إكرام اليتيم

إكرام اليتيم هو دعم اليتيم مادّياً ومعنوياً، وقد أوصى الدين الإسلامي كثيرا بإكرام اليتيم، ووردت آيات من القرآن في حق اليتيم، حيث دعت المسلمين إلى تكريم اليتيم وإطعامه والإحسان إليه والإنفاق عليه، واحترام حقوقه.

لمحبة الأيتام والاهتمام بهم مكانة خاصة في الروايات أيضًا، يروى عن النبي أنه قال: "من كفى يتيماً في نفقة بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة. كان لرعاية الأيتام أهمية بالغة في سيرة أهل البيت، وعلى سبيل المثال روي عن الإمام علي أنه كان مهتما جداً بحاجات الأيتام، وأطلق على نفسه اسم أبو الأيتام.

على مر التاريخ تم إيلاء اهتمام خاص بدُور الأيتام في العالم الإسلامي، وأنشأت دور الأيتام لرعايتها والإشراف عليهم.

ضرورة كفالة اليتيم في الدين

لوحة المأوى (كافل اليتيم) لمحمود فرشجیان

ذكر العلماء بأن الإسلام أوصى باحترام اليتيم وإيواءه، وحمّل المجتمع مسؤولية رعايته، وكذلك أمر المؤمنين برعاية الأيتام حتى لا يتعرضوا للأذى، ويرى حسين أنصاريان وهو رجل دين وخطيب شيعي بأن إكرام الأيتام يعد واحدة من أعظم العبادات.

من هو اليتيم؟

المقالة الرئيسة: اليتيم

اليتيم في الفقه هو من فقد والده قبل سن البلوغ، وفي القرآن والحديث استخدم لفظ اليتيم أيضاً بالمعنى اللغوي أي الشخص الذي فقد أحد والديه، وهو أعم من المعنى الشرعي.

توصية القرآن بإكرام اليتيم

دعا القرآن الناس إلى احترام حقوق اليتيم والاهتمام به، وأوصى أيضا بإكرام اليتيم (الآية 17 من سورة الفجر)، وإطعامه (الآية 8 من سورة الإنسان والآية 15 من سورة البلد) والإحسان إليه، (الآية 83 من سورة البقرة، الآية 36 من سورة النساء)، والإنفاق عليه (الآية 215 من سورة البقرة).

في الآيات 1 و2 من سورة الماعون ذكر المنكر للدين على أنه هو ذاته الذي يطرد اليتيم، وفي الآية 9 من سورة الضحى أُمر النبي وجميع المسلمين بعدم تحقير اليتيم، ووفقاً للآية 10 من سورة النساء فإن من يأكل مال اليتيم ظلماً له عذاب عظيم وسيدخل نار جهنم.

ورد أنّ من حق اليتيم حفظ أمواله على أفضل وجه ممكن إلى حين بلوغه لتعطى له بعد ذلك.

بحسب الآية 17 من سورة الفجر فإن سبب ذلّ بعض الناس هو عدم إكرام اليتيم وعدم احترام حقوقه. ويستفاد من هذه الآية أن من يكرم اليتيم ويحترم حقوقه فإن الله يكرمه. ووفقاً لما أورده جعفر السبحاني أحد مراجع التقليد فقد حاول القرآن جاهداً لفت انتباه المجتمع الإسلامي إلى الأيتام، حتى أنه أمر بإعطاء الأيتام المتواجدين عند تقسيم الإرث نصيباَ منه وإن لم يكونوا من الورثة.

سيرة أهل البيت

تحظى محبة الأيتام والاهتمام بهم بمكانة خاصة في روايات أهل البيت، ويُعدّ تكريم الأيتام جزءًا من سيرتهم، وقد روي عن النبي أنه قال: "من كفى يتيماً في نفقة بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة"، وروي عن الإمام علي أنه كان يهتم كثيراً بحوائج الأيتام وأطلق على نفسه اسم أبو الأيتام، وفي وصيته جعل الاهتمام بالأيتام مقرونا بالاهتمام بالصلاة والقرآن، وقال: "الله الله في الأيتام، فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم".

دور الأيتام

دار أيتام محمدي في قم (يحتمل أنها تعود لستينيات القرن الماضي)، أسسها: الحاج محمد آقا زاده

أولى المسلمون عبر التاريخ اهتماماً بالغا بالأيتام إثر توصيات الإسلام المتكررة والمؤكّدة، ففي المجتمعات الإسلامية كانت دور الأيتام تعتبر أهم مؤسسة مسؤولة عن تعليم الأطفال الأيتام في العالم الإسلامي، وبدأ إنشاء دور الأيتام في البلدان الإسلامية منذ نهاية القرن الثالث عشر، ثم نمت بشكل ملحوظ في القرن الرابع عشر.

وفي إيران تم بناء دور الأيتام خلال العصر الصفوي في بعض مدن إيران التي منها دار أيتام مشهد، وكانت مجاورة لضريح الإمام الرضا، واستمرت حتى نهاية العصر القاجاري.