سماع الحديث

من ويكي شيعة

سماع الحديث يُقصد به سماع الحديث من الأستاذ (الشيخ).[١] وقد اعتبره العديد من علماء الحديث من الشيعة والسنة، مثل الشهيد الثاني، والمامقاني، والسيوطي من طرق تحمُّل الحديث،[٢] وهو من أفضلها عند المحدثين؛[٣] لأنَّ الشيخ أعرف بوجوه ضبط ونقل الحديث وتأديته، ويكون لدى التلميذ الاستعداد اللازم لأخذ الرواية.[٤] وبحسب القاضي عياض المختص في علم الحديث في القرن الخامس الهجري، ذهب البعض أنَّ القراءة على الشيخ أعلى مراتب الحديث أو مساوية للسماع.[٥]

وذكر عبد الله المامقاني أن هناك عدة طرق مختلفة لسماع الحديث:

  • أن يقرأ الشيخ الحديث من كتاب صحيح السند على التلميذ الذي ينقل عنه فقط، وعليه أن يكتبه أيضًا.[٦]
  • أن يقرأ الشيخ الرواية في مجلس، وعلى أن يكون الراوي أحد الحاضرين ويكتبها.[٧]
  • أن يقرأ الشيخ الرواية في جلسة لشخص آخر، ويستمع إليها الراوي ويكتبها.[٨]
  • أن يعتمد الشيخ على حافظته في قراءة الرواية على تلميذه، سواء كان التلميذ هو المخاطب فقط، أو يقرؤها على الآخرين والتلميذ يسمع ويكتب.[٩]

ويرى المامقاني والسمعاني أحد علماء الحديث في القرن السادس الهجري أن أفضل أنواع سماع الحديث هو الطريق الأول (أن يسمع الراوي الرواية من الأستاذ ويكتبها في نفس المجلس)؛ لأن هذا الطريق يقل فيه احتمال الخطأ، بسبب النسيان والكتابة بشكل خاطئ، وقد وضعوا بقية الطرق الأخرى على التوالي.[١٠]

وبحسب السيوطي، بهذه الطريقة يمكن للراوي أن يستخدم عدة ألفاظ مثل «حَدَّثَنَا»، و«أَخْبَرَنَا» و«أَنْبَأَنَا»، و«سَمِعْتُ فُلَانًا»، و«قَالَ لَنَا»، و«ذَكَرَ لَنَا».[١١] ويعتبر الشهيد الثاني والخطيب البغدادي أن كلمة «سَمِعْتُ» هي أفضل كلمة للتعبير عن طريقة السمع؛ لأنَّ الطالب سمع الرواية من أستاذه مباشرة.[١٢] وبعدها كلمة «حَدَّثَنَي أو حَدَّثَنَا» وتعني السماع من الشيخ.[١٣] وبعدها كلمات مثل «أَخْبَرَني، أَخْبَرَنَا»، و«أَنْبَأَني، أَنْبَأَنَا»،[١٤] و«قَالَ لَنَا»، و«ذَكَرَ لَنَا»، و«قَالَ فُلَانٌ» تأتي على التوالي في نقل الرواية.[١٥]

الهوامش

  1. الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص231.
  2. القاضي عياض، الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، ص69.
  3. الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، المامقاني، مقباس الهداية في علم الدراية، ج2، ص183؛ السيوطي، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ج1، ص418.
  4. الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص232.
  5. القاضي عياض، الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، ص69.
  6. مقباس الهداية في علم الدراية، ج2، ص184.
  7. مقباس الهداية في علم الدراية، ج2، ص184.
  8. مقباس الهداية في علم الدراية، ج2، ص184.
  9. مقباس الهداية في علم الدراية، ج2، ص184.
  10. السمعاني، أدب الإملاء والاستملاء، ص14 و17؛ مقباس الهداية في علم الدراية، ج2، ص184.
  11. السيوطي، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ج1، ص418.
  12. الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص232 ـ 233؛ الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرواية، ص284.
  13. الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 233؛ الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرواية، ص284.
  14. الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 235 ـ 236؛ الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرواية، ص284 ـ 290.
  15. الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 235 ـ 236.

المصادر والمراجع

  • الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، الكفاية في علم الرواية، حيدر آباد الهند، دائرة المعارف العثمانية، 1357 هـ.
  • السمعاني، عبد الكريم بن محمد، أدب الإملاء والاستملاء، تحقيق: سعيد محمد لحام، بيروت، دار ومكتبة الهلال، 1409 هـ.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، تدريب الراوي في شرح تقريب النووي، تحقيق: أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي، الرياض، مكتبة الكوثر، ط 2، 1415 هـ.
  • الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، الرعاية في علم الدراية، تحقيق: عبد الحسين محمد علي بقال، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1408 هـ.
  • القاضي عياض، عياض بن موسى، الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع، تحقيق: السيد أحمد صقر، القاهرة، دار التراث، ط1، 1379 هـ/ 1970 م.
  • المامقاني، عبد الله، مقباس الهداية في علم الدراية، قم، نشر دليلما، ط1، 1428 هـ.