مسجد الصخرة

من ويكي شيعة
(بالتحويل من مسجد قبه صخره)
مسجد الصخرة
المعلومات العامة
المؤسسعبد الملك بن مروان
سنة التأسيس72 هـ
المدينةبيت المقدس
البلدفلسطين
الأسماء الأخرىالصخرة المقدسة
المشخصات
عدد القبابقبة واحدة
الهندسة المعمارية
إعادة بناءلعدة مرات على مر العصور


مسجد الصخرة، أو الصخرة المقدسة، مسجد يقع في حدود حرم المسجد الأقصى على هضبة موريا في بيت المقدس، والمسجد يقع على صخرة كبيرة لها مكانة عالية في الديانات اليهودية والإسلامية والمسيحية، ويعتقد المسلمون أن النبي (ص) عرج إلى السماء من هذه الصخرة، ويذهب اليهود أن الأرض انبسطت من هذه الصخرة، وأن آدم خلق من ترابها، وأن إبراهيم أُمر بذبح ابنه في هذا المكان.

وإن القبة الذهبية الشهير التي يظن بعض الناس أنها قبة المسجد الأقصى هي في الحقيقة قبة مسجد الصخرة. يعود بناء مسجد الصخرة إلى القرن الأول للهجرة وتحديدا في عصر عبد الملك بن مروان، ثم أعيد بنائه في العصور لاحقة.

التسمية

جاءت تسمية مسجد الصخرة بهذا الاسم؛ لأن المسجد بني على صخرة في هضبة موريا في بيت المقدس، وبناء عليه سمي بقبة الصخرة.[١] وقد يطلق المسجد الأقصى بالاخطأ على قبة الصخرة، في حين أن قبة مسجد الصخرة ذهبية، لكن قبة المسجد الأقصى لونها داكنة.[٢]

الموقع الجغرافي وإحداثيات البناء

يقع مسجد الصخرة أو قبة الصخرة في حدود حرم المسجد الأقصى على هضبة موريا في بيت المقدس، ولون قبة الصخرة ذهبية، ومبنى المسجد مثمن الأضلاع،[٣] وله أربعة أبواب تفتح على الجهات الأربعة.[٤]

وفي القسم الجنوب الغربي للمسجد صخرة رخام وهو المكان الذي عرج النبي (ص) منها إلى السماء ويسمى ب"قدم محمد" ويقع بالقرب من قبة الصخرة مكان معروف باسم "قبة النبي"[٥] وفي الزواية الشمالية مقام للخضر،[٦] وتعد قبة الصخرة من أثمن المباني الإسلامية.

صورة للصخرة المقدسة في داخل المسجد وذكر أن النبي (ص) عرج منها

الأهمية

إن مسجد قبة الصخرة والمسجد الأموي في دمشق ومسجد عمرو بن العاص في القاهرة، ومسجد قيران في تونس من أهم المباني التي شيدت في القرن الأول للهجرة،[٧] ويحظى بمكانة سامية عند اليهود والمسيح والمسلمين.[٨]

والجبل الذي بني عليها مسجد القبة كان قبلة للمسلمين حتى القرن الثاني للهجرة،[٩] ويعتقد المسلمين أن النبي (ص) عرج من الصخرة إلى السماء،[١٠] كما يعتقد اليهود أن الأرض انبسطت من هذا المكان، وأن النبي آدم خلق من ترابها، وهو المكان الذي أراد النبي إبراهيم أن يذبح ابنه قربانا في سبيل الله.[١١]

التاريخ

بدأ عمل بناء مسجد الصخرة سنة 66 هـ في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حول الصخرة الموجودة حاليا على هضبة موريا في بيت المقدس، وانتهى البناء سنة 72 هـ،[١٢] وفي الظروف التي كان عبد الله بن الزبير ادعى الخلافة في مكة لنفسه، وكان يجبر الحجاج لبيعته، منع عبد الملك بن مروان الناس إلى شد الرحال للحج، وسعى أن يبدل الذهاب إلى الحج بزيارة قبة الصخرة وزياراتها.[١٣]

وأعيد بناء قبة الصخرة في زمن المأمون العباسي سنة 216 للهجرة، واستبدل اسم المأمون باسم عبد الملك بن مروان الذي كان منقوش عليها، ولكن ترك كتابة سنة البناء المنقوشة، وهي سنة 72 هـ، ولم يغيرها.

وفي سنة 407 للهجرة[١٤] ضرب زلزال شديد مدينة بيت المقدس،[١٥] وسقطت قسم من قبة الصخرة،[١٦] وفي سنة 413 هـ وتحديدا في عصر الخليفة الفاطمي الظاهر أعيد بناء مسجد الصخرة،[١٧] كما ضرب زلزال آخر سنة 460 للهجرة في زمن الحاكم بأمر الله الفاطمي[١٨] ما تسبب بهدم المسجد وأعيد بناؤه مجددا سنة 467 هـ من الخليفة العباسي القائم بأمر الله.

دليل التسمية

وجه تسمية مسجد الصخرة هو لأنّ المسجد بُني على صخرة واقعة على هضبة موريا في بيت المقدس ولذلك سمي أيضا بقبة الصخرة.[١٩]

وقد يشتبه على البعض بين مسجد الأقصى وقبة الصخرة؛ فإنّ قبة الصخرة تكون مذهبةً وقبة مسجد الأقصى تكون قاتمة اللون.[٢٠]


الهوامش

  1. حمیدی، تاریخ اورشلیم، ص 17 ــ 18.
  2. «قبة الصخره را با مسجدالاقصی اشتباه نگیرید»، در سایت خبرگزاری صداوسیما.
  3. موسوعة الفقه الإسلامي طبقا لمذهب أهل البیت علیهم السلام، ج 21، ص 423.
  4. الخليلي، موسوعات العتبات المقدسة، ج 4، ص 242.
  5. الخليلي، موسوعات العتبات المقدسة، ج 4، ص 239.
  6. الخليلي، موسوعات العتبات المقدسة، ج 4، ص 119.
  7. سعادتی، «نقش اماکن و آثار مذهبی در تمدن اسلامی»، ج 1، ص 150.
  8. بینش، نگاهی نو به جنگ‌های صلیبی، ص 25.
  9. میرابوالقاسمی، باستان‌شناسی، ص 114.
  10. موسی‌غوشه، تاریخ مجموعه مسجد الاقصی، ص 23.
  11. حمیدی، تاریخ اورشلیم، ص 17 ــ 18.
  12. محمد صالح، دراسات في التراث الثقافي لمدينة القدس، ص 499.
  13. الدمیری، حیاة الحیوان الکبری، ج 1، ص 100؛ حسینی طهرانی، امام‌شناسی، ج 18، ص 323 ــ 325.
  14. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 15، ج 180.
  15. البار، القدس والمسجد الأقصى عبر التاريخ، ص 163.
  16. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 15، ص 180.
  17. شراب، المعالم الأثيرة في السنة و السیرة، ص 66.
  18. العارف، المفصّل في تاريخ القدس، ص 229.
  19. حميدي، تاريخ أورشليم، ص 17 و18.
  20. «قبة الصخره را با مسجدالاقصی اشتباه نگیرید» (لا يشتبه علينا قبة الصخرة من المسجد الأقصى)، الموقع الخبري للإذاعة والتلفزة الإيرانية.

المصادر والمراجع

  • الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، تحقيق : شعيب الأرنؤوط/ إبراهيم الزيبق، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 9، 1413 هـ- 1993 م.
  • البار، محمد علي، القدس والمسجد الأقصى عبر التاريخ، جدة، د.ن، 2013 م.
  • محمد صالح، محسن، دراسات في التراث الثقافي لمدينة القدس، بيروت، مركز الزيتونية، 2010 م.
  • جمع من الباحثين، موسوعة الفقه الإسلامي طبقا لمذهب أهل البیت علیهم السلام، قم، مؤسسة دائرة المعارف الفقه الإسلامي، ط 1، 1432 هـ-2011 م.
  • الخليلي، جعفر، موسوعات العتبات المقدسة، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط 2، 1407 هـ- 1987 م.
  • شُرّاب، محمد محمد حسن، المعالم الأثيرة في السنة و السیرة، بيروت، دار الشامية، 1411 هـ.
  • العارف، عارف، المفصّل في تاريخ القدس، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات، ط 5، 2005 م.
  • بینش، عبدالحسین، نگاهی نو به جنگ‌های صلیبی (رؤية جديدة للحروب الصليبية)، قم، زمزم هدایت، 1386 ش.
  • حمیدی، جعفر، تاریخ اورشلیم، امیركبیر، طهران، ط 2، 1381 ش.
  • سعادتی، قادر، «نقش اماکن و آثار مذهبی در تمدن اسلامی»، در مجموعه مقالات کنگره جهانی جریان‌های افراطی وتکفیری از دیدگاه علمای اسلام، ج 1، قم، دار الإعلام لمدرسة أهل البیت، 1393 ش.
  • میر ابوالقاسمی، محمد تقی، باستان‌شناسی قرآن، رشت، کتاب مبین، 1392 ش.
  • حسینی طهرانی، سید محمدحسین، امام‌شناسی (معرفة الإمام)، مشهد، انتشارات علامه طباطبایی، 1418 هـ.
  • الدمیري، کمال‌ الدین محمد، حیاة الحیوان الکبری، مقدمة: أحمد حسن بسج، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1424 هـ/ 2002 م.
  • حميدي، جعفر، تاريخ أورشليم، أمير كبير، طهران ط 2، 1381 هـ ش.