انتقل إلى المحتوى

مستخدم:M.shukrian/الملعب 2

من ويكي شيعة

محبّة الوطن، مما أشار إليه بعض العلماء المسلمين باعتباره من المفاهيم المؤكَّدة في النصوص الإسلاميّة، ومن ذلك قوله تعالى في الآية 85 من سورة القصص، وكذا الحديث المنسوب إلى النبيصلی الله عليه وآله وسلم: «حبّ الوطن من الإيمان». مع ذلك، فإنّ حبّ الوطن في نظر الإسلام تُعدّ ذات قيمة ما دام لا يتعارض مع التعاليم الدينيّة ولا يتحوّل إلى وسيلةٍ للفرقة أو الظلم.

وهناك آثار تترتب على هذا الحب كعمران البلاد، والتلاحم الوطني، والدفاع عنه، والمشاركة في إدارة شؤونه، ومنع الاستبداد، وغير ذلك، إلّا أنّ الإفراط في حبّ الوطن، إذا أدّى إلى العصبية القومية أو الوطنية المفرطة بحيث تثير الفرقة والعداوة، فقد عُدَّ مذموماً في نظر الإسلام. وقد رأى الإمام الخميني أنّ الإفراط في الوطنية من خطط الأعداء لإثارة الفرقة بين المسلمين، واعتبر ناصر مكارم الشيرازي التعصّب للوطن مانعاً للتقدّم.

المفهوم

إن حب الوطن يعد رغبة فطرية وضعها الله في مخلوقاته لغرض انتشار البشر وتوزّعهم في أنحاء العالم، بحيث لا يتركَّزون في الأراضي ذاتِ المناخِ والظروفِ الممتازةِ فحسب، مما يؤدي إلى الصراع.[١] ذكرت المصادر الدينية آثارا و نتائج لحب الوطن، منها عمران المدن،[٢] وتعزيز الوحدة والثقة بالنفس الوطنية، والدفاع عن الأرض والثروات،[٣] والمشاركة في الحكم ومنع استبداد الحكام.[٤]

وبحسب الفقيه والمفسر الشيعي ناصر مكارم الشيرازي، إذا اجتمع الوطن المادي والجسدي مع الوطن الروحي والأخلاقي، واطلق عليه عنوان دار الاسلام، فإن هذا الحب والمودة والاحترام سيزداد بشكل كبير، كما سيتضاعف الدافع للدفاع عنه.[٥]

  1. ابن‌ فقيه الهمداني، البلدان، 1416هـ، ص487.
  2. ابن‌ شعبة الحراني، تحف العقول، 1404هـ، ص207.
  3. میرجلیلی و همکاران، «وطن‌دوستی از دیدگاه قرآن و روایات»، ص28؛ عباسی مقدم، «وطن‌دوستی یا وطن‌پرستی؟/ وطن‌دوستی؛ از ادعا تا واقعیت»، وكالة مهر.
  4. الموسوي الخلخالي، الحاكمية في الإسلام، 1425هـ، ص86.
  5. مكارم الشيرازي، پیام إمام أمير‌المؤمنين، 1375ش، ج2، ص220-222.