انتقل إلى المحتوى

إن شاء الله

من ويكي شيعة
مقطع من الآية 99 من سورة يوسف، تحتوي على عبارة "إن شاء الله" بـخط الثلث، بيد الخطاط السوري محمد بدوي الديراني عام 1935م.

إنْ شاءَ الله؛ عبارة يستخدمها المسلمون في محادثاتهم اليومية عند الإشارة إلى أمر يريدون القيام به في المستقبل، أو للتعبير عن الرجاء في استجابة الدعاء.[١]

وقد أوصى القرآن والمعصومون المسلمين بأن يقولوا «إنْ شاءَ الله» عند الحديث عن أعمال ينوون القيام بها مستقبلاً، ولذلك دخلت هذه العبارة في لغة المتديّنين، وصارت تُستعمل بوصفها علامةً على التوكل على الله في حياتهم اليومية.[٢]

في الآيتين 23 و24 من سورة الكهف، يأمر اللهُ نبيَّهصلی الله عليه وآله وسلم بألّا يقول عن أمر سيفعله غداً إنه فاعله، إلا أن يَقرن ذلك بقوله: «إذا شاء الله».[٣] وفي رواية مروية عن الإمام الصادقعليه السلام في شأن نزول هذه الآيات، أنه جاء جماعة من اليهود إلى النبي ليسألوه، فوعدهم أن يجيبهم غداً من دون أن يقول «إنْ شاءَ الله». فاحتبس عنه جبرئيلعليه السلامأربعين يوماً، ثم نزلت عليه هذه الآيات بعد ذلك.[٤]

عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم:
«إن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل شيء»[ملاحظة ١]



«المتقي الهندي، نهج الفصاحة، 1401 هـ، ج3، ص55.»

وفي رواية أخرى في ذيل الآيات نفسها، ورد التأكيد على أهمية قول «إنْ شاءَ الله»، وأنه إذا نسي الإنسانُ قولها، فليقلها متى ما تذكّر.[٥] كذلك روى الكليني أنّ الإمام الصادقعليه السلام أملى كتاباً، فلمّا كُتب ولم يُذكر فيه «إنْ شاءَ الله»، قال: كيف ترجُو أن يكون هذا الكتاب كاملاً بلا «إنْ شاءَ الله»؟ وأمر بأن تُضاف إليه.[٦]

وبحسب ناصر مكارم الشيرازي، المرجع الشيعي ومفسر القرآن، في تفسير الأمثل، فإن قول «إنْ شاءَ الله» عند ذكر القرارات المستقبلية هو نوع من الأدب مع الله، ودليلٌ على توحيد الأفعال؛ أي أنّ الإنسان، مع امتلاكه الإرادة والاختيار، يربط وجود كل شيء وكل فعل بمشيئة الله.[٧] ويرى السيد محمد حسين الطباطبائي، صاحب تفسير الميزان، أنّ من يقول «إنْ شاءَ الله» عند إرادة فعل شيء، يقصد أنّ حدوثه متوقف على موافقة الإرادة التكوينية لله.[٨]

الهوامش

  1. استخدام عبارة "إن شاء الله" أمر رائج بين المسلمين، موقع وكالة الأنباء القرآنية الدولية.
  2. الموسوي الآملي، «إن شاء الله در فرهنگ عاميانه»، موقع پرتال جامع علوم إنساني.
  3. سورة الكهف، الآيتان 23 و 24؛ الطباطبائي، الميزان، ج20، ص143.
  4. الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج3، ص362-363؛ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج3، ص255.
  5. العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص325.
  6. الكليني، الكافي، ج2، ص673.
  7. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج9، ص232.
  8. الطباطبائي، الميزان، ج13، ص271.

الملاحظات

  1. جاء في تفسير العياشي في رواتين مختلفتين أنّ المراد من الاستثناء هو قول العبد "إن شاء الله". (تفسير العياشي، ج2، ص325).

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • استخدام عبارة "إن شاء الله" أمر رائج بين المسلمين، موقع وكالة الأنباء القرآنية الدولية، تاريخ النشر: 7/5/2022م، تاريخ المشاهدة: 20/11/2025م.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، تصحيح: السيد هاشم الرسولي المحلاتي، قم، إسماعيليان، 1415هـ.
  • الشيخ الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، قم، مكتب النشر الإسلامي التابع لجامعة المدرسين في حوزة قم العلمية، الطبعة الثانية، 1413هـ.
  • الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1393هـ.
  • المتقي الهندي، علي بن حسام الدين، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، د.م، مؤسسة الرسالة، 1401هـ.
  • الموسوي الآملي، «إن شاء الله در فرهنگ عاميانه»، موقع پرتال جامع علوم إنساني، تاريخ المشاهدة: 13/9/2025م.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، 1379ش.