إيران

هذه الصفحة تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة.
من ويكي شيعة
(بالتحويل من الإيراني)

إيران، (الإسم الرسمي: الجمهورية الإسلامية الإيرانية) هي دولة ذات تاريخ قديم تقع في جنوب غرب آسيا، عاصمتها طهران، تحدّها تركمنستان من الشمال الشرقي، وبحر قزوين (الخزر) من الشمال، وأرمينيا وآذربيجان من الشمال الغربي، والعراق وتركيا من الغرب، وبحر عمان والخليج الفارسي من الجنوب، وأفغانستان وباكستان من الشرق.

الشيعة الاثنا عشرية هم غالبية سكان إيران. ضمّت إيران مجموعة من أقدم المناطق الشيعية في القرون الإسلامية الأولى، وأُسس على أرضها حكومة شيعية أثنا عشريّة مستقلة.

تبلغ مساحة إيران 1648195 كلم²، وتشكل الهضبة الإيرانية 90% من أراضيها، وتسيطر التضاريس الجبليّة على إيران، أما مناخها فهو جاف نسبياً. معدل ارتفاع إيران عن مستوى سطح البحر 1200 م.

يقع في إيران ضريح الامام الرضاعليه السلام والكثير من المزارات المقدسة، والحوزات العلمية الشيعية في مدن مختلفة، مما جعل لإيران أهمية خاصة في العالم الإسلامي، وبين الشيعة في العالم.

الجغرافيا

إيران دولة تقع في جنوب غرب القارة الآسيوية، مساحتها 1648195 كلم2، ويبلغ عدد سكانها 77189669 نسمة (طبقاً لإحصاءات سنة 1392 هـ.ش). عاصمة إيران هي "طهران" وهي أكبر المدن الإيرانية مساحةً، والمركز الإداري والسياسي لإيران.[بحاجة لمصدر]

لإيران حدود مشتركة مع 15 دولة مجاورة، ضمن مسافة 8755 كلم:

  • من الشمال: خمس دول هي: تركمنستان، آذربيجان، أرمينيا، كازاخستان، وروسيا
  • من الشرق: دولتان: أفغانستان وباكستان
  • من الجنوب: ست دول: سلطنة عمان، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، السعودية، والكويت
  • من الغرب: دولتان: العراق وترکية.

انتشار الإسلام في إيران

في سنة 16 هـ وفي عهد عمر بن الخطاب، جرى الفتح الإسلامي لإيران وأطاح بسلالة الساسانيين. أما عن كيفية إعتناق الإيرانيين للإسلام فقط تعددت وجهات النطر بين قائل بأن الإجبار هو السبب الأساسي، وبين من يرى أن العامل الأصلي هو التقارب بين الثقافة الإسلامية وثقافة الإيرانيين، بينما يؤكد قسم ثالث أن انتشار واعتناق الاسلام جرى بشكل تدريجي في إيران.[١]

انتشار التشيُّع في إيران

التشيع هو المذهب الساحق في إيران منذ أوائل القرن العاشر ( 905 ه‍ ) (أيام حكم الصفويين).[٢] أما انتشار التشيع في ايران قبل العهد الصفوي فيرجع إلى عدة أسباب وعوامل:

  1. كون سلمان الفارسي -الصحابي الشهير وأحد خواص أصحاب الإمام علي (ع) - إيرانياً . وقد وُلّي سلمان حاكماً على المدائن (التي كانت مركزاً للدولة الساسانية) في أوائل أيام عمر بن الخطاب.[٣] أدى اجتماع سلمان مع أبناء جلدته من الإيرانيين الساكنين في المدائن أو المترددين عليها إلى انتشار التشيّع بين الفرس، وبناء معاقل أساسية للمذهب الشيعي في بعض المدن الإيرانية.
  2. كان لليمنيين وللإيرانيين في اليمن أيضاً ميل كبير لأهل البيت (ع)، بسبب وصول الإسلام إليهم عبر الإمام علي (ع). في ذلك الوقت كانت المنطقة الممتدة من جنوب الخليج الفارسي إلى اليمن تحت التأثير الإيراني.[٤]
  3. التمييز الذي اعتمده بعض الحكام العرب الفاتحين ضد سواهم من العجم والذي اثار حفيظة الإيرانيين. في المقابل إِتَّسَمَت حكومة الإمام علي (ع) بإلغاء أي فرز وتفضيل للعرب على العجم؛ فتم إلغاء قرار منع دخول العجم إلى المدينة المنورة. هذه القرارات جعلت الإيرانيين يميلون إلى جانب توجهات ومواقف الإمام علي (ع).[٥] كذلك فإن عملية تحرير العبيد التي قام بها الإمام السجاد (ع) جذبت الكثير من الموالي (الذين كانوا بمعظمهم من بلاد فارس) إلى المدينة المنورة، وباتوا من محبي أهل البيت (ع).[٦]
  4. عملية نقل مركز الدولة من المدينة المنورة إلى الكوفة في أيام حكم الإمام علي (ع)، وهذا يمكن أن يكون عاملاً مهماً في إقبال الإيرانين على التشيّع وأهل البيت (ع).[٧]
  5. استشهاد الإمام الحسين (ع) هو أيضا عامل مهم لجعل الإيرانيين يميلون إلى أهل البيت (ع) ، فبعد استشهاد الإمام الحسين (ع)، لم يعد للأمويين (الذين مارسوا التمييز العنصريفي حكمهم أيضاً) مكان في قلوب الفرس، وكان من الطبيعي أن ينحازوا إلى جانب قضية الإمام الحسين (ع)، فكانوا من المساهمين الأساسين في سقوط الدولة الأمويّة وسيطرة العباسيين الذين رفعوا شعار "الرضا من آل محمد" وتذرعوا به للوصول لسدة الحكم.
  6. ساهم تَوَجُّه بعض الطلاب الإمام جعفر الصادق (ع) وغيره إلى الأئمة إلى إيران ودعوتهم إلى مدرسة أهل البيت (ع) في تعرّف أكثر الإيرانيين على المذهب الشيعي، إلى حد أن العديد من المدن مثل مدينة قم، الري، سبزوار والأهواز أصبحت بكاملها تقريباً مدناً شيعيّة.
  7. ومن عوامل إنتشار التشيع في إيران: هجرة الكثير من ابناء الأئمة إلى إيران بسبب ظلم السلطتين الأموية والعباسية، ما أدى إلى إنتشار هولاء الأبناء على امتداد المدن الإيرانية. ومن أبرز الشواهد على إقبال الإيرانيين على مذهب التشيع في ذاك الوقت: استقرار السيدة فاطمة المعصومة (ع) في قم، وعلي بن الإمام موسى الكاظم (ع) (المعروف ب"شاه جراغ") في شيراز، وعبد العظيم الحسني في الري.
  8. كان لمجئ الإمام الرضا (ع) إلى خراسان التأثير البالغ في تَنَامي التيار الشيعي في إيران، وقد أراد المأمون أن يكون الإمام ولياً للعهد لكي يواجه بهذا المخطط العربَ الذين ناصروا الأمين العباسي، فهو كان يرى أنه بهذه المحاولة سوف ينال تأييد الشيعة سواءً كانوا إيرانيين أم كانوا عرباً، مما يشكل تقوية لموقع المأمون، وإضعافاً لموقع الأمين.
  9. نشوء الدولة البويهية التي كان لها دور في عملية الكشف عن الوجود الشيعي في ايران.
  10. حضور العلامة الحلي في كنف الدولة الإيلخانية لمدة 10 عاما في إيران وتمكنه من حرية التعبير في مجالات الفقه وعلم الكلام، وكذلك جهود نصير الدين الطوسي في تلك الحقبة.

الدول الشيعية الأساسية

دولة العلويين في طبرستان

في سنة 250 هـ تم تأسيس دولة شيعية في طبرستان على يد جماعة تنتمي للمذهب الزيدي و عرفوا بالعلويين نظراً لنسبهم الممتد إلى الامام علي (ع).

خاضت هذه الجماعة صراعات متعددة ضد سلالة الطاهريين والسامانيين الحاكمة حتى القرن الرابع الهجري، من أجل الحفاظ على سلطتها، وقد خسر العلويون بعض مناطقهم عدة مرات، لكنهم كانوا يسترجعونها بعد مدة.

بعد القرن الرابع، واجه العلويون آل بويه، وفقدوا كثيراً من قوتهم في هذه المواجهة، وبالرغم من بقاء دولتهم قائمة ومستمرة إلى القرن العشر، إلا أنهم لم يستطعوا أن يحكموا دولة بعنوان أنها دولة مستقلة.

كان لظهور دولة العلويين دور أساسي في اعتناق سكان الشمال الإيراني للدين الإسلامي.[بحاجة لمصدر]

البويهيون

البويهيون سلالة من أبرز السلالات التي ظهرت في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، سيطرت على الهضبة الإيرانية والعراق.[٨]

بالرغم من سيطرة البويهيين على عاصمة العباسيين (بغداد)، والإطاحة بحكم المستكفي العباسي، إلا أنه لأسباب عديدة لم يطح بحكومة العباسيين، بل نصّب شخصاً آخر من سلالتهم بعنوان أنه خليفة عباسي؛ متخذاً له لُقّب بـ"المطيع بالله".

وفي عصر البويهيين توفرت إمكانية الدعوة لمدرسة أهل البيت (ع) أكثر من أي وقت مضى، وتم تأليف كتب شيعية مهمة، مثل: التهذيب، والاستبصار، والكافي، ومن لا يحضره الفقيه، كما وبرز علماء مؤثرون في تلك الحقبة، استطاعوا أن يعرفوا الناس على المذهب الشيعي؛ منهم الشيخ الصدوق، والشيخ المفيد، والشيخ الطوسي، والسيدان الرضي والمرتضى.[بحاجة لمصدر]

الصفويون

الصفويون سلالة حكمت إيران من سنة 1501 إلى سنة 1736 ميلادي، اتخذت المذهب الشيعي مذهباً رسمياً للدولة.

وكان إسماعيل الصفوي الأول (1484 - 1524 ميلادي) أول الحكام الصفويين وقد تمكن في البداية من السيطرة على تبريز وإزاحة الحاكم التركماني فيها. ثم توسعت حدود دولتة حتى شملت مناطق واسعة من إيران ثم العراق سنة 1507 م. وحينما استكمل الصفويون السيطرة على شرق إيران سنة 1510 م بعد انتصارهم على الأوزبيكيين، بدأ العثمانيون صراعهم ضد الصفويين في غرب إيران مما أدى إلى هزيمة خسر بها الصفويون العاصمة تبريز سنة 1514 م.

ورغم المعارك المستمرة استطاع الصفويون الحفاظ على سيطرتهم على خراسان في حين فقدوا حتى سنة 1534 سيطرتهم على العراق وأذربيجان. وقد ادعى العثمانيون وقتها أنه من يقدم على قتل عدد معين من المسلمين الشيعة فإنهم "يضمنون له الجنة!!".

وبعد بعض الاختلافات العائلية وصل عباس الأول (1587 - 1629 م) إلى الحكم وتمكن من توطيد دعائم الدولة الصفوية ولذلك كان يسمى أيضاً عباس الأكبر.

بعد عباس الأول تسلل الضعف إلى الحكم المركزي. وفي القرن السابع عشر انهار اقتصاد البلاد في عهد السلطان الصفوي حسين (1694 - 1722). وقامت قبيلة الكلزاي سنة 1719 م بالانقلاب على الحكم الصفوي وتمكنوا سنة 1722 م من احتلال أصفهان.[بحاجة لمصدر]

واستمر الحكم الصفوي في بعض المقاطعات حتى سنة 1773 م، إلى أن وصل الأفشاريون بقيادة نادر شاه إلى الحكم وأزاحوا الصفويين بشكل نهائي عن الحكم.

وفيما يلي الحكام الصفويون مع فترات حكمهم:[بحاجة لمصدر]

  1. إسماعيل الأول (1501 - 1524)
  2. طهماسب الأول (1524 - 1576)
  3. إسماعيل الثاني (1576 - 1577)
  4. محمد (1577 - 1587)
  5. عباس الأول (1587 - 1629)
  6. صفي الأول (1629 - 1642)
  7. عباس الثاني (1642 - 1666)
  8. صفي الثاني (سليمان الأول) (1666 - 1694)
  9. حسين (1694 - 1722)

الجمهورية الاسلامية

إيران والقضية الفلسطينية

في عهد الشاه

كانت إيران في عهد الشاه في حالة تحالف استراتيجي دائم مع العدو الصهيوني، وفي جميع المجالات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، إذ كانت الدولتان تتبادلان الزيارات لكبار القادة العسكريين والأمنيين للتنسيق بينهما في العدوان على الدول العربية والوقوف في وجه جمال عبد الناصر الذي كان يقود حركة تحرّر ضدّ الصهيونية.[بحاجة لمصدر]

وتقول الوثائق الأميركية التي تمّت مصادرتها بعيد الثورة من السفارة الأميركية إنّ اغتيال القادة الفلسطينيين أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر تمّ الإعداد والتخطيط له في سفارة أميركا في إيران، إذ كان سفير أميركا في إيران في ذلك الوقت هو ريتشارد هولمز وهو رئيس سابق لـ«سي آي أي »، لأنّ إيران كانت أهمّ محطة استخبارية لـ«سي آي أي»، ومن هنا وقع الاختيار على رئيس «سي أي آي» كي يكون سفيراً لأميركا في إيران، وكذلك الأمر بالنسبة لـ«الموساد» إذ كانت أهمّ محطة للموساد في المنطقة في طهران حيث التنسيق اليومي بين هذه الأجهزة الأمنية الثلاثة ضدّ حركات التحرّر في المنطقة.[بحاجة لمصدر]

وكان شاه إيران يهيمن ويسيطر على منطقة الخليج ويعامل حكام وأمراء الخليج والسعودية باحتقار لأنه كان القوة العظمى التي تحكم سيطرتها على المنطقة بالتحالف مع «إسرائيل» وأميركا، وكانت دول الخليج جميعها بما فيها السعودية خاضعة للشاه ولم يكن في ذلك الوقت أيّ اعتراض من تلك الدول على دور إيران المهيمن عليها تماماً.[٩]

في عهد الثورة الإسلامية

تعود العلاقة بين الثورة الإيرانية وحركة التحرر الفلسطينية إلى العام 1969م، حين أقام بعض الإيرانيين الإسلاميين علاقات وثيقة مع الفلسطينيين في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات وتراوحت أدوارهم بين الاشتراك في القتال أو الأعمال التنظيمية أو عمليات التسليح، إضافة إلى دور الإمام موسى الصدر في وصل بعض الليبراليين الإيرانيين بالثورة الفلسطينية.

ومع بداية تأسيس الجمهورية الإسلامية، إتخذ الإمام الخميني موقفاً واضحاً من القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني، ووصف إسرائيل بأنها العدو الأول للإسلام والأمة الإسلامية، موضحا أن خطر إسرائيل يمتد ليشمل كل المجالات الثقافية والأخلاقية والاقتصادية والصناعية، ذلك الموقف الجذري للخميني دفعه لإعلان يوم القدس العالمي من كل عام، ورفض أي صورة من صور الحوار مع إسرائيل، ورفض مشاريع السلام، ودعم كل عناصر المقاومة والقوة الفكرية والنفسية والمادية ضد إسرائيل.[بحاجة لمصدر]

الهوامش

  1. راجع: إجبار الإيرانيين على الإسلام و اختلاف وجهات النظر بين الدکتر زرین‌کوب والشهيد مطهري حول كفية دخول الاسلام إلى إيران و مراجعات حول ورود الاسلام إلى ایران
  2. السبحاني، جعفر، أضواء على عقائد الشيعة الإمامية، ص 324.
  3. المدني، الدرجات الرفيعة في طبقات الشیعة، ص 215.
  4. الطبري، ج 2، ص 255-257؛ ابن هشام، ج 1، ص 71-72؛ ابن سعد، ج 1، ص260؛ المسعودي، التنبيه والاشراف، ص 259.
  5. راجع: القرشي، باقر شريف، موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية، ج 11، ص 38.
  6. راجع: الأسدي، المختار، الامام علي بن الحسين عليهما السلام دراسة تحليلية، ص 74-80.
  7. الدينوري، أبو حنيفة، الأخبار الطوال‌، ص 143.
  8. الموسوعة العربية
  9. http://www.al-binaa.com/?article=123052

وصلات خارجية

المصادر والمراجع