ابن عياش
تاريخ ولادة | بدايات القرن الثالث تقريباً |
---|---|
تاريخ وفاة | نهاية القرن الثالث تقريباً |
تأثر | ابن عقدة الهمداني وأبو علي الصولي |
تأثير | ابن شاذان القمي والنجاشي والخزاز القمي وجعفر بن محمد الدوريستي. |
دين | الإسلام |
مذهب | التشيع |
أعمال بارزة | من كبار علماء الشيعة وصاحب آثار مثل مقتضب الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر |
ابن عياش، أحمد بن محمد بن عبيد الله الجوهري (تـ 401 هـ/ 1011م) و هو ابن عياش الجوهري المكنى بأبي عبد اللّه، محدث إمامي. كانت أسرته على علاقة بأبي القاسم الحسين بن روح النوبختي أحد النواب الخاصين للإمام المنتظر (ع).
من تلامذته و رواة حديثه ابن شاذان القمي و النجاشي و الخزاز القمي و جعفر بن محمد الدوريستي.
له مؤلفات منها: مقتضب الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر.
و كان كثير الرواية و من مشايخه في الحديث ابن عقدة الهمداني وأبو علي الصولي، عبد الله بن جعفر الحميري و أحمد بن محمد بن يحيى العطار و ابن حمزة الطبري.
ولادته
لا نعلم شيئا عن تاريخ ولادته، لكن يمكن تخمينه اعتمادا على تاريخ وفاة أقدم مشايخه. يؤكد سندان نقلهما ابن عياش نفسه في مقتضب الأثر[١] أنه سمع أبا بكر محمد بن عبد الله الأنماطي،[٢] ومن خلال الوصف الذي أورده نخمن أنه ولد في حدود 270هـ.
يفهم من خلال استقراء مشايخه و تلامذته أنه أمضى معظم حياته في بغداد. و لا نعرف عنه غير رحلة واحدة قام بها إلى سامراء حوالي عام 339هـ.[٣] ولا بد أن تلك الرحلة كانت قصيرة لأنه سمع ببغداد على ما يبدو سهل بن محمد الطرطوسي في 340هـ.[٤] توفي ببغداد بعد عمر مديد.[٥]
نسبه
كان أبوه وجده من وجهاء بغداد في أيام آل حمّاد، و كانت أمه سكينة بنت أبي يعلى الحسين بن يوسف من رجال آل حماد البارزين، و شقيق القاضي أبي عمر محمد بن يوسف[٦] و كانت أسرته من أهل العلم سواء من جهة أمه، أم من جهة أبيه، و كانت كما أشار إلى ذلك على علاقة بأبي القاسم الحسين بن روح النوبختي أحد النواب الخاصين للإمام المنتظر ،[٧] و كان جده عبيد الله من علماء الشيعة ببغداد و أول مشايخه.[٨]
و لا يدع كتاب مقتضب الأثر مجالا للشك في كون ابن عياش شيعيا اثني عشريا، لكنه لم يحظ برضى شيوخ بغداد.[٩]
كثرة الرواية و الدقة في النقل
و أشار النجاشي[١٠] و الطوسي[١١] إلى كثرة روايته و إلى أنه اضطرب في أواخر حياته. و ما توضيحاته حول طرق تحمل الحديث[١٢] و الإختلافات الدقيقة في رواية حديث واحد[١٣] و التقطيع في الحديث لضرورة ما،[١٤] إلا دليل على دقته في تسجيل الحديث.[١٥] و تتضح دقته في رواية الحديث سندا و متنا من خلال مقارنة أحاديثه بمثيلاتها في الكتب الأخرى[١٦] وحديث سعيد بن غزوان.[١٧] بادر ابن عياش في بعض الحالات إلى نقد الحديث كما أشار هو إلى ذلك في مقدمة مقتضب الأثر.[١٨]
شيوخه في الحديث
و رغم فقدان أغلب أثاره، فقد وقفنا على اسم 40 من شيوخه في الحديث منهم: ابن عقدة الهمداني و أبو علي الصولي، عبد الله بن جعفر الحميري و أحمد بن محمد بن يحيى العطار و ابن حمزة الطبري و ابن الجعابي و محمد بن أحمد المنصوري و سهل بن محمد الطرطوسي و الحسين بن علي البزوفري.[١٩]
تلامذته و رواة حديثه
و من تلامذته و رواة حديثه ابن شاذان القمي و النجاشي و الخزاز القمي و جعفر بن محمد الدوريستي.[٢٠] ونقل الشيخ الطوسي عنه في عدة مواضع [٢١] بواسطة "جماعة" أو "جماعة من أصحابنا"، و لا بد أنه يريد بهم شيوخه المعروفين كالمفيد و الحسين بن عبيد الله الغضائري.[٢٢]
رواية آثار السلف
بذل ابن عياش جهودا كبيرة بصفته حلقة وصل في رواية آثار السلف، حتى إن بعض تلك الآثار لم تصل إلا عن طريقه إلى أيدي الخلف، كما أن بعضها ظل محفوظا بجهوده حتى يومنا هذا مثل طب الأئمة لابني بسطام. و من آثار الشيعة و السنة التي رواها: الخصال والكمال لابن عنبسة، و التخريج لعبيد بن كثير، و كتب وكيع بن الجراح و موسى بن عيسى المنصوري.[٢٣]
و لابن عياش معلومات رجالية واسعة، و فضلا عن الآثار المستقلة التي صنفها في هذا العلم له بحوث رجالية أيضا في مواضع عديدة من مقتضب الأثر حسب المناسبة. كمثال على ذلك يحظى توضيحه[٢٤] حول نسب "الطاطري" بالإهتمام، قياسا إلى توضيح المراجع الأخرى كالأنساب للسمعاني[٢٥] و معجم البلدان لياقوت.[٢٦] و أفاد النجاشي مرارا في رجاله من ابن عياش، لكنه لم ينقل عنه ـ لسبب أو لآخرـ المواضيع ذات الصلة بالجرح و التعديل.
و بالقاء نظرة على عناوين آثار ابن عياش المفقودة و القطع المبعثرة الباقية منها يتبين أنه لعب دورا كبيرا في تسجيل تاريخ أئمة الشيعة المتأخرين و كذلك تاريخ الغيبة الصغرى (260ـ 329هـ/ 874ـ 941م) و هو أمر يحظي بأهمية بالغة نظرا لكونه قد أدرك الغيبة الصغرى، و تورط في المسائل ذات الصلة بها كادعاء أبي بكر البغدادي،[٢٧] و عدا ذلك فقد نقلت عنه أيضا مواضيع بشأن تاريخ الأئمة المتقدمين. [٢٨] كان ابن عياش بارعا في الأدب و طيب الشعر كما يقول تلميذه النجاشي.[٢٩] و تشير بعض عناوين فهرس آثاره إلى تضلعه من التاريخ و الأدب العربي. و يبدو أنه كان يمتهن صناعة الجواهر؛ و لم يلقّب و جده بالجوهري، بل إن جده عبيد الله لقب بالجوهري أيضا،[٣٠] مما يعني أنها حرفة أسرته أيضا. و كان ماهرا في هذه الصنعة حتى إنه ألف فيها.
آثاره
المطبوعة
مقتضب الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر، طبع بالنجف في 1346هـ، ثم في قم في 1379هـ. و يضم مجموعة من الأحاديث التي وردت بشكل رئيس عن طريق أهل السنة في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر و هو من كتب الإمامية الأولى في هذا الشأن، و كان أكثر تلاميذه تأثرا به الخزاز القمي، و ما كتابه كفاية الأثر إلا مجهود قصد به إكمال العمل الذي بدأه أستاذه. و لما كان المؤلف قد نقل في مقتضب الأثر عن ابن حمزة الطبري، و بما أن ابن حمزة قد دخل بغداد في 356هـ/ 967م.[٣١] فلا بد أن تأليف هذا الكتاب يعود إلى ما بعد السنة المذكورة.
المفقودة
- الأغسال: يتناول هذا الكتاب، كما تتحدث المصادر، الأغسال المندوبة و من المحتمل الواجبة أيضا، كانت نسخته موجودة حتى القرن 9هـ/ 15م و قد نقل عنه الكفعمي.[٣٢]
- أخبار أبي هاشم داوود بن القاسم الجعفري،[٣٣] و يستشف من المصادر أن هذا الكتاب يحتوي على الروايات التاريخية الخاصة بالأئمة المتأخرين، و كانت نسخة هذا الكتاب موجودة حتى القرن 7هـ/13م، و قد نقل عنها الطبرسي[٣٤] و ابن شهر آشوب و الإربلي.[٣٥] و رواه العلامة الحلي أيضا في إجازته لبني زهرة.[٣٦]
- أعمال رجب وشعبان وشهر رمضان.[٣٧] و قد أفاد منه ابن طاووس في مهج الدعوات.[٣٨]
- مسائل الرجال، و هو عبارة عن أسئلة طرحت على الإمام الهادي عليهم السلام و أجوبتها. كانت نسخة هذا الكتاب موجودة حتى القرن 7هـ/ 13م، و نقل عنها ابن إدريس في مستطرفات السرائر[٣٩] و ابن طاووس في الأمان.[٤٠]
و باقي آثار ابن عياش التي لم نعثر على أي نسخة منها حتى الآن عبارة عن: كتاب في ذكر الشجاج؛ أخبار جابر الجعفي؛ ما نزل من القرآن في صاحب الأمر و...[٤١]
الهوامش
- ↑ ابن عیاش، ص 243
- ↑ تـ 286هـ، الخطيب، ج5، ص 432
- ↑ ابن عياش، ص 12
- ↑ ابن عياش، ص 18
- ↑ الطوسي، الفهرست، ص 33
- ↑ (النجاشي،ص:85).
- ↑ الطوسي، مصباح، ص 741
- ↑ ابن النجار، ج2، ص:43ـ44
- ↑ ظ: النجاشي، ص:86
- ↑ النجاشي، ص: 85
- ↑ الفهرست، ص :33؛ الرجال، ص:449
- ↑ ابن عياش، ص:31، 41، 53
- ↑ ابن عياش، ص: 18 ـــ 21
- ↑ ابن عياش، ص:50، 51
- ↑ للإطلاع على دقته في الرواية، ظ: ابن عياش، ص 24
- ↑ كمثال على ذلك حديث جابر بن سمرة، ظ: ابن عياش، ص:4؛ قا: البخاري، ج1، ص: 401؛ ابن أبي زينب، ص:62
- ↑ ابن عياش، ص:9؛ قا: ابن أبي زينب، ص: 44؛ ابن بابويه، ج1، ص: 281
- ↑ مثلا ظ: ابن عياش، ص: 5؛ الخزاز، ص43
- ↑ ابن عياش، مخـ؛ ابن شاذان، ص47، 128؛ الطوسي، مصباح، ص736، 759؛ الطبرسي، ص349، 370ـ373
- ↑ ابن شاذان، مخـ؛ النجاشي، ص:63؛ الخزاز، مخـ، ابن أبي الرضا، ص168
- ↑ الفهرست، ص 33، رجال، ص449، الغيبة، ص183، مصباح ص739
- ↑ حول باقي تلامذته، ظ: الكراجكي، ص 256؛ ابن النجار، ج2، ص: 43 ـــ 44؛الطبرسي، 349؛ العلامة الحلي، 111؛ الأفندي الأصفهاني، الصحيفة، ص: 12
- ↑ ابن عياش، مخـ: النجاشي، مخـ؛ العلامة الحلي، ص116ـ117
- ↑ ابن عياش، ص 8
- ↑ ج6، ص 9
- ↑ ج3، ص448
- ↑ ظ: الطوسي، الغيبة، ص 255
- ↑ ظ: الطوسي، مصباح، ص 749، 759؛ ابن شهر آشوب، مناقب، ج4، ص 379
- ↑ ص 86
- ↑ ابن النجار، ج2، ص 43
- ↑ ظ:ن.د، ابن حمزة
- ↑ الطوسي، الفهرست، ص 33؛ النجاشي، ص86؛ ابن طاووس، إقبال، ص 21؛ أفندي، رياض، ج6، ص 31؛ النوري، ج1،ص 152 ـ 154؛ آقا برزك، ج2، ص252
- ↑ الطوسي،الفهرست، ص 33؛النجاشي، ص 86
- ↑ ص: 349، مخـ
- ↑ ج3، ص221
- ↑ ص110
- ↑ الطوسي،الفهرست، ص 33؛النجاشي، ص 86
- ↑ ص46
- ↑ ص: 479
- ↑ ص45
- ↑ الطوسي،الفهرست، ص 33؛النجاشي، ص 86؛ ابن شهر آشوب، معالم....، ص 20
الوصلات الخارجية
مصدر المقال: المعارف الإسلامية الكبرى
المصادر
- آقا بزرك، الذريعة
- ابن أبي الرضا، محمد، "الإجازة الكبيرة"
- بحار الأنوار للمجلسي، بيروت،1403هـ، ج104
- ابن أبي زينب النعماني، محمد، الغيبة، بيروت، 1403هـ/1983م
- ابن إدريس، محمد، السرائر، طهران، 1390هـ
- ابن بابويه، محمد، كمال الدين، تقـ: علي أكبر الغفاري، طهران، 1390هـ
- ابن شاذان، محمد، مائة منقبة، قم، 1407هـ
- ابن شهر آشوب، محمد، معالم العلماء، النجف، 1380هـ/ 1961م
- م.ن، مناقب آل أبي طالب، قم، انتشارات علامة
- ابن طاووس، علي، إقبال الأعمال، طهران، 1390هـ
- م.ن، الأمان من أخطار الأسفار والأزمان، النجف، 1370هـ/ 1951م
- م.ن، مهج الدعوات، بومباي، 1299هـ
- ابن عياش، أحمد، مقتضب الأثر، قم، 1379هـ
- ابن النجار، محمد، ذيل تاريخ بغداد، تقـ: قيصر فرح، حيدر آباد الدكن، 1401هـ/ 1981م
- الإربلي، علي، كشف الغمة، بيروت، 1401هـ/ 1981م
- أفندي، الأصفهاني، عبد الله، رياض العلماء، تقـ: أحمد الحسيني، قم، 1401هـ
- م.ن، الصحيفة الثالثة السجادية، قم، 1400هـ
- البخاري، محمد، التاريخ الكبير، حيدر آباد الدكن، 1402هـ/ 1982م
- الخزاز القمي، علي، كفاية الأثر، قم، 1401هـ
- الخطيب البغدادي، أحمد، تاريخ بغداد، القاهرة، 1349هـ
- السمعائي، عبد الكريم، الأنساب، حيدر آباد الدكن، 1398هـ/ 1978م
- الطبرسي، الفضل، إعلام الورى، النجف، 1390هـ/ 1970م
- الطوسي، محمد، أمالي، بغداد، 1384هـ/ 1964م
- م.ن، رجال، النجف، 80هـ/196
- م.ن، الغيبة، النجف، 1385هـ
- م.ن، الفهرست، تقـ: محمد صادق آل بحر العلوم، النجف، مكتبة المرتضوية
- م.ن، مصباح المتهجد وسلاح المتعبد، طهران، 1338ـ1339هـ
- العلامة الحلي، الحسن، "الإجازة الكبيرة"، بحار الأنوار للمجلسي، بيروت، 1403هـ، ج104
- الكراجكي، محمد، كنز الفوائد، تبريز، 1322هـ
- النجاشي، أحمد، رجال، تقـ: موسى الشبيري الزنجاني، قم، 1407هـ
- النوري، ميرزا حسين، مستدرك الوسائل، طهران، 1318ـ1321هـ
- ياقوت، البلدان