سبايا كربلاء

من ويكي شيعة
(بالتحويل من سبي حرم أهل البيت)

سبايا كربلاء هم الذين لم يقتلوا بعد حادثة كربلاء مثل الإمام السجادعليه السلام الإمام الرابع للشيعة وزينبعليه السلام، الذين أسّرهم جيش عمر بن سعد. وبأمر منه حُبسوا في كربلاء ليلة الحادي عشر من المحرم، وفي عصر الحادي عشر نقلوا إلى الكوفة إلى عبيد الله بن زياد. أرسل ابن زياد الأسرى إلى بلاط يزيد بن معاوية بالشام على نياق بلا هوادج وستائر برفقة جماعة منهم شمر بن ذي الجوشن وطارق بن مُحَفِّز. وقد قيّد أيدي وأرجل بعض الأسرى كالإمام السجادعليه السلام.

لقد استطاع الإمام السجاد مع عمته زينبعليه السلام أثناء الأسر وذلك من خلال خطبهم النافذة، أن يغيّروا رأي بعض الناس وجعلهم يندمون على ما فعلوا تجاه آل بيت رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، وبحسب رواية تأريخية، كذلك أظهر يزيد ندمه على جرائمه وأفعاله. يرى بعض العلماء مثل الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والمحدث النوري أن أسرى كربلاء عادوا إلى المدينة المنورة بعد تحريرهم. وأما بناءا على رواية السيد ابن طاووس في اللهوف، عاد ركب الأسرى إلى كربلاء.

بداية الأسر

وبعد حادثة عاشوراء، دفن جيش عمر بن سعد قتلاهم يوم 11 محرم وأخذوا أهل بيت الإمام الحسينعليه السلام وعوائل الشهداء إلى الكوفة.[١] مرّ جنود عمر بن سعد بنساء أهل البيت على أجساد الشهداء. وكانت النساء المسبيّات يئننّ ويضربن وجوههن. كما روى قرة بن قيس أن زينب عليها السلام عندما مرت على جثمان أخيها الإمام الحسينعليه السلام اشتعلت نيران الحزن في قلبها فأنطقت بكلمات، أبكت الأولياء والأعداء.[٢]

أسماء الأسرى

التسلسل الزمني لواقعة الطف
سنة 60 للهجرة
15 رجب موت معاوية
28 رجب خروج الإمام الحسين (ع) من المدينة
3 شعبان وصول الإمام (ع) إلى مكة
10 رمضان وصول أول رسائل أهل الكوفة إلى الإمام الحسين (ع)
12 رمضان وصول 150 رسالة من أهل الكوفة إلى الإمام (ع) على يد قيس بن مسهر، وعبد الرحمن الأرحبي وعُمارَة السَلُولي
14 رمضان وصول رسائل رؤساء أهل الكوفة إلى الإمام (ع) وذلك على يد سعيد بن عبد الله الحنفي وهاني بن هاني السبيعي
15 رمضان خروج مسلم بن عقيل نحو الكوفة
5 شوال وصول مسلم بن عقيل إلى الكوفة
8 ذي الحجة خروج الإمام الحسين (ع) من مكة إلى العراق
8 ذي الحجة قيام مسلم بن عقيل في الكوفة
9 ذي الحجة استشهاد مسلم بن عقيل في الكوفة
سنة 61 للهجرة
1 محرم استنصار الإمام لعبيد الله بن الحر الجعفي وعمرو بن قيس في قصر بني مقاتل
2 محرم وصول الإمام الحسين (ع) إلى كربلاء
3 محرم وصول عمر بن سعد إلى كربلاء، يقود جيشاً بأربعة آلاف رجل
6 محرم استنصار حبيب بن مظاهر من بني أسد لنصرة للإمام الحسين (ع)
7 محرم منع الماء عن الإمام الحسين (ع) وأنصاره
7 محرم التحاق مسلم بن عوسجة بالإمام الحسين (ع) وأنصاره
9 محرم وصول شمر بن ذي الجوشن إلى كربلاء
9 محرم وصول رسالة أمان لأبناء أم البنين من قبل شمر بن ذي الجوشن
9 محرم إعلان الحرب من قبل جيش عمر بن سعد على الإمام (ع)، ومطالبته (ع) لتأخير الحرب
10 محرم واقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه
11 محرم أخذ أهل بيت الإمام الحسين (ع) نحو الكوفة سبايا
11 محرم دفن شهداء كربلاء على يد بني أسد (أهالي الغاضرية)
12 محرم دفن شهداء كربلاء (على رواية)
12 محرم وصول قافلة سبايا كربلاء إلى الكوفة
19 محرم حركة قافلة السبايا من الكوفة نحو الشام
1 صفر دخول السبايا مع رؤوس الشهداء إلى الشام
20 صفر أربعينية الإمام الحسين (ع)
20 صفر رجوع أهل بيت الإمام الحسين عليه السلام إلي كربلاء
20 صفر رجوع أهل بيت الإمام (ع) من الشام إلى المدينة (على رواية)

تختلف روايات المؤرخين حول عدد وأسماء سبايا كربلاء والناجين من أصحاب الإمام الحسين. وورد أن عدد الأسرى الذكور أربعة وخمسة وعشرة واثني عشر. وقد ورد أن عدد الأسيرات أربع وستة وعشرون..[٣] وقد ورد في بعض التقارير التأريخية أن عدد الأسرى يبلغ 25 شخصاً. ولذلك ليس من الممكن الإدلاء برأي نهائي في هذا المضمار.[٤]

وأسماء بعض الأسرى الذكور المذكورين في المصادر: الإمام السجادعليه السلام، الإمام الباقرعليه السلام، محمد وعمر ابنا الإمام الحسينعليه السلام، زيد ابن ومحمد حفيد الإمام الحسنعليه السلام[٥] ، الحسن المثنى الذي كان مغمى عليه بسبب إصابات الحرب[٦]، القاسم بن عبد الله بن جعفر بن القاسم بن محمد بن جعفر، محمد بن عقيل[٧]. وردت أسماء سبعة عشر رجلاً كأسرى وناجين من واقعة كربلاء في كتاب تاريخ قيام ومقتل جامع سيد الشهداء[٨].

وأسماء الأسرى من النساء هي: السيدة زينب، فاطمة وأم كلثوم[٩] ورقية من بنات الإمام علي[١٠]، رباب زوجة الإمام الحسين[١١] وفاطمة بنت الإمام الحسن[١٢] وبنات الإمام الحسين الأربعة ؛ سكينة وفاطمة ورقية وزينب[١٣]. وأسماء السبايا في كربلاء هي مُرَقّع بن ثُمامة اسدي، سَوّار بن عُمَيْر جابري، عمرو بن عبدالله جُندَعي، عُقْبة بن سَمعان غلام رباب، ضَحّاك بن عبدالله مشرقي،مسلم بن رباح ومولى عبدالرحمن بن عبد ربّه انصاري[١٤].

مع ركب الأسرى

بناءا على ما نقل ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة: أن السبايا سيقوا الى الكوفة على نياق دون محامل، تتفرج وجوههم الناسُ فأبكى الموقف نساء الكوفة ممّا حلّ بسبايا بيت الرسالة[١٥]. وقد قيل أنه لا يوجد تقرير صريح في المصادر القديمة عن موعد وصول الأسرى إلى الكوفة[١٦]، ولكن بحسب كلام الشيخ المفيد فإن وصول أسرى كربلاء إلى الكوفة يمكن اعتباره يوم الثاني عشر من شهر رمضان. شهر محرم[١٧].

بعدما مرّ جنود بن سعد بالأسرى في شوارع الكوفة، أدخلوهم إلى قصر عبيد الله بن زياد. وقد جرت محادثة حادّة بين السيدة زينبعليه السلام وعبيد الله بن زياد[١٨]. وهذه الكلمة المعروفة «ما رأيت إلّا جميلا» الصادرة عن السيدة زينبعليه السلام متعلق بهذا المجلس. كما أمر عبيد الله بقتل الإمام السجادعليه السلام، ولكن بعد احتجاج زينبعليه السلام وكلام الإمام السجادعليه السلام الشديد، امتنع ابن زياد عن قتله[١٩].

طريق الشام

خارطة طريق الأسرى

وأرسل عبيد الله بن زياد جماعة منهم شمر وطارق بن مُحَفِّز إلى الشام مع أسرى كربلاء[٢٠] ، وبحسب بعض الروايات كان معهم أيضًا زحر بن قيس[٢١] . لم يتحدد الطريق الدقيق للأسرى من الكوفة إلى الشام . ويرى البعض أنه بالنظر إلى الأماكن المنسوبة إلى الإمام الحسينعليه السلام يمكن تحديد مسار حركة أسرى كربلاء؛ منها، مقام رأس الحسين والإمام زين العابدين في دمشق[٢٢] ، مقام حمص[٢٣]، حماء[٢٤] بعلبك[٢٥]، حَجَر[٢٦] وطُرح[٢٧] وجاء في موسوعة الإمام الحسينعليه السلام أنه كانت هناك ثلاث طرق رئيسية بين الكوفة والشام في ذلك الوقت (طريق البادية، وطريق الفرات، وشاطئ دجلة)، ولكل منها طرق فرعية عديدة[٢٨]. ويرى مؤلفو هذه الموسوعة أنّ في غياب الأسباب الواضحة والمحددة، لا يمكن الإدلاء برأي محدّد حول هذا الأمر؛ لكن بفحص العلامات والأدلة يرجح أن طريق الأسرى من الكوفة إلى الشام كان عبر البادية.[٢٩] وبحسب بعض الروايات كتاريخ الطبري وتاريخ الشيخ المفيد وتاريخ دمشق، فقد أُرسل رأس الإمام الحسينعليه السلام ورؤوس الشهداء أولاً إلى الشام، ومن ثمّ أُرسل الأسرى؛ لكن بحسب تقارير أخرى، تمّ إرسال رؤوس الشهداء مع الأسرى الى الشّام[٣٠].

سلوك الضباط

وفي رواية ابن اعثم والخوارزمي أن أعوان عبيد الله بن زياد كانوا يقودون أسرى كربلاء من الكوفة إلى الشام على حوامل مكشوفة وغير مغطاة، من مدينة إلى مدينة، ومن دار إلى دار، يقودونهم مثل أسرى الكفار والترك والدّيلم[٣١]. وروى الشيخ المفيد حديثاً مفاده أن الإمام السّجادعليه السلاميقاد مقيّداً بالسّلاسل بين الأسرا[٣٢]. فقد ورد في روايات منسوبة إلى الإمام السجادعليه السلام عن سلوك أعوان ابن زياد : إنّ علي بن الحسينعليه السلام كان راكباً على جمل رقيق أعرج، جهازه من الخشب، ليس له فراش؛ وكان رأس الامام الحسينعليه السلام على الرمح والنساء خلف رأسه والرماح حولهن. وكانوا إذا سقطت دمعة من أعينهم ضربوا بالرمح على رؤوسهم حتى دخلوا الشام[٣٣] .

تواجد الأسرى في الشام

وثمّة تقارير في المصادر التاريخية عن أحداث وصول الأسرى إلى الشام وكيفية المعاملة معهم ومكان إقامتهم وخطب بعض الأسرى. وبحسب هذه النصوص فإنّ وصول رؤوس الشهداء إلى الشّام كان في أول يوم من شهر صفر[٣٤] . وفي هذا اليوم تمّ إدخال الأسرى إلى المدينة من باب "توما" أو "ساعات" وبحسب رواية سهل بن سعد، فقد زيّنوا المدينة بطريقة فريدة بأمر يزيد[٣٥] واجتمع خمسمائة ألف من الناس بينما يرتدون ملابس جديدة، وكانوا يقرعون الطبول والأبواق، فقد جاءوا لمشاهدة الأسرى[٣٦]. وبحسب بعض المصادر فقد تم إبقاء الأسرى خارج المدينة وخلف البوابة لمدة ثلاثة أيام لتزيين المدينة، استعدادا لاحتفالهم بدخول الأسرى[٣٧] .

موضع استقرار السبايا في المسجد الأموي

وبعد دخول الأسرى الشام تمّ وضعهم على منصّة عند مدخل الجامع الأموي.[٣٨]. يوجد اليوم في هذا المسجد، أمام المحراب الرئيسي ومنبر الجامع، مكان مصنوع من الحجر وله سياج خشبي، وهو يعرف بالمكان الذي استقر فيه سبايا كربلاء[٣٩]. وقد ذكرت بعض المصادر أن تواجد أهل بيت الإمام الحسينعليه السلام في الشام كان يومين[٤٠]، وباتوا في خربة بلا سقف، تعرف بخربة الشام[٤١]. وحدد الشيخ المفيد مكان الأسرى بأنه منزل بالقرب من قصر يزيد[٤٢]. ومن المعروف أن القول المشهور عن مدة بقاء الأسرى في الشام هو ثلاثة أيام[٤٣]، ولكن ورد أيضاً سبعة أيام[٤٤] وشهر واحد[٤٥]. ومن التقارير التاريخية عن أسرى كربلاء في الشام

  • وصول الأسرى إلى قصر يزيد: بعد وصول أسرى كربلاء إلى الشام، روى الزحر بن قيس أو شمر بن ذي الجوشن[٤٦] ليزيد تفاصيل حادثة كربلاء[٤٧]. وبعد سماع الخبر أمر يزيد بتزيين القصر ودعوة أشراف الشام وإحضار الأسرى إلى القصر[٤٨]. وتشير التقارير إلى أنه سيق الأسرى إلى مجلس يزيد وهم مقيدين بالحبال[٤٩]. وفي هذا الوقت قالت فاطمة بنت الامام الحسينعليه السلام: يا يزيد! هل يصلح أن تكون بنات رسول اللهعليه السلام في السّبي؟ وفي هذا الوقت بكى الحاضرون وأهل بيت يزيد[٥٠].
  • معاملة يزيد مع رأس الامام الحسينعليه السلام في حضور الاسرى: وضع يزيد رأس الامام الحسينعليه السلام في طبق من ذهب[٥١] وكان يضربه بالعصا[٥٢] وذلك أمام أعين السبايا . قال ابن الأثير: لما رأت سكينة وفاطمة ابنتا الحسينعليه السلام هذا الأمر صاحتا وناحتا حتى بكت نساء يزيد وبنات معاوية بن أبي سفيان[٥٣]. وفي حديث الامام الرضاعليه السلام الذي رواه الشيخ الصدوق، أن يزيد وضع رأس الامام الحسينعليه السلام في طشت ووضع عليه طاولة الطعام. ثم استمتع بتناول الطعام مع ضيوفه وبعد ذلك وضع صفحة الشطرنج على الطشت وبدأ يلعب الشطرنج مع اصحابه.

وقيل أنه كان إذا فاز في اللعبة يأخذ قدحاً من الجعة فيشربه ويصب ما تبقى منه على الأرض بجانب الطشت الذي كان فيه رأس الإمام المذبوح[٥٤] . وقالت سكينةعليه السلام عن يزيد: والله! وما رأيت أحداً أشد قسوة وكفراً وفظاظة من يزيد الذي كان ينظر إلى رأس أبي في الحفل الذي نصبه فينشأ شعراً[٥٥].

  • احتجاج الحضور: اعترض بعض الحاضرين على تصرف يزيد في الاجتماع؛ ومنهم يحيى بن الحكم أخو مروان بن الحكم الذي ضربه يزيد في صدره[٥٦] . كما احتج أبو برزة الأسلمي وطرد من المجلس بأمر يزيد[٥٧]

.

خطبة الأسرى

بحسب المصادر التأريخية بعد وصول أسرى كربلاء إلى الكوفة، خطب الإمام السجادعليه السلام[٥٨] والسيدة زينبعليه السلام في الناس، وأدانوا الكوفيين لخذلانهم وفشلهم في مساعدة الإمام الحسينعليه السلام في حادثة عاشوراء[٥٩]. يرى السيد جعفر شهيدي، المؤرخ المعاصر، أنّ ظروف الحاكمة على الكوفة آنذاك من قسوة موظفي الحكومة وخوف الشعب منهم، لا تسمح للباحث بقبول مثل هذا الخطب والمواعظ في الكوفة[٦٠] . كما نسبت بعض الخطب إلى فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسينعليه السلام وأم كلثوم بنت الإمام عليعليه السلام[٦١] وقد خطب الإمام السجادعليه السلام والسيدة زينبعليها السلام في مدينة الشام. ومضمون هذه الخطب هو توبيخ يزيد على ظلم أهل بيت الإمام الحسينعليهم السلام وطوافهم في المدن[٦٢]،وكذلك ذكر فضائل أهل بيت النبيعليهم السلام و علي بن ابي طالبعليه السلام[٦٣] . تُعرف هذه الكلمات بخطبة الإمام السجادعليه السلام وخطبة السيدة زينبعليها السلام في الشام[٦٤].

العودة من الشام

هناك خلاف في عودة أسرى كربلاء من الشام إلى المدينة أو كربلاء. وعلى افتراض عودتهم إلى كربلاء اختلف المؤرخين في الوقت المحدد (سواء كانت الأربعينية الأولى أو الأربعينية الثانية أو وقت آخر)[٦٥]. وقد ذكر الشيخ المفيد[٦٦] والشيخ الطوسي[٦٧] والكفعمي[٦٨] أن قافلة أهل البيتعليهم السلام ذهبت إلى المدينة وليس إلى كربلاء بعد عودتها من الشام. كما عارض المحدث النوري[٦٩] والشيخ عباس القمي[٧٠] ومرتضى مطهري[٧١] عودة الأسرى إلى كربلاء في الأربعين الأولى.

وقد استنكر السيد ابن طاووس في كتابه الإقبال عودة الأسرى إلى كربلاء أو المدينة في يوم الأربعين. لأن رجوعهم إلى كربلاء أو المدينة يستغرق أكثر من أربعين يومًا وبرأيه على الرغم من أن الأسرى ربما ذهبوا إلى كربلاء، إلّا أن ذلك لم يتمّ في يوم الأربعين[٧٢]. غير أنّ السيد ابن طاووس روى في اللهوف أن أسرى كربلاء لما وصلوا إلى العراق في طريق عودتهم من الشام قالوا لدليل الطريق: مرّ بنا على طريق كربلاء. فلما وصلوا إلى المصرع رأوا جابر بن عبد الله الأنصاري وبعض بني هاشم، وعقدوا مجلس عزاء مفعما بالدموع والأحازن وعادوا إلى المدينة المنورة بعد أيام قليلة[٧٣]. ولم يذكر السيد ابن طاووس تاريخ نزول السبايا بكربلاء. كما أثبت السيد محمد علي قاضي الطباطبائي عودة الأسرى إلى كربلاء في كتابه البحثي؛ «تحقيق درباره اولين اربعين حضرت سيدالشهداءعليه السلام»[٧٤] . وبناءا على رأي الشهيد المطهري في كتابه «الملحمة الحسينية»، فإنّ عودة السبايا إلى كربلاء مذكورة فقط في لهوف السيد ابن طاووس وليس في أي كتاب آخر.[٧٥]

وفي رواية السيد ابن طاووس: عندما وصل ركب أهل البيتعليهم السلام إلى جوار المدينة ونزلوا خيامهم خارج المدينة، ذهب بشير بن حذلم إلى المدينة بأمر من الإمام السجادعليه السلام، وقد أنشد قصائد بالدموع بجانب المسجد النبوي، وأخبر الناس باستشهاد الامام الحسينعليه السلام، وأعلن قدوم الامام السجاد وآل الامام الحسينعليه السلام إلى المدينة المنورة[٧٦]. واعتبر السيد ابن طاووس ذلك اليوم من أشد الأيام مرارة على المسلمين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله، وروى أن نساء المدينة كلهن خرجن من بيوتهن وصرخن، ولم يُرى الرجال والنساء باكين مثلما بكوا في ذلك اليوم[٧٧].

بحسب ما ذكر مؤلفو موسوعة الامام الحسينعليه السلام فإن حركة آل الامام الحسين (ع) بدأت من المدينة وانتهت في المدينة، وأقل مسافة قطعوها خلال هذه المدة (على افتراض أنهم سلكوا أقصر الطرق ودون العودة إلى كربلاء) كانت حوالي 4100 كيلومتر هي: 431 كم من المدينة إلى مكة، 1447 كم من مكة إلى كربلاء، 70 كم من كربلاء إلى الكوفة، 932 كم من الكوفة إلى دمشق، و 1229 كم من دمشق إلى المدينة المنورة[٧٨].

الهوامش

  1. الطبري، تاريخ‌الأمم و الملوك، 1387ق، ج5، ص455-456.
  2. شيخ مفيد، الارشاد، 1413ق، ج2، ص114؛ طبري، تاريخ الامم و الملوك، 1387ق، ج5، ص456.
  3. محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج8، ص204.
  4. محدثي، فرهنگ عاشورا، 1417ق، ص49.
  5. قاضي نعمان، شرح الاخبار، موسسه نشرالاسلامي، ج3، ص198-199؛ ابوالفرج اصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1385ق، ص79؛ ابن سعد، ترجمة الحسين و مقتله، 1408ق، ص187.
  6. محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج8، ص205.
  7. محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج8، ص206.
  8. نگاه كنيد به: گروهي از تاريخ‌پژوهان، تاريخ قيام و مقتل جامع سيدالشهداء، 1391ش، ج2، ص497 و 498.
  9. بيضون، موسوعة كربلاء، بيروت، ج1، ص528.
  10. محلاتي، رياحين الشريعه، 1373ش، ج4، ص255.
  11. ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج8، ص283.
  12. ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 1415ق، ج70، ص261.
  13. ابن شداد، الاعلاق الخطيره، 2006م، ص48-50.
  14. محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج8، ص214-217.
  15. ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغه، 1404ق، ج15، ص236.
  16. گروهي از تاريخ‌پژوهان، تاريخ قيام و مقتل جامع سيدالشهداء، 1391ش، ج2، ص39.
  17. شيخ مفيد، ارشاد، 1413ق، ج2، ص114.
  18. نگاه كنيد به: شيخ مفيد، ارشاد، 1413ق، ج2، ص115-116؛ طبري، تاريخ، 1387ق، ج5، ص.457.
  19. ابن اعثم كوفي، الفتوح، 1411ق، ج5، ص123، خوارزمي، مقتل الحسين، 1367ق، ج2، ص43.
  20. بلاذري، انساب الاشراف، 1417ق، ج3، ص416.
  21. دينوري، اخبارالطوال، 1421ق، ص384-385.
  22. ابن عساكر، تاريخ مدينه دمشق، 1421ق، ج2، ص304؛ نعيمي، الدارس في تاريخ مدارس، 1367ق، فهرست جاي‌ها.
  23. ابن‌شهرآشوب، مناقب، 1379ق، ج4، ص82.
  24. ابن شهر‌آشوب، مناقب، 1379ق، ج4، ص82.
  25. مهاجر، كارون غم، 1390ش، ص36-38.
  26. ابن شداد، الاعلاق الخطيره، 2006م، ص178.
  27. مهاجر، كاروان غم، 1390ش، ص30.
  28. محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج8، ص226-228.
  29. محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج8، ص234.
  30. محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج8، ص225.
  31. ابن اعثم، كتاب الفتوح، 1411ق، ج5، ص127؛ خوارزمي، مقتل الحسين، 1367ق، ج2، ص55-56.
  32. شيخ مفيد، امالي، 1403ق، ص321.
  33. سيد بن طاووس، الاقبال، 1376ش، ج3، ص89.
  34. ابوريحان بيروني، آثار الباقية، 1386ش، ص527.
  35. شيخ صدوق، امالي، 1417ق، مجلس 31، ص230.
  36. شعراني، دمع السجوم، 1374ق، ص242.
  37. قمي، نفس المهموم، المكتبة الحيدرية، ص394.
  38. ابن اعثم، الفتوح، 1411ق، ج5، ص129-130.
  39. «محل حضور اسراي كربلا در مسجد اموي»، خبرگزاري بين المللي قرآن.
  40. صفار، بصائر الدرجات، 1404ق، ص339.
  41. شيخ صدوق، امالي، 1417ق، مجلس 31، ص231، ح4.
  42. شيخ مفيد، ارشاد، 1413ق، ج2، ص122.
  43. طبري، تاريخ الامم و الملوك، 1387ق، ج5 ص462؛ خوارزمي، مقتل، 1367ق، ج2، ص74. ابن كثير، البدايه و النهايه، 1398ق، ج8، ص195؛ ابن سعد، ترجمه الحسين و مقتله، 1416ق، ج1، ص83.
  44. طبري، كامل بهايي، 1334ق، ج2، ص302.
  45. سيد ابن طاووس، الاقبال، 1376ش، ج3، ص101.
  46. قمي، نفس المهموم، المكتبة الحيدرية، ص396.
  47. طبري، تاريخ الامم و الملوك، 1387ق، ج5، ص460.
  48. طبري، تاريخ الامم والملوك، 1387ق، ج5، ص461.
  49. ابن طاووس، الملهوف، 1417ق، ص213.
  50. ابن نما، مثير الاحزان، 1406ق، ص99.
  51. خوارزمي، مقتل، 1367ق، ج2، ص64.
  52. يعقوبي، تاريخ، دار صادر، ج2، ص64.
  53. ابن اثير، الكامل، 1405ق، ج2، ص577.
  54. شيخ صدوق، عيون اخبار الرضا، 1404ق، ج1، ص25، ح50.
  55. قمي، نفس المهموم المكتبة الحيدرية، ص396.
  56. طبري، تاريخ الامم والملوك، 1387ق، ج5، ص465.
  57. بلاذري، انساب الاشراف،1417ق، ج3، ص416.
  58. ابن‌نما، مثير الاحزان، 1406ق، ص89-90.
  59. ابن طيفور، بلاغات النساء، 1378ش، ص26.
  60. شهيدي، زندگاني علي ابن الحسين(ع)، 1385ش، ص57.
  61. طبرسي، احتجاج، 1416ق، ج2، ص140-108.
  62. ابن طاووس، الملهوف، 1417ق، ص213-218.
  63. رباني گلپايگاني، «افشاگري امام سجاد در قيام كربلا (2)»، ص119.
  64. ابن‌نما، مثير الاحزان، 1406ق، ص89-90؛ ابن طيفور، بلاغات النساء، 1378ش، ص26.
  65. نگاه كنيد به محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388، ج8، ص393.
  66. شيخ مفيد، مسار الشيعه، 1413ق، ص46.
  67. طوسى، مصباح المتهجّد، 1411ق، ج2، ص787.
  68. كفعمي، المصباح للكفعمي، 1405ق، ص510.
  69. محدث نوري، لؤلؤ و مرجان، 1420ق، ص208ـ209.
  70. قمي، منتهي الآمال، 1372ش، ص524 -525.
  71. مطهري، حماسه حسيني، صدرا، ج1،‌ ص71.
  72. سيد ابن طاووس، الاقبال، 1376ش، ج3، ص100و101.
  73. سيد بن طاووس، لهوف، 1415ق، ص225و226.
  74. قاضي طباطبايي، تحقيق درباره اول اربعين، 1383ش، ص608.
  75. مطهري، حماسه حسيني، صدرا، ج1،‌ ص71.
  76. سيد ابن طاووس، لهوف، 1417ق، ص226-227.
  77. سيد ابن طاووس، لهوف، 1415ق، ص227.
  78. محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام حسين(ع)، 1388ش، ج8، ص235.

المصادر والمراجع

  • ابن‌ابي‌الحديد، عزالدين عبدالحميد، شرح نهج البلاغه، تحقيق محمد ابوالفضل ابراهيم، چاپ ۲، قم، منشورات كتابخانه آيه الله مرعشي نجفي، ۱۴۰۴ق.
  • ابن‌اثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ،‌ بيروت، دار التراث العربي، ۱۴۰۵ق.
  • ابن‌اعثم كوفي، احمد بن اعثم، الفتوح، تحيق علي شيري، بيروت، دراالاضواء، ۱۴۱۱ق.
  • ابن‌سعد، «ترجمة الحسين و مقتله»، تحقيق سيد عبدالعزيز طباطبايي، فصلنامه تراثنا، سال سوم، شماره ۱۰، ۱۴۰۸ق.
  • ابن‌شداد، محمد بن علي، الاعلاق الخطيره في ذكر امراء الجزيره، دمشق، بي‌نا، ۲۰۰۶م.
  • ابن‌شهرآشوب، محمد بن علي مازندراني، مناقب آل أبي‌طالب عليهم السلام، علامه، قم، ۱۳۷۹ق.
  • ابن‌طيفور، ابوالفضل بن ابي‌طاهر، بلاغات النساء، قم، مكتبه الحيدريه ، ۱۳۷۸ش.
  • ابن‌عساكر، علي بن حسن بن هبه الله، تاريخ مدينه دمشق، تحقيق علي عاشور،‌ بيروت، دار احياء التراث العربي، ۱۴۲۱ق.
  • ابن‌عساكر، علي بن حسن بن هبه الله، تاريخ مدينة دمشق، بيروت، تحقيق علي شيري، دارالفكر، ۱۴۱۵ق.
  • ابن‌كثير، اسماعيل‌بن عمر، البدايه و النهايه، محقق: خليل شحاده، بيروت، دار الفكر، ۱۳۹۸ق.
  • ابن‌نما، جعفر بن محمد، مثير الاحزان، قم، مدرسه امام المهدي(عج)، ۱۴۰۶ق.
  • ابو‌ريحان بيروني، محمد بن احمد، آثار الباقيه، مترجم دانا سرشت، اكبر، تهران، امير كبير، ۱۳۸۶ش.
  • ابوالفرج اصفهاني، مقاتل الطالبيين، قم، مؤسسه دارالكتاب، ۱۳۸۵ق.
  • ابومخنف، لوط بن يحيى، وقعة الطف، قم، نشر جامعه مدرسين، چاپ: سوم، ۱۴۱۷ق.
  • بلاذري، انساب الاشراف، تحقيق سهيل زكار ورياض زرلكي، بيروت، دارالفكر، ۱۴۱۷ق.
  • بيضون، لبيب، موسوعة كربلاء، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بي‌تا.
  • التميمي مغربي، ابوحنيفه نعمان بن محمد، شرح الأخبار في فضائل الائمة الاطهار، تحقيق سيد محمد حسيني جلالي، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، بي تا.
  • الخوارزمي، موفق بن احمد مكي، مقتل الحسين، تحقيق محمد سماوي، نجف، مطبعة الزهراء، ۱۳۶۷ق.
  • الدينوري، ابوحنيفه احمد بن داود، الاخبار الطوال، تحقيق عصام محمد الحاج علي، بيروت، دارالكتب العلميه، ۱۴۲۱ق.
  • الرباني الکلبايگاني، علي، «افشاگري امام سجاد در قيام كربلا (۲)»، در مجله نور علم، شماره ۴۶، مرداد و شهريور ۱۳۷۱ش.
  • السيد بن طاووس، علي بن موسي، الملهوف علي قتلي الطفوف، تحقيق فارس تبريزيان، قم، دارالاسوه، ۱۴۱۷ق.
  • السيد بن طاووس، علي بن موسي، الاقبال بالاعمال الحسنة، تحقيق جواد قيومي اصفهاني، قم، دفتر تبليغات اسلامي، چاپ اول، ۱۳۷۶ش.
  • الشهيدي، سيد جعفر، زندگاني علي ابن الحسين (ع)، تهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامي، چاپ سيزدهم، ۱۳۸۵ش.
  • الشيخ مفيد، محمد بن محمد، الارشاد في معرفه حجج الله علي العباد، تحقيق موسسه آل البيت، قم، الموتمر العالمي الالفيه الشيخ المفيد، ۱۴۱۳ق.
  • الشيخ مفيد، محمد بن محمد، امالي، تحقيق حسين استادولي و علي اكبر غفاري، قم، جامعه مدرسين، ۱۴۰۳ق.
  • الشيخ مفيد، محمد بن محمد، مسار الشيعه، قم، كنگره شيخ مفيد، چاپ اول، ۱۴۱۳ق.
  • الشيخ صدوق، عيون اخبارالرضا، تصحيح حسين اعلمي، بيروت، موسسه الاعلمي للمطبوعات، ۱۴۰۴ق.
  • الشيخ صدوق، محمد بن علي، الامالي، قم، مؤسسة البعثة، ۱۴۱۷ق.
  • الصفار القمي، محمد بن حسن، بصائرالدرجات، تصحيح محسن كوچه باغي، قم، كتابخانه آيه الله مرعشي نجفي، ۱۴۰۴ق.
  • الطبرسي، احمد بن علي، الاحتجاج، تحقيق ابراهيم بهادري و محمدهادي‌به، چ۲، قم، اسوه، ۱۴۱۶ق.
  • الطبري، عمادالدين حسن بن علي، كامل بهايي، قم، موسسه طبع و نشر، ۱۳۳۴ش.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الامم و الملوك، تحقيق محمد ابوالفضل ابراهيم، بيروت، روائع التراث العربي، ۱۳۸۷ق.
  • الطوسي، محمد بن حسن، مصباح المتهجّد و سلاح المتعبّد، بيروت، مؤسسة فقه الشيعة، چاپ اول، ۱۴۱۱ق.
  • القاضي الطباطبايي، سيد محمد علي، تحقيق درباره اول اربعين حضرت سيد الشهداء، تهران، وزارت فرهنگ و ارشاد اسلامي، سازمان چاپ و انتشارات، ۱۳۸۸ش.
  • القمي، الشيخ عباس، منتهي الآمال، تهران، مطبوعاتي حسيني، ۱۳۷۲ش.
  • القمي، الشيخ عباس، نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم، قم، المكتبة الحيدرية، بي‌تا.
  • الكفعمي، ابراهيم بن علي عاملي، المصباح للكفعمي (جنة الامان الواقية و جنة الايمان الباقية)، قم، دار الرضي، چاپ دوم، ۱۴۰۵ق.
  • المحدث النوري، لؤلؤ و مرجان، تحقيق: داريتي، مصطفي، قم، كنگره دين پژوهان كشور، ۱۴۲۰ق.
  • محدثي، جواد، فرهنگ عاشورا، قم، نشر معروف، چاپ دوم، ۱۴۱۷ق.
  • محل حضور اسراي كربلا در مسجد اموي، در خبرگزاري بين المللي قرآن، تاريخ درج مطلب : ۲۴ ارديبهشت ۱۳۹۳، تاريخ بازديد ۲۴ مرداد ۱۳۹۷.
  • محمدي ري‌شهري، محمد، دانشنامه امام حسين ع بر پايه قرآن، حديث و تاريخ، مترجم:مسعودي، عبدالهادي، قم، ناشر:موسسه دار الحديث، ۱۳۸۸ش.
  • مهاجر، جعفر، كاروان غم، سيد حسين مرعشي، تهران، انتشارات مسافر، ۱۳۹۰ش.
  • نادعليان، احمد و مهران هوشيار، «نقش‌هاي عاشورايي»، در مجله رهپويه هنر، شماره ۵، بهار ۱۳۸۷ش.
  • الهروي، علي بن ابي‌بكر، الاشارات الي معرفه الزيارات، دمشق، به كوشش جانين سورديل، ۱۹۵۳م.
  • اليعقوبي، احمد بن ابي‌يعقوب، تاريخ يعقوبي،‌ بيروت، دار صادر، بي‌تا.

قالب:پايان