الضيافة

الضيافة هي من الآداب والتقاليد الإسلامية للمسلمين، حيث يقيم المسلمون الولائم في مناسبات مختلفة ويدعون الضيوف على الطعام، مثل عيد الغدير، وعيد الفطر، والزواج، وإنجاب الأطفال. وورد عن رسول الله أن الضيف هدية من الله تعالى، يجلب بقدومه الرزق، وبرحيله تُغفر الذنوب.

من آداب المضيف مع الضيف إن يرحّب به، وأن يتجنب اختلاط الضيف بالأهل (إذا كان الضيف من غير المحارم)، كما يحق للضيف قبول دعوة المضيف، ولا ينبغي لمن تمت دعوته كضيف أن يأخذ معه شخصًا غير مدعو، وأن لا يبقى في بيت المضيف أكثر من ثلاثة أيام.

ويرى فقهاء الشيعة وجوب إخراج زكاة الفطر عن الضيف في ليلة عيد الفطر إذا كان تلك الليلة ضمن عيلولته وفي بيت المضيف قبل غروب الشمس. ومن الأحكام الأخرى المتعلقة بالضيافة، حُرمة الجلوس على طاولة يوجد فيها الخمر والفقاع.

الأهمية والفضيلة والمكانة

يعتبر علماء المسلمين أن الضيافة من موارد اتباع سنة نبي الإسلام وسيتدلون على ذلك بالأحاديث ويعتبرون تركها مكروها. وورد عن رسول الله أن الضيف هدية من الله تعالى، يجلب بقدومه الرزق، وبرحيله تُغفر الذنوب. ويروي العلامة المجلسي أن الإمام علي من كثرة اهتمامه بالضيافة، كان يُرى مُستاء من عدم دخول أحد إلى بيته لمدة سبعة أيام.

عن رسول الله(ص):

مَنْ أَكْرَمَ الضَّيْفَ فَقَدْ أَكْرَمَ سَبْعِينَ نَبِيّاً، وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى الضَّيْفِ دِرْهَماً، فَكَأَنَّمَا أَنْفَقَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى.

يقيم المسلمون الاحتفالات في مناسبات مختلفة، مثل عيد الغدير، وعيد الفطر، والزواج، وإنجاب الأطفال ويدعون الضيوف على الطعام. ويعطي الشعب العراقي أهمية للضيافة في مراسيم المشي في الأربعين.

الآداب

وفي الأحاديث الإسلامية وكتب الأخلاق وبعض كتب التفسير، وبالإضافة إلى نية التقرب إلى الله تعالى، والحذر من المفاخرة والرياء، وقد وردت آداب للضيافة، بعضها يتعلق بالمضيف، وبعضها يتعلق بالضيف:

عن الإمام الصادق(ع):

مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً حَتَّى يُشْبِعَهُ لَمْ يَدْرِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ مَا لَهُ مِنَ الْأَجْرِ فِي الْآخِرَةِ، لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.

آداب المضيف

• ينبغي للداعي أن يقصد بدعوته الأتقياء دون الفسّاق
• دعوة الأقارب من أجل تقوية العلاقات الأسرية وصلة الرحم
• تجنب التكلف والوقوع في الحرج
• حسن الاستقبال وحسن الأخلاق مع الضيف
• تجنب اختلاط الضيف بالأهل (إذا كان الضيف من غير المحارم)
• لا ينبغي أن يسأل الضيف هل أكل أم لا
• ينبغي تحضير الطعام الكافي، وعدم التقليل منه
• المضيف هو أول شخص يبدأ بتناول الطعام وآخر شخص يتوقف عن الأكل
• عدم استخدام الضيف
• التذكير بأوقات الصلاة، وبيان اتجاه القبلة وتحديد مكان الوضوء
• مرافقة الضيف إلى باب المنزل.

آداب الضيف

• قبول دعوة المضيف
• لا ينبغي في حال قبول دعوة المضيف أن تكون النية من أجل الأكل وملء البطن
• أن يدخل الضيف بعد أخذ الأذن من المضيف، وأن يسلم عند دخول البيت
• الجلوس في المكان الذي يُحدده المضيف
• عدم الجلوس أمام مكان تواجد النساء
• لا ينبغي للمؤمن أن يحضر في مكان يُعصى الله تعالى فيه
• ينبغي على الضيف أن لا يبقى في بيت المضيف أكثر من ثلاثة أيام
• قبول وتناول الطعام الحاضر
• عدم الصيام المستحب دون رضا المضيف أو في حال نهيه
• اجتناب السؤال عن حلية الطعام،
• وعدم أخذ الطعام الباقي إلا بموافقة المضيف
• الاشتراط على المضيف أن يجتنب التكلف
• لا ينبغي لمن تمت دعوته كضيف، أن يأخذ معه شخص غير مدعو
• أن لا يخرج إلّا برضا المضيف وإذنه‌
• أن ينصرف الضيف طيب النفس‌، وإن جرى في حقّه تقصير‌

الأحكام الفقهية

وقد ذكر فقهاء الشيعة جملة من الأحكام الشرعية لإقامة الولائم، ومنها ما يلي:

• بحسب فتاوى بعض مراجع التقليد، إذا علم الضيف أن ما أعده له المضيف من طعام لم يتم تخميس، فلا يجوز له الانتفاع به.
• زكاة فطرة الضيف الذي دخل بيت المضيف قبل دخول ليلة عيد الفطر على عاتق المضيف
• بحسب فتاوى بعض فقهاء الشيعة، إذا تنجّس جزء من بيت المضيف أو سجادته وامتد إلى بدن الضيف أو ملابسه، فيجب على المضيف إبلاغ الضيف
• وبحسب السيد كاظم اليزدي، إذا أصبح الطعام الذي أعده المضيف للضيف نجسا، فيجب عليه إبلاغ الضيف
• يُحرم الجلوس على طاولة يوجد فيها الخمر والبيرة.

الدراسات

وفي مجال الضيافة وآدابها تم تأليف جملة من الكتب، منها معجم الضيافة لمحمد محمدي الريشهري، الصادر عن دار الحديث.