انتقل إلى المحتوى

عاصم بن أبي النجود الكوفي

من ويكي شيعة
عاصم بن أبي النجود الكوفي
معلومات شخصية
الاسم الكاملعاصم بن أبي النجود الكوفي
تاریخ الميلادبين عامي 41 و 60هـ
تاریخ الوفاة127 أو 128هـ
معلومات علمية
إجازة الرواية منأبو عبد الرحمن السلمي . زرّ بن حبيش
أجاز الرواية لـأبو بكر بن عياش . حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي . أبان بن تغلب . سليمان بن مهران الأعمش . وآخرون
أخرىمن التابعين وأحد القراء السبعة
نشاطات اجتماعية وسياسية


عاصم بن بَهْدَلة أبي النَّجُود الأسدي الكوفي (وفاة: 127 أو 128هـ) من كبار التابعين وأحد القرّاء السبعة المشهورين. تلقّى القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي الذي أخذها عن الإمام عليعليه السلام، كما عرضها على "زرّ بن حبيش" تلميذ عبد الله بن مسعود. اشتهر بالضبط الشديد والحرص في نقل القرآن، حتى قيل إنّ قراءته أفصح القراءات، جامعاً بين الفصاحة والإتقان والتجويد وحسن الأداء.

اتفق علماء الشيعة والسنة على مكانته العلمية والدينية، ووصفوه بالتقوى والورع والصوت العذب. أغلب مصادر التراجم تشير إلى تشيّعه. وكان من أبرز رواته حفص بن سليمان، رَبيبه (ابن زوجته) وتلميذه، الذي نقل عنه القراءة بدقة، فانتشرت روايته في معظم بلاد المسلمين حتى صارت القراءة الغالبة اليوم، مضافًا لتلميذه الآخر أبو بكر شعبة بن عياش.

السيرة

ذكر بعض المؤرخين أنّ اسم والد عاصم هو بَهْدَلة،[١] وقال آخرون إنّ اسم والده عبيد، وإنّ اسم والدته بهدلة.[٢] وُلِد في زمن ولاية معاوية بن أبي سفيان، أي بين عامي 41-60هـ،[٣] وتوفّي في الكوفة سنة 127 أو 128هـ.[٤]

وقد روى أبو بكر بن عيّاش، راوي عاصم، حادثة من لحظات حياته الأخيرة فقال: «دخلت على عاصم وهو في سكرات الموت، فسمعته يقرأ آيةً على طريقة التحقيق كما لو كان يقرؤها في الصلاة،[٥] وهي قوله تعالى: ﴿وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾».[٦]

وكان عاصم، كأستاذه، ضريراً، يصحبه غالباً من يقوده بعصا.[٧]

تشيّع عاصم

أجمع أكثر المؤرخين على أنّ أربعة من القرّاء السبعة كانوا من شيعة أهل البيتعليها السلام، وهم: عاصم بن أبي النجود، وأبو عمرو بن العلاء، وحمزة بن حبيب، وعلي بن حمزة الكسائي، واتفقوا على ثبوت مذهبهم، وتلقّوا ذلك بالقبول.[٨]

ويرى عبدالجليل الرازي أنّ التشيع كان مذهب معظم أئمة وأساتذة القراءات، وأنّ أكثر القرّاء في مكة والمدينة والكوفة والبصرة كانوا عدلية وشيعة، لا من المشبّهة ولا الخوارج ولا الجبرية، وأنّ رواياتهم تعود إلى أمير المؤمنين عليعليه السلام.[٩]

وسمّى أيضا ابن شهر آشوب وأبو الفتوح الرازي عاصماً "مقتدى الشيعة".[١٠]

وقال آية الله الخوئي في تفسير البيان:

«أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي، من موالي بني أسد، من أهل الكوفة، وهو من القراء السبعة ومن الشيعة. قرأ القرآن على عبد الله بن عبد الرحمن بن حبيب السلمي -وكان شيعياً موالياً لعليعليه السلام- وعلى "زرّ بن حبيش" و"أبي عمرو الشيباني"».[١١]

وقال قيس آل قيس في كتابه:

«كان عاصم من التابعين ومحبي آل بيت النبيصلی الله عليه وآله وسلم، وقد أخذ قراءته عن الشيخين، وعن أبي عبد الرحمن السلمي، وهو عن أمير المؤمنين عليعليه السلام».[١٢]

وقد صرّح بتشيعه القاضي نور الله الشوشتري،[١٣] وعبد الجليل القزويني،[١٤] وكذلك السيّد حسن الصدر.[١٥]

شخصيته العلمية والدينية

اتفق علماء الشيعة والسنة على أنّ عاصماً كان شخصية بارزة، تقياً، ثقةً في القراءة. ووصفوه بأنه جامع للفصاحة والقراءة الصحيحة والتجويد، وكان صاحب صوت حسن عذب.[١٦]

وقال محمد باقر الخوانساري في كتاب روضات الجنات عند حديثه عن عاصم:

«كان من أتقى القراء وأورعهم، ورأيه أصوب الآراء، وكان أبذلهم جهداً في القراءة».[١٧]

وكتب القاضي نور الله الشوشتري في كتاب مجالس المؤمنين:

«كان متبحّراً في الصرف والنحو والقراءة، فريداً في زمانه... وكان يقرأ القرآن بصوت حسن، ومن أفصح الناس في التلاوة».[١٨]

مميزات قراءته

تميّز عاصم بين القراء السبعة بصفات خاصة منحته مكانة فريدة، فقد كان شديد الضبط، بالغ الاحتياط في تلقّي القرآن، فلم يأخذه إلا عن أبي عبد الرحمن السلمي الذي تلقّاه عن الإمام عليعليه السلام، ثم عرضه على "زرّ بن حبيش" الذي تلقاه عن عبد الله بن مسعود.

قال تلميذه أبو بكر بن عيّاش:

«قال لي عاصم: لم يقرأ عليّ أحد حرفاً من القرآن سوى أبي عبد الرحمن، وكنت كلما رجعت من عنده عرضت مسموعاتي على "زرّ بن حبيش". وأبو عبد الرحمن أخذ القراءة عن عليعليه السلام، و"زرّ" أخذها عن ابن مسعود».[١٩]

ووُصفت قراءة عاصم الكوفي بأنها ترتيل بطيء متصل، غير متكاسل، مقرون بالنغمة، مع عناية بالهمز والمدّ، متينة الأداء، جامعة للفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد.[٢٠]

ويرى علماء الشيعة قاطبة أنّ قراءة عاصم أفصح القراءات، حتى إنّ الجزري وصفها بأنها "أفصح القراءات" عند تصنيفه للقراءات.[٢١]

رواة قراءته

روى قراءة عاصم جمع غفير مباشرةً وبالواسطة، منهم: أبان بن تغلب الشيعي، أبان بن يزيد العطار، حفص بن سليمان، حماد بن سلمة، حماد بن يزيد، سليمان بن مهران الأعمش، أبو بكر بن عيّاش، الضحاك بن ميمون، أبو عمرو بن العلاء، الخليل بن أحمد الفراهيدي، حمزة بن حبيب وغيرهم. لكن اشتهر من رواته اثنان رويا عنه مباشرة: حفص وأبو بكر بن عيّاش.

  • حفص بن سليمان بن المغيرة البزّاز الأسدي الكوفي (90-180هـ)، وكان ربيب عاصم. أخذ عنه القرآن خمس آيات خمس آيات. وقد ورث حفص تشيّعه من أستاذه عاصم.[٢٢]
  • أبو بكر شعبة بن عيّاش الأسدي الكوفي (95-193هـ)، قرأ القرآن على عاصم ثلاث مرات، كما عرضه على عطاء بن السائب وغيرهم. وكان من كبار علماء أهل السنة، وترك الإقراء سبع سنوات قبل وفاته.[٢٣]

وهكذا انتقلت قراءة عاصم إلى الأمّة عبر حفص وشعبة وغيرهما، وظلّت رواية حفص عن عاصم هي الأشهر والأوسع انتشاراً حتى اليوم.

بحوث ذات صلة

الهوامش

  1. الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ص95.
  2. الزركلي، الأعلام، ج3، ص248.
  3. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج5، ص256.
  4. ابن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، ص247؛ الجزري، تحبير التيسير، ص109.
  5. الخوانساري، روضات الجنات، ج5، ص5؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج5، ص260.
  6. سورة يونس، الآية 30.
  7. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج5، ص256.
  8. الصدر، السيد حسن، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، ص346.
  9. القزويني الرازي، نقض، ص213.
  10. الصدر، السيد حسن، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، ص346.
  11. الخوئي، البيان في تفسير القرآن، ج1، ص129.
  12. آل قيس، الإيرانيون والأدب العربي، ج1، ص24.
  13. الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج1، ص 548-549.
  14. القزويني الرازي، نقض، ص213.
  15. الصدر، السيد حسن، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، ص346.
  16. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج5، ص259.
  17. الخوانساري، روضات الجنات، ج5، ص5.
  18. الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج1، ص 548-549.
  19. الذهبي، معرفة القراء الكبار، ج1، ص208.
  20. فرهنگ‌نامه علوم قرآني، مأخوذ من مقال «قراءة عاصم»، ج1، ص3700.
  21. الجزري، تحبير التيسير، ص109.
  22. الجزري، غاية النهاية، ج1، ص 385-386.
  23. فرهنگ‌نامه علوم قرآني، مأخوذ من مقال «قراءة عاصم»، ج1، ص3700.

المصادر والمراجع

  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب، هند، مطبعة دائرة المعارف النظامية، الطبعة الأولى، 1326هـ.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، لسان الميزان، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الثانية، 1390هـ.
  • ابن خياط، خليفة، تاريخ خليفة بن خياط، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415هـ.
  • ابن شهر آشوب المازندراني، مناقب آل أبي طالب، قم، انتشارات علامة، الطبعة الأولى، 1379هـ.
  • الجرزي، محمد بن محمد، تحبير التيسير في قراءات العشر، عمان، دار الفرقان، د.ت.
  • الجزري، محمد بن محمد، غاية النهاية في طبقات القراء، مصر، دار الصحابة للتراث، 1429هـ.
  • الخوانساري، السيد محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، إيران، 1341هـ.
  • الخوئي، السيد أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، بيروت، 1385هـ.
  • الخوئي، السيد أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، قم، مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي، 1430هـ.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1414هـ.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، بيروت، دار المعرفة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 1382هـ.
  • الزركلي، خير الدين، الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين، 1992م.
  • الشوشتري، القاضي نور الله، مجالس المؤمنين، طهران، اسلاميه، 1377ش.
  • الصدر، السيد حسن، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، د.م.، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، د.ت.
  • فرهنگ‌نامه علوم قرآني، قم، مكتب التبليغ الإسلامي، د.ت.
  • القزويني الرازي، عبد الجليل، نقض، طهران، انجمن آثار ملي، 1358ش.
  • معرفة، محمد هادي، علوم قرآني، قم، مؤسسة الثقافية التمهيد، الطبعة الرابعة، 1381ش.