آية حكومة المستضعفين

آية حكومة المستضعفين

عنوان الآية	حكومة المستضعفين
رقم الآية	5
في سورة	القصص
في جزء	20
رقم الصفحة	358
مكان النزول	مكية
الموضوع	عقائدي
آيات ذات صلة	تحقق حكومة المستضعفين على حكومة الظالمين

آيَة حُكُومَة المُستَضعَفِين هي الآية 5 من سورة القصص، تُشير إلى زعامة وحكومة المستضعفين في الأرض، وخلافتهم بدل من حكومة المستكبرين. ظاهر الآية يتعلق بمواجهة النبي موسى(ع) وبني إسرائيل لحكومة فرعون، ولكن المعنى الباطني للآية يتعلق بأهل البيت وأعدائهم، وقد ورد في تأويل الآية روايات كثيرة تذكر إنَّ المستضعفين المشار إليهم فيها بأنهم الأئمة المعصومين وآخرهم الإمام المهدي(عج).

إنَّ هذه الآية عبارة عن قانون كلي لجميع العصور والقرون، ومن مصاديق هذا القانون حكومة بني إسرائيل وزوال حكومة الفراعنة، وحكومة نبي الإسلام(ص) وأصحابه الذين يتغلبون على الظلم في العالم، واعتبر علماء ومفسرين الشيعة وبالاعتماد على الروايات، إنَّ المصداق التام للآية هي حكومة الإمام المهدي في آخر الزمان.

نص الآية

هي الآية 5 من سورة القصص، قال تعالى:

﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾

التفسير

تتناول هذه الآية من سورة القصص قصة بني إسرائيل وفرعون. وأشار الله تعالى فيها إنَّ فرعون أراد أن يقضي على بني إسرائيل من خلال بقاء الحكومة بيد المستكبرين إلى الأبد، ولكن مشيئة الله تعالى اقتضت أن تكون الحكومة بيد المستضعفين. والمراد من المستضعف في الآية هو الذي لم يكن من المستضعفين بفعل نفسه، بل بسبب استكبار المستكبرين عليه، فهو يحاول التخلص من الظالمين؛ لذلك لا يشمل هذا الأمر الجبناء. إن سبب نجاح بني إسرائيل في أن يكونوا ورثة حكم الفراعنة؛ هو إعداد القوة وقيادة النبي موسى(ع).

تأويل الآية

يرى بعض المفسرين إنَّ ظاهر الآية يتعلق بمواجهة النبي موسى لفرعون، ولكن الباطن منها يختص بأهل البيت وأعدائهم، بمعنى آخر، إنَّ المخاطب هم الرسول وأهل البيت، وخاطب الله تعالى في هذه الآية النبي موسى وبني إسرائيل على سبيل المثال، والفراعنة كناية عمن غصب حق أهل البيت. رد بعض المفسرين الشيعة الرأي الظاهري للآية الذي ذهب إليه مفسري أهل السنة، على إنّها تختص فقط بالنبي موسى وفرعون وحكومة بني إسرائيل، وعدوه مخالف لنص وظاهر الآية؛ لأن المقصود من الحكومة فيها هو الحكم على جميع الكرة الأرضية، ولم يُسيطر بني إسرائيل على كل الأرض، وكذلك كلمة الأئمة لا تنطبق على بني إسرائيل.

مصاديق المستضعفين في الروايات

ورد عن الأئمة روايات كثيرة في تفسير هذه الآية حيث ذكرت بعض الأحاديث إنَّ المستضعفين هم بني هاشم والأئمة أو أهل البيت وأتباعهم وآخرهم هو الإمام المهدي، كذلك ورد في الروايات الأخرى أسماء بعض الأئمة بعنوان المستضعفين كالإمام علي والإمام الحسن، والإمام الحسين، وحتى الإمام الصادق، وأعدائهم بمنزلت فرعون وأتباعه. وفي رواية أشار النبي(ص) إلى إنَّ الآية تخصه وأهل بيته، حيث يتعرضون إلى الظلم، وهم الإمام علي، وفاطمة الزهراء، والإمام الحسن، والإمام الحسين، والتسعة من ذرية الإمام الحسين.

شبه الإمام علي(ع) في نهج البلاغة ما سيحدث على أهل البيت من جموح الدنيا عنهم ومن ثم انقيادها لهم، بالناقة التي لا تعطي اللبن لصاحبها؛ لتحفظه من أجل ولدها، ومن ثم تلا هذه الآية. وجاء في رواية إنَّ الإمام المهدي(عج) في اليوم السابع من ولادته نطق بأمر أبيه فشهد بالتوحيد وأثنى بالصلاة على محمد وآبائه ثم قرأ هذه الآية.

السنن الإلهية في التاريخ

ذكر صادقي الطهراني ومكارم الشيرازي من مفسري الشيعة في القرن الرابع عشر، إنَّ هذه الآية عبارة عن قانون كلي لجميع العصور والقرون ولجميع الأمم والأقوام؛ لذلك فهي بشرى سارة لجميع الأحرار الذين يريدون العدالة وحكومة العدل والقضاء على الظلم والجور.

ذكر أيضاً محمد جواد مغنية إنَّ هذا القانون الإلهي شامل لجميع الأمم إذا صبروا وجاهدوا في سبيل الله، وليس هذا الأمر خاص فقط ببني إسرائيل؛ فإنَّ حكومة بني إسرائيل وزوال حكومة الفراعنة ما هي إلّا نموذج لتحقق هذه المشيئة الإلهية في سيطرة المستضعفين. وإنَّ المثل الأكمل هو حكومة نبيّ الإسلام(ص) وأصحابه الذين يتغلبون على الظلم في العالم. ويذهب البعض إنَّ هذه السنة الإلهية لم تتحقق بالكامل، ولن تتحقق إلا بظهور الإمام المهدي(عج).

حكومة الإمام المهدي(عج)

ذهب بعض المفسرين إنَّ هذه الآية في مورد الإمام المهدي(عج) الذي يظهر في آخر الزمان. وذهب الشيخ الطوسي وبالاعتماد على أراء علماء الشيعة إنَّ الآية نزلت في شأن الإمام المهدي، وإنَّ الله تعالى يمن عليه ويجعله حاكماً على الأرض، ويورثه ما كان في ايدي الظلمة.

ذكر بعض المفسرين وبالاعتماد على أحاديث أهل البيت، إنَّ حكومة الإمام المهدي(عج) هي المثال الأكمل والأوسع للمشيئة الإلهية في ظهور حكومة الحق والعدل في الكرة الأرضية، وإنَّ هذه الآية من جملة الآيات التي تبشّر بظهور مثل هذه الحكومة. وجاء في بعض الروايات إنَّ المصداق التام لحكومة المستضعفين هي حكومة الإمام المهدي(عج) الذي وصل إلى السلطة بعد معاناة وتحمل ضغوط مختلفة من قبل أعدائه.

سبب نزول الآية

يعتقد بعض المفسرين الشيعة إنَّ سبب نزول آية حكومة المستضعفين هي تسلية للنبي(ص) لما يلحق أهل بيته من ظلم من بعده، وإنَّ الله تعالى يجعلهم حكامًا وخلفاء على الأرض بعد تحمل جميع المصاعب. وذكر البعض إنَّ الزعامة تختص بالأئمة، فقالوا برجعتهم إلى الدنيا مع أعدائهم من أجل الانتقام منهم.