أبو طالب الأنباري
تاريخ ولادة | الربع الثالث من القرن الثالث |
---|---|
مكان ولادة | الأنبار |
تاريخ وفاة | 356 هـ |
إقامة | واسط، بغداد، الأنبار |
تأثر | ابن أبي داود السجستاني، وحميد بن زياد النينوائي، والحسن بن محمد بن جمهور العمي، ويوسف بن يعقوب القاضي |
تأثير | أبو الفارس القاسم بن محمد المزني، وأبو غالب الزراري، وابن داود القمي، وهارون بن موسى التلعكبري |
دين | الإسلام |
مذهب | الشيعة |
أبو طالب الأنباري، هو عبيد الله بن أحمد بن یعقوب من محدثي الإمامية في القرن الرابع. ولد ونسب إلى الأنبار، غير أنّه عاش في واسط. له مكانة سامية في رواية الحديث والرجال، ونسبت له كتب متعددة، إلاّ أنّ أغلب آثاره اليوم مفقودة.
سيرته
هو عبيد الله أو عبد الله[١] بن أحمد بن يعقوب بن نصر بن طالب الأنباري محدّث إمامي. يبدو أن أصل أسرته من الأنبار، إلاّ أنّه عاش بواسط إلى أخر حياته.[٢] كان إخبارياً علامة، ويعرف بابن أبي زيد،[٣] كما أنّه كان حسن العبادة والخشوع.[٤] يستفاد من دراسة أسماء أساتذته وتلامذته أنّه قد ذهب إلى بغداد مراتٍ لتلقي العلم أو التدريس،[٥] وبناء عليه ينبغي أن تكون ولادته في الربع الثالث من القرن الثالث.[٦]
أساتذته
تتلمذ أبا طالب الأنباري على يد الكثير من علماء عصره، منهم:
تلاميذه
ومن بين الذين استفادوا من علم أبي طالب، يشاهد أشخاص من شتى الأجيال، فقد استمع منه:
- أبو الفارس القاسم بن محمد المزني.
- أبو غالب الزراري.
- ابن داود القمي.
- هارون بن موسى التلعكبري.
- ابن عياش الجوهري.[٩]
- ومن أصغر تلاميذه سناً أحمد بن عبد الواحد الذي كان أسبق الجميع بتعريفه إلى الخلف.[١٠]
مكانته الأدبية
اشتهر أبو طالب في فن الأدب ورواية الشعر،[١١] إلاّ أنّ مهارته في الحديث وخاصة حديث الإمامية، غطت على هذا الجانب من شخصيته. [١٢]
- من شعره:
إذا ما كساك الدهر سربال صحة | ولم تخل من قوت يحل ويعذب | |
فلا تغبطن المترفين فإنه | على قدر ما يكسوهم الدهر يسلب[١٣] |
مكانته في رواية الحديث
روى أبو طالب الكثير من آثار السلف الإمامية عن طريق شيوخه وخاصة حميد بن زياد، وقد دون تلميذه ابن عبدون هذه الروايات في فهرسته مما استفاد الطوسي منه في الفهرست،[١٤] والنجاشي في الرجال،[١٥] وقد صرح الطوسي في "مشيخة الاستبصار"[١٦] أنّه روي عن أبي طالب جميع مؤلفات وروايات حميد بن زياد، التي تعد أهم حلقات الاتصال في أسانيد أسلاف الإمامية.
آراء الرجاليين به
أمّا من حيث مكانته رجالياً فيلاحظ اختلاف في وجهات نظر أهل هذا العلم، فمن بين معاصريه أثنى عليه أبو غالب الزراري وأبو القاسم ابن سهل الواسطي واستندا إلى زهده وعبادته، إلاّ أن أغلب إمامية بغداد اتهموه بالارتفاع ـ أي: الميل إلى الغلو ـ وضعّفوه إلى درجة أنّه عند مجيئه إلى بغداد اجتهد الحسين بن عبيد الله الغضائري في أن يحضر درسه، إلاّ أن مشايخ بغداد لم يمكنوه من ذلك.[١٧]
ومن بين علماء الرجال في النصف الأول من القرن الخامس الهجري، فإن الشيخ الطوسي الذي نقل رواياته في التهذيب والاستبصار من الكتب الأربعة للشيعة،[١٨]عند ترجمته الحياة أبي طالب في الفهرست،[١٩] وكذلك في موضع من كتابه الرجال، [٢٠]عند تكراره ذكر أبي طالب، ضعّفه. إلاّ أنّ معاصره النجاشي اعتبر أبا طالب ثقة في الحديث بشكل صريح.[٢١]
ومن رجاليي الحلة فإنّ العلامة الحلي وابن داود ـ عقب ذكر وجهات النظر المختلفة هذه ـ تصوراً أن موضوع البحث يتناول شخصيتين مختلفتين، فذكرا أبا طالب في القسم الأول بين الممدوحين، وفي الثاني بين الضعفاء أيضاً.[٢٢]
تغيير المذهب
من الأمور الملفتة للنظر في حياة أبي طالب الأنباري الفكرية قضية تغيير مذهبه، فاستناداً إلى قول تلميذه أبي غالب الزراري، فقد كان طوال حياته على مذهب الواقفة، وانضم إلى القطيعة في عهد شيخوخته؛ ومع هذا أصبح أيضاً موضع عدم رضا شيوخ القطعية ببغداد.[٢٣]
وحقيقة كون أبي طالب قد درس لدى كبار مشايخ الواقفية آنذاك كحميد بن زياد وعلي بن محمد بن رباح وأخيه أحمد بن محمد بن رباح، ووجود اهتمام خاص له بنقل تراث الواقفية، يمكن أن يكون قرينة تدعم كلام أبي غالب.[٢٤]
وقد نقل النجاشي[٢٥]حديثاً برواية أبي طالب أٌُكد فيه على عدم وفاة الإمام الكاظم عليه السلام وهو من العقائد الرئيسة في المذهب الواقفي.
آثاره
قيل: إنّ أبا طالب ألّف 140 كتاباً ورسالة في شتى المجالات،[٢٦]إلاّ أنّ القليل منها كان متداولاً لفترة، كما أنّه لا أثر اليوم لأيّ منها.
- ومن آثاره المعروفة:
- أسماء أمير المؤمنين عليه السلام.[٢٧] وقعت نسخة قديمة منه ـ يحتمل أن تكون قد كتبت في عصر المؤلف ـ بيد ابن طاووس (ت 664 هـ)، فنقل منها حديثاً في اليقين.[٢٨]
- الخط والقلم[٢٩] الذي يستنتج من عبارة ابن النجار (ت 643 هـ) في وصفه أن تكون نسخة منه قد وقعت بيده.[٣٠]
- مزار أبي عبد الله عليه السلام،[٣١] حول زيارة الإمام الحسين (ع)، ويحتمل أن يكون أحد مصادر ابن داود القمي في تأليفه «المزار»، كما نقل عنه الطوسي حديثين في التهذيب[٣٢]
- ومن آثاره الأخرى:
- البيان عن حقيقة الإنسان
- الانتصار للشِيَع من أهل البدع
- مسند خلفاء بني العباس.[٣٣]
الهوامش
- ↑ الطوسي، الفهرست، تحقيق: مؤسسة الفقاهة، ص 169؛ الحائري، جامع الرواة، ج 1، ص 466.
- ↑ ابن النديم، ص 247؛ النجاشي، الرجال، ص 232- 233
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 24، ص 305.
- ↑ آقا بزرك الطهراني،الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 1، ص 55.
- ↑ ابن النجار، ج 2، ص 27؛ النجاشي، الرجال، 232-233.
- ↑ النجاشي، ص 314؛ ابن النجار، ج 2، ص28.
- ↑ دائره المعارف الإسلامية الكبرى، أبو طالب الأنباري، ج 5، ص 1.
- ↑ للاطلاع على مشايخه، ينظر: ابن النجار، ج 2، ص 27- 28؛ أبو غالب الزراري، ص 20، حسين بن عبدالوهاب، ص 10؛ الطوسي، الفهرست، مخـ؛ النجاشي، مخـ.
- ↑ ينظر: أبو غالب الزاري، 20، 29؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 51 و 76؛ الطوسي، الرجال، ص 481؛ الطبرسي، ص 359، نقلاً عن ابن عياش؛ حسين بن عبد الوهاب،عيون المعجزات، ص10.
- ↑ ينظر: الطوسي، الفهرست، 103، مخـ؛ النجاشي، 202، مخـ؛ لمعرفة تلامذته الأخرين، ينظر: ابن النجار، 2/28.
- ↑ ابن النجار، ج 2، ص 27.
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، أبو طالب الأنباري، ج 5، ص 1.
- ↑ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 12، ص 365.
- ↑ الطوسي، الفهرست، ص 9، 10، مخـ.
- ↑ رجال النجاشي، ص 29- 62.
- ↑ الطوسي، الاستبصار، ص 313.
- ↑ النجاشي، ص 232- 233.
- ↑ "مشيخة التهذيب، ص 39- 40 و75، "مشيخة الاستبصار"، ص 313، 328.
- ↑ نفس الصفحة.
- ↑ ص 481- 482.
- ↑ ص 232.
- ↑ العلامة الحلي، ص 106 و236؛ ابن داود، ص 196 و466.
- ↑ النجاشي، ص 232- 233.
- ↑ الطوسي، الفهرست، مخـ؛ النجاشي، مخـ.
- ↑ النجاشي، الرجال، ص 335.
- ↑ ابن حجر، لسان الميزان، ج 4، ص 9.؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 19، ص 238.
- ↑ النجاشي، الرجال، ص 233.
- ↑ ابن طاووس، اليقين، ص 50.
- ↑ النجاشي، ص 233.
- ↑ ابن النجار، ج 2، ص 27.
- ↑ النجاشي، ص 233.
- ↑ 6/51، 76.
- ↑ ينظر: ابن النديم، ص 247؛ النجاشي، ص 233.
المصادر والمراجع
- أبو غالب الزراري، أحمد، رسالة في آل أعين، تحقيق: محمد علي الموسوي الموحد الأبطحي، أصفهان، 1399 هـ.
- ابن النجار، محمد، ذيل تاريخ بغداد، حيدر آباد الدكن، 1981 م.
- الحائري، محمد بن علي الأردبيلي، جامع الرواة، مكتبة المحمدي، قم- د.ت.
- الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: الدكتور عمر عبد السلام تدمري، بيروت، دار الكتب العربي، الطبعة الثانية، 1998 م.
- الطوسي، محمد، تهذيب الأحكام، تحقيق: حسن الموسوي الخرسان، النجف، 1378 هـ.
- الطوسي، محمد، الرجال، النجف، 1961 م.
- الطوسي، محمد، الفهرست، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، النجف، المكتبة المرتضوية.
- الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن، الفهرست، تحقيق: مؤسسة الفقاهة للشيخ جواد القيومي، قم، 1417 هـ.
- الطوسي، محمد، "مشيخة الاستبصار"، مع ج4 من الاستبصار، النجف، 1375 هـ.
- الطوسي، محمد، "مشيخة التهذيب"، مع ج 10 من التهذيب.
- الطهراني، آقا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الثالثة، 1983 م.
- الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، بيروت، دار الإحياء، 2000 م.
- النجاشي، أحمد، رجال، تحقيق: موسى الشبيري الزنجاني، قم، 1407 هـ.