انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «نرجس أم الإمام المهدي (عج)»

من ويكي شيعة
imported>Maytham
imported>Maytham
سطر ١٨: سطر ١٨:
==نقد رواية الصدوق حول أمّ صاحب الزمان (ع)==
==نقد رواية الصدوق حول أمّ صاحب الزمان (ع)==
يوجد الكثير من الملاحظات التي تذكر على هذه الرواية منها:
يوجد الكثير من الملاحظات التي تذكر على هذه الرواية منها:
*أنّ [[التاريخ الإسلامي]] لم يسجّل لنا بعد عام 242 ق/856م(6)<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج‏9، ص 208.</ref>  معركة بين الرومان و المسلمين في [[العصر العباسي]]، مضافاً إلى عدم وجود مبرر موضوعي يمنع ملك الروم- على فَرَض حدوث الأسر- من التفاوض مع الحكومة العباسية لإطلاق سراح حفيدته من الأسر، ولم يكن هذا الحدث– لو وجد- بالأمر الذي يستهين به المؤرخون ويهملونه في مصنفاتهم التاريخية.
*أنّ [[التاريخ الإسلامي]] لم يسجّل لنا بعد عام 242 ق/856م<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج‏9، ص 208.</ref>  معركة بين الرومان و المسلمين في [[العصر العباسي]]، مضافاً إلى عدم وجود مبرر موضوعي يمنع ملك الروم- على فَرَض حدوث الأسر- من التفاوض مع الحكومة العباسية لإطلاق سراح حفيدته من الأسر، ولم يكن هذا الحدث– لو وجد- بالأمر الذي يستهين به المؤرخون ويهملونه في مصنفاتهم التاريخية.
*وأيضًا أنّ أهم المؤرخين والمحدثين [[الشيعة]] [[الإمامية]][[القمي|كالقمي]] [[النوبختي|والنوبختي]] [[الكليني|والكليني]] [[المسعودي|والمسعودي]] رغم معاصرتهم للشيباني راوي الحادثة، أهملوا هذا الرواية ،  بل وصفه معاصره [[الكشي]] بالغلو وأدرجه ضمن فرقة الغلاة.<ref>الطوسي، اختيار معرفه الرجال (رجال الكشي)‏، ص 149.</ref>
*وأيضًا أنّ أهم المؤرخين والمحدثين [[الشيعة]] [[الإمامية]][[القمي|كالقمي]] [[النوبختي|والنوبختي]] [[الكليني|والكليني]] [[المسعودي|والمسعودي]] رغم معاصرتهم للشيباني راوي الحادثة، أهملوا هذه الرواية، بل وصفه معاصره [[الكشي]] بالغلو وأدرجه ضمن فرقة الغلاة.<ref>الطوسي، اختيار معرفه الرجال (رجال الكشي)‏، ص 149.</ref>
*أنّ ما جاء في رواية الكليني هو كون أمّ الإمام «أمّ ولد من النوبة »في شمال [[السودان]]<ref>الكليني، ج 1، ص 323.</ref> ، يضاف إلى ذلك أنّ [[النعماني]] والصدوق ذكرا أنّه {{عج}} ابن أًمَةٍ سوداء.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 84.</ref>
*أنّ ما جاء في رواية الكليني هو كون أمّ الإمام «أمّ ولد من النوبة» في شمال [[السودان]]<ref>الكليني، ج 1، ص 323.</ref>، يضاف إلى ذلك أنّ [[النعماني]] والصدوق ذكرا أنّه {{عج}} ابن أًمَةٍ سوداء.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 84.</ref>


ومن المحتمل أن عدول علماء الشيعة المتأخرين عن هذه الروايات والتمسّك برواية [[الشيباني]] والقول بتوثيقها يرجع إلى ما تنطوي عليه الرواية من شرف محتد ومكانة رفيعة وطبقة اجتماعية مرموقة ترجع إليها أمّ الإمام {{عليه السلام}} . خاصّة مع الأخذ بنظر الإعتبار العلاقة بين الإمام {{ع}} والسيّد المسيح {{ع}} في الرواية ، التي تنسجم مع الأحاديث النبوية التي تؤكد على قيامهما معاً ليطهرا الأرض من الفساد والجور.<ref>الصدوق، كمال الدين، ص 280.</ref>
ومن المحتمل أن عدول علماء الشيعة المتأخرين عن هذه الروايات والتمسّك برواية [[الشيباني]] والقول بتوثيقها يرجع إلى ما تنطوي عليه الرواية من شرف محتد ومكانة رفيعة وطبقة اجتماعية مرموقة ترجع إليها أمّ الإمام {{عليه السلام}}. خاصّة مع الأخذ بنظر الإعتبار العلاقة بين الإمام {{ع}} والسيّد المسيح {{ع}} في الرواية، التي تنسجم مع الأحاديث النبوية التي تؤكد على قيامهما معاً ليطهرا الأرض من الفساد والجور.<ref>الصدوق، كمال الدين، ص 280.</ref>


ومع وجود هذه الملاحظات الثلاث يمكن الذهاب إلى نفي حجية رواية محمد بن بحر الشيباني خلافاً لما ذهب إليه [[الشيخ الطوسي]] و[[ابن رستم الطبري]] من الحكم بحجيتها واعتبارها العلمي.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 9-134، دلائل الإمامة، الطبري، ص 490.</ref>
ومع وجود هذه الملاحظات الثلاث يمكن الذهاب إلى نفي حجية رواية محمد بن بحر الشيباني خلافاً لما ذهب إليه [[الشيخ الطوسي]] و[[ابن رستم الطبري]] من الحكم بحجيتها واعتبارها العلمي.<ref>الطوسي، الغيبة، ص 9-134، دلائل الإمامة، الطبري، ص 490.</ref>


ولعلّ الصحيح هو  ما ذكره [[الشيخ المفيد]] : من أنّ أمّ الإمام {{عليه السلام}} كانت أَمَةً نشأت في بيت السيدة حكيمة أخت [[الإمام الهادي (ع)]]{{ع}} ولمّا رأى الإمام العسكري{{ع}} سيمات الصلاح فيها تزوجها لتلد له الخليفة من بعده بمشيئة الله تعالى.<ref>المفيد، الإرشاد، ج1، ص 390.</ref>
ولعلّ الصحيح هو  ما ذكره [[الشيخ المفيد]]: من أنّ أمّ الإمام {{عليه السلام}} كانت أَمَةً نشأت في بيت السيدة حكيمة أخت [[الإمام الهادي (ع)]]{{ع}} ولمّا رأى الإمام العسكري{{ع}} سيمات الصلاح فيها تزوجها لتلد له الخليفة من بعده بمشيئة الله تعالى.<ref>المفيد، الإرشاد، ج1، ص 390.</ref>


==وفاتها==
==وفاتها==

مراجعة ٠٧:٥٨، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٦

قبر السيدة نرجس أم الإمام المهدي(عج)

نرجس هو الاسم المشهور لزوجة الإمام الحسن العسكري وأم الإمام المهدي (عج) وقيل اسمها مليكة، وقيل ريحانة وسوسن.

اسم أمّ الإمام المهدي

قال المسعودي والذي يعتبر أقدم مصدر تعرّض للحديث عن أمّ الإمام: إنّها أمّ ولد يقال لها نرجس.[١]

وفي رواية الشيخ الطوسي: أمّه ريحانة، ويقال لها: نرجس، ويقال لها: صقيل ويقال لها سوسن‏.[٢]ونقل العلامة المجلسي عن الشهيد الثاني (ره) أنّه قال في الدروس: أمّه صقيل وقيل نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية.[٣]

وقد ورد اسم نرجس في رواية السيّدة حكيمة التي تعتبر من أشهر الروايات سنداً حول ولادة الإمام بقية الله .[٤]

ولعلّ اسمها الحقيقي هو نرجس وأن السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام هي التي أطلقت عليها سائر الأسماء، إلا اسم صقيل. وكان العرف السائد في ذلك العصر أن الناس يسمّون الإماء بأسماء مستحسنة للترحيب ولاريب أنّ اسم نرجس وريحانة وسوسن كلّها أسماء لمجموعة من الأزهار.

موطنها ونسبها

أقدم مصدر تعرّض لموطنها يعود إلى سنة 286هـ / 899م وبالتحديد لرواية الصدوق التي جاء فيها: أنّها نصرانية من سبايا الروم أسرها المسلمون وعرضت في أسواق النخاسين فاشتراها أحد التجار من أصحاب الإمام الهاديعليه السلام في بغداد ثم أرسلها له في سامراء.

ثم تبدأ الرواية بذكر قصة طويلة جاء فيها أنّ اسمها «مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم» وأمّها من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون. وأنّها رأت كأن السيدة الزهراء عليها السلام زارتها ومعها مريم بنت عمران عليها السلام فقالت لها مريم عليها السلام: هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد عليه السلام وأنّ الزهراء عليها السلام دعتها للإسلام وأرشدتها لتجعل نفسها في معرض الأسر كي تصل إلى بيت الإمام....[٥]

نقد رواية الصدوق حول أمّ صاحب الزمان (ع)

يوجد الكثير من الملاحظات التي تذكر على هذه الرواية منها:

  • أنّ التاريخ الإسلامي لم يسجّل لنا بعد عام 242 ق/856م[٦] معركة بين الرومان و المسلمين في العصر العباسي، مضافاً إلى عدم وجود مبرر موضوعي يمنع ملك الروم- على فَرَض حدوث الأسر- من التفاوض مع الحكومة العباسية لإطلاق سراح حفيدته من الأسر، ولم يكن هذا الحدث– لو وجد- بالأمر الذي يستهين به المؤرخون ويهملونه في مصنفاتهم التاريخية.
  • وأيضًا أنّ أهم المؤرخين والمحدثين الشيعة الإماميةكالقمي والنوبختي والكليني والمسعودي رغم معاصرتهم للشيباني راوي الحادثة، أهملوا هذه الرواية، بل وصفه معاصره الكشي بالغلو وأدرجه ضمن فرقة الغلاة.[٧]
  • أنّ ما جاء في رواية الكليني هو كون أمّ الإمام «أمّ ولد من النوبة» في شمال السودان[٨]، يضاف إلى ذلك أنّ النعماني والصدوق ذكرا أنّه ابن أًمَةٍ سوداء.[٩]

ومن المحتمل أن عدول علماء الشيعة المتأخرين عن هذه الروايات والتمسّك برواية الشيباني والقول بتوثيقها يرجع إلى ما تنطوي عليه الرواية من شرف محتد ومكانة رفيعة وطبقة اجتماعية مرموقة ترجع إليها أمّ الإمام عليه السلام. خاصّة مع الأخذ بنظر الإعتبار العلاقة بين الإمام عليه السلام والسيّد المسيح عليه السلام في الرواية، التي تنسجم مع الأحاديث النبوية التي تؤكد على قيامهما معاً ليطهرا الأرض من الفساد والجور.[١٠]

ومع وجود هذه الملاحظات الثلاث يمكن الذهاب إلى نفي حجية رواية محمد بن بحر الشيباني خلافاً لما ذهب إليه الشيخ الطوسي وابن رستم الطبري من الحكم بحجيتها واعتبارها العلمي.[١١]

ولعلّ الصحيح هو ما ذكره الشيخ المفيد: من أنّ أمّ الإمام عليه السلام كانت أَمَةً نشأت في بيت السيدة حكيمة أخت الإمام الهادي (ع)عليه السلام ولمّا رأى الإمام العسكريعليه السلام سيمات الصلاح فيها تزوجها لتلد له الخليفة من بعده بمشيئة الله تعالى.[١٢]

وفاتها

ذهب الشيخ الصدوق إلى القول : بأنّها توفيت قبل رحيل زوجها الإمام العسكري عليه السلام سنة 260 هـ ق/ 874م.(13) فيما يرى النجاشي أنّها توفيت بعد الإمام العسكري عليه السلام، وأنها بقيت في دار أحد أصحاب الإمام المعروف بمحمد بن علي بن حمزة.(14)

الهوامش

  1. المسعودي، إثبات الوصية، ص 258.
  2. الطوسي، الغيبة، ص 231.
  3. المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص28.
  4. المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص2.
  5. الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج2، ص 418.
  6. الطبري، تاريخ الطبري، ج‏9، ص 208.
  7. الطوسي، اختيار معرفه الرجال (رجال الكشي)‏، ص 149.
  8. الكليني، ج 1، ص 323.
  9. الطوسي، الغيبة، ص 84.
  10. الصدوق، كمال الدين، ص 280.
  11. الطوسي، الغيبة، ص 9-134، دلائل الإمامة، الطبري، ص 490.
  12. المفيد، الإرشاد، ج1، ص 390.

وصلات خارجية

المصادر

  • الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، طهران، دار الكتب الاسلامية، 1359هـ ق.
  • الطبري، محمد بن جرير بن رستم، دلائل الامامة، قم، البعثة،1413 هـ ق.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الامم والملوك، تاريخ الطبري، تحقيق، محمد ابو الفضل ابراهيم‏،بيروت، روائع التراث العربي‏،1387 هـ ق‏.
  • الطوسي، الغيبة، قم، دار المعارف الإسلامية،1411 هـ ق.
  • الطوسي، محمد بن حسن، رجال الكشي (اختيار معرفه الرجال)، مشهد، دانشكاه مشهد(جامعة مشهد المقدسة)، 1348 هـ ش‏.
  • المجلسي، بحار الأنوار الجامعه لدرر أخبار الأئمه الأطهار، طهران‏، اسلاميه،1363 هـ ش.
  • المسعودي، علي بن حسين، إثبات الوصيه للإمام علي بن أبي طالب‏، قم‏، انصاريان‏، 1426 هـ ق‏.
  • المفيد، الإرشاد في معرفه حجج الله على العباد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413 ق. (قرص مدمج).