آية الخاتمية

آية الخاتمية

عنوان الآية	الخاتمية
رقم الآية	40
في سورة	الأحزاب
في جزء	22
رقم الصفحة	423
مكان النزول	المدينة
الموضوع	اعتقادي

آيَة الخَاتمِيَّة هي الآية الأربعون من سورة الأحزاب، والآية الوحيدة التي تذكر -بشكل صريح- أنَّ رسول الله خاتم الأنبياء. وأن إتمام النبوة بنبوة رسول الله من ضروريات الدين الإسلامي، ومورد اتفاق المسلمين.

في بداية الآية تم نفي الرابطة الأبوية للنبي مع جميع الناس، ثم ذكرت رسالته وختم النبوة، ويرى بعض المفسرين ومن أجل الترابط بين صدر الآية وذيلها، قطع الله تعالى الارتباط النسبي للرسول الله مع الآخرين، وأثبت في ذيل الآية الارتباط المعنوي مع جميع المؤمنين الناشئ من الرسالة والخاتمية.

وذكر البعض وبالاعتماد على الاختلاف بين معنى النبي والرسول، إنَّ هذه الآية تُشير إلى ختم النبوة وليس ختم الرسالة، فمن الممكن أن يأتي رسول آخر بعد النبي محمد. ورداً على هذا التفاوت، ذكر المفسرون أنَّ مفهوم النبي يشمل الرسول أيضاً؛ وهذا يعني أن كل رسول هو أيضا نبي؛ ولذلك بختم النبوة تُختم الرسالة أيضاً.

المكانة والأهمية

لوحة فنية جميلة لآية الخاتمية، بخط النستعليق لحافظ نجم محمود

يُطلق على الآية 40 من سورة الأحزاب آية خاتمية النبوة أو آية الخاتمية، وتُعتبر هذه الآية أوضح دليل على خاتمية نبي الإسلام، والتي تُشير إلى إحدى فضائل النبي محمد الخاصة، وهي ختم النبوة والرسالة به.

لقد اتفقت كلمة المسلمين على خاتمية نبوة نبي الإسلام، وأنها من ضروريات الدين الإسلامي. وتعتبر هذه الآية هي الآية الوحيدة التي اشتملت على اسم (محمد) ولقب النبي (خاتم النبيين).

نص الآية

﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾

---

سورة الأحزاب، الآية 40

شأن النزول

وفي شأن نزول هذه الآية قيل أنَّه بعد زواج نبي الإسلام بزينب بنت جحش مطلّقة زيد بن حارثة (ابن النبي بالتبنّي) حاول بعض المنافقين تخطئة ما فعله النبي، لأن الابن بالتبنّي في العرف الجاهلي لا يختلف عن الابن. ونزول هذه الآية بمثابة إعلان الحرب من قبل الله تعالى على هذا العرف الجاهلي وتُبين أن تبنّي زيد هو من باب الاختصاص والتقريب، وأن الابن بالتبني لا يمكن أن يقوم مقام الابن؛ كما أن العرب لا تجعل الأب بالتبني مقام الأب النسبي. ويُشير الله تعالى في تكملة الآية إلى نوع آخر من الترابط بين النبي والناس.

الترابط بين صدر الآية وذيلها

في بداية الآية تم نفي الرابطة الأبوية للنبي لجميع الناس، ثم ذكرت أن رسالته من الله تعالى، وأن ختم النبوة تم بالنبي محمد. ومن أجل الربط بين هذه المضامين، قال البعض إنه بالرغم من إنَّ الله تعالى قطع الارتباط النسبي لرسول الله مع الآخرين، فإنه أثبت في ذيل الآية الارتباط المعنوي الناشئ من الرسالة والخاتمية. وبتعبير آخر أنَّ رسول الله أب لكل مؤمن ومؤمنة، من كل دين، حيث أنَّه خاتم ووارث النبيين جميعا. وأنّ علاقته معكم علاقة الرّسول بالإمّة، ويعلم أنَّه لا يأتي رسول بعده، فهو الأب الذي ليس لولده إلا هذا الأب. ويرى البعض أن ذكر رسالة النبي وخاتميته بعد نفي الولد، هو من أجل إفهام المخاطب أن طاعة رسول الله ليس بسبب الرابطة الأبوية؛ بل بسبب منصب الرسالة والقيادة.

معنى خاتم

وقد قرأ بعض القراء السبعة «خاتم» بكسر التاء خاتِم، وبعضهم مثل عاصم وقراء آخرون أيضاً بفتح التاء أي خاتَم بمعني أن نبي الإسلام هو اخر الأنبياء، وخاتِم بالكسر بمعنى أنَّه ختم سلسلة النبوة، ويرى البعض أن الفتح والكسرة لا يختلفان كثيرًا ويؤخذ منهما معنى واحد.

ويرى بعض المفسرين أن الختم هو الشيء الذي تنتهي به الأمو، وهو بمثابة الخاتم الذي تُغلق فيه الرسالة أو غطاء الوعاء أو باب المنزل حفاظ عليها لئلّا يفتحها أحد. ومن ناحية أخرى، كان من أدوات الختم خواتم يُنقش عليها ختم كل شخص، ولهذا يأتي الخاتم أيضاً بمعنى الخاتم الذي يوضع في اليد. وكذلك يُطلق على خواتم الزينة التي بدون الختم خاتم. وذهب البعض أن المقصود من وصف رسول الله بأنه خاتم النبيين، ليس بمعنى خاتم النبوة، بل بمعنى أنّه زينة الأنبياء؛ من حيث مكانته، وقد رفض بعض المفسرين هذا التفسير بسبب الارتباط بين كلمتي خاتم والخاتم بعنوان حلقة تُلبس باليد.

ختم النبوة والرسالة

المقالة الرئيسة: الخاتمية

وفي بعض الموارد تم أثارت الشكوك حول مفاد هذه الآية وأصل الخاتمية. وقد واجه البعض هذا الغموض بأن الله تعالى ذكر نبيه بخاتم الأنبياء لا خاتم المرسلين، وذكر المفسرون رداً على هذا الغموض، أن من كان خاتما للأنبياء يكون خاتما للرسل بطريق أولى. كما أن الرسول هو الذي يحمل رسالة من الله إلى الناس، والنبي هو الذي يحمل نبأ الغيب الذي هو الدين وحقائقه، ولازم ذلك أن ترتفع الرسالة بارتفاع النبوة فإن الرسالة من أنباء الغيب، فإذا انقطعت هذه الأنباء انقطعت الرسالة، ومن هنا يظهر أن كون رسول الله خاتم النبيين يستلزم كونه خاتما للرسل. وتوجد أيضاً معاني أخرى للرسول والنبي.

تعارض الآية مع أبناء النبي ومكانة الحسنين(ع)

ومع أنَّ هذه الآية لا تعتبر رسول الله وبشكل صريح أباً لأي أحد من الرجال المخاطبين، إلا أنَّ هناك أبناء لرسول الله مثل القاسم، وعبد الله، وإبراهيم، وكذلك الإمام الحسن، والإمام الحسين اللذان يُعدان من أبناء رسول الله، فكيف يتم توجيه هذه الآية. ورداً على ذلك قال البعض إنَّ كلمة «رجال» التي تم استخدامها في هذه الآية لا تشمل الأبناء الذين ماتوا في مرحلة الطفولة. كذلك كان الحسنين أيضاً لم يبلغا سن الرجال وقت نزول هذه الآية. وبعبارة أخرى أن الآية تقول أن رسول الله لم يكن أباً لأي أحد من الرجال الموجودين.

وفي مورد الحسنين فإن هذا الجواب أيضاً يدل على أن هذين ولدان غير مباشرين، وقد نفت الآية الأولاد المباشرين. وقال بعضهم أيضاً وبالاستناد على هذه الآية إن رسول الله ليس أبا لأحد من رجالكم، ويمكن أن يكون أباً لرجاله. وهذا الأمر تم الاستفادة منه من آية المباهلة التي ورد فيها ذكر الإمام الحسن، والإمام الحسن بعنوان «أَبْنٰاءَنٰا».

وعلى قول بعض المفسرين من أهل السنة، لو كان للنبي ولد رشيد وبالغ فمن دون شك لحصل على مقام النبوة من بعده، وبحرمانه من الأبناء جعله الله تعالى رسوله وآخر الأنبياء.