السيد محمد بن علي الطباطبائي (1180 ــ 1242 هـ)، المعروف بالسيد محمد المجاهد وصاحب المناهل، من فقهاء الشيعة في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر، ولد في كربلاء، وأبوه السيد علي بن محمد علي الطباطبائي صاحب الرياض

السيد محمد الطباطبائي المجاهد
معلومات شخصية
الاسم الكاملالسيد محمد بن علي الطباطبائي
تاریخ الميلادسنة 1180 هـ
مكان الولادةكربلاء
مكان السكنكربلاء • الكاظمينأصفهان
تاریخ الوفاةسنة 1242 هـ في قزوين
المدفنكربلاء
معلومات علمية
الأساتذةأبيه السيد علي بن محمد علي الطباطبائيالسيد محمد مهدي بحر العلوم
التلاميذالشيخ مرتضى الأنصاريشريف العلماء المازندرانيالسيد محمد شفيع الجابلقيالسيد إبراهيم بن محمد باقر القزويني
مؤلفاتمفاتيح الأصول، ومناهل الأحكام، والوسائل إلى النجاة
نشاطات اجتماعية وسياسية

هاجر من كربلاء إلى أصفهان وأقام فيها 13 سنة انشغل خلالها بالتدريس والتأليف وكان مرجعاً في الفقه والأصول، ورجع بعد وفاة والده إلى كربلاء سنة 1231 هـ، فتولى فيها منصب الإفتاء والقضاء والزعامة، وكان مرجعاً للشيعة في ذلك الزمان، حتى أغار الوهابيون على مدينة كربلاء، فهاجر إلى مدينة الكاظمية.

خلال إقامته في الكاظمية كانت تدور مراسلات بينه وبين الشاه القاجاري فتح علي شاه، وكان السيد المجاهد يكتب له بعض التعليمات وأخيراً تأزمت الأمور في إيران بسبب وجود الروس، فطلب فتح علي شاه من السيد أن يتخذ موقفاً، فتوجّه السيد مع جماعة من العلماء والطلاب وأهل الصلاح إلى إيران، فلما دخلها عظّمه أهلها غاية التعظيم، واستقبله الشاه فتح علي القاجاري، وأصدر فتوى بالجهاد ضد الروس؛ ولهذا السبب لقب بالمجاهد.

له العديد من المؤلفات، منها: مفاتيح الأصول، ومناهل الأحكام، والوسائل إلى النجاة، وعمدة المقال في تحقيق أحوال الرجال.

عائلته

ولد السيد محمد المجاهد في مدينة كربلاء سنة 1180 هـ، أبوه السيد علي بن محمد علي الطباطبائي صاحب الرياض وأمه آمنة بنت الوحيد البهبهاني،[١] تزوج من البنت الوحيدة لمحمد مهدي بحر العلوم وأنجبت له ثلاثة أولاد هم: السيد حسين والسيد حسن والسيد جعفر. جده أبي المعالي الحسني الطباطبائي الحائري الكربلائي، يعود نسبه للإمام الحسن  .[٢]

نشاطه العلمي

تمثل نشاطه العلمي من خلال حضوره عند أبرز علماء عصره، وتدريس الفقه والأصول، حتى وصل إلى رتبة الاجتهاد.

دراسته وتدريسه

درس السيد محمد المجاهد عند أبيه صاحب الرياض والعلامة بحر العلوم، فترقى في علمي الفقه والأصول حتى عدّه والده أعلم منه، فصار لا يفتي وابنه في كربلاء، فعلم ابنه بذلك، وبناء عليه هاجر السيد محمد من كربلاء إلى أصفهان،[٣] وأقام فيها 13 سنة انشغل خلالها بالتدريس والتأليف، وصنّف فيها كتابه مفاتيح الأصول.[٤]

رجع بعد وفاة والده إلى كربلاء سنة 1231 هـ، فتولى فيها منصب الإفتاء والقضاء والزعامة، وكان مرجعاً للشيعة آنذاك،[٥] حتى أغار الوهابيون على مدينة كربلاء، فهاجر إلى مدينة الكاظمية،[٦] ومن العلماء الذين عاصروه الميرزا محمد بن حسين الرضوي الذي كان يحضر معه درس السيد علي صاحب الرياض، وكانت بينهما مناظرات في بعض المسائل منها مسألة حجية الشهرة كتب فيها السيد محمد مجاهد، وشرحها الميرزا الرضوي واعترض عليه فيها.[٧]

تلامذته

تتلمذ على يديه الكثير من العلماء، منهم:

مؤلفاته

له العديد من المؤلفات، منها:

 
عمدة المقال في تحقيق أحوال الرجال

نشاطه السياسي

خلال إقامته في الكاظمية كانت تدور مراسلات بينه وبين الشاه القاجاري فتح علي شاه، كان الشاه يحترمه وكان السيد يكتب له بعض التعليمات وأخيراً تأزمت الأمور في إيران، فطلب فتح علي شاه منه أن يتخذ موقفاً، فتوجّه السيد محمد المجاهد إلى إيران مع جماعة من العلماء والطلاب وأهل الصلاح لنصرة المقاتلين المسلمين الذين يحاربون الروس، فلما دخلها عظّمه أهلها غاية التعظيم واستقبله الشاه فتح علي القاجاري، وأصدر فتوى الجهاد ضدّ الروس وتوجه بنفسه إلى ساحات القتال لذا لُقب بالمجاهد، فصار له في إيران دورا بارزا حتى أن المندوب الروسي كان يحاول بكل جهده أن يلتقي به ولكنه رفض رفضاً قاطعاً.[٢٨]

يقول مؤلف كتاب (التاريخ السياسي والدبلوماسي الإيراني): ”ارتفعت حدة الغليان الشعبي ضد الروس إلى أعلى درجة تذكر، فقد دعا أبناء الشعب والعلماء وأغلب المسؤولين إلى إعلان الحرب ضد الحكومة الروسية، وفي 5 ذي الحجة سنة 1241 هـ دخل السيد محمد المجاهد بمعية مائة من العلماء، وقامت مجموعة أخرى من الأهالي بزعامة المولى أحمد النراقي بالتوجه إلى فتح علي شاه وتظاهروا أمامه“، وقد أصدر هؤلاء المجتهدون فتوى جماعية، جاء فيها أن من يتقاعس عن جهاد الروس يعد كمن عصى الله، وتبع الشيطان.[٢٩]

أقوال العلماء فيه

 
قبر السيد محمد المجاهد في كربلاء بين الحرمين

وردت الكثير من الكلمات في حق السيد المجاهد، ومنها:

وفاته

بعد رجوعه من الجهاد ضد الروس توفي السيد المجاهد في مدينة قزوين سنة 1242 هـ،[٣٣] وكان قد أوصى بنقل جثمانه إلى مدينة كربلاء مسقط رأسه، فنقل إلى كربلاء، وشيع تشيعاً مهيباً، ودفن في مقبرتهم الخاصة الواقعة جنب مدرسة المجاهد التي كانت تقعُ في سوق التجار الكبير، وقد أُزيلت هذه المدرسة سنة 1980 م نتيجة فتح شارع المشاة الذي يربط الحرمين الشريفين، ولا يزال قبره قائمًا في الجهة الشمالية لمنطقة ما بين الحرمين الشريفين، وهو عبارة عن غرفة مكسوة بالرخام، وتعلوها قبة زرقاء صغيرة من الكاشي، وكان لموته أثر محزن في نفوس العلماء والطلبة وأهالي كربلاء.[٣٤]

الهوامش

  1. آل طعمة، تراث كربلاء، ص 248.
  2. الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 12، ص 424 ــ 425؛ الطهراني، مصفى المقال، ص 441.
  3. الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 443.
  4. الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 12، ص 425.
  5. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13، ص 494.
  6. الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 443.
  7. محمد مجاهد بن أبي المعالي الطباطبائي.
  8. نجف، علماء في رضوان الله، ص 276.
  9. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13، ص 494.
  10. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13، ص 260.
  11. الطهراني، الذريعة، ج 21، ص 336.
  12. الأمين، أعيان الشيعة، ج 6، ص 190.
  13. الطهراني، الذريعة، ج 21، ص 139.
  14. الطهراني، الذريعة، ج 14، ص 71.
  15. الطهراني، الذريعة، ج 15، ص 186.
  16. الطهراني، الذريعة، ج 14، ص 71.
  17. الطهراني، الذريعة، ج 15، ص 178.
  18. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13، ص 494.
  19. الطهراني، الذريعة، ج 11، ص 61.
  20. الطهراني، الذريعة، ج 21، ص 300.
  21. الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 139.
  22. الطهراني، الذريعة، ج 22، ص 352.
  23. الطهراني، الذريعة، ج 2، ص 170.
  24. الطهراني، الذريعة، ج 15، ص 340.
  25. الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 443.
  26. الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 443.
  27. الطهراني، الذريعة، ج 6، ص 272.
  28. السيد محمد الطباطبائي.
  29. النراقي، عوائد الأيام، ص 52 ــ 53.
  30. القمي، الفوائد الرضوية، ج 2، ص 900.
  31. الصدر، تكملة أمل الآمال، ج 5، ص 53.
  32. الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 443.
  33. الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 12، ص 425.
  34. مركز تراث كربلاء، السيد محمد المجاهد.

المصادر والمراجع

  • آل طعمة، سلمان هادي، تراث كربلاء، د.م، د.ن، د.ت.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، بيروت، الدار الإسلامية، ط 1، 1411 هـ/ 1991 م.
  • السبحاني، جعفر، موسوعة طبقات الفقهاء، قم، مؤسسة الإمام الصادق  ، ط 1، 1422 هـ.
  • الصدر، حسن، تكملة أمل الآمال، التحقيق: حسين علي محفوظ، بيروت، دار المؤرخ العربي، د.ت.
  • الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1430 هـ.
  • الطهراني، محمد محسن، مصفى المقال في مصنفي علم الرجال، بيروت، دار العلم، ط 2، 1408 هـ/ 1988 م.
  • القمي، عباس، الفوائد الرضوية في أحوال علماء مذهب الجعفرية، قم، بوستان كتاب، ط 1، 1385 ش.
  • النراقي، أحمد، عوائد الأيام، تحقيق: مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، ط 1، 1417 هـ.
  • نجف، محمد أمين، علماء في رضوان الله، قم، انتشارات الإمام الحسين  ، 1430 هـ/ 2009 م.