إبراهيم بن أدهم

إبراهيم بن أدهم

قبر إبراهيم بن أدهم في الشام
تاريخ ولادة	80 أو 100 هـ
تاريخ وفاة	160 هـ
مكان وفاة	الشام
دفن	الشام
إقامة	بلخ، نيسابور، مكة، الشام
سبب شهرة	العرفان والزهد
تأثر	الإمام السجاد والباقر والصادق عليهم السلام، ومحمد بن زياد الجمحي، ومالك بن دينار، والأعمش
تأثير	شقيق البلخي
دين	الإسلام
مذهب	التشيّع
أعمال بارزة	من رواة أهل البيت (ع)

إبراهيم بن أدهم (80 - 161 هـ)، هو من كبار العرفاء والمتصوفة، وعاصر ثلاثة من أئمة الشيعة: وهم الإمام السجاد، والإمام الباقر، والإمام الصادق، ولم يُذكر اسمه في كتب الرجال الشيعية القديمة، ولكن اعتبره البعض من صوفية الشيعة.

كان من أُسَر الأشراف والحكماء في بلخ، فإذا به يعرض عن الدنيا ويقبل على الزهد، ثم يسافر بعد التوبة إلى مكة، ويلتقي بكبار الصوفية هناك كسفيان الثوري، والفضيل بن عياض، ويصحبهما، وبعد فترة يتجه نحو الشام، ويظل فيها إلى آخر عمره. ويعتبر إبراهيم على رأس سلسلة بعض الطرائق كالطريقة الأدهمية وكذا النقشبندية.

انعكست أحداث حياته ونصائحه وتصرفاته على أشعار العرفاء وآثارهم العرفانية، وكان إبراهيم يعتقد بأن الزواج وإنجاب الأولاد يعارض الزهد، ومن أشهر تلامذته شقيق البلخي.

حياته

أبو إسحق إبراهيم بن أدهم بن سليمان بن منصور العجلي،وقيل التميمي، البلخي، هو واحد من كبار مدرسة الزهد، والعرفان، في القرن الثاني للهجرة، ولد في بلخ (خراسان) سنة 80 أو 100 للهجرة، ونشأ في أسرة عربية أو فارسية، وذكر الذهبي في تاريخ الإسلام أن ولادته كانت في أثناء سفر والديه إلى مكة لأداء فريضة الحج.

كان إبراهيم مثل أبيه من أمراء، وحكام، وأشراف بلخ، ولكنه ترك الدنيا بما فيها، وأعرض عن زينتها وزخرفها، فتخلّى عن الحكم والحكومة، وأقبل على الزهد والفقر، واختلى بنفسه ليجاهد نفسه ويسلك الطريق إلى الله.

وذكرت الكتب المختلفة ومنها الكتب العرفانية معلومات عن حياته، وتصرفاته، ونصائحه، وتحدّثت بعض المصادر الصوفية كتذكرة الأولياء للعطار النيسابوري عن لقائه مع النبي خضر، وعلمه بالاسم الأعظم لله.

زهده

قد ذكرت المصادر الإسلامية أسبابا مختلفة لزهده وإعراضه عن الدنيا، ومنها: النداء الغيبي الذي سمعه مِن هاتف حين قيامه بالصيد، وقيل سمعه مِن غزال، ومنها: أنه رأى عاملا يستمتع بحياته رغم أنه لا يملك إلا إمكانيات زهيدة، ومنها: ما نُقل عنه مِن أنه أعرض عن الدنيا لخوفه من وحشة القبر والوحدة، وطول سفر القيامة، وقلة الزاد، وفقدان الأعذار أمام الإله الجبار. وقد اعتقد إبراهيم بأن من أراد الزهد والنيل إلى درجة الصالحين فليتجاوز ستّ عقبات:

• أولاها: أن يغلق باب النعمة، ويفتح باب الشدة،
• الثانية: يغلق باب العز، ويفتح باب الذل،
• الثالثة: يغلق باب الراحة، ويفتح باب الجهد،
• الرابعة: يغلق باب النوم، ويفتح باب السهر،
• الخامسة: يغلق باب الغنى، ويفتح باب الفقر،
• السادسة: يغلق باب الأمل، ويفتح باب الاستعداد للموت.

وانتقد المؤلف المعاصر الشيخ محسن القراءتي تفسير الزهد بترك الدنيا، والرهبانية، فاعتبره مغايرا عن مفهومه الإسلامي، وذكر أن رسول الله نهى عن ترك الدنيا والرهبانية، ولامَ الذين انشغلوا بالرهبانية وتركوا لذات الدنيا، ثم قال إن ما فعله إبراهيم بن أدهم ومثله ليس زهدا بل هو بعيد عن الزهد كلّ البعد، فإنه كان يرى أن الزواج وإنجاب الأولاد ليس من الزهد بل لا بدّ من الاختلاء والاعتزال.

هجرته إلى مكة والشام

هاجر إبراهيم بعد التوبة إلى نيسابور، وظل في غار جبل يسمى بالبثراء، ثم سافر إلى مكة، وذكر الذهبي أنه خرج من بلخ بسبب خوفه من أبي مسلم الخراساني، وتعرّف في مكة على سفيان الثوري والفضيل بن عياض، ثم رحل إلى الشام، واعتبروه سببا لتطور الزهد والعرفان فيه.

وفاته

مات إبراهيم حتف أنفه، واختلفت المصادر التاريخية في سنة وفاته، فذكرت عدة تواريخ، وهي: 160 هـ و161، و162، و166، وقيل إنه قُتل في غزوة مع الروم، في منطقة سوقین، ودفن في منطقة صور على سواحل الشام، وقيل غير ذلك.

مكانته

كان إبراهيم بن أدهم وحسن البصري (ت: 110 هـ)، ومالك بن دينار، ورابعة العدوية، وشقيق البلخي، ومعروف الكرخي (ت: 200 هـ) من المتصوفة الأوائل، والعرفاء السابقين،وذهب البعض إلى أن لفظ الصوفي اشتهر في عصر إبراهيم.

وكان المتصوفة في بلخ منهم إبراهيم بن أدهم متأثرين بمدرسة التصوف في البصرة، ومن هنا كانوا يبالغون في الزهد، والعبادات، والخوف، وملازمة الفقر، وقد تأثر بتصوف أبرز الشخصيات المتصوفة منهم حسن البصري، وسفيان الثوري، وترك أثرا كبيرا على التصوف في الشام، لدرجة أنه يعتبر منشأ لتحول الزهد والعبادات والرياضات النفسية فيه.

وذُكر في المحدثين، وأَكثرَ أهلُ السنة في كتبهم الرجالية مِن ثنائه ومدحه، وذكروه من أصحاب أبي حنيفة إمام المذهب الحنفي، وسفيان الثوري، وكان يذكره جنيد البغدادي بألقاب محترمة، وتعكس أشعار العرفاء هذه الألقاب، وبناء على ما ذكره الكاتب والشاعر الصوفي زين العابدين الشيرواني لا يوجد اسمه في الكتب الرجالية الشيعية القديمة، بينما الفقيه الشيعي السيد محسن الأعرجي (1130 ـ 1227 هـ) جاء باسمه مع كميل بن زياد وبشر بن الحارث المروزي، وبايزيد البسطامي في صوفية الشيعة.

ويعتبر إبراهيم على رأس السلسلة في بعض الطرائق، ومن هنا يعتقد صوفية الطريقة الأدهمية وكذا النقشبندية أن إبراهيم هو حلقة وصلهم بالإمام السجاد.

علاقته بالمعصومين

توجد في المصادر معلومات عن علاقته بالمعصومين، وأنه عاصر الإمام السجاد، والإمام الباقر، والإمام الصادق، وصاحبَ الإمام السجاد، حيث ذكرت المصادر الشيعية أنه لاقى الإمام السجاد في طريق الحج، ووَعظه الإمام.

وذكر زين العابدين الشيرواني ملاقته مع الإمام الباقر أيضا، واعتبره الشاعر الصوفي في عهد القاجارية محمد كاظم التبريزي (1265 - 1315 هـ) مِن أصحاب الإمام الباقر وأتباعه، ووصلتنا روايات بنقله عن الإمام الباقر.

وبناء على ما جاء في كتاب سفينة البحار وغيره من المصادر رافق إبراهيم الإمام الصادق حينما أراد أن يخرج من الكوفة إلى المدينة، وذكرت بعض المصادر أنه كان من خدمة الإمام الصادق.

أساتذته وتلامذته

نقل إبراهيم بن أدهم روايات عن الإمام الباقر، ومحمد بن زياد الجمحي، وأبي إسحاق، ومالك بن دينار، والأعمش، وأبيه أدهم.

ومن أشهر تلامذته شقيق البلخي الذي يعتبر من كبار العرفاء، ومن تلامذة الإمام الكاظم، وبناء على المشهور تربّى على يد إبراهيم، وأصبح من أتباعه وأصحابه.

في الشعر والأدب

انعكست كيفية حياة إبراهيم ونصايحه على أشعار الشعراء وبخاصة العرفاء منهم، فنظّموا بأشعارهم حياته بما فيها من الأحداث والحكايات كتوبته، وزهده، وهجرته، وملاقاته مع النبي خضر، والتقائه بابنه، ومناجياته، وكراماته.

مواضيع ذات صلة

• الفضيل بن عياض
• حسن البصري
• معروف الكرخي

وصلات خارجية

• دائرة المعارف الاسلامیة الکبرى