انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هجرة النبي صلى الله عليه وآله»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Esmati
imported>Esmati
طلا ملخص تعديل
سطر ٣٢: سطر ٣٢:
انطلق [[التاريخ الهجري|التأريخ الهجري]] أو ([[التاريخ الهجري|التقويم الهجري]]) عند المسلمين من [[عام الهجرة]] النبوية من [[مكة]] المكرمة إلى [[يثرب]] التي أصبحت بعد ذلك تسمى ب[[المدينة المنورة]]. والهجرة تعد من معالم التاريخ الإسلامي لدى المسلمين؛ لأنها تعد هجرة من الشرك والكفر إلى التوحيد والإسلام وهي مهيئة أرضية تكوين الدولة الإسلامية والحضارة الكبري الإسلامية بين شعوب العالم كله.
انطلق [[التاريخ الهجري|التأريخ الهجري]] أو ([[التاريخ الهجري|التقويم الهجري]]) عند المسلمين من [[عام الهجرة]] النبوية من [[مكة]] المكرمة إلى [[يثرب]] التي أصبحت بعد ذلك تسمى ب[[المدينة المنورة]]. والهجرة تعد من معالم التاريخ الإسلامي لدى المسلمين؛ لأنها تعد هجرة من الشرك والكفر إلى التوحيد والإسلام وهي مهيئة أرضية تكوين الدولة الإسلامية والحضارة الكبري الإسلامية بين شعوب العالم كله.


===من الذي جعل الهجرة مبدأً للتاريخ؟===
 
 
==بدء التاريخ الهجري==
{{مفصلة|التاريخ الهجري}}
قيل: إنّ [[النبي محمد|النبي]] هو أوّل من أمر بالتأريخ من يوم وروده [[المدينة المنورة]] في [[ربيع الأول]] ، فكان المسلمون يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه، إلى أن تمّت له سنة<ref> ابن شهر آشوب، منا قب آل أبي طالب ج 2 ص 144 .</ref>.
 
وقال السهيلي: إن هذا التأريخ الذي بدأ به [[رسول الله]] {{صل}} إنما نزل به القرآن في قوله {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} <ref>سورة التوبة، الآية 108 .</ref>، ويرى السهيلي أن هذا إقرار من القرآن في أن أول التأريخ يكون من ربيع الأول؛ ولأن الصحابة بدأوا التأريخ من الهجرة <ref>ابن حجر، فتح الباري ج 7 ص 208 و 209 .</ref>.
 
إن الإمعان في مراسلات النبيّ (ص) ومكاتباته التي هي مدرجة في الأغلب في كتب [[التاريخ]] و[[السيرة]] و[[الحديث]] و[[السنة]]، وكذا غير ذلك من الأدلة يثبت أن النبيّ  - صلّى اللّه عليه وآله وسلم - هو نفسه أول من اعتمد تلك الحادثة الكبرى كمبدأ للتاريخ، وكان يؤرّخ رسائله وكتبه إِلى امراء العرب وزعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات البارزة بالتاريخ الهجري. على عكس مما هو المشهور بين المؤرخين من أن عمر بن الخطاب جعل هجرة النبيّ (ص) مبدأً للتاريخ باقتراح وتأييد من أمير المؤمنين علي (ع) وأمر بأن تؤرخ الدواوين، والرسائل والعهود وما شابه ذلك في ذلك التاريخ.
إن الإمعان في مراسلات النبيّ (ص) ومكاتباته التي هي مدرجة في الأغلب في كتب [[التاريخ]] و[[السيرة]] و[[الحديث]] و[[السنة]]، وكذا غير ذلك من الأدلة يثبت أن النبيّ  - صلّى اللّه عليه وآله وسلم - هو نفسه أول من اعتمد تلك الحادثة الكبرى كمبدأ للتاريخ، وكان يؤرّخ رسائله وكتبه إِلى امراء العرب وزعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات البارزة بالتاريخ الهجري. على عكس مما هو المشهور بين المؤرخين من أن عمر بن الخطاب جعل هجرة النبيّ (ص) مبدأً للتاريخ باقتراح وتأييد من أمير المؤمنين علي (ع) وأمر بأن تؤرخ الدواوين، والرسائل والعهود وما شابه ذلك في ذلك التاريخ.


سطر ٨٥: سطر ٩٢:


==خروج الإمام علي من مكة==
==خروج الإمام علي من مكة==
خرج [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} من [[مكة]] ومعه [[الفواطم]] ([[فاطمة بنت أسد]] و [[فاطمة بنت الحمزة بن عبدالمطلب]] ، و [[فاطمة بنت الزبير بن عبدالمطلب]] ، و [[فاطمة الزهراء]]) ،
خرج [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} من [[مكة]] ومعه الفواطم ([[فاطمة بنت أسد]] و [[فاطمة بنت الحمزة بن عبدالمطلب]] ، و [[فاطمة بنت الزبير بن عبدالمطلب]] ، و [[فاطمة الزهراء]]) ،


وكان [[أبو واقد الليثي]] هو سائق قافلة [[الفواطم]] ، ولحق بهم أيمن بن [[أم أيمن]] مولى [[رسول الله]] {{صل}} ، وكان أبو واقد يسير بالقافلة فأعنف في المشي خوفاً من قريش، فقال له [[الإمام علي]] : «'''ارفق بالنسوة يا أبا واقد، إنهن من الضعائف'''» ، ثم أخذ يسوق القافلة بنفسه وهو يقول <ref>الشيخ الطوسي، الأمالي ص 470 (ذيل المجلس 16) . ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 159 .</ref> ، <ref>ابن الأثير، أُسد الغابة ج 4 ص 105 .</ref> :
وكان [[أبو واقد الليثي]] هو سائق قافلة [[الفواطم]] ، ولحق بهم أيمن بن [[أم أيمن]] مولى [[رسول الله]] {{صل}} ، وكان أبو واقد يسير بالقافلة فأعنف في المشي خوفاً من قريش، فقال له [[الإمام علي]] : «'''ارفق بالنسوة يا أبا واقد، إنهن من الضعائف'''» ، ثم أخذ يسوق القافلة بنفسه وهو يقول <ref>الشيخ الطوسي، الأمالي ص 470 (ذيل المجلس 16) . ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 159 .</ref> ، <ref>ابن الأثير، أُسد الغابة ج 4 ص 105 .</ref> :
سطر ٩٦: سطر ١٠٣:
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}


فكان {{عليه السلام}} يسير ليلاً ويختبئ نهاراً، حتى وصل إلى [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} ووصل إلى [[قبا]] وقد تفطّرت قدماه من شدّة الحر وكثرة المشي، فبكى [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} عندما رآه على تلك الحالة، فمسح بيده على قدمَيه فلم يشكهما بعد ذلك  <ref>ابن الأثير، أُسد الغابة ج 4 ص 105 .</ref>.
فكان {{عليه السلام}} يسير ليلاً ويختبئ نهاراً، حتى وصل إلى [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} ووصل إلى [[قبا]] وقد تفطّرت قدماه من شدّة الحر وكثرة المشي، فبكى [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} عندما رآه على تلك الحالة، فمسح بيده على قدمَيه فلم يشكهما بعد ذلك  <ref>ابن الأثير، أُسد الغابة ج 4 ص 105 .</ref>
 
==خروج الصحابة من مكة==
 
==النبي {{صل}} في قبا==
==النبي {{صل}} في قبا==
وصل [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} منطقة [[قبا]] يوم الإثنين، وقيل: يوم الخميس، وبقي حتى صباح يوم الجمعة ينتظر قدوم [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} مهاجراً من مكة بعد أن مكث فيها ثلاثة أيام <ref>ابن الأثير، أسد الغابة ج 4 ص 104 . المسعودي، مروج الذهب ج 2 ص 279 .</ref>، وقيل: بقي بعد قدوم الإمام {{عليه السلام}} يوماً أو يومين <ref>الطبرسي، إعلام الورى ج 1 ص 153 .</ref>، في حيّ يقال له (حي بني عمرو بن عوف) مدّة (أربعة عشر ليلة) قبل دخول المدينة<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى ج 1 ص 235 .</ref>، وقيل بقي خمسة عشر يوماً <ref>الطبرسي، إعلام الورى ج 1 ص 153 .</ref>، وقيل: ثمانية عشر يوماً <ref>البيهقي، دلائل النبوة ج 2 ص 512 .</ref>.
وصل [[النبي محمد|النبي]] {{صل}} منطقة [[قبا]] يوم الإثنين، وقيل: يوم الخميس، وبقي حتى صباح يوم الجمعة ينتظر قدوم [[الإمام علي]] {{عليه السلام}} مهاجراً من مكة بعد أن مكث فيها ثلاثة أيام <ref>ابن الأثير، أسد الغابة ج 4 ص 104 . المسعودي، مروج الذهب ج 2 ص 279 .</ref>، وقيل: بقي بعد قدوم الإمام {{عليه السلام}} يوماً أو يومين <ref>الطبرسي، إعلام الورى ج 1 ص 153 .</ref>، في حيّ يقال له (حي بني عمرو بن عوف) مدّة (أربعة عشر ليلة) قبل دخول المدينة<ref> ابن سعد، الطبقات الكبرى ج 1 ص 235 .</ref>، وقيل بقي خمسة عشر يوماً <ref>الطبرسي، إعلام الورى ج 1 ص 153 .</ref>، وقيل: ثمانية عشر يوماً <ref>البيهقي، دلائل النبوة ج 2 ص 512 .</ref>.
سطر ١١٤: سطر ١١٨:
===المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار===
===المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار===
في الحادي عشر من [[شهر رمضان]] آخى [[النبي محمد|النبي]] بين [[المهاجرين]] و [[الأنصار]] بعد ثمانية أشهر <ref>ابن الأثير، أسد الغابة ج 1 ص 38 .</ref> ، وقيل: بعد خمسة أشهر <ref>ابن قتيبة، المعارف ص 152 .</ref> من دخول المدينة والإستقرار فيها، كانت بين خمسة وأربعين مهاجراً ومثلهم من الأنصار <ref>مير خواند الهروي، تاريخ روضة الصفا ج 3 ص 1197 في الهامش .</ref> ، وكانت ركيزة المؤاخاة المكافئة بينه كل اثنين، فقد آخى بين [[سلمان الفارسي|سلمان]] و [[أبو ذر الغفاري|أبي ذر]] ، و [[عمار بن ياسر|عمار]] و [[المفداد بن الأسود الكندي|المفداد]] ، و [[أبو بكر بين أبي قحافة|أبي بكر]] و [[عمر بن الخطاب|عمر]] ، واختص هو {{صل}} [[علي بن أبي طالب|بعلي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}} أخاً له .
في الحادي عشر من [[شهر رمضان]] آخى [[النبي محمد|النبي]] بين [[المهاجرين]] و [[الأنصار]] بعد ثمانية أشهر <ref>ابن الأثير، أسد الغابة ج 1 ص 38 .</ref> ، وقيل: بعد خمسة أشهر <ref>ابن قتيبة، المعارف ص 152 .</ref> من دخول المدينة والإستقرار فيها، كانت بين خمسة وأربعين مهاجراً ومثلهم من الأنصار <ref>مير خواند الهروي، تاريخ روضة الصفا ج 3 ص 1197 في الهامش .</ref> ، وكانت ركيزة المؤاخاة المكافئة بينه كل اثنين، فقد آخى بين [[سلمان الفارسي|سلمان]] و [[أبو ذر الغفاري|أبي ذر]] ، و [[عمار بن ياسر|عمار]] و [[المفداد بن الأسود الكندي|المفداد]] ، و [[أبو بكر بين أبي قحافة|أبي بكر]] و [[عمر بن الخطاب|عمر]] ، واختص هو {{صل}} [[علي بن أبي طالب|بعلي بن أبي طالب]] {{عليه السلام}} أخاً له .
==بدء التاريخ الهجري==
{{مفصلة|التاريخ الهجري}}
قيل: إنّ [[النبي محمد|النبي]] هو أوّل من أمر بالتأريخ من يوم وروده [[المدينة المنورة]] في [[ربيع الأول]] ، فكان المسلمون يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه، إلى أن تمّت له سنة<ref> ابن شهر آشوب، منا قب آل أبي طالب ج 2 ص 144 .</ref>.
وقال السهيلي: إن هذا التأريخ الذي بدأ به [[رسول الله]] {{صل}} إنما نزل به القرآن في قوله {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} <ref>سورة التوبة، الآية 108 .</ref>، ويرى السهيلي أن هذا إقرار من القرآن في أن أول التأريخ يكون من ربيع الأول؛ ولأن الصحابة بدأوا التأريخ من الهجرة <ref>ابن حجر، فتح الباري ج 7 ص 208 و 209 .</ref>.


==الهوامش==
==الهوامش==
مستخدم مجهول