غزوة بني المصطلق

مقالة مقبولة
عدم مراعاة طريقة كتابة المراجع
ذات مصادر ناقصة
من ويكي شيعة
(بالتحويل من غزوة بني مصطلق)
غزوة بني المصطلق
من غزوات الرسول

موقع قبيلة بني المصطلق
التاريخ شعبان 5 أو 6 للهجرة
الموقع عند ماء المريسيع
النتيجة انتصار المسلمين
سبب المعركة تجهيزهم لغزو المسلمين
المتحاربون
المسلمون قبيلة بني المصطلق
القادة
النبي محمد(ص) الحارث بن أبي ضرار


غزوة بني المُصطَلِق، أو المُرَيسيع إحدى غزوات الرسول الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم والتي وقعت في السنة الخامسة للهجرة النبوية على القول الراجح، عند ماء يدعى "المريسيع".

أخذت هذه الغزوة أهميتها في التاريخ الإسلامي لما نتج عنها من أحداث ووقائع خيّمت على المسلمين جميعاً، سيما حادثة الفتنة التي وقعت بين المهاجرين والأنصار، وحادثة الإفك، ونزول آيات من القرآن التي فضحت المنافقين الذين حاولوا بثّ الخلافات في صفوف المسلمين.

منن هم بنو المصطلق؟

بنو المصطلق هم إحدى بطون قبيلة خزاعة،[١] وبنو المصطلق قبل مجيء الإسلام، كانت تقطن بمّر الظهران، وهذه المنطقة بينها وبين مكة ثلاثة عشر ميلاً، وهي تقدر بحوالي 80 كيلو مترا.[٢]

تأخر إسلام بني المصطلق شأن القبائل التهامية المجاورة لقريش؛ وذلك لما كان لقريش من السيطرة والحرمة في نفوس القبائل بحكم كونهم سكان الحرم، وحماة بيت الله الأمين، وكانت قبيلة بني المصطلق على طريق قريش التجارية إلى الشام، مما جعلها تتأخر في إعلان إسلامها، حفاظاً على مصالحها. ولكن الرسول صلی الله عليه وآله وسلم كان يأمن جانبها بحكم كونها فرعاً من خزاعة التي كانت محل عناية ونصح للرسول صلى الله عليه وسلم، رغم عدم دخولها في الإسلام.[٣]

الزمان والمكان

اختلف العلماء في تاريخ هذه الغزوة، فانحصرت آرائهم على ثلاثة أقوال:

1- في شهر شعبان من السنة السادسة للهجرة النبوية.[٤]

2- في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة النبوية.[٥] ذكرها ابن أثير بعد غزوة ذي قرد،[٦]

3- في شهر شعبان من السنة الرابعة للهجرة النبوية[٧]

وقد كانت وفاة سعد بن معاذ في أعقاب غزوة بني قريظة، وغزوة بني قريظة كانت في ذي القعدة من السنة الخامسة على القول الراجح, فيتعين أن تكون غزوة بني المصطلق قبلها.[٨]

جرت هذه الغزوة عند عين ماء من مياه بني المصطلق يقال له "المريسيع"، في وادي "قُديد" والذي يبعد عن مكة المكرمة قرابة 120 كيلو متر، وعن المدينة قرابة 300 كيلو متر تقريباً[٩]

أسباب الغزوة

بلغ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أنّ "بني المصطلق" يعدون العدة ويجمعون الجموع لغزو المدينة المنورة، وقد أطمعهم في ذلك انتصار المشركين في غزوة أُحد.[١٠] فلما بلغ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ذلك، أرسل بعض عيونه ليتحسس الموقف ويتعرف على صدق الأنباء التي بلغته، وعاد من أرسلهم الرسول وأخبروا النبي صلی الله عليه وآله وسلم،[١١] فأعد عدته وخرج إليهم في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة على القول الراجح.[١٢].

كان بنو المصطلق وقائدهم الحارث بن أبي ضرار رئيس القبيلة والمتحدث عنها بجمع الجموع، لأن قريشاً كانت تحثهم على أن يكون لهم دور إيجابي فيما يدور على الساحة من معارك، وقد استجاب هذا القائد لكلام قريش، لأن المسلمين أنهكوا بعد معركة أحد.[١٣] [١٤]

أحداث المعركة

خرج رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم من المدينة لمباغتة بني المصطلق، فخلف عليها "أبا ذر الغفاري[١٥] وقيل "زيد بن حارثة[١٦] وسار حتى بلغ ماءً لهم يقال له "المريسيع" بناحية "قُديد"،[١٧] فتزاحم الناس، واقتتلوا قتالاً شديداً، فهزم الله بني المصطلق، وقتل من قتل منهم.[١٨] وكان شعار المسلمين في هذه المعركة هو "يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ".[١٩]

ونفّل رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم، فأفاءهم عليه، وقد أصيب رجل من المسلمين من بني كلب بن عوف بن عامر بن ليث بن بكر، يقال له: هشام بن صبابة، أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت، وهو يرى أنه من العدو، فقتله خطأ.[٢٠]

وكان رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، قد أصاب منهم سبياً كثيراً، قسّمه في المسلمين، وكان فيمن أصيب يومئذ من السبايا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، التي تزوجها رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم.[٢١]

ما نتج عن غزوة بني المصطلق

بعد انتهاء المعركة بين جيش المسلمين وبني المصطلق، والتي أدت إلى دخول بني المصطلق في الإسلام بما فيهم قائدهم الحارث ابن أبي ضرار،[٢٢] وقعت هنالك مشكلتين أنست المسلمين النصر في هذه الغزوة:

الفتنة بين المهاجرين والأنصار

وابتداء هذا الأمر، أن غلامين أحدهما من الأنصار والآخر من المهاجرين تشاجرا على الماء، فصرخ الأنصاري: "يا معشر الأنصار". وصرخ المهاجري: "يا معشر المهاجرين". فغضب "عبد الله بن أبي بن سلول"، وكان ممن حضر الغزوة، فقال: "أوقد فعلوها، قد نافرونا، وكاثرونا في بلادنا، والله ما أعدنا وجلابيب قريش إِلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إِلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"، ثم أقبل على من حضره منْ قومه فقال لهم: "هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إِلى غير داركم".[٢٣]

فسمع ذلك زيد بن أرقم، فأبلغ رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم به، فأشار عمر على رسول الله (ص) بقتله، فقال له رسول الله: "فكيف يا عمر إِذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه، لا. ولكن أذِّن بالرحيل حتى ينشغل الناس عن حديث ابن سلول".[٢٤]

ثم أنزل الله سبحانه وتعالى سورة المنافقين في طريق عودة المسلمين إِلى المدينة، تفضح ابن سلول ومن كان على شاكلته من المنافقين، فجاء "عبد الله" بن عبد الله بن أبي بن سلول إِلى رسول الله يستأذنه في قتل أبيه، فقال له النبي صلی الله عليه وآله وسلم: "بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا".[٢٥]

حادثة الإفك

وقصة هذه الحادثة علی أحد القولین، أنّ عائشة كانت مع رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم في غزوة بني المصطلق، فلما انتهت الغزوة أذن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم بالرحيل بعد الفتنة التي وقعت بين المهاجرين والأنصار، وفي إِحدى مراحل الطريق رَحَل القوم ليلًا، فجاء الرجال الموكلون برحلها فحملوا الهودج ويظنوها به بينما هي قد ذهبت تقضي حاجتها، وفقدت عقدًا لها فأخذت تبحث عنه، فلما عادت عائشة وجدت الناس قد ارتحلوا، فجلست في مكانها لعلمها أنهم إِذا فقدوها سيرجعون إِليها.

فجاء صفوان بن المعطل السلمي في الصباح، على راحلته، وكان قد أخذه النوم فتأخر عن الجيش، فلما رأى عائشة، قال: "إِنا لله وإِنا إِليه راجعون"، ثم قرب إِليها راحلته فركبت وسار بها حتى لحق الجيش، فلما رأى المنافقون هذا المنظر، تكلموا في عِرض رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم واستطالوا في ذلك.

ثم نزل الوحي ببراءة عائشة فاضحًا المنافقين الذين تطاولوا على عرض رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ[٢٦]

وقد بينت الآيات في سورة النور حقيقة ما حصل، والآداب التي ينبغي للمسلمين أن يتأدبوا بها في مثل هذه الحوادث.

الهوامش

  1. السلمّي، صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، ص222.
  2. الحربي، المناسك، ص465.
  3. قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق ص63.
  4. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص76.
  5. الذهبي، العبر في خبر من غبر، ج1، ص8.
  6. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص76.
  7. قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق، ص101.
  8. قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق، ص97.
  9. ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص156.
  10. الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص604.
  11. الصلابي، السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، ص572.
  12. ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص156.
  13. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص76.
  14. السّلمي، صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، ص222.
  15. ابن كثير البداية والنهاية، ج4، ص156.
  16. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص144.
  17. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص76.
  18. الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص604.
  19. قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق، ص109.
  20. قريبي، مرويات غزوة بني المصطلق، ص106.
  21. ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص290 - 293.
  22. الجميلي، غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ص74.
  23. ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص139.
  24. ابن سعد، الطبقات، ج2، ص65.
  25. ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص194.
  26. النور: الآية: 11.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • صَحِيحُ الأثَر وجَمَيلُ العبر من سيرة خير البشر ص، د. محمد بن صامل السُّلَميُّ أستاذ التاريخ الإسلامي المشارك، د. عبد الرحمن بن جميل قصَّاص الأستاذ المشارك في قسم الدعوة، د. سعد بن موسى الموسى أستاذ التاريخ الإسلامي المشارك، د. خالد بن محمد الغيث أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد، مكتبة روائع المملكة، جدة، الطبعة: الأولى، 1431 هـ - 2010 م.
  • الصلابي، علي محمد، السِّيرةُ النّبوية - عرضُ وقائع وَتحليل أحدَاث، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة: السابعة، 1429 هـ - 2008 م.
  • الجميلي، سيد، غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1416 هـ.
  • قريبي، إبراهيم، مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، د ت.
  • الطبري، ابن جرير، تاريخ الطبري، دار التراث، بيروت، الطبعة: الثانية - 1387 هـ.
  • ابن الأثير، عز الدين، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م.
  • الذهبي، شمس الدين، العبر في خبر من غبر، دار الكتب العلمية، بيروت، د ت.
  • الذهبي، شمس الدين، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، المكتبة التوفيقية.
  • ابن كثير، إسماعيل ابن عمر، البداية والنهاية، دار الفكر، بيروت، 1407 هـ - 1986 م.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت، د ت.
  • ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، 1408 هـ.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، مطبعة الشعب، د م، 1390هـ.
  • العسقلاني، ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تحقيق: عبد العزيز بن باز، السلفية، القاهرة، 1380هـ.
  • الحربي، إبراهيم بن اسحاق، المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة، تحقيق: حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة، الرياض، 1389هـ.