انتقل إلى المحتوى

آية الشاهد

من ويكي شيعة
(بالتحويل من آية 17 من سورة هود)
آية الشاهد
عنوان الآيةالشاهد
رقم الآية17
في سورةهود
في جزء12
رقم الصفحة223
شأن النزولتقوية إيمان رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم تجاه اتهام المشركين عليه
مكان النزولمكة
الموضوععقائدي
آيات ذات صلةآية المباهلة
معلومات أخرىمن فضائل الإمام عليعليه السلام


آية الشاهد هي الآية السابعة عشر من سورة هود، والتي تثبت صدق النبي محمدصلی الله عليه وآله وسلم في ادعائه للنبوّة، وذلك بواسطة القرآن والمؤمنين الحقيقيين والكتب السماوية السابقة، ونزلت هذه الآية بعد أن كذّب المشركون النبيَصلی الله عليه وآله وسلم في ادعائه للنبوة، لتطييب نفس النبيصلی الله عليه وآله وسلم وتقوية إيمانه.

ورد في المصادر التفسيرية‌ والروائية عند الشيعة وأهل السنة أن المقصود من «الشاهد» في هذه الآية هو علي بن أبي طالبعليه السلام، كما ذكرت مصاديق أخرى له كجبرئيل ولسان النبيصلی الله عليه وآله وسلم والقرآن.

ويستدلّ بآية الشاهد لإثبات ولاية الإمام عليعليه السلام وخلافته؛ لأنه بحسب الآية لابدّ أن يكون الشاهد هو نفس النبيصلی الله عليه وآله وسلم، وبناء على آية المباهلة علي بن أبي طالب هو نفس النبيصلی الله عليه وآله وسلم.

نص الآية

اشتهرت الآية 17 من سورة هود بآية الشاهد.[١]

﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُولٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ

مضمون الآية

قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان إنه يستفاد من ظاهر هذه الآية أنها نزلت لتطييب نفس النبيصلی الله عليه وآله وسلم وتقوية إيمانه تجاه ما قام به المشركون من اتهامه بالافتراء على الله، ومن هنا أمره الله أن يتحداهم بإتيان عشر سور مثله.[٢]

وقد ذكر في مجمع البيان وتفسير الأمثل تفسيران لهذه الآية:

  • الأول: إن المقصود من «أَفَمَنْ كانَ عَلی بَينَةٍ مِنْ رَبِّهِ» هو النبيصلی الله عليه وآله وسلم، حيث يثبت صدق نبوته بثلاث طرق: 1. القرآن، بما هو بينة ودليل واضح؛ 2. الكتب السماوية السابقة مثل التوراة، حيث أشارت إلى أوصاف النبيصلی الله عليه وآله وسلم؛ 3. أتباع النبيصلی الله عليه وآله وسلم وأنصاره المؤمنون؛ إذ إن كلّ مذهب يعرف بأتباعه وأنصاره.[٣]
  • الثاني: المقصود من آية «أَفَمَنْ كانَ عَلى بَينَةٍ مِنْ رَبِّهِ» جميع المؤمنين الذين يؤمنون بالنبيصلی الله عليه وآله وسلم بعد ما شاهدوا من دلائل واضحة، وتصديق الكتب السماوية السابقة بنبوّة النبی محمدصلی الله عليه وآله وسلم.[٤]

وعن معنى البيّنة قال العلامة الطباطبائي إنها تعني الظاهرة الواضحة التي تُظهر غيره أيضا كالنور.[٥] وذكر الطَبرِسي أن «بينة من ربّه» يعنى حجة من عقله.[٦]

من هو الشاهد؟

قال بعض المفسرين من الشيعة والسنة أن الشاهد في الآية السابعة عشر من سورة هود هو علي بن أبي طالبعليه السلام حيث كان أول من آمن بالنبيصلی الله عليه وآله وسلم[٧] وفي رواية عن الإمام عليعليه السلام اعتبر أنه هو الشاهد في الآية الكريمة، [٨] وذكر الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل 15 رواية تقول بأن المراد من الشاهد في الآية هو عليعليه السلام،[٩] منها ما ورد عن مالك بن أنس في قوله عزّ وجلّ ﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ قال هو محمدصلی الله عليه وآله وسلم ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ قال هو علي بن أبي طالب، كان والله لسان رسول الله إلى أهل مكة في نقض عهدهم مع رسول الله.[١٠]

وهناك آراء أخرى حول المقصود من الشاهد في الآية[١١] فمنها ما ذكره الطبرسي في مجمع البيان أن المراد من الشاهد هو جبرئيل، حيث أنه يتلو القرآن من الله على النبيصلی الله عليه وآله وسلم، كما قال البعض أن المراد به لسان النبيصلی الله عليه وآله وسلم الذي يتلو به القرآن، وذهب آخرون إلى أن المراد منه هو القرآن.[١٢]

إلا أن العلامة الطباطبائي ردّ هذه الآراء واعتقد -بالاستناد إلى بعض الروايات- أن المراد من الشاهد في الآية هو الإمام عليعليه السلام.[١٣]

دلالتها على ولاية الإمام عليعليه السلام وخلافته

يستدلّ بآية الشاهد لإثبات مقام الولاية والخلافة لعلي بن أبي طالبعليه السلام، فقال بعض المحققين أن كلمة «يَتْلُوهُ» في الآية بمعنى يتبعه، لا يقرأه؛ لأن الضمير في «يَتْلُوهُ» وفي «مِنْهُ» يعود إلى «أَفَمَنْ» في بداية الآية، وبناء عليه يكون المقصود من الضمير في «مِنْهُ» هو الشاهد الذي له علاقة ذاتية ومعنوية بالنبيصلی الله عليه وآله وسلم، ويُعدّ نفسَ النبيصلی الله عليه وآله وسلم.[١٤] كما يدلّ الفعل المضارع (يَتْلُوهُ) على الاستمرار، ويستنتج منه تبعية الشاهد لرسول الله في جميع المراتب وجميع الأزمنة، وهي تناسب مقام الولاية والخلافة لوصيّ رسول الله، والذي تمّ تعيين مصداقه في الروايات وفي بعض الآيات، كآية المباهلة، وهو علي بن أبي طالبعليه السلام.[١٥]

وجه الإشارة إلى التوراة

ورد في آية الشاهد اسم أحد الكتب السماوية السابقة وهو التوراة، وسبب ذلك -حسب رأي المفسرين- هو انتشار آراء اليهود وعقائدهم في البيئة التي نزلت فيها القرآن، وكان النصارى يعيشون في بلاد أخرى كالشام واليمن.[١٦] والسبب الآخر هو أن التوراة ذكرت أوصاف النبي محمدصلی الله عليه وآله وسلم بتفصيل أكثر.[١٧]

الهوامش

  1. العلامة الحلي، نهج الحق، ص 195.
  2. العلامة الطباطبائي، الميزان، ج 10، ص 183.
  3. الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 494.
  4. الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 495.
  5. العلامة الطباطبائي، الميزان، ج 10، ص 183.
  6. الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226-227.
  7. الحويزي، نور الثقلين، ج 2، ص 344-346؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226-227؛ السيوطي، الدر المنثور، ج 3، ص 324.
  8. الهلالي، كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج 2، ص 903؛ ابن عقدة الكوفي، فضائل أمير المؤمنينعليه السلام، ص 193.
  9. الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 1، ص 359-370.
  10. الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 1، ص 366.
  11. الكليني، الكافي، ج 1، ص 190؛ ابن حيون المغربي، دعائم الاسلام، ج 1، ص 19.
  12. الطبرسي، مجمع البيان، ج 5، ص 226-227.
  13. العلامة الطباطبائي، الميزان، ج 10، ص 185 و194-196.
  14. المنصوري، «وجوه مختلف ادبي در عبارت آغازين آيه 17 سوره هود وبازتاب آن در تفسير عبارت شاهد منه»، ص 119.
  15. المنصوري، «وجوه مختلف ادبي در عبارت آغازين آيه 17 سوره هود وبازتاب آن در تفسير عبارت شاهد منه»، ص 119.
  16. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 497.
  17. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 6، ص 498.

المصادر والمراجع

  • ابن حيون المغربي، نعمان بن محمد، دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام، قم، مؤسسة آل البيتعليه السلام، ط 2، 1385 هـ.
  • ابن عقدة الكوفي، أحمد بن محمد، فضائل أمير المؤمنينعليه السلام، قم، دليل ما، 1424 هـ.
  • الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، طهران، موسسة طبع ونشر وزارت ارشاد، 1411 هـ.
  • الحويزي، عبد العلي بن جمعه، نور الثقلين، قم، موسسة إسماعيليان، 1415 هـ.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، قم، مکتبة آية الله المرعشي النجفي، 1404 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، موسسة الأعلمي للمطبوعات، 1390 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران، ناصرخسرو، 1372هـ ش.
  • العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، نهج الحق، قم، مؤسسة ‌دارالهجرة، 1407 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب( ع)، 1379 هـ ش.
  • المنصوري، السيد محمد وزهراء الصادقي، «وجوه مختلف ادبي در عبارت آغازين آيه 17 سوره هود وبازتاب آن در تفسير عبارت شاهد منه»، مجلة تحقيقات علوم قرآن وحديث، رقم 26، 1394ش.
  • الهلالي، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس الهلالي، قم، الهادي، 1405 هـ.
موسوعة_ويكي_شيعة