إكرام اليتيم
هذه مقالة أو قسم تخضع لتحريرٍ مُكثَّفٍ في الفترة الحالية لفترةٍ قصيرةٍ. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. M.fakhreddin (نقاش) • مساهمات • انتقال ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ |
إكرام اليتيم هو دعم اليتيم مادّياً ومعنوياً، وقد أوصى الدين الإسلامي كثيرا بإكرام اليتيم، ووردت آيات من القرآن في حق اليتيم ودعت المسلمين إلى تكريم اليتيم وإطعامه والإحسان إليه والإنفاق عليه، واحترام حقوقه.
لمحبة الأيتام والاهتمام بهم مكانة خاصة في الروايات أيضا، يروى عن النبي أنه قال: "من كفى يتيماً في نفقة بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة". كان لرعاية الأيتام أهمية بالغة في سيرة أهل البيت، وعلى سبيل المثال روي عن الإمام علي أنه كان مهتما جداً بحاجات الأيتام، وأطلق على نفسه اسم أبو الأيتام.
على مر التاريخ تم إيلاء اهتمام خاص بدُور الأيتام في العالم الإسلامي، وأنشأت دور الأيتام لرعايتها والإشراف عليهم.
ضرورة كفالة اليتيم في الدين
ذكر العلماء بأن الإسلام أوصى باحترام اليتيم وإيواءه،[١] وحمّل المجتمع مسؤولية رعايته،[٢] وكذلك أمر المؤمنين برعاية الأيتام حتى لا يتعرضوا للأذى،[٣] ويرى حسين أنصاريان وهو رجل دين وخطيب شيعي إن إكرام الأيتام تعد واحدة من أعظم العبادات.[٤]
من هو اليتيم؟
اليتيم في الفقه هو من فقد والده قبل سن البلوغ،[٥] وفي القرآن والحديث استخدم لفظ اليتيم أيضاً بالمعنى اللغوي أي الشخص الذي فقد أحد والديه، وهو أعم من المعنى الشرعي.[٦]
توصية القرآن بإكرام اليتيم
دعا القرآن الناس إلى احترام حقوق اليتيم والاهتمام به،[٧] وأوصى أيضا بإكرام اليتيم (الآية 17 من سورة الفجر)، وإطعام اليتيم (الآية 8 من سورة الإنسان والآية 15 من سورة البلد) والإحسان إليه،[٨] (الآية 83 من سورة البقرة، الآية 36 من سورة النساء)، والإنفاق عليه[٩] (الآية 215 من سورة البقرة).[١٠]
في الآيات 1 و 2 من سورة الماعون ذكر المنكر للدين على أنه هو ذاته الذي يطرد اليتيم،[١١] وفي الآية 9 من سورة الضحى أُمر النبي وجميع المسلمين بعدم تحقير اليتيم،[١٢] ووفقاً للآية 10 من سورة النساء فإن من يأكل مال اليتيم ظلماً له عذاب عظيم،[١٣] وسيدخل نار جهنم.[١٤]
ورد أنّ من حق اليتيم حفظ أمواله على أفضل وجه ممكن إلى حين بلوغه لتعطى له بعد ذلك.[١٥]
وبحسب الآية 17 من سورة الفجر فإن سبب ذلّ بعض الناس هو عدم إكرام اليتيم وعدم احترام حقوقه.[١٦] ويستفاد من هذه الآية أن من يكرم اليتيم ويحترم حقوقه فإن الله يكرمه.[١٧] ووفقاً لما أورده جعفر السبحاني أحد مراجع التقليد فقد حاول القرآن جاهداً لفت انتباه المجتمع الإسلامي إلى الأيتام، حتى أنه أمر بإعطاء الأيتام المتواجدين عند تقسيم الإرث نصيباَ منه وإن لم يكونوا من الورثة.[١٨]
سيرة أهل البيت
تحظى محبة الأيتام والاهتمام بهم بمكانة خاصة في روايات أهل البيت،[١٩] ويُعدّ تكريم الأيتام جزءًا من سيرتهم،[٢٠] وقد روي عن النبي أنه قال: " من كفى يتيماً في نفقة بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة"،[٢١] وروي عن الإمام علي أنه كان يهتم كثيراً بحوائج الأيتام وأطلق على نفسه اسم أبو الأيتام،[٢٢] وفي وصيته جعل الاهتمام بالأيتام مقرونا بالاهتمام بالصلاة والقرآن، وقال: "الله الله في الأيتام، فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم".[٢٣]
دور الأيتام
أولى المسلمون عبر التاريخ اهتماماً بالغا بالأيتام إثر توصيات الإسلام المتكررة والمؤكّدة، ففي المجتمعات الإسلامية كانت دور الأيتام تعتبر أهم مؤسسة مسؤولة عن تعليم الأطفال الأيتام في العالم الإسلامي، وبدأ إنشاء دور الأيتام في البلدان الإسلامية منذ نهاية القرن الثالث عشر، ثم نمت بشكل ملحوظ في القرن الرابع عشر.[٢٤]
وفي إيران تم بناء دور الأيتام خلال العصر الصفوي في بعض مدن إيران التي منها دار أيتام مشهد، وكانت مجاورة لضريح الإمام الرضا، واستمرت حتى نهاية العصر القاجاري.[٢٥]
الهوامش
- ↑ المدرسي، تفسير الهداية، ۱۳۷۷ش، ج۱۸، ص۳۵۳.
- ↑ السبحاني، ميثاق الخلود، قم، ج۱۳، ص۱۵۳.
- ↑ انصاريان، جمال الأخلاق، قم، ص۳۲۵.
- ↑ انصاریان، جمال الأخلاق، قم، ص320.
- ↑ الشيخ الطوسي، المبسوط، ۱۳۸۷هـ، ج۲، ص۲۸۱؛ الراوندي، فقه القرآن، ۱۴۰۵هـ، ج۱، ص۲۴۵.
- ↑ جصاص، أحكام القرآن، ۱۴۰۵هـ، ج۲، ص۱۲؛ المشكيني، مصطلحات الفقه، [د.ت.]، ص۵۷۶.
- ↑ السبحاني، ميثاق الخلود، قم. ج۱۳، ص۱۵۳؛ انصاریان، جمال الأخلاق، قم، ص۳۲۰؛ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ۱۳۷۱ش، ج۳، ص۳۷۹.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ۱۳۷۱ش، ج۱، ص۳۲۸.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ۱۳۷۱ش، ج۲، ص۱۰۴.
- ↑ انصاریان، جمال الأخلاق، قم، ص۳۲۰.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ۱۳۹۰هـ، ج۲۰، ص۳۶۸.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ۱۳۷۱ش، ج۲۷، ص۱۰۶.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ۱۳۷۱ش، ج۳، ص۲۸۰؛ السبحاني، ميثاق الخلود، قم، ج۱۳، ص۱۶۱.
- ↑ قراءتي، تفسير النور، ۱۳۸۸ش، ج۲، ص۲۷؛ محسني، أثر الإسلام في الزمن الحاضر، ۱۳۸۷ش، ص۸۹.
- ↑ محسني، أثر الإسلام في الزمن الحاضر، ۱۳۸۷ش، ص۸۹.
- ↑ انصاريان، جمال الأخلاق، قم، ص۳۲۰.
- ↑ أبو الفتوح الرازي، روض الجنان و روح الجنان، ۱۴۰۸هـ، ج۲۰، ص۲۷۱؛ انصاريان، جمال الأخلاق، قم، ص۳۲۰.
- ↑ السبحاني، ميثاق الخلود، قم، ج۱۳، ص۱۶۰.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ۱۳۷۱ش، ج۲۶، ص۴۶۳؛ مكارم الشيرازي، أنوار الهداية، ۱۳۹۰ش، ص۳۸۸.
- ↑ انصاريان، جمال الأخلاق، قم، ص۳۲۱.
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ۱۴۰۳هـ، ج۷۴، ص۵۸.
- ↑ مكارم الشيرازي، رسالة الإمام أمير المؤمنين، ۱۳۸۶ش، ج۱۰، ص۲۷۲.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ۱۳۷۴ش، ج۲۷، ص۱۱۳؛ مكارم الشيرازي، از تو سؤال ميكنند (يسألونك)، ۱۳۸۷ش، ص۱۳۱.
- ↑ معصومي، «دار الأيتام»، المدخل.
- ↑ معصومي، «دار الأيتام»، المدخل.
المصادر والمراجع
- أبو الفتوح الرازي، حسين بن علي، روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن، مشهد، مؤسسة التحقيقات الإسلامية، ۱۴۰۸هـ.
- انصاريان، حسين، جمال الأخلاق، قم، دار العرفان، د.ت.
- جصاص، أحمد بن علي، أحكام القرآن، تحقيق: محمد صادق قمحاوي، بيروت: دار احياء التراث العربي، ۱۴۰۵هـ.
- الحرّ العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، د.ت.
- الراوندي، قطب الدين، فقه القرآن في شرح آيات الأحكام، تصحيح: السيد أحمد الحسيني، قم: مكتبة آية الله المرعشي النجفي، الطبعة الثانية، ۱۴۰۵هـ.
- السبحاني، جعفر، ميثاق الخلود، قم، مؤسسة الإمام الصادق، د.ت.
- الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، المبسوط في فقه الإمامية، تحقيق: السيد محمد تقي الكشفي، طهران: المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، الطبعة الثالثة، ۱۳۸۷هـ.
- الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ۱۳۹۰هـ.
- العلامة المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، تحقيق: السيد إبراهيم ميانجي، محمد باقر بهبودي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ۱۴۰۳هـ.
- غفاري راد، فيروزه، «المرور على سابقة دور الأيتام غير الحكومية في العهد القاجاري»، مجلة تاريخ روائي، العدد ۲۰ و ۲۱، السنة السادسة، ربيع وصيف ۱۴۰۰ش.
- قراءتي، تفسير النور، طهران، مركز دروس من القرآن، ۱۳۸۸ش.
- محسني، شيخ محمد آصف، أثر الإسلام في الزمن الحاضر، كابل، بينا، ۱۳۸۷ش.
- المدرّسي، السيد محمد تقي، تفسير الهداية، مشهد، مؤسسة التحقيقات الإسلامية، ۱۳۷۷ش.
- المشكيني، علي، مصطلحات الفقه، [د.م.]، [د.ت.].
- مصباح اليزدي، محمد تقي، رسالة المولى من فراش الشهادة، تدوين: محمد مهدي نادري، قم، انتشارات مؤسسة الإمام الخميني.
- معصومي، محسن، «دار الأيتام»، موسوعة عالم الإسلام، ج۱۶، طهران، مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية، ۱۳۹۳ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، طهران، دار الكتب الإسلامية، ۱۳۷۱ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الهداية، مجموعه مباحث أخلاقية، قم، الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، ۱۳۹۰ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، رسالة أمير المؤمنين، طهران، دار الكتب الإسلامية، ۱۳۸۶ش.
- مكارم شيرازي، ناصر، از تو سؤال مي كنند (يسألونك)، إعداد: أبو القاسم عليان نژادي، قم، الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، ۱۳۸۷ش.