انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إيمان أبي طالب (ع)»

من ويكي شيعة
imported>Foad
imported>Foad
سطر ٧٦: سطر ٧٦:


===أبو طالب في كلمات سائر المعصومين(ع)===
===أبو طالب في كلمات سائر المعصومين(ع)===
روي عن [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]] (ع) أنه قال: «واعجباً إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر وقد كانت [[فاطمة بنت أسد]] من السابقات إلى الاسلام ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 35، ص 157؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 69.</ref>


روي عن [[الإمام السجاد عليه السلام|الإمام السجاد]] (ع) أنه قال: «واعجباً إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر وقد كانت [[فاطمة بنت أسد]] من السابقات إلى الاسلام ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات».<ref>بحارالأنوار، ج 35، ص 157؛ شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 69.</ref>
وعن [[الإمام الباقر عليه السلام|الإمام محمد الباقر]] (ع) التصريح بإيمان أبي طالب وأنه: «لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه».<ref>الأميني، الغدير، ج ص 380.</ref>


وعن [[الإمام الباقر عليه السلام|الإمام محمد الباقر]] (ع) التصريح بإيمان أبي طالب وأنه: «لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه».<ref>الغدير، ج 7، ص 380.</ref>
وعن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] (ع) أنه قال: «إن مثل أبي طالب مثل [[أصحاب الكهف]] أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين».<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 448.</ref> وفي رواية أخرى مخاطباً [[يونس بن نباتة]]: «يا يونس كذب أعداء الله إن أبا طالب من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً».<ref>الكراجي، كنز الفوائد، ص 80.</ref>


وعن [[الإمام الصادق عليه السلام|الإمام الصادق]] (ع) أنه قال: «إن مثل أبي طالب مثل [[أصحاب الكهف]] أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين».<ref>كافي، ج 1، ص 448.</ref> وفي رواية أخرى مخاطباً [[يونس بن نباتة]]: «يا يونس كذب أعداء الله إن أبا طالب من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً».<ref>كنز الفوائد، ص 80.</ref>
وعن [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]] (ع) أنه كتب اليه (ع) أبان بن محمود: جعلت فداك إني قد شككت في إسلام أبي طالب. فكتب إليه: «ومن يشاقق الرسول (ص) من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين...»: وبعدها إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار.<ref>ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 68؛ المجلسي، بحارالأنوار، ج 35، ص 110.</ref>


وعن [[الإمام الرضا عليه السلام|الإمام الرضا]] (ع) أنه كتب اليه (ع) أبان بن محمود: جعلت فداك إني قد شككت في إسلام أبي طالب. فكتب إليه: «ومن يشاقق الرسول (ص) من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين...»: وبعدها إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار.<ref>شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 68. بحارالأنوار، ج 35، ص 110.</ref>
وفي رواية أخرى عنه (ع): «كان نقش خاتم أبي طالب (ع) رضيت بالله ربّاً وبابن أخي محمد (ص) نبياً وبابني علي (ع) له وصياً».<ref>المدني، الدرجات الرفيعة، ص 60.</ref>


وفي رواية أخرى عنه (ع): «كان نقش خاتم أبي طالب (ع) رضيت بالله ربّاً وبابن أخي محمد (ص) نبياً وبابني علي (ع) له وصياً».<ref>الدرجات الرفيعة، ص 60.</ref>
وعن [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن بن علي العسكري]] (ع): «إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسوله (ص) إني قد أيدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سراً، وشيعة تنصرك علانية فأما التي تنصرك سرا فسيدهم وأفضلهم عمك أبو طالب، وأما التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بن أبي طالب (ع). ثم قال: وإن أبا طالب ك[[مؤمن آل فرعون]] يكتم إيمانه».<ref>ابن معد، الحجة على الذاهب، ص 362.</ref>
 
وعن [[الإمام الحسن العسكري عليه السلام|الإمام الحسن بن علي العسكري]] (ع): «إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسوله (ص) إني قد أيدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سراً، وشيعة تنصرك علانية فأما التي تنصرك سرا فسيدهم وأفضلهم عمك أبو طالب، وأما التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بن أبي طالب (ع). ثم قال: وإن أبا طالب ك[[مؤمن آل فرعون]] يكتم إيمانه».<ref>الحجة على الذاهب، ص 362.</ref>


==في كلمات علماء المسلمين==
==في كلمات علماء المسلمين==

مراجعة ١٤:٢٨، ٢٨ أغسطس ٢٠٢٠

إيمان أبي طالب (ع) من المباحث الكلامية التي اختلف فيها المسلمون، فذهب الشيعة إلى القول بأن الرجل كان مؤمناً ومات كذلك، وقد أجمع علمائهم على ذلك مستندين إلى روايات أهل البيت (ع)، وإلى جملة من الأدلة التي تثبت بشكل قاطع إيمانه وتفنيد دعوى وفاته مشركاً؛ لكن أهل السنة ذهبوا إلى القول بانّه مات كافراً مستندين في ذلك إلى رواية تشير إلى إصراره حتى اللحظات الأخيرة على البقاء على دين الجاهلية.

دليل منكري إيمان أبي طالب

استند المنكرون لإيمان أبي طالب (رض) بعدة روايات، هي:

  • آية النهي عن الاستغفار للمشركين

رووا في شأن نزول الآية المباركة عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لمّا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله (ص) فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال: أي عم قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله (ص) يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما تكلم: على ملّة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله الا الله. فقال رسول الله (ص): والله لاستغفرن لك ما لم أُنه عنك. فأنزل الله: «مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يستغفروا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ».(التوبة ـ 133)[١]

وفي الرواية مواقع للنظر، منها:

إن سعيداً الذي انفرد بنقل هذه الرواية كان ممن ينصب العداء لأمير المؤمنين علي (ع) فلا يحتجّ بما يقوله أو يتقوله فيه وفي أبيه وفي آله وذويه، فان الوقيعة فيهم أشهى مأكلة له.[٢] قال ابن أبي الحديد في الشرح ج 4، ص 101: وكان سعيد بن المسيب منحرفاً عنه (ع). أضف الى ذلك أن آية الاستغفار نزلت بالمدينة بعد موت أبي طالب بعدّة سنين تربو على ثمانية أعوام. يضاف الى ذلك – كما عن العلامة الأميني -إن هناك روايات تضاد هذه الرواية في مورد نزول آية الاستغفار من سورة البراءة أخرجها كبار علماء ومحدثي العامة، عن علي (ع) قال: «سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أولم يستغفر إبراهيم؟ فذكرت ذلك للنبي (ص) فنزلت آية: «مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى...».[٣]

  • آية النأي

ذهب البعض الى القول بأن الآية 26 من سورة الأنعام نزلت بحق أبي طالب، فقد أخرج الطبري وغيره عمّن سمع إبن عباس أنه قال: إنها نزلت في أبي طالب، ينهى عن أذى رسول الله (ص) أن يؤذي، وينأى أن يدخل في الاسلام.[٤]

ويرده: أولا: الحديث مرسل لوجود كلمة (عمن) للإشارة للراوي الذي بين حبيب بن أبي ثابت وابن عباس، ومع عدم معرفة الراوي كيف يمكن الاستناد الى الرواية والاطمئنان بصدورها حقاً؛ وثانيا: إن علماء العامة أنفسهم ضعفوا حبيب بن أبي ثابت واتهموه بالتدليس.[٥] وثالثاً: أن الطبري روى ما يتضاد مع رواية حبيب وأنها نزلت في مشركي مكة الذين كانوا ينهون الناس عن محمد (ص) أن يؤمنوا به، وينأون عنه يتباعدون عنه.[٦] ويؤيد ذلك سياق الآيات فإنّها جمعاً كانت بصدد الحديث عن المشركين.

  • حديث الضَحضاح

تمسك المخالفون بحديث الضحضاح حيث رووا عن المغيرة بن شعبه أنه ذكر أبو طالب عند النبي (ص) فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه. [٧]

ويرده: أولا: إن المغيرة بن شعبة - كما يقول العلامة المجلسي- كان معروفا ببغضه لبني هاشم، وعلي (ع) بالخصوص وبغضه مشهور ومعلوم، وفسقه غير خاف.[٨] وثانياً: لا معنى لشمول الشفاعة لأبي طالب مع فرض موته كافراً؛ إذ من المسلم به أن الشفاعة لاتشمل المشركين.[٩]

دليل القائلين بإيمان أبي طالب

لم يكتف مفكروا الشيعة وعلماؤهم بالرد على المخالفين وإبطال حججهم، بل ساقوا الكثير من الأدلة التي تدعم إيمان أبي طالب، منها:

  • مواقف أبي طالب وسلوكياته

قام أبو طالب بدعوة كل من زوجته فاطمة بنت أسد وأبنائه وملك الحبشة الى الاسلام،[١٠] فقد روى أهل السنة أن أبا طالب قال لعلي (ع) يا بني الزمه فإنه لن يدعوك إلا إلى خير، وقال لإبنه جعفر: صلّ جناح أبن عمك فأسلم، وبدعائه وإقباله على محمد (ص) أسلمت امرأته فاطمة بنت أسد.[١١]

وقد وقف أبوطالب الى جانب الرسول الأكرم (ص) في شتى المواقف وتحمل الكثير من العناء والمصاعب وبقي ملازما له ومدافعا عنه حتى اللحظات الاخيرة من حياته حيث أوصى بني هاشم بالإيمان به وتصديقه والدفاع عنه إن راموا الهداية والفلاح، ولأجله أصفق بنو عبد مناف على نصرة رسول الله (ص) بمكة ولأجله صبر بنو هاشم على الحصار في الشعب.[١٢]

وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد – رغم توقفه في إيمان أبي طالب- إني: لم أستجز أن أقعد عن تعظيم أبي طالب فإني أعلم أنه لولاه لما قامت للإسلام دعامة وأعلم أن حقه واجب على كل مسلم في الدنيا إلى أن تقوم الساعة. وقالوا: انه روي بأسانيد كثيرة بعضها عن ابن عباس وغيره أن أبا طالب ما مات حتى قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقال في موضع آخر: وقالوا: إنما لم يظهر أبو طالب الإسلام ويجاهر به لأنه لو أظهره لم يتهيأ له من نصرة النبي (ص) ما تهيأ له وكان كواحد من المسلمين الذين اتبعوه‏.[١٣]

  • كلام أبي طالب واشعاره

لأبي طالب أكثر من ألف بيت من الشعر جمعت في ديوان أبي طالب يستفاد من الكثير منها تأييده وتصديقه لنبوة النبي الأكرم (ص)، منها:

إِن ابن آمنة النبي محمداًعندي فــوق منــــــــــــــازل الأولاد


ومن أشهر قصائده القصيدة اللامية التي يقول فيها:

[١٤]
خليليّ ما أُذني لأوّل عاذلٍبصغواءَ في حقٍّ ولا عند باطل


قال العلامة الأميني بعد ذكره لمقاطع من شعره: أنا لا أدري كيف تكون الشهادة والاعتراف بالنبوّة إن لم يكن منها هذه الأساليب المتنوّعة المذكورة في هذه الأشعار؟ ولو وجد واحد منها في شعر أيّ أحد أو نثره لأصفق الكلّ على إسلامه، لكن جميعها لا يدلّ على إسلام أبي طالب. فاعجب واعتبر!.[١٥]

وقال إبن أبي الحديد في شرحه بعد ذكر جملة من شعر أبي طالب: فكلّ هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر؛ لأنَّه إن لم تكن آحادها متواترة فمجموعها يدلّ على أمر واحد مشترك وهو تصديق محمد (ص)، ومجموعها متواتر.[١٦]

وجاء في بعض تلك القصائد:

[١٧]
يا شاهد الله علي فاشهـــــــــدأني على دين النبي أحمد


ومنها:

    
[١٨]
إذا قيل من خير هذاالورىقبيلاً وأكرمهم أســـــــــــــــرة
أناف لعبد منــــــــــــــــــــــاف أبوفضله هاشــــــــم العــــــــــزة
لقد حل مجد بني هاشـــــــممكان النعائم والنثــــــــــــــرة‏
وخير بني هاشم أحمــــــــــــدرسول الإله على فتــــــــــرة


ومنها:

[١٩]
نصرتُ الرسولَ رسول المليكِببيضٍ تلألا كلمعِ البروقِ‏
أذبُّ وأحمي رســـــــــــــــــول الإلهِحمايةَ حامٍ عليه شفيــق


أبو طالب في كلمات أهل البيت(ع)

أجمعت كلمات أهل البيت (ع) بدءاً بالرسول الأكرم (ص) ومروراً بأمير المؤمنين (ع) وسائر الأئمة (عليهم السلام) على التأكيد على إيمان أبي طالب وأنه رحل عن هذه الدنيا وهو على شريعة الاسلام. ففي الحديث القدسي: نزل جبرئيل على النبي (ص) فقال: يا محمد إن الله جل جلاله يقرئك السلام ويقول: إنّي قد حرمت النار على صلب أنزلك وبطن حملك وحجر كفلك. فقال: يا جبرئيل بين لي ذلك. فقال: أما الصلب الذي أنزلك فعبد الله بن عبد المطلب، وأما البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأما الحجر الذي كفلك فأبو طالب بن عبد المطلب.[٢٠]

أبو طالب في كلمات الرسول الأكرم(ص)

كان النبي الأكرم (ص) كلمّا ذكر أبو طالب او ذكره يثني عليه ويذكره باجلال عرفانا للجميل وللدور الكبير الذي لعبه أبو طالب في الدفاع عن الرسول والرسالة، ففي رواية أن النبي (ص) خاطب جابر بن عبد الله الأنصاري بقوله: لما كانت الليلة التي أسري بي فيها إلى السماء انتهيت إلى العرش فرأيت أربعة أنوار فقلت: إلهي ما هذه الأنوار؟ فقال: يا محمد (ص) هذا عبد المطلب وهذا عمك أبو طالب وهذا أبوك عبد الله وهذا أخوك طالب‏[٢١] وفي رواية أخرى: «يحشر ابوطالب (ع) يوم القيمة في زي الملوك وسيما الانبياء(ع)».[٢٢] وفي رواية ثالثة: أن الله عز وجل، وعدني في أربعة، في أبي وأمي وعمي وأخ كان لي في الجاهلية.[٢٣]

أبو طالب في كلمات أمير المؤمنين(ع)

تشير كلمات أمير المؤمنين (ع) الى المكانة السامية والمنزلة الرفعية لوالده والفضائل التي اتسمت بها تلك الشخصية العظيمة في تاريخ المسلمين، فقد روي عنه (ع) أنه قال: «إِنَّ نُور أَبي طالبٍ ليُطفِئُ أَنوار الخلائق إِلا خمسةَ أَنوار نور مُحمَّد (ص) ونور فاطمةَ (ع) ونور الحسنِ (ع) ونور الحسينِ (ع) ونور ولده من الأَئِمَّةِ أَلا إِنَّ نُورهُ منْ نورنا خلقَهُ اللَّهُ من قبل خلقِ آدم بأَلفَي عام».[٢٤] وفي رواية أخرى: «إِنَّ أَبِي حين حضرهُ الموْت شهدهُ رسولُ اللَّه (ص) فأَخبرني فيه بشيْ‏ءٍ أَحبَّ إِليَّ من الدُّنْيَا وما فيها».[٢٥]

أبو طالب في كلمات سائر المعصومين(ع)

روي عن الإمام السجاد (ع) أنه قال: «واعجباً إن الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الاسلام ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات».[٢٦]

وعن الإمام محمد الباقر (ع) التصريح بإيمان أبي طالب وأنه: «لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة الأخرى لرجح إيمانه».[٢٧]

وعن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين».[٢٨] وفي رواية أخرى مخاطباً يونس بن نباتة: «يا يونس كذب أعداء الله إن أبا طالب من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً».[٢٩]

وعن الإمام الرضا (ع) أنه كتب اليه (ع) أبان بن محمود: جعلت فداك إني قد شككت في إسلام أبي طالب. فكتب إليه: «ومن يشاقق الرسول (ص) من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين...»: وبعدها إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار.[٣٠]

وفي رواية أخرى عنه (ع): «كان نقش خاتم أبي طالب (ع) رضيت بالله ربّاً وبابن أخي محمد (ص) نبياً وبابني علي (ع) له وصياً».[٣١]

وعن الإمام الحسن بن علي العسكري (ع): «إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسوله (ص) إني قد أيدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سراً، وشيعة تنصرك علانية فأما التي تنصرك سرا فسيدهم وأفضلهم عمك أبو طالب، وأما التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بن أبي طالب (ع). ثم قال: وإن أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم إيمانه».[٣٢]

في كلمات علماء المسلمين

الشيخ الطوسي: إن أبا طالب كان مسلماً وعليه إجماع الإمامية، لا يختلفون فيه، ولهم على ذلك أدلة قاطعة موجبة للعلم.[٣٣]

الشيخ الطبرسي: قد ثبت إجماع أهل البيت (ع) على إيمان أبي طالب وإجماعهم حجّة لأنهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي (ص) بالتمسك بهم.[٣٤]

الفتال النيسابوري: إعلم أن الطائفة المحقة قد اجتمعت على أن أبا طالب وعبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب كانوا مؤمنين وإجماعهم حجة.[٣٥]

فخار بن معد: لقد كان يكفينا من الاستدلال على إيمان أبي طالب إجماع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين وعلماء شيعتهم على إسلامه واتفاقهم على إيمانه، ولو لم يرد عنه من الأفعال التي لا يفعلها إلا المؤمنون والأقوال التي لا يقولها إلا المسلمون.[٣٦]

السيد إبن طاووس: إنني وجدت علماء هذه العترة مجمعين على إيمان أبي طالب، ولا ريب أن العترة أعرف بباطن أبي طالب من الأجانب، وشيعة أهل البيت (ع) مجمعون على ذلك ، ولهم فيه مصنفات.[٣٧]

العلامة المجلسي: قد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنه قد آمن بالنبي (ص) في أول الأمر، ولم يعبد صنما قط، بل كان من أوصياء إبراهيم (ع) واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتى أن المخالفين كلهم نسبوا ذلك إليهم، وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في ذلك وصنف كثير من علمائنا ومحدثينا كتاباً مفرداً في ذلك كما لا يخفى على من تتبع كتب الرجال.[٣٨]

الكتب المصنفة في ايمان أبي طالب

صنف علماء الشيعة الكثير من الكتب في إثبات إيمان أبي طالب ذكر العلامة آقا بزرك الطهراني في موسوعة الذريعة تسعة منها تحت عنوان «ايمان أبي طالب»[٣٩] ومن هذه الكتب:

1. الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي‏ طالب، تألیف السید فخار بن معد، المتوفی 630 ق.

2. منية الطالب في إيمان أبي ‏طالب تألیف السيد حسين الطباطبائي اليزدي الحائري، المتوفى 1306 ق.

3. بغية الطالب في إيمان أبي‏ طالب تألیف السيد محمّد عباس التستري الهندي، المتوفى 1306 ق.

4. مقصد الطالب في إيمان آباء النبيّ وعمّه أبي ‏طالب تألیف المیرزا حسین الجرجاني.

5. القول الواجب في إيمان أبي‏ طالب تألیف الشیخ محمد علي فصیح الهندي.

الهوامش

  1. البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 247.
  2. الأميني، الغدير، ج 8، ص 56.
  3. الأميني، الغدير، ج 8، ص 12.
  4. الطبري، جامع البيان، ج 7، ص 228.
  5. ابن حبان، الثقات، ج 4، ص 137.
  6. الطبري، جامع البيان، ج 7، ص 229.
  7. البخاري، صحيح البخاري، ج 4، 247.
  8. المجلسي، بحار الأنوار، ج 35، ص 112.
  9. الطوسي، التبيان، ج 10، ص 187.
  10. مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة النبي، ج 3، ص 230؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 13، ص 272.
  11. الحلبي، السيرة الحلبية، ج 1، ص 433؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 287.
  12. الأميني، الغدير، ج 7، ص 367.
  13. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 71 - 83.
  14. المفيد، إيمان أبي طالب، ص 18.
  15. الأميني، الغدير، ج 7، ص 341.
  16. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 78.
  17. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 78.
  18. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 78.
  19. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 78.
  20. الصدوق، معاني الأخبار، ص 137.
  21. الفتال النيشابوري، روضة الواعظين، ص 81.
  22. ابن بابويه القمي، الإمامة و التبصرة، ص 34.
  23. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 29.
  24. المجلسي، بحارالأنوار، ج 35، ص 110؛ الكراجي، كنز الفوائد، ص 80.
  25. المجلسي، بحارالأنوار، ج 35، ص 113.
  26. المجلسي، بحار الأنوار، ج 35، ص 157؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 69.
  27. الأميني، الغدير، ج 7، ص 380.
  28. الكليني، الكافي، ج 1، ص 448.
  29. الكراجي، كنز الفوائد، ص 80.
  30. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 14، ص 68؛ المجلسي، بحارالأنوار، ج 35، ص 110.
  31. المدني، الدرجات الرفيعة، ص 60.
  32. ابن معد، الحجة على الذاهب، ص 362.
  33. التبيان، ج 8، ص 164.
  34. مجمع البيان، ج 4، ص 31.
  35. روضه الواعظين، ص 138.
  36. الحجة على الذاهب، ص 64.
  37. الطرائف، ص 398.
  38. بحارالأنوار، ج 35، ص 138.
  39. الذريعة، ج 2، ص 512 و 513.

المصادر والمراجع

  • ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد ابو الفضل إبراهيم، بلا مكا، دار إحياء الكتب العربية، 1378 هـ.
  • ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دار الكتاب العربي، بلا تا.
  • ابن بابويه القمي، علي بن الحسين، الإمامة والتبصرة، قم، مؤسسة الإمام المهدي، 1404 هـ.
  • ابن حبان، محمد، الثقات، مؤسسة الكتب الثقافية، 1393 هـ.
  • ابن طاووس الحلي، علي بن موسي، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، قم، خيام، 1399 هـ.
  • ابن معد، سيد فخار، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب، قم، سيد الشهداء، 1410 هـ.
  • الأميني، عبد الحسين، بيروت، دار الكتاب العربي، 1397 هـ.
  • البخاري، محمد بن اسماعيل، صحيح البخاري، بيروت، دار الفكر، 1401 هـ.
  • الطهراني، آقا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1403 هـ.
  • الحلبي، السيرة الحلبية، بيروت، دار المعرفة، 1400 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
  • الطبرسي، فضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1415 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، تحقيق أحمد حبيب قصير العاملي، بلا مكا، مكتب الإعلام الاسلامي، 1409 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، معاني الأخبار، تحقيق علي أكبر غفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1338 هـ
  • الكراجكي، محمد بن علي، كنز الفوائد، قم، مكتبه المصطفوي، 1369 هـ
  • الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي، تحقيق علي أكبر غفاري، تهران، دار الكتب الاسلامية، 1363 هـ ش.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسه الوفاء، 1403 هـ.
  • مرتضى العاملي، السيّد جعفر، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، بيروت، دار السيرة، 1415 هـ.
  • المدني، السيد علي خان، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، تحقيق محمد صادق بحر العلوم، قم، مكتبة بصيرتي، 1397 هـ.
  • النيسابوري، محمد بن فتال، روضة الواعظين، قم، شريف الرضي، بلا تا.
  • اليعقوبي، ابن واضح، تاريخ اليعقوبي، النجف، المكتبة الحيدرية، 1384 هـ.