مستخدم:M.shukrian/الملعب 2

من ويكي شيعة

إقامة مراسم العزاء

يقيم الشيعة في الأيام الفاطمية العزاء لإستشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، فيقيمون المجالس ومواكب العزاء والمشي على الأقدام للمشاهد المشرفة، وقد يشارك فيها عدد من مراجع الشيعة.[١] وقد أعلن يوم شهادتها عليها السلام عطلة رسمية في بعض الدول الإسلامية كالجمهورية الإسلامية في إيران.[٢] وتزامنا مع الأيام الفاطمية، تم بناء نموذج ومعرض لحي بني هاشم ومنزل فاطمة الزهراء عليها السلام لتزوره عامة الناس، وذلك في بعض المدن الإيرانية، مثل قم، وطهران.[٣]

وفي العراق بالإضافة إلى الفاطمية الأولى والثانية، يقام العزاء أيضاً في يوم الثامن من ربيع الثاني، وذلك بناءً على رواية تعتبر استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بعد 40 يوماً من وفاة النبي (ص).[٤]

كما تقام مراسم العزاء في الفاطمیة الثانية في دول مثل باكستان،[٥] وجمهورية أذربيجان،[٦] وطاجيكستان،[٧] وأستراليا،[٨] وكذلك في المراكز الإسلامية في الدول الأوروبية مثل المركز الإسلامي في هامبورغ ومركز الإمام علي (عليه السلام) الإسلامي في ستوكهولم.[٩]

تاريخ العزاء الفاطمي

هناك أخبار تشير إلى إقامة العزاء للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام.[١٠] وقد روي أن الإمام الصادق (ع) أقام مجلس العزاء عليها وذكر في مجلسه قصة إسقاط المحسن بن علي (ع) وضرب الزهراء(ع).[١١] وقد أشار القاضي عبد الجبار المعتزلي أيضا، إلى إقامة مجالس العزاء من قبل بعض الشيعة على السيدة فاطمة وابنها المحسن السقط في مناطق مثل مصر ودمشق وبغداد والرملة، وعکا، و صور، وعسقلان وجبل السماق.[١٢]

  • الخصيبي، الحسين بن حمدان، الهداية الكبری، بيروت، مؤسسة‌ البلاغ، 1419هـ.
  • القاضي عبد الجبار، عبد الجبار بن أحمد، تثبيت دلائل النبوة، مصر، دار المصطفی، 1427هـ.


التطبير نوع من الطقوس يمارسها بعض الشيعة في أيام العزاء الحسيني، والتي يتم خلالها ضرب الرؤوس والجسم بالسيف والقامات حتى يسيل الدم. ويعتبره البعض من الطقوس الخرافية التي تبعث على وهن مذهب الشيعة. وصار التطبير شائعاً في حوالي القرن العاشر للهجرة ويتم ممارسته الآن في بعض البلدان، بما في ذلك العراق ولبنان والهند وأحياناً إيران. ويعتقد مؤيدو التطبير أنه من الشعائر الحسينية ومما أدى إلى تقوية المذهب الشيعي، بينما يعتبره العديد من علماء الشيعة عملاً غير مشروع؛ لأنه مضافاً إلى حرمة الإضرار بالجسد، يخلق صورة غير لائقة عن مذهب الشيعة.

وقد اختلف علماء الشيعة في جواز التطبير أو استحبابه أو حرمته، نظراً إلى ظروف الزمن والإضرار بالجسد. وقد أجازه بعض الفقهاء مثل محمد حسين النائيني بشرط عدم الإضرار بالبدن واستيفاء بعض الشروط الأخرى. وفي المقابل ذهب فريق آخر كالسيد أبو الحسن الأصفهاني والإمام الخميني إلى القول بحرمته. كما أنه نشر السيد محسن الأمين لأول مرة مقالات تنتقد التطبير، وألقى السيد علي خامنئي، زعيم جمهورية إيران الإسلامية، خطابًا ضد التطبير عام 1414هـ.

المفهوم

يعتبر مؤيدو التطبير أن وقته الأصلي هي الساعات الأولى من فجر يوم عاشوراء.[١٣] وفي الماضي، كانت تقام أيضاً مواكب التطبير في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك.[١٤] ويُعدّ ارتداء ثوب أبيض طويل (يشبه الكفن) وحلق الرأس من آدابه الأكثر شيوعاً.[١٥]

تاريخ التطبير

منشأ التطبير

هناك آراء مختلفة حول منشأ التطبير؛ فقد اعتبره البعض علامة على ما فعلته السيدة زينب (ع) عندما رأت رأس الإمام الحسين (ع) على الرمح في الطريق من كربلاء إلى سوريا؛ حيث ضربت رأسها بالمحمل، فسال الدم من رأسها.[١٦] ويرى الكثير من الباحثين أنّ الحكاية المذكورة غير موثّقة. وبحسب الشيخ عباس القمي، فإن مصادر هذه القصة ليست إلّا كتابي «نور العين» و«المنتخب للطريحي»، ولا يخفى عدم اعتبارهما عند أهل الحديث.[١٧] مضافاً إلى أنها تنافي مكانة السيدة زينب وسيرتها في مواجهتها للآلام من الصبر والرضا.[١٨]

ومن جهة أخرى، يعتقد فريق آخر أنه ليس للتطبير جذور إسلامي؛ كما أشار علي شريعتي إلى ذلك حيث قال: إن التطبير وأمثاله مقتبسة من المحافل المسيحية، التي أقامها المسيحيون الأرثوذكس لإحياء ذكرى شهداء المسيحية.[١٩] ويرى مرتضى مطهري أنّ هناك عادات كالتطبير وضرب الطبول والنفخ في الأبواق نشأت من المسيحيين الأرثوذكس القفقازيين ثم انتقلت إلى إيران وبما أن نفوس الناس كانت مستعدة لقبول هذه العادات فنتشرت في إيران كانتشار النار في الهشيم.[٢٠]

التطبير في العراق

تظهر بعض الدراسات أن هناك روايتين لمبدأ ظاهرة التطبير في العراق وهما كالتالي: الرواية الأولى: إن التطبير من العادات التي بدأت من بعض الشيعة من القفقاسيين حيث إنه لما دخلت إحدى قوافلهم في الكربلاء يوم العاشوراء وسمع أحد من أفراد تلك القافلة بمصائب الإمام الحسين (ع) فتأثر بها فضرب رأسه بالسف ثم استحسنه الآخرون فبادروا إلى ذلك.[٢١]

الرواية الثانية: انّ مبدأ هذه الظاهرة في العراق يعود إلى بعض القافلات الشيعية من أتراك آذربيجان وتبريز وقفقاسيّة إلى العراق؛ حيث جاؤوا لزيارة العتبات المقدّسة في النصف الأوّل من القرن التاسع عشر الميلادي وأقاموا هناك مجلس العزاء ولما قرأ الخطيب وقائع يوم العاشوراء باللغة التركية تأثروا بها فضربوا رؤوسهم بالقامات (وهو السلاح الذي كانوا يحملونه في السفر) وهذا ما جعل بعض رؤساء المواكب يستحسنوه ويفعلونه.[٢٢]

كما ذهب بعض الباحثين إلى أن للتطبير أصل شيعي تركي،[٢٣] لم يمارس العراقيون طقوساً مثل التطبير قبل القرن التاسع عشر، بل نشأ ذلك في العراق من قبل زوار أتراك من قزلباش وهم جاؤوا لزيارة الإمام الحسين (ع) فى كربلاء.[٢٤]

  • الحسّون، محمد، قراءة في رسالة التنزيه (للسيد محسن الأمين)، قم، سعيد بن جبير، 1423ق.
  • نقاش، أحسان، شيعة العراق، سورية _ دمشق، دار المدى للثقافة والنشر، الطبعة الأولى، 1996م.
  1. (بالفارسي) فاطمیة-در قم-بیاده-روي-دو-تن-از-مراجع-تقلید-تا-حرم- فاطمیة در قم ؛ بیاده روي دو تن از مراجع تقلید تا حرم، خبر كزاری صدا وسیما، تاریخ انتشار: 14/1/1393 ش، تاریخ بازدید:2/12/1395 ش.
  2. (بالفارسي) «ماجراي تعطیل شدن روز شهادت حضرت زهرا (ع)». خبر كزاري فارس‌، تاریخ انتشار: 5/2/1391 ش، تاریخ بازدید: 2/12/1395 ش.
  3. نمایشگاه کوچه‌های بنی‌هاشم، خبرگزاری مهر؛ نمایش کوچه‌های بنی‌هاشم، خبرگزاری جمهوری اسلامی.
  4. «الأيّام الفاطمية أو موسم الأحزان الفاطمية: المعنى والدلالة...»، شبكة الكفيل العالمية.
  5. «ایام شهادت حضرت فاطمه الزهرا سلام الله علیها در پاکستان‎»، خبرگزاری ایرنا.
  6. «Həzrəti Fatimənin (s) şəhadəti münasibətilə tədbir keçirildi»، Esprit Portal.
  7. «مراسم سوگواري شهادت حضرت فاطمه زهرا(س) در تاجيكستان برگزار شد»، خبرگزاری ایرنا.
  8. «مراسم فاطمیه دوم در استرالیا»، خبرگزاری ابنا.
  9. «برنامه ‌های فاطمیه دوم در اروپا به تفکیک کشورها»، شیعه‌نیوز.
  10. الخصيبي، الهداية الكبری، 1419هـ، ص408.
  11. الخصيبي، الهداية الكبری، 1419ق، ص408.
  12. القاضي عبد الجبار، تثبيت دلائل النبوة، 1427هـ، ج2، ص595.
  13. مظاهری، «قمه‌زنی»، در فرهنگ سوگ شیعی، 1395ش، ص 389.
  14. مظاهری، «قمه‌زنی»، در فرهنگ سوگ شیعی، 1395ش، ص 389.
  15. مظاهری، «قمه‌زنی»، در فرهنگ سوگ شیعی، 1395ش، ص 389.
  16. التبريزي الخياباني، وقائع الأيام، 1386ش، ج2، ص306-308.
  17. القمي، الشيخ العباس، منتهی الآمال في تواريخ النبي والآل، 1379ش، ج 2، ص 938.
  18. صحتی سردرودی، تحریف‌شناسی عاشورا و تاریخ امام حسین(ع)، 1383ش، ص210-212.
  19. شریعتی، مجموعه آثار، ج9، 1382ش، ص170-171.
  20. مطهري، مرتضى، الإمام علي (ع) في قويته الجاذبة والدافعة، 1412هـ، هامش ص 180.
  21. الحسّون، محمد، قراءة في رسالة التنزيه (للسيد محسن الأمين)، 1423ق، ص 122.
  22. الحسّون، محمد، قراءة في رسالة التنزيه (للسيد محسن الأمين)، 1423هـ، ص 122.
  23. نقاش، إحسان، شيعة العراق، 1996م، ص 271.
  24. الحيدري، إبراهيم، تراجيديا كربلاء، 1999م، ص 460.