علي شريعتي

من ويكي شيعة
(بالتحويل من شريعتي)
علي شريعتي
تاريخ ولادةعام 1933م
مكان ولادةقرية كاهك التابعة لسبزوار.
تاريخ وفاة1977م
مكان وفاةلندن
دفنسوريا قرب مرقد السيدة زينب
جنسيةإيرانية
أقرباءمحمد تقي شريعتي
تعليمشهادة البكالوريوس في اللغة الفارسية وآدابها من جامعة مشهد، شهادة الدكتوراه من جامعة باريس
أعمال بارزةالتشيع العلوي والتشيع الصفوي، الحسين وارث آدم، فاطمة هي فاطمة


علي المزيناني (1933 ـ 1977م) والمعروف بعلي شريعتي والدكتور شريعتي، كاتب ومفكر وعالم اجتماع شيعي، لعبت آراؤه وأفكاره دوراً في تشكيل الثورة الإسلامية في إيران. محاضرات شريعتي في حسينية الإرشاد بطهران وبعض الجامعات، والتي كانت متاحة لجمهوره في كتيبات بين عام 1969 إلى 1977م، نُشرت لاحقًا ككتاب مستقل، وأخيراً في مجموعة مؤلفة من 36 مجلدًا من أعمال شريعتي.

كانت آراء شريعتي حول المعرفة الإسلامية، والبروتستانتية الإسلامية، والفكر الديني، والمعرفة الشيعية، والتشيع العلوي والتشيع الصفوي، فضلاً عن علاقته برجال الدين، كانت دائمًا موضع معارضة أو انتقاد من قبل مجموعات مختلفة. وقد اعتبر بعض الباحثين آراء شريعتي هي أصل تكوين ونشاط بعض الجماعات مثل الفرقان.

من بين الشخصيات والمجموعات التي انتقدت وخالفت آراء شريعتي الشهيد مرتضى المطهري، ومهدي بازركان، ومجلة مكتب إسلام، وكذلك علي أبو الحسني، والسيد حميد روحاني. وقد تم نشر ما يقرب من ثلاثين مجلدا من الكتب التي كُتبت في معارضة أفكار شريعتي في إيران، وبالإضافة إلى الأعمال النقدية، تم نشر ما يقرب من 300 عمل فارسي وعربي عنه.

حياته ودراسته

ولد علي المزيناني والمشهور بعلي شريعتي والدكتور شريعتي في 23 نوفمبر 1933م، في قرية كاهك التابعة لسبزوار.[١][٢] كان والده محمد تقي شريعتي، مؤسس مركز الحقيقة الإسلامية، ومفسر بالتفسير العصري للقرآن، وجده لأبيه الآخوند ملا قربان علي، من تلامذة الملا هادي السبزواري.[٣]

أكمل شريعتي تعليمه الابتدائي والثانوي في مشهد وفي عام 1952م أصبح مدرسًا. حصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الفارسية وآدابها من جامعة مشهد عام 1958م.[٤] وذهب في عام 1959م إلى باريس، بعد حصوله على منحة دراسية حكومية لمواصلة دراسته. وفي عام 1963م حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة باريس، وكانت رسالة الدكتوراه لعلي شريعتي ترجمة وحاشية على النسخة الخطية لكتاب فضائل بلخ لصفي الدين البلخي.[٥]

تزوج من فاطمة بوران رضوي عام 1958م، قبل أن يُكمل دراسة البكالوريوس في جامعة مشهد. ومن عام 1959م إلى 1971م أصبح لديه أربعة أولاد، هم إحسان، وسوزان، وسارة، ومنى.[٦]

في عام 1964م، عاد شريعتي إلى إيران وسُجن لمدة ستة أشهر؛ بسبب أنشطته السياسية ضد الحكومة البهلوية خارج إيران.[٧] بدأ يمارس مهنة التدريس عام 1966م بعنوان أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة مشهد.[٨] وفي هذه المرحلة تم انتقاد دروسه في المعرفة الإسلامية. من عام 1968 إلى 1972م، كان أحد المتحدثين الرئيسيين في حسينية الإرشاد في طهران، وقد لاقت محاضراته استحساناً كبيراً وغير مسبوق، من قبل الشباب والطلاب.[٩] ذهب إلى الحج ثلاث مرات مع قافلة حسينية الإرشاد.[١٠]

وبعد إغلاق حسينية الإرشاد عام 1972م، عاش حياة سرية لبضعة أشهر،[١١] ثم دخل السجن من خلال الكشف عن نفسه.[١٢] وبعد إطلاق سراحه عاش في الأيام الأخيرة من سنة 1974 إلى 1977م تحت إشراف السافاك في طهران، ولم يتمكن في تلك الفترة من العمل وإلقاء الخطب ونشر كتبه.[١٣]

وفي نهاية المطاف غادر علي شريعتي إيران في 26 مايو 1977م،[١٤] وتوفي في لندن بتاريخ 19 يونيو 1977م. [١٥] وفي 21 يونيو 1977م، اعتبرت صحيفة اطلاعات وكيهان أنَّ وفاة شريعتي كانت بسبب نوبة قلبية، وأعلنت أنَّه ذهب إلى انجلترا من أجل علاج مشاكل العين وعجز القلب.[١٦] نفى أقارب شريعتي إصابته بمرض في القلب.[١٧] ووصفت بعض القوى الثورية وفاة شريعتي بالاستشهاد، كما وصفه الكثيرون بالمعلم الشهيد.[١٨] وأخيراً دُفن شريعتي في 26 يوليو 1977م، وبحضور الإمام موسى الصدر وأقاربه بالقرب من مرقد السيدة زينب في سوريا.[١٩]

أساتذة وشخصيات وتيارات مؤثرة

لقد تأثر شريعتي بالعديد من الشخصيات والتيارات.[٢٠] وكما كتب هو بنفسه، فقد قضى حياته الفكرية والدينية بأكملها «كلها في الإيمان بمدرسة علي وحب أهل البيتعليه السلام الأعزاء، والالتزام بحركة التحرر والعدالة للمذهب الشيعي الثوري».[٢١] وقال أيضًا إنه لا ينظر إلى أحداث ما بعد وفاة رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم فحسب، بل ينظر بشكل أساسي إلى مسار تطورات التاريخ البشري بمنظور شيعي ويعتبر «فاطمةعليها السلام وسيطة في سلسلة النبوة والإمامة، في مرحلتين أساسيتين في المصير التاريخي لفكرة الخلاص وحركة العدالة».[٢٢]

وقد تأثر شريعتي بأفكار موريس ماترلينك، وأرتور شوبنهاور، وفرانس كافكا، وصادق هدايت، وذكر أن التعرف على أفكارهم «جعله ينتقل من المأوى الدافئ والمأنوس والملجأ الهادئ للدين الموروث وعالم الشباب البريء إلى الريح العنيفة والعواصف الهائجة للمحيطات اللامحدودة للأفكار المشوشة والعنيفة لفلسفات ما بعد الحرب العالمية الأولى والثانية».[٢٣] وبالإضافة إلى ذلك كان يعتبر نفسه من الذين تعلموا على يد علماء الإسلام الكبار، وأنَّه كان تلميذا لجملة من علماء الاجتماع مثل غورفيتش وآرون، وكذلك المستشرقين مثل ماسينيون، وجاك بيرك، وبرونزويك، وهنري ماسيه.[٢٤] وبالإضافة إلى كل هذه الموارد، اعتبر المحللون أن شريعتي كان متأثر بالتيارات الفكرية في زمانه، وذكروا لذلك بعض الموارد، منها:

مركز نشر الحقائق الإسلامية

اصبح شريعتي في سن الخامسة عشرة عضوًا في مركز نشر الحقائق الإسلامية، ومن خلاله أصبح ملماً وبشكل جيد بالثقافة الإسلامية والشيعية.[٢٥] تأسس هذا المركز عام 1944م، على يد محمد تقي شريعتي والد علي شريعتي، وبالإضافة إلى تدريس التفسير والتعاليم القرآنية والدينية، كان له آثار اجتماعية واسعة النطاق.[٢٦]

حركة عباد الله الاشتراكيين

خلال أيام دراسته في مشهد، انضم علي شريعتي إلى حركة عباد الله الاشتراكيين، وقبل مغادرته إيران للدراسة في فرنسا، كان عضوا في حزب الشعب الإيراني الذي يُعتبر جزء من حركة عباد الله الاشتراكيين.[٢٧] تأثرت معاييره الفكرية خلال هذه الفترة بهذه الحركة، وخاصة أفكار محمد نخشب (الناشط السياسي الديني).[٢٨] وفي نفس هذه الفترة ترجم شريعتي كتاب أبو ذر الغفاري ـ الذي ألفه عبد الحميد جودة الساحر ـ إلى اللغة الفارسية وفي عام 1955م تم طباعته مع بعض الإضافات تحت عنوان «ابوذر غفاری، خداپرست سوسیالیست (أبو ذر الغفاري مؤمن اشتراكي)».[٢٩] اعتبر عبد الكريم سروش أحد الحداثويين الدينيين الشيعة، أن شريعتي لديه ميول اشتراكية ويسارية، ويرجع ذلك وبشكل جزئي إلى نوع دراسته والحياة التي عاشها في فرنسا وعوامل أخرى، وبحسب سروش، كان لشريعتي نوعا من الاشتراكية الناعمة، التي تناضل ضد الرأسمالية، وأن هذه النظرة له تغيرت مع مرور الزمن ونضجه.[٣٠]

حركة النهضة الدينية

ومن التيارات التي تأثر بها شريعتي حركة النهضة الدينية أو تيار إعادة بناء الفكر الديني، والتي من شخصياتها المعروفة السيد جمال الدين الأسد آبادي، والشيخ محمد عبده، وسيد قطب، وإقبال لاهوري. وسعى شريعتي، مثل هذه الشخصيات، إلى العودة إلى القرآن وايجاد تفسير جديد يتناسب مع العصر، واعتبر الإسلام الثوري والاجتماعي بديلاً عن الإسلام المتحجر.[٣١] وفي كتاب «نحن وإقبال» تُعتبر معرفة السيد جمال الدين الأسد آبادي، وإقبال لاهوري «معرفة الإسلام ومعرفة المسلمين ومعرفة الحاضر والمستقبل».[٣٢]

الاتجاهات الفكرية والفلسفية الغربية

وخلال أيام دراسته في فرنسا تعرف شريعتي على أفكار ريمون آرون، وجاك بيرك، هنري كوربان، وفرانتس فانون، وروجيه جارودي، وجورج غورفيتش، ولويس ماسينيون، وجان بول سارتر.[٣٣] ويرى البعض أن إشارات شريعتي المتناثرة إلى مفكرين مثل هيجل، وماركس، وهوسرل، وياسبرس، وهايدغر، وماركوزه، هي علامة على تأثره في الفكر الألماني والفرنسي.[٣٤] إنَّ تأكيد شريعتي على الفرق بين الإنسان والبشر، واستخدامه لمفاهيم مثل التمرد والاختيار، وأخيرا استشهاده بكلام سارتر، ونيتشه، وهايدغر، قد اعتبر من علامات ميله نحو المدرسة الوجودية.[٣٥]

المدرسة التفكيكية

يرى البعض أنَّ مخالفة شريعتي للفلسفة اليونانية والسينوية، وتعابيره القاسية أحياناً لبعض الفلاسفة، وفضلاً عن تمسكه ببعض أقوال مؤسسي المدرسة التفكيكية، مثل الشيخ محمود الحلبي، فيُمكن الأشارة إلى تأثره بهذه المدرسة. ويقال إن آراء شريعتي الاقتصادية ومواقفه السلبية تجاه الاقتصاد الخاص، إضافة إلى تأثره بالمدرسة الاشتراكية، تأثر بالمدرسة التفكيكية وأفكار صديقه المقرب محمد رضا الحكيمي.[٣٦] وذكر علي شريعتي في أكتوبر عام 1976م أنَّه في مشهد كتب رسالة موجهة إلى محمد رضا الحكيمي كوصية شرعية، كلفه فيها بمسؤولية مراجعة أعماله، وطلب منه على حد تعبيره مراجعة الأخطاء المعنوية واللفظية والطباعية.[٣٧] ولكن الحكيمي لم يتخذ أي إجراء مهم في هذا المجال؛ لأنَّه رأى أن كتابة كتاب الحياة أكثر ضرورة، وأيضاً بسبب كثرة أعمال شريعتي وأنها لا يوجد فيها مشاكل جوهرية.[٣٨]

مناهج وآراء

كان لشريعتي مناهج وآراء مختلفة في أعماله وخطبه، إلا أنَّ عبد الحسين خسروباناه اعتبر أن اهتمام شريعتي الأساسي هو في توضيح المعرفة الدينية والكتاب والسنة.[٣٩] عبد الكريم سروش، أحد الحداثويين الدينيين الشيعة، يعتبر أن شريعتي يتبع الإسلام ويريد الارتقاء. وبحسب تصريحات سروش فإن شريعتي فكر في الانتحار مرتين، وفي المرتين أنقذه المثنوي لمولوي وأعطاه الأمل.[٤٠]

معرفة الإسلام والإسلام الأيديولوجي

قام علي شريعتي في عام 1966 ـ 1967م بتدريس مادة المعرفة الإسلامية في جامعة مشهد، والتي ركز فيها على حياة نبي الإسلامصلی الله عليه وآله وسلم وبعض أصحابه.[٤١] وفي عام 1971 ـ 1972م، ألقى أيضًا سلسلة من المحاضرات بعنوان المعرفة الإسلامية في حسينية الإرشاد بطهران، شرح فيها وجهات نظره المحورية حول الإسلام.[٤٢]

وبحسب شريعتي فإن الإسلام ليس مجرد ثقافة أو مجموعة من العلوم الإسلامية كالكلام والفقه والفلسفة،[٤٣] بل بوجهة نظره أن مهمة الدين الأصلية هي الحرية والمساواة، وإنقاذ الجماهير، وإعطاء الكرامة للمستضعفين.[٤٤]

وبحسب شريعتي فإن أهم حدث وأروع موثق تحقق في عصره هو تحول الإسلام من الثقافة إلى الأيديولوجيا.[٤٥] واعتبر العودة إلى الإسلام بعنوان أيديولوجية هي رغبته، وكان نفسه باحثًا عنها،[٤٦] وقدم الإسلام الأيديولوجي باعتباره ولادة روحية ونهضة فكرية، وليس عودة إلى الماضي.[٤٧]

الأيديولوجيا عند شريعتي هي رؤية ووعي خاص، ورأي يفسر الاتجاه الاجتماعي وأسلوب الحياة والوضع المثالي للفرد والمجتمع وحياة الإنسان،[٤٨] ويبين طريقة تجاوز المسافة بين الوضع الحالي والوضع المطلوب.[٤٩]

وبحسب بعض الباحثين، فإن أيديولوجية الدين كانت من أهم إنجازات علي شريعتي، الذي لعب دورًا مهمًا في انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وقد تأثرت العديد من الأحزاب والجماعات السياسية بأفكاره، حتى بعد انتصار الثورة الإسلامية.[٥٠]

البروتستانتية الإسلامية

باعتقاد شريعتي ينبغي للحداثي أن يوجد بروتستانتية إسلامية، حتى يتمكن من إعطاء دفعة فكرية وحركة جديدة للمجتمع. وكان يشير بذلك إلى البروتستانتية المسيحية، التي حسب قوله، فجرت أوروبا في العصور الوسطى وأزالت كل العوامل التي أوقفت فكر المجتمع ومصيره باسم الدين.[٥١] كان شريعتي ناقدًا لفهم الإسلام الذي بحسب قوله: «لا يمنحنا القدرة على الحركة، بل يمنحنا الصمت والسكون والرضا ويؤجل كل الآمال إلى ما بعد الموت».[٥٢]

يرى شريعتي أن البروتستانتية الإسلامية هي إصلاح الدين من خلال محاربة الخرافات والتحجر والأحكام المسبقة العمياء، والإنكار المطلق لتلك المفاهيم الإسلامية والدينية التي تستخدم لتبرير النظام الطبقي والاستبدادي؛ بمعنى آخر، إعادة الدين إلى مصدره الأصلي، وإحداث حركة وتحول فكري واجتماعي وعلمي، استناداً إلى الكتاب والسنة.[٥٣] ومن وجهة نظره، فإن البروتستانتية الإسلامية لا تعني إزالة الدين من الساحة الاجتماعية، بل في رأيه أنه من أجل الوصول إلى الإسلام الأيديولوجي، لابد من مراجعة الإسلام الانعزالي... وفي بعض كتاباته ارتكب شريعتي أخطاء في هذا النهج، بما في ذلك أنه في بعض كتاباته أنزل المعرفة الدينية إلى مستوى العلم التجريبي البحت، وكانت بروتستانتية شريعتي عكس نظرية آخوند زاده. ما يعنيه آخوند زاده عن البروتستانتية هو إزالة الجوانب السماوية والإلهية للدين ونفي الشريعة والأصل الإلهي الحق، ووضع الاعتبارات والقرارات الإنسانية في مركز الحق: «البروتستانتية دين سقطت فيه حقوق الله وتكاليف عباد الله بالكلية، ولم يبق إلا حقوق الناس».[٥٤]

يرى أحمد نقيب زاده، الأستاذ في جامعة طهران، أن شريعتي أراد مارتن لوثر. حيث أن إيران أوجدت نوعًا من الديانة البروتستانتية، وكما وقف لوثر ضد الكنيسة، أراد أيضاً الوقوف ضد رجال الدين. ويرى نقيب زاده أن شريعتي فشل بهذا الطريق.[٥٥]

التنوير

وقد وصف علي شريعتي في خطبه ومؤلفاته المثقفين بالناس الواعين والملتزمين، وأكد مراراً على رسالتهم وأورد لهم وظائف عديدة:

  1. الارتباط المباشر بالمجتمع: يرى شريعتي أنه لا ينبغي للمثقف أن يعتمد فقط على النظريات والفرضيات العلمية، بل عليه أن يعرف مجتمعه معرفة مباشرة، ويكون مطلعا على تاريخهم، ويكون على اتصال مباشر باجتماعات الناس.[٥٦]
  2. الوعي المجتمعي الإسلامي ودينه وثقافته: يرى شريعتي أن المثقف يجب أن يكتسب مواد عمله من مجتمعه وزمانه، ويعتبر معارضة المثقف للدين؛ سببا لابتعاد المجتمع عن الوعي.[٥٧] ويرى شريعتي، وبالاعتماد على الآية 4 من سورة إبراهيم،[٥٨] أن من يلتزم بإيقاظ الناس وإرشادهم يجب أن يتكلم بلغتهم.[٥٩] ويسند دور التوجيه والقيادة للمثقفين، ويؤكد أن الإلمام بلغة الناس يعني الإلمام بالثقافة، والمعاناة، والتطلعات، والأجواء الفكرية والاجتماعية، وليس فقط تكريس الناس وإسناد المهام إليهم.[٦٠]
  3. إحياء الدين الإسلامي: يرى شريعتي أن على المثقف أن يعتبر الإسلام مدرسة تحيي الإنسان والفرد والمجتمع، ومسؤول عن مهمة قيادة مستقبل الإنسانية.[٦١] وللمثقف وظيفة تقع على عاتقه وهي تخليص المجتمع من الانحطاط والجمود ونقله إلى الوعي واليقظة.[٦٢]
  4. العودة إلى الذات: اعتبر شريعتي أن أهم مهمة لمثقفي الدول الإسلامية هي العودة إلى الذات واستعادة الشخصية. ووفقا له، من أجل العودة إلى الذات، ينبغي الرجوع إلى القرآن الكريم، وسيرة النبي(ص) وأصحابه، وشخصية الإمام عليعليه السلام وكلماته، وتاريخ الإسلام ونهضته، وثقافته الغنية.[٦٣]

معرفة الشيعة

يعتبر علي شريعتي أن التشيع هو الحقيقة الأولى للإسلام،[٦٤] ويعتقد أن تشيع عليعليه السلام يقوم على أساسين الإمامة والعدل.[٦٥] وبحسب شريعتي فإن المذهب الشيعي هو حزب كامل له توجهات سياسية واقتصادية بالإضافة إلى النظرة العالمية،[٦٦] ويحظى بدعم 250 عاماً من نضال أئمة الشيعة.[٦٧] وبحسب قوله، كان للمذهب الشيعي حتى ظهور الدولة الصفوية منهج مناهض للظلم، وقام بحمايته العلماء، والمجاهدون، والدعاة، والشعراء، معتمدين في ذلك على إسلام أهل البيتصلی الله عليه وآله وسلم.[٦٨] ويرى شريعتي أنه مع ظهور الدولة الصفوية، أصبح التشيع من الأحمر (الثوري) إلى تشيع السواد، ومن مذهب الشهادة إلى مذهب العزاء والحداد.[٦٩]

ويصف شريعتي العزاء والحداد في المذهب الشيعي بأنَّه تقليد تقدمي وثوري في عصر الاختناق من قبل الحكام الظالمين ويعتبره من الإيمان.[٧٠] ومع ذلك فهو ينتقد بعض تأثير الطقوس المسيحية على العزاء الشيعي،[٧١] ويسعى إلى إزالة الخرافة عن الدين.[٧٢] كما ينتقد حصر دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المسائل الفردية.[٧٣]

يعتمد منهج شريعتي في التعامل مع المفاهيم والتعاليم الشيعية على أساس الإسلام والتشيع الثوري، وكذلك في سياق علمنة الدين وتطبيق البروتستانتية الإسلامية.[٧٤] بعض هذه الآراء عبارة عن:

الأمة والإمامة

باعتقاد شريعتي الأمة والإمامة ليستا مقولة اعتقادية فحسب، بل إن أبرز سماتها هو جانبها الاجتماعي؛ لأنَّ الأمة تعرف حركتها واتجاهها على ضوء هُدى الإمام.[٧٥] ويعتبر الإمام أنسان ما فوق لا أنه ما فوق الإنسان.[٧٦] وبرأيه إنَّ الأمة هي جامعة إنسانية يشترك جميع أفرادها بهدف مشترك، ويتحركوا باتجاه هدفهم المرجو على أساس قيادة مشتركة.[٧٧] ولا يتحدون في الأفكار والمعتقدات والمذهب فحسب، بل يتحد بعضهم البعض في العمل.[٧٨]

الإمامة في مؤلفات شريعتي هي نظام ثوري محدود (من حيث الزمن) يهدف إلى نقل المجتمع الجاهلي المتخلف، إلى مجتمع التطور الثقافي والديني والسياسي. وبحسب نظريات شريعتي، بعد اثني عشر إماماً، يصل المجتمع إلى مرحلة لا يحتاج فيها إلى الإمام الثالث عشر والرابع عشر، ويمكنه أن ينمو على أساس البيعة والديمقراطية والشورى.[٧٩]

ويرى عبد الحسين خسروبناه أنَّ شريعتي قد تخلى عن الجوانب الإلهية والولاية التكوينية للإمامة واختزل الإمامة في نظام سياسي.[٨٠] وينتقد خسروبناه أيضًا إنكار دوام الإمامة وحصرها في اثني عشر إمامًا في فكر شريعتي، ويذكر أن الإمامة نظام دائم يستمر حتى بعد استشهاد إمام الزمان مع عودة الأئمة الآخرين.[٨١] وبحسب خسروبناه، فإن نظرية شريعتي حول الإمامة تؤدي إلى القضاء على مجالات مختلفة من الإسلام، والاعتماد فقط على جوانبه الثورية.[٨٢]

التشيع العلوي والتشيع الصفوي

بحسب شريعتي كان التشيع احتجاجاً على الانحراف عن الإسلامي الحقيقي، وقد عانى التشيع نفسه من نفس المصير الذي عانت منه جميع المذاهب عبر التاريخ،[٨٣] وإلى جانب التشيع العلوي الحقيقي، وهو الإسلام الحقيقي، ظهر التشيع الزائف الذي يطلق عليه التشيع الصفوي.[٨٤] اعتمد التشيع العلوي بوجهة نظر شريعتي على العدالة والولاية وإمامة الإمام عليعليه السلام، وكان لديهم عداوة لا يمكن التوفيق بينها وبين السلطة والظلم، وسعوا إلى الدفاع عن الطبقات المضطهدة والأمم المحرومة، ولكن التشيع الصفوي مشارك ومتعاون مع السلاطين والملوك.[٨٥]

لا يعتبر شريعتي أن التشيع الصفوي وجد مع ولادة الحكومة الصفوية، وباعتقاده إنَّ التشيع الصفوي ولد مع التشيع العلوي، ولكنه وجد بشكل رسمي في الحكومة الصفوية.[٨٦] ويرى أن التشيع الصفوي، بتحويله المذهب الشيعي إلى دين دولة، حوله إلى مؤسسة ووسيلة للعبودية السياسية، وأبعده عن هدفه الأساسي المتمثل في تحقيق العدالة وأداء الواجبات المقدسة.[٨٧]

وقد أورد شريعتي مثل هذه الآراء في كتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي، وكانت نظرية التشيع العلوي والتشيع الصفوي عند بعض الباحثين ومن بينهم رسول جعفريان، هي الأصل في نشأة جماعة الفرقان.[٨٨]

شريعتي ورجال الدين

كان لشريعتي في أعماله مواجهات مختلفة مع رجال الدين، أحياناً يعارضهم بشدة وأحياناً يتوافق معهم.[٨٩] يرى بعض الباحثين أن معارضة شريعتي لرجال الدين ليست نتيجة مشاعر ووجهات نظر طبقية، ولا هي بسبب معارضته للإسلام والتشيع، بل لإيمانه بالإسلام الثوري.[٩٠] يتحدث شريعتي عن الإسلام من دون رجال الدين في كتابه «با مخاطب هاي آشنا (مع الجماهير المعروفة)»، والذي يحتوي على رسائله إلى مختلف الناس، ويرى أن الإسلام لن يموت بموت رجال الدين الرسميين. واعتبر عبد الحسين خسروبناه، في كتابه ضرر الدراسات الدينية المعاصرة، أن هذا النهج عند شريعتي هو السبب في معاداة جماعة الفرقان لرجال الدين واغتيال شخصيات منهم، مثل مرتضى مطهري ومحمد مفتح.[٩١]

وبحسب شريعتي، طوال تاريخ الإسلام، كان علماء الشيعة وعلى عكس علماء السنة، دائما بين الناس وتجنبوا الاقتراب من أصحاب النفوذ، ولكن خلال الفترة الصفوية، وقفوا إلى جانب الحكومة وانقلبوا على التشيع الذي كان دائما ضد الوضع القائم، إلى التشيع الذي يقف جنباً إلى جنب مع الوضع القائم.[٩٢] ومن شكاوى شريعتي الموجهة إلى رجال الدين، أن كل العبقرية والمواهب الموجودة في الحوزات العلمية قد صرفت على الفلسفة والكلام والفقه والأصول، ومهمة مخاطبة الناس وإيصال الحقائق الدينية والتعريف بسنة النبي، والحكمة من ثورة كربلاء، في كثير من الأحيان كان يُعهد بها إلى أشخاص متعددين ليس لديهم قابلية المجتهد.[٩٣]

وكما ذكر شريعتي في كتاب «با مخاطب هاي آشنا (مع الجماهير المعروفة)»، يُمكن اعتبار معارضته لرجال الدين بمثابة معارضة سلوك التقية اتجاه الحكام، والرياء اتجاه عامة الناس.[٩٤] وعلى رغم من مدحه للسيد جمال الدين آسد آبادي، والميرزا الشيرازي، والسيد حسن المدرس، والميرزا كوچك خان، والشيخ محمد الخياباني، والسيد محمود الطالقاني، وأخيراً الإمام الخميني، إلا أنه لا يعتبرهم مولودين من الروح الحاكمة على الحوزة العلمية.[٩٥]

ويعتبر رسول جعفريان علاقة شريعتي برجال الدين الشيعة نتيجة لإيمانه بمفهوم التشيع العلوي والتشيع الصفوي، ويرى أن تمسك شريعتي بهما جعله يتشاءم في عصره من رجال الدين، وعلى الرغم من أنَّه كان يجل كاشف الغطاء، وآية الله البروجردي، والإمام الخميني، إلا أنَّه في المقابل ينتقد شخصيات أخرى مثل العلامة المجلسي، ومحمد هادي الميلاني ويستخدم عبارات عنهم يعتبرها الباحثون قاسية وغير لائقة، وقد نقلت عنه بعض المصادر إنَّه قبل عباراته القاسية للعلامة المجلسي.[٩٦]

المنتقدون والمخالفون

لقد كان لعلي شريعتي دائمًا منتقدون ومخالفون من مختلف الاتجاهات والمناهج الدينية والسياسية،[٩٧] وبعض هؤلاء الأشخاص والحركات عبارة عن:

  1. اعتبر مرتضى مطهري آراء شريعتي وأفكاره تتعارض مع أسس الفكر الديني، وعلى الرغم من أنه هو بنفسه يؤمن بالمواجهة على أساس الإسلام، إلا أنه من الظلم التركيز على عنصر النضال فقط، والتضحية بجوانب أخرى من الدين، وكان يطلق أحياناً على منهج شريعتي بالماركسي.[٩٨] واعتبر المطهري عند مراجعته كُتيب الحسين وارث آدم إنَّه شكل من أشكال التفسير المادي الماركسي للتاريخ، بل نوع من التعزية الماركسية التي تُقرأ على الإمام الحسينعليه السلام.[٩٩]
  2. يرى مهدي بازركان وهو القريب من منهج مطهري، أن الحد من الدين في الفقه والأخلاق والعبادة هو خيانة، بقدر تقييده في الخوذة والسيف والكفاح والجهاد.[١٠٠] كما اعتبر السيد حسين نصر حركة شريعتي بمثابة التلويث لحرمة السنة النبوية، واعتبرها تعكيراً لصفو السلام الروحي للدين.[١٠١]
  3. انتقدت بعض التيارات الحوزوية في الستينات والسبعينات الميلادي منهج شريعتي، مثل دار التبليغ الإسلامي التابعة للسيد محمد كاظم الشريعتمداري، ونشرية مكتب إسلام، وبالخصوص مكارم الشيرازي، ومصباح اليزدي، والحسيني الطهراني. وكانت تفسيرات شريعتي المختلفة لبعض الروايات التاريخية، وبالأخص الآيات القرآنية، هي مصدر هذه الانتقادات، التي أكدت على عدم توافق آراء شريعتي مع الروايات الدينية الأصيلة. وأحد هذه الموارد تفسيره لقصة خلق آدم وحواء.[١٠٢]
  4. وقد اعتبر علي أبو الحسني، أحد المؤرخين المعاصرين، في كتاب تحت عنوان «شهید مطهری افشاگر توطئه (الشهيد مطهري كاشف المؤامرة)» الذي صدر في عام 1982م،[١٠٣] هدف شريعتي تفسير مظهر الدين إلى باطن الإلحاد والمادية، وبالاعتماد على بعض كتابات مرتضى مطهري، وصف شريعتي بالحداثي التابع الذي يسعى لتشويه الدين والترويج للإلحاد باسم المذهب.[١٠٤]
  5. واعتبرت مجموعة من رجال الدين التقليديين، أن شريعتي ليس شيعياً، ويسعى لمهاجمة المذهب، واتهمت هذه المجموعة شريعتي بأنه ضد الولاية، وأطلقت على حسينية الإرشاد، وهو المكان الرئيسي لخطاباته، اسم «يزيدية الإضلال».[١٠٥]
  6. وقد اعتبر السيد حميد روحاني أحد المؤرخين المعاصرين بعد الثورة، ومن خلال الاستفادة من بعض الرسائل والتقارير من السافاك، أن شريعتي متعاون مع السافاك، ونشر آرائه حول شريعتي في المجلد الثالث من كتاب نهضة الإمام الخميني، وأيضاً في مجلة 15 خرداد. وقد قوبل اتهام شريعتي بالتعاون مع السافاك بالعديد من الإجابات والتحليلات.[١٠٦]
  7. ذكر السيد موسى الخوئي حفيد السيد أبو القاسم الخوئي، أن السيد مرتضى العسكري في النجف الأشرف طلب من آية الله الخوئي أن يصدر فتوى في تكفير شريعتي، لكن مع المشاورات التي جرت لم يتم ذلك، كما قام الخوئي بإعطاء كتب شريعتي إلى العديد من المجتهدين، وأخيراً علقوا وبشكل غير رسمي، بأن بعض كلمات شريعتي غير صحيحة.[١٠٧]

دور شريعتي في الثورة الإسلامية

وبحسب العديد من الباحثين، لعبت آراء شريعتي وأفكاره دورًا في تشكيل الثورة الإسلامية عام 1979م،[١٠٨] واعتبر البعض الجو الفكري والأدبي في السبعينيات الميلادية في إيران يتعلق بشريعتي.[١٠٩] ولهذا السبب، يُطلق على شريعتي أحيانًا لقب «معلم الثورة».[١١٠]

الآثار

كان لعلي شريعتي خطب وكتب وأعمال مكتوبة أخرى نُشرت خلال حياته وبعد وفاته. كما تم نشر مؤلفات وكتب عنه أو ضده.

المحاضرات والمؤتمرات

قام شريعتي من عام 1969 إلى 1977م بالإضافة إلى إلقاء الخطب في الاجتماعات الخاصة، ألقى شريعتي مجموعة من الخطب في حسينية الإرشاد، وجامعة طهران، وشيراز، وعبادان، والتي وصلت إلى 66 موضوعاً، بعضها حول المعرفة الإسلامية، وتاريخ الأديان، وخطب حول الحج.[١١١] ولا تزال محاضرات شريعتي في حسينية الإرشاد متاحة للجمهور على شكل أشرطة صوتية،[١١٢] وتمت طباعتها ونشرها في كتيبات،[١١٣] وقبل انتصار الثورة في عام 1979م صدر عنه مئات الكتب أو الكتيبات.[١١٤]

وبعد وفاته نُشرت أعماله في مجموعة كاملة، حيث تحتوي هذه المجموعة والتي وصلت حتى الآن إلى 36 مجلد، على العديد من الكتابات أو الخطب أو المنشورات التي ترتبط بشريعتي، على سبيل المثال الخطب والكُتيبات والمُصنفات المتعلقة بمناسك الحج في المجلد السادس، والأعمال التي تتعلق بتاريخ الحضارة في المجلدين 11 و12، والأعمال المرتبطة بالإمام الحسينعليه السلام والشهادة في المجلد 19.[١١٥][١١٦]

ومن مؤلفات شريعتي وكتبه: الحسين وارث آدم، وفاطمة هي فاطمة، وأبي أمي نحن متهمون، وسيماء محمد، وعلي، هبوط في الصحراء، والتشيع العلوي والتشيع الصفوي، و.....[١١٧]

الترجمة

ترجم علي شريعتي عدة مؤلفات من عام 1955 إلى 1969م، وهي عبارة عن:

  1. ترجمة كتاب أبو ذر الغفاري، الذي ألفه عبد الحميد جودة الساحر، تحت عنوان «ابوذر غفاری، خداپرست سوسیالیست (أبو ذر الغفاري مؤمن اشتراكي)»، والذي تم طباعته في مشهد عام 1955م.
  2. كتاب في الأدب والنقد من تأليف محمد مندور، تم ترجمته في عام 1959م تحت عنوان «در نقد وادب».
  3. ترجمة كتاب نيايش (الدعاء) لألكسيس كاريل في سنة 1960م.
  4. مقالات فرانتس فانون حول حروب العصابات، التي تم نشرها في صحيفة آزاد إيران من عام 1960 إلى 1963م.
  5. كتاب سلمان الفارسي للويس ماسينيون عام 1969م.[١١٨]

تُرجمت العديد من أعمال علي شريعتي إلى لغات مختلفة، منها 18 كتابًا باللغة العربية، و26 كتابًا باللغة الإنجليزية، و59 كتابًا باللغة التركية، وبعض الكتب باللغات الكردية، والأردية، والإندونيسية، والألبانية، والتاميلية، والتايلاندية، والبنغالية، والألمانية، والإيطالية، والفرنسية، والإسبانية.[١١٩]

مؤلفات عن شريعتي

تم نشر 296 كتابًا في إيران باللغتين الفارسية والعربية عن شريعتي حتى عام 2011م. كما أن إجمالي عدد الأعمال التي جزء منها عن شريعتي، هو 538 مورد.[١٢٠]

هناك ما يقرب من ثلاثين مجلدا من الكتب التي كُتبت في معارضة أفكار شريعتي، وأغلبها كتبت بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وفي إحدى الموارد كتب مؤلف يُدعى قاسم إسلامي 11 مجلدا في معارضته،[١٢١] كان يصدر من عام 1970 إلى 2010م باستثناء عام 1971م كتاب عن شريعتي، وفي عام 1980م صدر أربعون كتاب حول شريعتي.[١٢٢]

الهوامش

  1. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص204.
  2. دکتر علی شریعتی در یک نگاه، در سایت دکتر شریعتی.
  3. «استاد محمدتقی شریعتی مدافع...»، مصاحبه با عبدالکریم، محمود و محمدتقی شریعتی، در کیهان فرهنگی، بهمن 1363، ص7.
  4. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص197.
  5. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص197.
  6. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص207 ـ 211.
  7. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص197.
  8. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص197.
  9. اسفندیاری، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص210.
  10. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص210 ـ 211.
  11. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص214.
  12. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص214.
  13. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص216.
  14. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص218.
  15. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص219.
  16. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص219.
  17. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص219.
  18. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص183 ـ 196.
  19. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص220.
  20. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص199.
  21. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص199.
  22. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص199 ـ 200.
  23. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص199 ـ 200.
  24. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص202 ـ 203.
  25. اسفندیاري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص204.
  26. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص211.
  27. محمودي، «نهضت خداپرستان سوسیالیست»، در ماهنامه اطلاعات حکمت و معرفت، ص61.
  28. محمودي، «نهضت خداپرستان سوسیالیست»، در ماهنامه اطلاعات حکمت و معرفت، ص61.
  29. رهنما، مسلمانی در جستجوی ناکجاآباد، 1380ش، ص92.
  30. «سخنان جدید عبدالکریم سروش بمناسبت سالروز درگذشت دکتر علی شریعتی»
  31. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص213.
  32. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص214، عن شريعتي، نحن وإقبال، ص25.
  33. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص221.
  34. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص221.
  35. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص221.
  36. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص224.
  37. نامه به محمدرضا حکیمی، وصیت شرعی (آذر ۱۳۵۵)
  38. سایت عصر ایران. محمدرضا حکیمی از زبان خود او. مرور خبر در 11 شهریور 1400ش.
  39. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص203.
  40. «سخنان جدید عبدالکریم سروش بمناسبت سالروز درگذشت دکتر علی شریعتی»
  41. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص267.
  42. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص267.
  43. شريعتي، مجموعة آثار، ج27، ص173.
  44. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص325.
  45. شريعتي، مجموعة آثار، ج2، ص37.
  46. شريعتي، مجموعة آثار، ج27، ص173.
  47. شريعتي، مجموعة آثار، ج27، ص173.
  48. شريعتي، مجموعة آثار، ج16، ص28 ـ 29.
  49. شريعتي، مجموعة آثار، ج11، ص147.
  50. امام‌جمعه‌زاده و روحانی، «بررسی تحلیلی ایدئولوژیک‌کردن دین...»، در فصلنامه پژوهشنامه علوم سیاسی، شتاء 1386ش، ص7.
  51. شريعتي، مجموعة آثار، ج20، ص294.
  52. شريعتي، مجموعة آثار، ج5، ص42.
  53. شريعتي، مجموعة آثار، ج26، ص472.
  54. سایت پرسمان دانشگاهیان، نمایندگی مقام معظم رهبری در دانشگاه هاjavascript:void(0)
  55. «به تاریخ پیوست»، در مصاحبه با احمد نقیب‌زاده، در روزنامه اعتماد، 29/ 3/ 1395ش، ص10.
  56. شريعتي، مجموعة آثار، ج4، ص335.
  57. شريعتي، مجموعة آثار، ج20، ص292.
  58. وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ...
  59. شريعتي، مجموعة آثار، ج4، ص311 ـ 312.
  60. شريعتي، مجموعة آثار، ج4، ص311 ـ 312.
  61. شريعتي، مجموعة آثار، ج28، ص70.
  62. شريعتي، مجموعة آثار، ج20، ص376.
  63. شريعتي، مجموعة آثار، ج16، ص188.
  64. شريعتي، مجموعة آثار، ج29، ص144.
  65. شريعتي، مجموعة آثار، ج26، ص293 ـ 295.
  66. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص341.
  67. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص341.
  68. شريعتي، مجموعة آثار، ج29، ص144.
  69. شريعتي، مجموعة آثار، ج9، ص179.
  70. شريعتي، مجموعة آثار، ج9، ص12 ـ 15.
  71. شريعتي، مجموعة آثار، ج9، ص170 ـ 171.
  72. جعفري، «جایگاه دکتر علی شریعتی...»، در یادواره نهمین سالگرد هجرت...، ص45.
  73. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص349.
  74. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص351.
  75. شريعتي، مجموعة آثار، ج.
  76. شريعتي، الأمة والإمامة، ص129.
  77. شريعتي، الأمة والإمامة، ص49.
  78. شريعتي، الأمة والإمامة، ص84.
  79. شريعتي، مجموعة آثار، ج15، ص42 ـ 45.
  80. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص369.
  81. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص369.
  82. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص370.
  83. القريشي، «علی شریعتی و تحلیل دینی مناسبات اجتماعی»، ص253.
  84. القريشي، «علی شریعتی و تحلیل دینی مناسبات اجتماعی»، ص253.
  85. القريشي، «علی شریعتی و تحلیل دینی مناسبات اجتماعی»، ص253.
  86. القريشي، «علی شریعتی و تحلیل دینی مناسبات اجتماعی»، ص253.
  87. القريشي، «علی شریعتی و تحلیل دینی مناسبات اجتماعی»، ص254.
  88. جعفريان، «فرقان؛ برکشیده نظریه تشیع علوی و صفوی»، در فصلنامه یادآور، العدد 6، 7، 8.
  89. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص458.
  90. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص460.
  91. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص460.
  92. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص460.
  93. شريعتي، مجموعة آثار، ج21، ص17.
  94. شريعتي، مجموعة آثار، ج1، ص14.
  95. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص462.
  96. جعفريان، شريعتي وروحانيت، 1376ش، س15 ـ 19.
  97. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص204.
  98. ترکش‌دوز، سنخ‌شناسی منتقدین شریعتی، سایت باشگاه اندیشه، ۹ خرداد ۱۳۸۴.
  99. المطهري، مجموعه آثار، ج17، ص671.
  100. ترکش‌دوز، سنخ‌شناسی منتقدین شریعتی، سایت باشگاه اندیشه، ۹ خرداد 1384ش.
  101. ترکش‌دوز، سنخ‌شناسی منتقدین شریعتی، سایت باشگاه اندیشه، ۹ خرداد 1384ش.
  102. ترکش‌دوز، سنخ‌شناسی منتقدین شریعتی، سایت باشگاه اندیشه، ۹ خرداد 1384ش.
  103. شهید مطهری افشاگر توطئه، بنیاد محقق طباطبایی.
  104. شكوهي، «مخالفان شریعتی از سنتی تا مدرن (2)»، ص16.
  105. شكوهي، «مخالفان شریعتی از سنتی تا مدرن (2)»، ص16.
  106. شكوهي، «مخالفان شریعتی از سنتی تا مدرن (2)»، ص16.
  107. https://mobahesat.ir/8156
  108. اسفندياري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص133؛ النراقي، «ایران‌شناسی؛ نقدی بر اندیشه‌های دکتر علی شریعتی...»، در مجله حافظ، ص24؛ خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص198 ـ 199.
  109. خسروپناه، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، 1389ش، ص460.
  110. اسفندياري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص133.
  111. فهرست سخنرانی‌های شریعتی، سایت بنیاد فرهنگی دکتر علی شریعتی.
  112. برای نمونه نگاه کنید به: سخنرانی‌های دکتر علی شریعتی، سایت دکتر شریعتی.
  113. اسفندياري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص145.
  114. اسفندياري، شعله بی‌قرار، 1390ش، ص145.
  115. فهرست کلیات و مجموعه آثار دکتر علی شریعتی، سایت دکتر شریعتی.
  116. کتاب‌ها، سایت بنیاد فرهنگی دکتر علی شریعتی.
  117. فهرست کلیات و مجموعه آثار دکتر علی‌ شریعتی، سایت دکتر شریعتی.
  118. از زبان‌های دیگر، سایت بنیاد فرهنگی دکتر علی شریعتی.
  119. انتشارات و ترجمه‌های کتب و سخنرانی‌های دکتر علی شریعتی، سایت دکتر شریعتی.
  120. أمير فريار، «کتابشناسی شریعتی»، ص22.
  121. أمير فريار، «کتابشناسی شریعتی»، ص22.
  122. أمير فريار، «کتابشناسی شریعتی»، ص22.

المصادر والمراجع

  • از زبان‌های دیگر، سایت بنیاد فرهنگی دکتر علی شریعتی، تاريخ المشاهدة 16/ 11/ 1395ش.
  • استاد محمدتقی شریعتی مدافع شریعت در برابر الحاد و طاغوت، مصاحبه با عبد الکریم، محمود ومحمد تقي شريعتي، در کیهان فرهنگی، العدد 11، بهمن 1363ش.
  • اسفندياري، محمد، شعله بي قرار، قم صحيفة خرد، 1390ش.
  • القريشي، فردين، «علی شریعتی و تحلیل دینی مناسبات اجتماعی»، در مجله جغرافیا و برنامه‌ریزی، العدد 21، صيف وخريف 1384ش.
  • المطهري، مرتضى، مجموعه آثار استاد شهيد مطهري، طهران وقم، انتشارات صدرا، 1390ش.
  • النراقي، احسان، «ایران‌شناسی: نقدی بر اندیشه‌های دکتر علی شریعتی (شیعه صفوی و علوی)»، در مجله حافظ، العدد 31، 1385ش.
  • إمام جمعة زاده، جواد؛ روحاني، حسين، «بررسی تحلیلی ایدئولوژیک کردن دین از نگاه دکتر علی شریعتی»، در مجله پژوهشنامه علوم سیاسی، العدد 9، شتاء 1386ش.
  • أمير فريار، فرخ، «کتابشناسی شریعتی»، در مجله جهان کتاب، العدد 272 ـ 274، 1390ش.
  • به تاریخ پیوست، در مصاحبه با احمد نقیب‌زاده، در روزنامه اعتماد، 29/ 3/ 1395ش.
  • جعفريان، رسول، شريعتي وروحانيت، د.م، د.ن، 1376ش.
  • خسروبناه، عبد الحسين، آسیب‌شناسی دین‌پژوهی معاصر، سازمان انتشارات پژوهشگاه فرهنگ واندیشه اسلامی، 1389ش.
  • رهنما، علي، مسلمانی در جستجوی ناکجاآباد، طهران، كام نو، 1381ش.
  • شريعتي، علي، اسلام شناسي(1) (معرفة الإسلام)، مجموعة آثار، ج16، طهران، قلم، د.ت.
  • شريعتي، علي، الأمة والإمامة، طهران، انتشارات قلم، 1357ش.
  • شريعتي، علي، التشيع العلوي والتشيع الصفوي، مجموعة آثار، ج9، طهران، انتشارات چاپخش، 1377ش.
  • شريعتي، علي، بازشناسی هویت ایرانی-اسلامی (التعرف مجددا على الهويه الإيرانية الإسلامية)، مجموعة آثار، ج27، نشر الهام، 1374ش.
  • شريعتي، علي، بازگشت (العودة إلى الذات)، مجموعة آثار، ج4، طهران، نشر الهام، 1381ش.
  • شريعتي، علي، خودسازي انقلابي (بناء الذات الثورية)، مجموعة آثار، ج2، طهران، انتشارات چاپخش، 1360ش.
  • شريعتي، علي، روشنفكر ومسئوليت أو در جامعه (مسؤولية المثقف في المجتمع)، مجموعة آثار، ج20، طهران، قلم، 1373ش.
  • شريعتي، علي، ما و اقبال (نحن وإقبال)، مجموعة آثار، ج5، طهران، نشر الهام، 1384ش.
  • شريعتي، علي، مجموعة آثار، ج11، طهران، قلم، 1375ش.
  • شريعتي، علي، ميعاد با ابراهيم (موعد مع إبراهيم)، مجموعة آثار، ج29، طهران، انتشارات چاپخش، 1358ش.
  • شكوهي، علي، «مخالفان شریعتی از سنتی تا مدرن (2)»، در روزنامه اعتماد، 29/ 3/ 1395ش.
  • فرقان؛ برکشیده نظریه تشیع علوی و صفوی، مصاحبه با رسول جعفریان، در فصلنامه یادآور، العدد 6، 7، 8، صيف، خريف، شتاء 1388ش، وربيع 1389ش.
  • فهرست کلیات ومجموعه آثار دکتر علی شریعتی، سایت دکتر شریعتی، تاريخ المشاهدة 17/ 11/ 1395ش.
  • کتاب‌ها، سایت بنیاد فرهنگی دکتر علی شریعتی، تاريخ المشاهدة 17/ 11/ 1395ش.
  • محمودي، حسن، «نهضت خداپرستان سوسیالیست»، در مجله اطلاعات حکمت و معرفت، العدد 41، 1388ش.