عبد الله بن رواحة
معلومات شخصية | |
---|---|
الاسم الكامل | عبد الله بن رواحة بن ثعلبة |
الكنية | أبا محمد، وأبو رواحة، وأبو عمرو |
الموطن | المدينة |
المهاجرون/الأنصار | أنصاري |
النسب/القبيلة | الخزرج |
الوفاة/الاستشهاد | سنة 8 هـ، معركة مؤتة |
معلومات دينية | |
زمن الإسلام | قبل هجرة النبي إلى المدينة |
المشاركة في الحروب | جميع الحروب ما عدا فتح مكة |
الأعمال البارزة | قيادة جيش المسلمين في معركة مؤتة |
عَبدُ الله بن رَوَاحَة من الأنصار الذين بايعوا رسول الله في بيعة العقبة الثانية، وهو من أهل المدينة من الخزرج، واختاره النبي ممثلا عنه في قبيلة بني حارثة من الخزرج. وهو أحد زعماء الأنصار الاثني عشر، وكان حاضراً في معظم غزوات النبي، منها أحد، والخندق، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، وكان خليفة الرسول على المدينة المنورة في غزوة بدر الموعد. استشهد في حرب مؤتة.
الهوية الشخصية
كان عبد الله بن رواحة بن ثعلبة من بني الحارث، من الخزرج، ومن أنصار أهل المدينة. وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة من بني الحارث.[١] ويكنى أبا محمد، وأبو رواحة، وأبو عمرو،[٢] وآخى النبي بينه وبين المقداد بن الأسود.[٣] وهو خال النعمان بن بشير بن سعد، وبحسب الروايات التاريخية لم يكن له أولاد.[٤]
الخصائص
ورغم أن القراءة والكتابة لم تكن شائعة بين الناس في العصر الجاهلي، إلا أن عبد الله بن رواحة كان من كتاب ذلك العصر، كما كان ماهرا في الشعر.[٥]
إن حضوره في معظم حروب النبي يدل على شجاعته في ساحة المعركة. وبشكل عام يمكن سرد خصائصه على النحو التالي:
شعر عن عبد الله بن رواحة يصف فيه النبي:
أنت النَّبِيّ ومن يحرم شفاعته
يوم الحساب فقد أزرى به القدر
فثبت اللَّه ما آتاك من حسن
تثبيت موسى ونصرًا كالذي نصروا
المهارة في الشعر
وبعدما نزلت هذه الآيات من سورة الشعراء: ﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ﴾[٦] قرر عبد الله بن رواحة أن لا يقول الشعر مرة أخرى.[٧] حتى نزل قوله تعالى: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾[٨] ثم استثنى من جملتهم عبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وسائر شعراء المؤمنين الذين مدحوا رسول الله.[٩]
له أشعار في مدح النبي،[١٠] وله ايضاً أشعار في رثاء حمزة عم الرسول،[١١] ونافع بن بديل.[١٢]
الشجاعة في الحرب
وذكرت المصادر التاريخية أن عبد الله كان أول من يستعد للحرب ويخرج من البيت، وآخر من يعود من الميدان إلى بيته.[١٣]
الصحبة مع النبي
كان عبد الله بن رواحة من أهالي المدينة المنورة الذين بايعوا رسول الله أثناء مراسم الحج في السنة الثالثة عشرة من البعثة في العقبة، والتي عرفت في التاريخ ببيعة العقبة الثانية. وبعد هذه البيعة اختاره رسول الله كأحد زعماء الأنصار الاثني عشر، وممثلا عنه في قبيلة بني حارثة من الخزرج.[١٤]
كان عبد الله ممن استقبل النبي بعد وصوله إلى المدينة ودعاه للسكن في بيته.[١٥] وشارك خلال حياته في جميع معارك الرسول تقريبًا، بما في ذلك معركة بدر، وأحد، والخندق والحديبية، وخيبر وعمرة القضاء ومؤتة،[١٦] وفي غزوة بدر الموعد، كان خليفة رسول الله على المدينة.[١٧]
وفي غزوة بدر، كلفه النبي بنقل خبر انتصار المسلمين إلى المدينة المنورة.[١٨] وأثناء عمرة القضاء، وعندما دخل النبي مكة، كان بصحبة رسول الله وأمسك بزمام ناقته وأنشد الشعر في وصفه.[١٩]
وبعد فتح خيبر وكله رسول الله بجمع خراج خيبر، وظل في هذا المنصب حتى شهادته. وبعثه رسول الله بعد معركة خيبر في سرية ومعه 30 فارساً إلى أسير بن رازم اليهودي فقتله.[٢٠] وفي معركة مؤتة وبعد زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، أوكلت قيادة الجيش الإسلامي إلى عبد الله بن رواحة من قبل النبي.[٢١]
الاهتمام الخاص من قبل النبي
وبحسب الروايات التاريخية فإنَّ رسول الله دعا لعبد الله بشكل خاص في عدة مناسبات. بعضها عبارة عن:
- أتى عبد الله بن رواحة النبي ذات يوم وهو يخطب فسمعه وهو يقول: اجلسوا فجلس في مكانه على الأرض خارج المسجد حتى فرغ النبي من خطبته، فبلغ ذلك النبي فقال: زادك اللّه حرصاً على طاعة الله تعالى وطاعة رسوله.[٢٢]
- لما مرض عبد الله ذهب النبي إلى عيادته فرأى تغير حاله فقال: اللهم إن كان حضر أجله فيسر عليه، وإن لم يكن حضر أجله فاشفه؛ وبسبب هذا الدعاء تعافى عبد الله.[٢٣]
- وفي غزوة خيبر طلب النبي من عبد الله أن يقرأ الشعر لتحفيز الجيش، فألقى قصيدة، فقال النبي: اللهم أرحمه.[٢٤]
الوفاة
استشهد عبد الله بن رواحة في معركة مؤتة. ويروى تاريخ استشهاده في هذه الحرب على النحو التالي: في السنة الثامنة للهجرة أرسل رسول الله جيشا قوامه ثلاثة آلاف بقيادة زيد بن حارثة لقتال الروم. وإذا استشهد زيد فالقيادة بيد جعفر بن أبي طالب، وإذا استشهد أيضاً تكون قيادة الجيش بعهدة عبد الله بن رواحة.[٢٥]
وبحسب الروايات التاريخية، فإن عبد الله بن رواحة أنشد شعراً قبل انتقاله إلى مؤتة، وطلب من الله تعالى أن يرزقه الشهادة، وبكى خوفاً من عقاب الله. وبعد مقتل زيد وجعفر، تم وضع راية الجيش الإسلامي بين يدي عبد الله وهاجم العدو. واستشهد بعد قتال شديد. وقبل شهادته استقبل الدم بيده فمسح به وجهه، ثم صرع بين الصفين فجعل يقول: يا معشر المسلمين، ذبوا عن لحم أخيكم.[٢٦] ويقع قبره وغيره من شهداء مؤتة في منطقة تسمى المزار في مدينة الكرك بالأردن.[٢٧]
الهوامش
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص398؛ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج3، ص235؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج4، ص72.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج4، ص72.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج4، ص73.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص398.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص398.
- ↑ سورة الشعراء، الآية 224 ـ 226.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص400.
- ↑ سورة الشعراء، الآية 227.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، 1415هـ، ج7، ص360.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج3، ص900.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص162.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج1، ص353.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ح3، ص235.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج3، ص235.
- ↑ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص160.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج3، ص898.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص340.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج1، ص114؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص398.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص371؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص398.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص398.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج2، ص756.
- ↑ البيهقي، دلائل النبوة، ج6، ص257.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج3، ص401.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج2، ص639.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج2، ص756.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ح3، ص235.
- ↑ ابن عنبة، عمدة الطالب، ص36.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، وعادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415 هـ/ 1994 م.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415 هـ/ 1995 م.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1410 هـ/ 1990 م.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1376 هـ/ 1956 م.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط1، 1412 هـ/ 1992 م.
- ابن عنبة، أحمد بن علي، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، تحقيق: محمد حسن آل الطالقاني، النجف، 1380 هـ/ 1961 م.
- ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وآخرون، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط1، 1417 هـ/ 1996 م.
- البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1408 هـ/ 1988 م.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط1، 1415 هـ.
- الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت، دار الأعلمي، ط3، 1409 هـ/ 1989 م.