آية الهادي

آية الهادي

عنوان الآية	الهادي
رقم الآية	7
في سورة	الرعد
في جزء	13
رقم الصفحة	250
شأن النزول	طلب المشركين المعجزة من رسول الله
مكان النزول	مكة
الموضوع	عقائدي
معلومات أخرى	إنَّ الأرض لا تخلو من حجة

آية الهَادِي هي الآية السابعة من سورة الرعد، والتي تُشير إلى اعتراضات المشركين على النبوة، وعلى النقيض من طلب المشركين بأداء المعجزات المقترحة، تُبين الآية إنَّ وظيفة النبي(ص) هي الإنذار فقط. ويرى بعض المفسرين الشيعة، وبالاستناد على جملة من الروايات إنَّ المراد من عبارة ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ هم الأئمة المعصومون، ويعتقد علي بن إبراهيم القمي، إنَّ الآية تدلّ على أنّ الأرض لا تخلو من حجة الله في كل عصر وزمان.

نص الآية

هي الآية 7 من سورة الرعد، قال تعالى:

﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾

محتوى الآية

تتطرّق هذه الآية إلى واحدة من اعتراضات المشركين حول مسألة النبوة، بعدما ذكرت الآيات السّابقة من سورة الرعد مسألة التوحيد والمعاد.

أعذار المشركين

يعتبر المفسرون المعجزات دليل على احقية وعلاقة الأنبياء بالوحي الإلهي؛ لذلك الذي يبحث عن الحقيقة له الحقّ في المطالبة بالمعجزة. وذكر صاحب تفسير الأمثل إنَّ طلب المشركين المعجزة من النبي(ص) لم يكن بدافع اتباع الحق، بل لعنادهم وعدم تسليمهم للأمر الواقع.

اقتراح المعجزة

يُطلق على طلب المعجزات المقترحة اسم «المعجزة المقترحة». يرى عبد الله بن عمر البيضاوي (القرن الثامن) إنَّ المشركين اقترحوا على النبي(ص) أن يأتي لهم بمعجزات مثل معجزات النبي موسى والنبي عيسى. ويرى الشيخ مكارم الشيرازي إنَّ الكفّار المعاندين كانوا يعتقدون إنَّ النبي(ص) يدّعي القدرة على انجاز اي عمل خارق للعادة، وأيّ واحد منهم يقترح عليه سوف يلبّي مطاليبه، ولكن المعجزات كانت فقط لإثبات صدق الأنبياء، ولم يكن الأنبياء تحت وطأة المعجزات المقترحة.

جواب الله تعالى

ورداً على طلب المشركين جاء في هذه الآية: «يا رسول الله إنما أنت منذر وهادي للأمة». وفي الواقع إنَّ القرآن يقول إنَّ الكفّار نسوا إنَّ هدف الأنبياء الإنذار والدعوة الى اللّه، واعتقدوا إنَّ وظيفتهم القيام بالمعاجز. يرى مؤلف كتاب أنوار التنزيل إنَّ معجزة النبي(ص) كانت كافية لإثبات نبوته، وليس من واجبات النبي أداء المعجزات المقترحة. ويرى الشيخ الطوسي إنَّ الله تعالى نفى في هذه الآية أن تكون المعجزات بيد النبي(ص)، وإنَّها بيد الله يفعلها حسب ما يرى من مصلحة للعباد.

معنى المنذر والهادي

وقد اعتبر المفسرون إنَّ كلمة «المنذر» في هذه الآية تعني إنك معلم لهم على نحو التخويف من معاصي الله تعالى وعقابه، و«الهادي» الذي يهدي إلى الحق. وفي الفرق بين «المنذر» و«الهادي» إنّّ الإنذار للذين اضلّوا الطريق ودعوتهم تكون إلى الصراط المستقيم، ولكن الهداية والاستقامة للذين آمنوا ووصلوا إلى الصراط المستقيم ومنعهم من الضلال. ذكر صاحب تفسير الأمثل إنَّ الفرق بين الإنذار والهداية مثل الفرق بين معنى الرسول والإمام، فالرّسول يقوم بتأسيس الشريعة والإمام يقوم بحفظها وحراستها.

• الأقوال الخمسة

وفي معنى «الهادي» ومن هو يوجد آراء متفاوتة، حيث طرح الشيخ الطوسي (ت: 460هـ) خمسة أقوال مختلفة: 1ـ هو الداعي إلى الحق. 2ـ نبي كل أمة. 3ـ الله تعالى. 4ـ إنَّه محمد(ص). 5ـ هو إمام كل عصر، ومعصوم من الخطأ وتعمد الباطل. والقول الخامس ورد في رواية عن الإمام الباقر والإمام الصادق.

هداية الأئمة

يعتقد المفسرون الشيعة إنَّ المراد من كلمة «الهادي» في هذه الآية هم الأئمة ، وهناك روايات عديدة تدل على ذلك. وفي رواية عن الإمام الباقر نقلها بريد العجلي إنَّه قال: المنذر رسول الله، ولكل زمان منا هادي للناس يهديهم إلى ما جاء به رسول الله. وفي رواية عن الإمام الصادق ورد فيها أيضاً إنَّ المنذر هو رسول الله، والهادي الإمام علي، وأقسم أنها ما زالت فيهم إلى يوم القيامة.

الحاجة إلى الهادي في كل زمان

يعتقد علي بن إبراهيم القمي، المفسر الشيعي في القرن الثالث الهجري، إنَّ الآية تدل على أنًّ الارض لا تخلو من حجة الله في كل عصر وزمان، وهذا رد على من ينكر هذا الأمر. وذهب إلى هذا القول ايضاً الفيض الكاشاني في كتاب الأصفى في تفسير القرآن. وكذلك ذكرت الروايات المتعددة إنَّ الارض لا تخلو من حجة الله والعالم. فالحجة هو الذي يصلح الله تعالى به شؤون الناس والأرض.