علل الشرائع (كتاب)

من ويكي شيعة
(بالتحويل من كتاب علل الشرائع)
علل الشرائع (كتاب)
المؤلفالشيخ الصدوق
اللغةعربي
الموضوعأحاديث أهل البيت في علل وأسباب الأحكام والأخلاق والعقيدة
الناشرمكتبة الداوري، قم


عِلَل الشرائِع، من تأليف الشيخ الصدوق، المحدث والفقيه الشيعي البارز في القرن الرابع الهجري. يتطرّق فيه مؤلفه إلى علل الشريعة الإسلامية، والحِكَم والمقاصد منها في كل من مجالات الأحكام والأخلاق والعقيدة و... بحسب روايات أهل البيت.

الكتاب فريد من نوعة بين الفرق الإسلامية حيث أن الشيعة أخذت معظم رواياتها عن أهل البيت، المعصومون عندهم بحسب حديث الثقلين، في حين اقتصرت المذاهب الأخرى على روايات أصحاب الإجتهادات والرأي من الصحابة والتابعين.

دُّوِن الكتاب في 647 بابا في مجلّدَين وحوى من اللطائف والأسرار المتعلقة بالشريعة ما ندر في سائر الكُتب ونال إعجاب الكثيرين. تُرجم إلى الفارسية عدة مرات لإقبال الجماهير عليه.

واجه الكتاب بعض النقد من قِبَل فئة من علماء الشيعة الأصوليين تمثّلت في الوحيد البهبهاني.

المؤلِّف

هو محمد بن علي بن حسين بن موسى بن بابويه القمي (305 ـ381ق) المعروف بالشيخ الصدوق وبابن بابويه. من أكبر علماء الشيعة في القرن الرابع الهجري والمدفون بالريّ. هو أكبر محدث وفقيه شهدتها مدرسة قم الحديثية. له من المؤلَّفات ما يزيد على الثلاثمائة وفقدت معظمها. من كتبه: مَن لا يحضره الفقيه أحد الكتب الأربعة عند الشيعة.

عنوان الكتاب

يحمل الكتاب عنوان "علل الشرائع" ويُعبَّر عنه بـ "العِلل". وقد أُطلِق عليه في بعض الكتب عنوان "علل الشرائِع والأحكام".[١]

أسلوب التأليف

اتخذ الشيخ الصدوق في تبويب هذا الكتاب الطريقة المتَّبَعة بحسب الموضوعات (الترتيب الموضوعي) وعبَّر عن آرائه في توضيح روايات النبي (ص) وأئمة أهل البيت بعبارات: «قال مصنف هذا الكتاب» أو «قال مؤلف هذا الكتاب» و...

ويستند ابن بابويه في نظراته إلى آيات القرآن الكريم وروايات المعصومين والوقائع التاريخية وأقوال العلماء ويستشهد كذلك بالاستلالات العقلية. كما يقوم أحيانا بشرح الألفاظ وبيان المصاديق ويصرِّح برفضه لمفاد بعض الأخبار أو الجمع بينها وبين سائر الأحاديث.[٢]

هيكليّة الكتاب

دُوِّن الكتاب في مجلّدين ويحتوي على 1907 حديث و 647 باب. تضمّن المجلد الأول 262 بابا والمجلد الثاني 385 بابا وسُمِّي كلُّ بابٍ منه بـ«العلّة التي من أجلها ...».

يبتدئ المجلّد الأول بعبارة: «العلة التي من أجلها سُمِّيت السماء سماءاً والدنيا دنيا والآخرة الآخرة و...» وينتهي بـ«العلة التي من أجلها يكون عذاب القبر».

ويبتدئ المجلد الثاني بـ«العلة التى من أجلها جعل الوضوء والعلة التى من أجلها صار المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين»، ثم ينتهي الكتاب بـ«نوادر العلل».[٣]

نماذج عن موضوعات الكتاب

ومن جملة ما أُورِد من العلل في الكتاب:

علة كيفية بدء النسل، العلة التى من أجلها دخل أمير المؤمنين عليّ عليه السلام في الشورى، العلة التي من أجلها يجهر بالقراءة في صلاة الظهر من يوم الجمعة وصلاة المغرب والعشاء الآخرة والغداة ولا يجهر في الظهر والعصر في سائر الأيام، علة الزكاة، العلة التي من أجلها صارت الوصية بالثلث، تفضيل الأنبياء والرسل والأئمة على الملائكة، العلة التى من أجلها يحتاج إلى النبي (ص) والإمام، العلة التى من أجلها حُرِّم الصيد على اليهود يوم السبت، العلة التى من أجلها دفنت فاطمة عليها السلام بالليل ولم تدفن بالنهار، العلة التى من أجلها لا يقطع صلاة المصلي شئ يمرّ بين يديه، العلة التي من أجلها يكبر المصلي بعد التسليم ثلاثا، العلة التي من أجلها صارت الزكاة من كلّ ألف درهم، خمسة وعشرين درهما، العلة التي من أجلها يُحرَم الرجلُ صلاةَ الليل، علة استحباب الآلات والاكثار من الثياب في الصلاة و...

مكانة الكتاب

استرعى الكتاب انتباه العلماء منذ بدء تأليفه، حيث تناولت مسائلُه العلل والأسباب في تشريع مختلف الأحكام والأخلاق والعقائد الإسلامية وبيان أسرارها والمقاصد والحِكَم منها. واستفاد منه شخصيات عديدةكالقاضي نعمان المغربي في شرح الأخبار،[٤]والعلامة المجلسي في البحار،[٥]والشيخ الحر العاملي في وسائل الشيعة [٦] واستشهدوا بمطالبه.

كما واجه الكتاب نقدا ما من قِبَل بعض الأصوليين كالوحيد البهبهاني حيث قال البهبهاني: "إن الصدوق قد أظهر في مقامات متعددة أن كتابه ليس كتاب فتواه والعمل، بل القصد منه ذكر كل رواية تضمنت علة".[٧] وارتئى أنّ "أخبارها الكثيرة التي لا تُحصى، غير قائل بظاهرها قطعا، بل وربما لم يقل ببعضها أصلا، ومع ذلك لم يذكر توجيها لها".[٨]


تحقيق الكتاب وطبعاته

لقد قام بتلخيص كتاب علل الشرائع الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي تحت عنوان "إختصار علل الشرائع"[٩] وكذلك الشيخ شرف الدين يحيي البحراني بعنوان "تلخيص علل الشرائع"[١٠]و ترجمه إلى الفارسية الشيخ محمد تقي آقا نجفي الإصفهاني[١١] كما قام بتحقيق أسانيده وتخريجها الشيخ شرف الدين يحيى بن عز الدين الحسين بن عثيرة بن ناصر البحراني.[١٢]

طُبِع الكتاب في ايران ثلاث مرات، خلال سنوات 1289، 1311 و1378ه.[١٣] وصحّحه وحقّقه وأعاد طبعه في النجف السيد محمد صادق بحرالعلوم سنة 1385 ه.

نُسَخ الكتاب

  • نسخة مكتبة ملك بطهران
  • نسخة مكتبة وزيري بمدينة يزد
  • نسخة المكتبة الوطنية بطهران. [١٤]

الهوامش

  1. الذريعة، ج 15، ص 313. الأعلام، ج 6، ص 274.
  2. مجيد معارف، علل الشرايع اثري وزين در مجموعه آثار شيخ صدوه.
  3. مجيد معارف، علل الشرايع اثري وزين در مجموعه آثار شيخ صدوه. فهرست كتاب.
  4. شرح الأخبار، ج 3، ص 550.
  5. بحارالأنوار، ج 1، ص 6.
  6. وسائل الشيعة، ج 1، ص 7.
  7. الرسائل الفقهية، ص 193.
  8. نفس المصدر
  9. الذريعة، ج 1، ص 356.
  10. الذريعة، ج 4، ص 424.
  11. الذريعة، ج 15، ص 313.
  12. أعيان الشيعة، ج 6، ص 94.
  13. مجيد معارف، علل الشرايع اثري وزين در مجموعه آثار شيخ صدوه.
  14. مجيد معارف، علل الشرايع اثري وزين در مجموعه آثار شيخ صدوه.

المصادر والمراجع

  • صدوق، محمد بن علي، علل الشرايع، نجف، المكتبة الحيدرية، 1385ه.
  • المجلسي، محمدباقر، بحارالانوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403ه.
  • الوحيد البهبهاني، محمدباقر، الرسائل الفقهية، 1419ه.
  • طهراني، آقابزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء.
  • المغربي، النعمان، شرح الأخبار، قم، جامعة مدرسين، 1414ه.
  • أمين العاملي، محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف.
  • الحر العاملي، محمدبن حسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت، 1414ه.
  • الزركلي، خيرالدين، الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين.
  • معارف، مجيد، علل الشرائع اثر وزين در مجموعه آثار شيخ صدوق (بالفارسية)، مجلة حسنا:15، 1391 ش.