P. 3
  9. Martin, HANDBOOK OF TERRORISM PREVENTION AND PREPAREDNESS, 2021, P764.
  10. Andrew Eggers, ADDRESSING THE CAUSE: AN ANALYSIS OF SUICIDE TERRORISM, 2011
  11. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۲
  12. Cambridge Dictionary, "suicide bomber", Dictionary website
  13. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۲
  14. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۴۷.
  15. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۴۷.
  16. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۴۷.
  17. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۴۷.
  18. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۳.
  19. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۳.
  20. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۷-۱۵۸؛ محمد علي، «مشروعيت عمليات استشهادي از ديدگاه فقهاي معاصر شيعة وأهل سنت»، موقع حوزة الإلكتروني.
  21. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۷-۱۵۸؛ محمد علي، «مشروعيت عمليات استشهادي از ديدگاه فقهاي معاصر شيعة وأهل سنت»، موقع حوزة الإلكتروني.
  22. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۷-۱۵۸.
  23. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۸.
  24. بدخشان، شيرزاد وداوند، «تأثیر عملیات إنتحاري جريان سلفي - تكفیري بر پديده إسلام‌ هراسي»، ص۱۵۰.
  25. محمدي الموتي، جلالي وشوشتري، «حق حيات وسلب آن از منظر إسلام وحقوق بين الملل بشر با تأکید بر عمليات انتحاري»، ص۱۵۴.
  26. Choi, Acosta, "Sunni Suicide Attacks and Sectarian Violence", 2018, P5
  27. Choi, Acosta, "Sunni Suicide Attacks and Sectarian Violence", 2018, P5
  28. Choi, Acosta, "Sunni Suicide Attacks and Sectarian Violence", 2018, P4
  29. Choi, Acosta, "Sunni Suicide Attacks and Sectarian Violence", 2018, P3-14.
  30. Rashid, Ali Baig, and Malik, "The Pashtuns use of Suicide Bombing as a Military Operation in Afghanistan and Pakistan", 2021, P2
  31. Rashid, Ali Baig, and Malik, "The Pashtuns use of Suicide Bombing as a Military Operation in Afghanistan and Pakistan", 2021, P2.
  32. Rashid, Ali Baig, and Malik, "The Pashtuns use of Suicide Bombing as a Military Operation in Afghanistan and Pakistan", 2021, P3
  33. Rashid, Ali Baig, and Malik, "The Pashtuns use of Suicide Bombing as a Military Operation in Afghanistan and Pakistan", 2021, P3
  34. باشگاه خبرنگاران جوان، «معرفي أولين گروهي که در إيران عمليات انتحاري انجام داد + فيلم»، موقع باشگاه الإلكتروني.
  35. Rashid, Ali Baig, and Malik, "The Pashtuns use of Suicide Bombing as a Military Operation in Afghanistan and Pakistan", 2021, P4
  36. القرضاوي، فقه الجهاد، ص۱۱۹۸ و ۱۱۹۹.
  37. Annual Review of Political Science, "The Rise and Spread of Suicide Bombing", Annual Review Website
  38. Rashid, Ali Baig, and Malik, "The Pashtuns use of Suicide Bombing as a Military Operation in Afghanistan and Pakistan", 2021, P4
  39. Annual Review of Political Science, "The Rise and Spread of Suicide Bombing", Annual Review Website.
  40. Wilkens , "Suicide Bombers and Society", 2011, P25
  41. مبيني كشه وأميدي، «موج چهارم تروريسم وروندهاي آينده تروريسم بين الملل»، ص۲۵۶.
  42. Wilkens , "Suicide Bombers and Society", 2011, P25
  43. نجف زاده وجمالي، «نشانه‌ شناسي عمليات انتحاري در گروه‌ هاي تكفيري إسلامي (مطالعة موردي: داعش در عراق)»، ص۱۳۲.
  44. نجف زاده وجمالي، «نشانه‌ شناسي عمليات انتحاري در گروه‌ هاي تكفيري إسلامي (مطالعة موردي: داعش در عراق)»، ص۱۳۲.
  45. بدخشان، شيرزاد وداوند، «تأثير عمليات انتحاري جريان سلفي - تكفيری بر پديده إسلام‌ هراسي»، ص۱۵۹.
  46. AOAV, "Average civilian casualties per suicide bombing globally rose 56% in 2021 compared to 2020, AOAV finds", Reliefweb.
  47. AOAV, "Average civilian casualties per suicide bombing globally rose 56% in 2021 compared to 2020, AOAV finds", Reliefweb.
  48. Karzai, "Suicide Terrorism: The Case of Afghanistan", 2007, P35
  49. Wilkens , Suicide Bombers and Society", 2011, P25.
  50. بي بي سي فارسي، «سراج‌ الدين حقاني فرستادن ۱۰۵۰ مهاجم انتحاري از سوي 'شبكه حقاني' را در دو دهه گذشته تأييد كرد.»، موقع بي بي سي.

المصادر والمراجع