محمد بن جرير الطبري الصغير
هذه مقالة أو قسم تخضع لتحريرٍ مُكثَّفٍ في الفترة الحالية لفترةٍ قصيرةٍ. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. Foad (نقاش) • مساهمات • انتقال 3 يناير 2025 |
معلومات شخصية | |
---|---|
معلومات علمية | |
نشاطات اجتماعية وسياسية |
محمد بن جرير الطبري الصغير وهو شخصية مثيرة للجدل، قدمه بعض الرجاليين على أنَّه مؤلف كتاب دلائل الإمامة. هناك خلاف بين العلماء حول الوجود التاريخي لمثل هذه الشخصية، وقد قدم كل فريق منهم الدلائل في الدفاع عن رأيه. وأما الذين سلموا بوجوده بناء على البحث في الشواهد والقرائن الموجودة في كتاب دلائل الإمامة، فقد عدّوه من العلماء الذين عاصروا الشيخ الطوسي والنجاشي، ومن المرجح أنَّه قضى مدة طويلة من حياته في بغداد.
آراء حول الوجود التاريخي للطبري الأصغر
ويوجد بين المسلمين شخصان آخران باسم محمد بن جرير الطبري، وهو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري (وفاة: 310هـ) من أهل السنة وصاحب تفسير الطبري وتاريخ الطبري، وهو من الشخصيات الإسلامية المعروفة بسبب كتابه التاريخي، والآخر أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير، ومن المعاصرين للشيخ الكليني (وفاة: 329هـ) وهو من الإمامية، وصاحب كتاب المسترشد في الإمامة. وعادة يتم التمييز بينهما بالإطلاق عليه الطبري الثاني وإلحاقها بالشيعي.
ولكن الحديث عن مؤلف كتاب دلائل الإمامة أدى إلى طرح الطبري الثالث. وقد ظن البعض قديمًا أن هذا الكتاب من تأليف محمد بن جرير بن رستم الطبري الشيعي صاحب كتاب المسترشد في الإمامة، ولكن هناك شواهد في الكتاب نفسه تشير إلى أن هذا الأثر ليس من مؤلفات الطبري الشيعي؛ ولذلك ذهب بعض العلماء إلى وجود طبري ثالث.[١]
الموافقون
- ويذكر عبد الله المامقاني أن الشيخ الطوسي في كتابه الرجالي عندما يصف الطبري الشيعي يستعمل صفة «الكبير» ويقول: «محمد بن جرير بن رستم الطبري الكبير»،[٢] وقد استعمل الشيخ الطوسي هذه الصفة، لتمييز الطبري صاحب المسترشد في الإمامة عن الطبري الثالث.
- وقد ذكر آقا بزرك الطهراني أيضًا أن بإشارة الشيخ الطوسي إلى كلمة «الكبير»، فهذا يدل على وجود طبري ثالث متأخر عن الطبري الثاني،[٣] ثم في المجلد الثامن من الذريعة، عند الحديث عن كتاب دلائل الإمامة، أثبت آقا بزرك بالقطع واليقين بوجود الطبري الثالث، في بيان مفصل وموسع.[٤] ومن خلال دراسة الأدلة والقرائن، وكذلك طبقات سلسلة الرواة ومشايخ الحديث في كتاب دلائل الإمامة، ونوادر المعجزات يتوصل آقا بزرك الطهراني إلى أن الطبري الثالث كان معاصرًا للنجاشي، (وفاة: 450هـ) والشيخ الطوسي (وفاة: 460هـ).[٥] والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف استطاع النجاشي والطوسي ومنتجب الدين الرازي، مع كل دراستهم وبحثهم الدقيق في إحصاء علماء الشيعة ومشايخهم، أن يغفلوا عن ذكر مثل هذه الشخصية التي كانت معاصرة لهم، وهم الذين نقلوا الأحاديث عن الكثير من شيوخهم المحدثين، والأرجح أنه عاش في بغداد، ولكنه أغُفل ولم يذكر قط. ويرد آقا بزرك الطهراني أن ترك الشيخ الطوسي والنجاشي ترجمته في كتابيهما لا يدل على عدم وجوده، فإنهما تركا ترجمه جمع من المصنفين المعاصرين لهما مثل الكراجكي (وفاة: 449هـ)، وسلار بن عبد العزيز تلميذ الشيخ المفيد (وفاة: 413 هـ)، والقاضي عبد العزيز بن براج تلميذ السيد المرتضى (وفاة: 436 هـ).[٦]
- ووآية الله الخوئي أيضًا من القائلين بوجود الطبري الثالث، إلا أنه يرجع قراء معجم رجال الحديث إلى كتاب الذريعة، وطبقات أعلام الشيعة.[٧]
- وذكر البعض أيضًا بما أن مشايخ الرواية في كتاب دلائل الإمامة متأخرون عن الطبري الثاني، فنسبوا هذا الكتاب إلى الطبري الصغير (الثالث).[٨]
المخالفون
ويرى محمد تقي التستري أن إلحاق صفة «الكبير» في كلام الشيخ الطوسي لا تدل على وجود الطبري الثالث، وإنما أراد الشيخ أن يُبين جلالة قدره وعظيم مكانته في نظر الإمامية. وفي نهاية حديثه عن الطبري الثالث يذكر أنه كان هناك شخص معاصر للشيخ الطوسي والنجاشي كان له كتاب لم يكن هو الطبري صاحب كتاب المسترشد في الإمامة، ولكن لا يوجد دليل على أن هذا الشخص هو نفسه الطبري الثالث.[٩] وفؤاد سزكين، أحد المصنفين غير إمامي، لم يذكر أيضًا إلا الطبري الثاني، وفي أثناء سرد كتبه أدرج كتاب «دلائل الإمامة» من ضمن كتبه، وهذا خطأ بدون ترديد، ولا يرى أحد أن كتاب دلائل الإمامة يُنسب إليه.[١٠]
بالإضافة إلى ذلك، فقد وردت أسباب أخرى لرفض وجود الطبري الثالث:
- لم يضف النجاشي مثل هذه اللاحقة.
- إن تبرير إهمال النجاشي لذكر اسم الطبري الثالث غير مقنع؛ لأن اسم الطبري تداخل مع اسم شخص آخر، وكان من الضروري ذكر اسمه وخصوصياته ومؤلفاته، وإذا كان النجاشي قد أهمل ذلك، فكان ينبغي للشيخ الطوسي أن يذكره في كتابه، وإذا نسيه كان على منتجب الدين الرازي أن يفعل مثله.[١١]
- ولم يذكره أحد من محدثتي ومؤلفي الإمامية؛ إلا في القرن السابع الهجري، وأول من أخرج بعض الروايات من كتاب دلائل الإمامة في مصنفاته السيد ابن طاووس في سنة 664هـ. وبعد ابن طاووس نُسي اسمه وذكره وكتابه قرونًا، حتى أحيا ذكراه السيد هاشم البحراني (وفاة: 1107هـ) وضم أجزاء من روايات كتاب دلائل الإمامة إلى كتابه مدينة المعاجز.[١٢]
الكتب المنسوبة إلى الطبري الثالث
يُنسب إليه كتابان:
كما اعتبر الحاج نوري وآقا بزرك الطهراني، أن كتاب نوادر المعجزات من تأليف مؤلف كتاب دلائل الإمامة.[١٣] لكن هناك من زعم أيضًا مستندا على الشواهد التي وردت في متن الكتاب، أن هذا الكتاب متأخر عن كتاب دلائل الإمامة، وأن مؤلف هذين الكتابين ليس هو نفس الشخص.[١٤]
سيرة حياة الطبري الثالث
وبما أن وجود هذا الشخص قائم على الأدلة والقرائن، ولم يرد اسمه صراحة في المصادر الرجالية، فمن الطبيعي أن تكون معلوماتنا عن حياته محدودة وغامضة للغاية. ولا يمكن معرفة حدود ارتباطاته وانتماءاته الفكرية والعقائدية؛ إلا بالاعتماد على الأسانيد والروايات وسلسلة طبقات مشايخ رواة الحديث، والنقل التاريخي في الكتابين المنسوبين إلى الطبري الثالث.
الاسم
وإذا قبلنا الرواية المشهورة واعتبرنا وجود صفة «الكبير» في فهرست الشيخ الطوسي دليلًا على وجود الطبري الثالث، ووثقنا أيضًا بنُقول ابن طاووس العديدة، فإن اسم مؤلف كتاب «دلائل الإمامة» هو محمد بن جرير بن رستم، إلا أن اسم رستم هو اسم إيراني غير إسلامي، مما يشير إلى أن جده إما لم يكن مسلمًا أو احتفظ باسمه الإيراني بعد اعتناقه الإسلام، ولكن اسم أبيه جرير هو اسم عربي، ويوجد بكثرة بين العرب قبل ظهور الإسلام وبعده. وكنيته أبو جعفر أيضًا وأنها إما تدل على أنَّه لديه ولد بهذا الاسم، أو هي كنية يُكنى بها الشخص حسب التقاليد بين العرب.[١٥]
مكان الإقامة
وقد ورد له في المصادر نسبان: الطبري، والآملي، مما يدل على انتمائه إلى منطقة طبرستان الجغرافية الواسعة ومدينة آمل.[١٦]
ولم ترد رواية تاريخية عن مكان إقامته، ولكن بالنظر إلى شيوخ روايته الذين عاش أغلبهم في بغداد، فمن المرجح أنَّه قضى فترة طويلة من حياته في العراق بمدينة بغداد.
زمان الوفاة
لا يوجد في أي مصدر ذكر لسنة وتاريخ ولادته أو وفاته، ولكن يمكن تحديد سنوات حياته التقريبية إلى حد ما، وذلك بالطبع بالاعتماد على مشايخه في الرواية، فيما إذا كانت رواية الطبري الثالث عنهم بشكل مباشر وعن طريق سماع الحديث في حلقات الدرس، لا أن يكون قد روى الرواية نقلاً عن كتبهم (الوجادة). ويرى آقا بزرك الطهراني أن الطبري الثالث كان معاصرًا للشيخ الطوسي (وفاة: 460هـ)، والنجاشي (وفاة: 450 أو 463هـ)، وبالتالي فهو عاش بعد عصر الطبري الثاني بقرن من الزمان، ويعزز ذلك ويثبته بمجموعة من الأدلة والقرائن.[١٧] ويؤكد محققو كتاب «دلائل الإمامة» أيضًا أن مؤلف هذا الكتاب كان معاصرًا للنجاشي والشيخ الطوسي، ويعتقدون أنه متقدم عليهما في الطبقة والرتبة.[١٨]
ولذلك يمكن القول بأن الطبري الثالث كان من العلماء الذين عاشوا من النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، إلى العقود الأولى من القرن الخامس الهجري.[١٩]
المشايخ
وقد ذكر المحققون في كتاب دلائل الإمامة مجموعتين من شيوخه في الرواية:
- المجموعة الأولى: من حضر الطبري الثالث في مجالس درسهم بشكل مباشر، وأجاز له أن ينقل الحديث، على نحو الذي يستطيع أن يقول فيه: «حَدَّثَنَا» أو«حَدَّثَنَي» أو«أَخْبَرَنَي»، بحسب قواعد وضوابط رواية الحديث، وتتكون هذه المجموعة من 19 شيخًا، من بينهم شيوخ الشيعة والسنة.[٢٠]
- المجموعة الثانية: هم الشيوخ الذين روى عنهم الطبري عن طريق غيرهم، أو استعمل كتبهم، ولذلك يُطلق على هذه المجموعة التي يُنقل عن طريقها الحديث (روى)، وهذا يدل على أن الرواية تم نقلها بصورة غير مباشرة، وعدد هذه المجموعة يتجاوز العشرين شخصًا.[٢١]
الهوامش
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج8، ص241 ـ 242.
- ↑ الطوسي، الفهرست، ص239، الرقم712.
- ↑ الطبري الشيعي، المسترشد في إمامة أمير المؤمنين، ص20.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج8، ص241 ـ 242.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج2، ص155؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج8، ص241، ج22، ص332.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج8، ص242.
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج16، ص158.
- ↑ أنصاري، الطبري الثالث وكتاب دلائل الإمامة.
- ↑ التستري، قاموس الرجال، ج9، ص157.
- ↑ سزكين، تاريخ التراث العربي، المجلد1، ج3، ص291، الرقم34.
- ↑ أنصاري، الطبري الثالث وكتاب دلائل الإمامة.
- ↑ أنصاري، الطبري الثالث وكتاب دلائل الإمامة.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج24، ص349 ـ 350؛ النوري، خاتمة المستدرك، ج4، ص206.
- ↑ أنصاري، نوادر المعجزات؛ كتابي غير أصيل.
- ↑ أنصاري، الطبري الثالث وكتاب دلائل الإمامة.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج24، ص349.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج2، ص155.
- ↑ الطبري الصغير، دلائل الإمامة، ص31.
- ↑ الطبري الصغير، دلائل الإمامة، ص30.
- ↑ الطبري الصغير، دلائل الإمامة، ص33 ـ 34.
- ↑ الطبري الصغير، دلائل الإمامة، ص35.
المصادر والمراجع
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1430 هـ.
- التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط2، 1410 هـ.
- الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، د.م، مؤسسة الإمام الخوئي، ط5، 1413 هـ.
- الطبري الشيعي، محمد بن جرير، المسترشد في إمامة عليّ بن أبي طالب قم، مؤسسة الواصف، ط1، 1415 هـ.
- الطبري الصغير، محمد بن جرير، دلائل الإمامة، قم، مؤسسة البعثة، ط1، 1413 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، المحقق: جواد القيومي، قم، مؤسسة نشر الفقاهة، 1417 هـ.
- النوري، حسين بن محمد، خاتمة مستدرك الوسائل، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط1، 1408 هـ.
- أنصاري، حسن، نوادر المعجزات؛ کتابی غیر اصیل.
- أنصاري، محمد رضا، الطبري الثالث وكتاب دلائل الإمامة، کیهان اندیشه، العدد 58، 1373 ش.
- سزكين، فؤاد، تاريخ التراث العربي، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1411 هـ.