انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «القدس»

من ويكي شيعة
imported>Ya zainab
imported>Ya zainab
سطر ١١٦: سطر ١١٦:
== القدس في الفتح الاسلامي ==
== القدس في الفتح الاسلامي ==
=== عمر يستشير الإمام علي(ع) ===
=== عمر يستشير الإمام علي(ع) ===
بعد أن فتح المسلمون [[الشام]] جمع [[أبو عبيدة بن الجرّاح]] المسلمين واستشارهم بالمسير إلى بيت [[المقدس]] أو إلى قيسارية ، فقال له [[معاذ بن جبل]]:"اكتب إلى [[عمر]] ، فحيث أمرك فامتثله ، فكتب ابن الجرّاح إلى عمر بالأمر ، فلمّا قرأ الكتاب ، استشار المسلمين بالأمر .
بعد أن فتح [[المسلمون]] [[الشام]] جمع [[أبو عبيدة بن الجرّاح]] المسلمين واستشارهم بالمسير إلى بيت [[المقدس]] أو إلى قيسارية ، فقال له [[معاذ بن جبل]]:"اكتب إلى [[عمر بن الخطاب|عمر]] ، فحيث أمرك فامتثله ، فكتب ابن الجرّاح إلى عمر بالأمر ، فلمّا قرأ الكتاب ، استشار المسلمين بالأمر .


یروى أن عمر استشار [[الإمام علي بن أبی طالب]](ع)في تسلم مدینة [[بیت المقدس]] من [[الروم]] فأشار علیه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدینة فی غیابه .  
یروى أنّ عمر استشار [[الإمام علي بن أبی طالب]](عّم مدینة [[بیت المقدس]] من [[الروم]] فأشار علیه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدینة في غیابه .  


ذكر[[أبو جعفر بن جرير]]عن رواية [[سيف بن عمر]]، وملخص ما ذكره هو وغيره:"أن أبا عبيدة لما فرغ من [[دمشق]] كتب إلى أهل [[إيليا]] يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، أو يبذلون [[الجزية]]، أو يؤذنون بحرب، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم في جنوده، واستخلف على دمشق [[سعيد بن زيد]]، ثم حاصر [[بيت المقدس]] وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح، بشرط أن يقدم إليهم الخليفة[[عمر بن الخطاب]].فكتب إليه أبو عبيدة بذلك فاستشار عمر الناس في ذلك فأشار [[عثمان بن عفان]] بأن لا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم لأنوفهم.وأشار [[الإمام علي]](ع) بالمسير إليهم ليكون أخف وطأة على المسلمين في حصارهم بينهم، فهوي ما قال [[الإمام علي]](ع) ولم يهو ما قال عثمان.<ref>ابن كثير ، البداية و النهاية ،ج7 ،ص55  </ref>
ذكر[[أبو جعفر بن جرير]] عن رواية [[سيف بن عمر]]، وملخص ما ذكره هو وغيره:"أن أبا عبيدة لما فرغ من [[دمشق]] كتب إلى أهل [[إيليا]] يدعوهم إلى [[الله]] وإلى [[الإسلام]]، أو يبذلون [[الجزية]]، أو يؤذنون بحرب، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم في جنوده، واستخلف على دمشق [[سعيد بن زيد]]، ثم حاصر [[بيت المقدس]] وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح، بشرط أن يقدم إليهم الخليفة [[عمر بن الخطاب]].فكتب إليه أبو عبيدة بذلك فاستشار عمر الناس في ذلك فأشار [[عثمان بن عفان]] بأن لا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم لأنوفهم.وأشار [[الإمام علي]](ع) بالمسير إليهم ليكون أخف وطأة على المسلمين في حصارهم بينهم، فهوي ما قال [[الإمام علي]](ع) ولم يهو ما قال عثمان.<ref>ابن كثير ، البداية و النهاية ،ج7 ،ص55  </ref>


== الهوامش ==
== الهوامش ==

مراجعة ١٩:٣٩، ٧ يناير ٢٠١٧

القدس، مدينة في فلسطين وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة، مسرح النبوّات ومعراج النبي محمدصلی الله عليه وآله وسلم ومهد المسيح(ع) وزهرة المدائن، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور.

عُرفت مدينة القدس عبر التاريخ بأسماء عدة من أقدمها: ما أطلقه الكنعانيون عليها: (أوروساليمUrusalim)، أو: أورسالم، أو: أُورْسُلَيْمٌ؛ بمعنى: مدينة السلام، أو دار السلام. وهو اسم عربي كنعاني، عُرفت به المدينة قبل وصول النبي يعقوب (إسرائيل)u إليها، وحرّفه العبريون ليتناسب مع لغتهم فقالوا: أُورْشَلِيم، كقولهم عن بِئْرِ السَّبْعِ: (بِيرْشِيبَعْ).ومجمل القول إن حاخامات اليهود وجدوا أن أحسن طريقة يمكن اتباعها لربط تاريخهم بأقدم العصور، ولجعل عصر اليهود متصلاً بأقدم الأزمنة هو استعمال مصطلح عبري للدلالة على اليهود بوجه عام وبذلك يصبح تاريخ فلسطين تاريخاً واحداً متصلاً ومرتبطاً، منذ أقدم العصور بالشعب اليهودي.[١]

القدس في اللغة

نقرأ في لسان العرب لابن منظور التقديس تنزيه الله عز و جل .وفي التهذيب القدس تنزيه الله ، و يقال القدوس من القدس بمعنى الطهارة،والتقديس أي التطهير و التبريك ، و القدس البركة ، والأرض المقدسة منه،وبيت المقدس من ذلك أيضا،و الأرض المقدسة الطاهرة هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن،ويقال أرض مقدسة أي مباركة.[٢] فمدار المعنى، على السلامة والتنزه والطهارة والبراءة من كل عيب ونقص ودنس ، وعلى كثرة الخير والبركة والزكاة والعظمة والفضل.

أسماء القدس عبر التاريخ

أما بالنسبة لاسم المدينة ،فقد اعتمد الباحثون على مواد العهد القديم ،فقالوا بأنّ اسمها الأول كان "يبوس" نسبة لليبوسيين و هم من العرب البائدة ،ثم صار اسمها "أورشاليم" بصيغ متنوعة زمن الاسكندر الأكبر 332ق.م ،ثم "مدينة داود" عام 1049ق.م زمن النبي داود(ع) ،ثم "أورسالم" في زمن البابليين عام 559ق.م ، ثم سميّت "ايلياكابتولينا" زمن الروماني ادرياتوس عام138م و بقيت على هذا الاسم إلى عهد هرقل 627م.

ويضاف إلى هذا أنّ أسفار العهد القديم أطلقت عليها أسماء أخرى مثل :سالم، وهيروساليما، وبيدارأرنان ،وأريئيل ،ومدينة قوية’ وابنة صهيون، و المدينة الدموية’ ومدينة الرب... وأشار إليها المسيحيون أحيانا باسم"الضريح المقدس".[٣]

وقد غلب على المدينة اسم "القدس" الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميّت كذلك بـ "بيت المقدس" الذي هو بيت الله ،وهو المسجد الأقصى بقرينة قوله تعالى: "الذي باركنا حوله" ووجه التسمية كونه أبعد مسجد إلى مكان النبيصلی الله عليه وآله وسلمومن معه من المخاطبين وهو مكة التي فيها المسجد الحرام.[٤]

القدس في روايات أهل البيت(ع)

قال أبو جعفر(ع) لأبي حمزة الثمالي:" المساجد الأربعة ،المسجد الحرام ومسجد الرسولصلی الله عليه وآله وسلم، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة، يا أبا حمزة الفريضة فيها تعدل حجة، والنافلة تعدل عمرة .[٥]

روى الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيهعن الإمام علي(ع) قوله:"صلاة في بيت المقدس تعدل الف صلاة ،وصلاة في المسجد الاعظم تعدل مائة ألف صلاة.[٦]

قال أبوعبدالله (ع): الغاضریة-اسم من أسماء كربلاء- من تربة بیت المقدس.[٧]

يقول الإمام علي(ع):"….ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس،…. ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر (ثمانية عشر شهرا في كتاب البرهان في علامات مهدي اخر الزمان)، يقتل ويمثل، ويتوجه إلى بيت المقدس. فلا يبلغه ( فلا يقتله احد )... [٨]

القدس في اهتمامات الإمام الخميني

قد کانت قمة استنهاض الإمام الخمیني للأمة من أجل قیامها بواجب الجهاد ولتحریر القدس وفلسطین هو إعلان "یوم القدس العالمي" في آخر یوم جمعة من شهر رمضان فی کل عام، لتنبیه الأمة وتحذیرها من خطر إسرائیل، ولتحضیر الأمة الإسلامیة کلها للیوم الذي سیتم فیه تحریر القدس وکل فلسطین. يقول الإمام:

- "إن یوم القدس یوم عالمي، ولیس یوماً یخص القدس فقط، بل هو یوم مواجهة المستضعفین للمستکبرین".[٩]

- إنه اليوم الذي يجب أن ينهضوا وننهض فيه لإنقاذ القدس

- "یجب على المسلمین إحیاء یوم القدس الذي هو مجاور للیلة القدر وجعله أساساً ومبدأً لیقظتهم وانتباههم" وفي خطاب آخر للأمة الاسلامیة (بتاریخ ٣١/٧/١٩٨١م) قال الإمام:"جدیر بالمسلمین في یوم القدس الذي هو من أواخر أیام شهر الله الأعظم أن یتحرروا من أسر وعبودیة الشیاطین الکبار وقوى الإستکبار، وأن یرتبطوا بالقدرة اللامتناهیة لله وأن یقطعوا أیدی مجرمی التاریخ عن دول وبلاد المستضعفین".

- إن يوم القدس يوم يجب أن يتعين فيه مصير الشعوب المستضعفة. لابد للمستضعفين أن يبرزوا شخصيتهم أمام المستكبرين.

- يوم القدس هو يوم الإسلام ويوم إحياء الإسلام، فلابد من إحيائه وتنفيذ قوانينه وأحكامه في جميع الأقطار الإسلامية.

- يوم القدس يوم ننبّه فيه القوى العظمى بأنّ الإسلام لن يقع بعد هذا تحت سلطتكم بواسطة عملائكم الخبثاء. يوم القدس يوم حياة الإسلام، ولابد أن يستيقظ فيه المسلمون ويشعروا بقدرتهم المادية والمعنوية.[١٠]

القدس في كلام السيد علي الخامنائي

-يوم القُدس ليس شيئاً يَختَصُّ بإيران. إنَّه يوم العالم الإسلامي،

-حُلول يوم القُدس العالمي يُذكِّر المسلمين الغَيارَى في العالم ،بالواجب المُبْرَم في الدِّفاع عن الشَّعب الفلسطيني المظلوم ودَعْمِه.

-على العالَم الإسلامي إحياء يوم القُدس. لا تَسمح الكُتَل المُسلمة لِبعض الحكومات التي باعَتْ نفسها بإذابة قضيّة فلسطين قطرة‌ً قطرةً

-أَحيُوا يوم القُدس وعَظِّمُوه

-إذا أَحيَا العالَم الإسلامي اليوم العالمي للقدس بِالمعنى الصَّحيح للكلمة ،فَسَوف يَهزِمُ العدوَّ هزيمةً كبيرة.[١١]

السكان الأصليون

يُعتبرُ اليبوسيون هم أول من سكن القدس، وهم من قبيلة يبوس التي تنحدر من الكنعانيين، وهم بطنٌ من بطون العرب الأوائل وفرعٌ من الساميين حيث يُنسبون إلى سام بن نوح،وقد نزح اليبوسيون من شبه الجزيرة العربية موطن العرب منذ أربعة ألاف سنةٍ قبل الميلاد، وحطّوا رحالهم حول نبعٍ غزير فوق أحد جبال القدس ، ومن ثم استوطنوا فلسطين وأنشؤوا فيها المدن ،وهم أول من وضعوا لبنة في بناء القدس وكان ذلك حوالي 3000سنة ق-م.[١٢]

الأهمية الجغرافية

ترجع أهمية موقع القدس الجغرافي إلى أنه يجمع بين ميزة الانغلاق ،وما يعطيه من حماية للمدينة ،وميزة الانفتاح ،وما يعطيه من إمكان الاتصال بالمناطق والأقطار المجاورة. وترجع هذه الأهمية أيضاً إلى مركزية موقع القدس بالنسبة إلى فلسطين والعالم الخارجي.

وهذا كله يؤكد أهمية المدينة الدينية والعسكرية والتجارية والسياسية. فقد أختير موقع القدس بما يجمع من صفات الإنغلاق والإنفتاح ليكون نقطة نشوء الديانتين اليهودية والمسيحية ومركز إشعاع لهما. وجاء الإسلام بعدئذ ليربط بين مكة والقدس روحياً ومادياً.

وفي المجال العسكري اكتسب موقع القدس الجغرافي أهمية خاصة نظراً للحماية الطبيعية التي تزيد في الدفاع عنه. وعندما كانت الحملات العسكرية تنجح في احتلال القدس كان ذلك النجاح ايذاناً باحتلال سائر فلسطين والمناطق المجاورة لها لأن القدس بموقفها المركزي الذي يسيطر على كثير من الطرق التجارية، تتحكم في الاتصال بالمناطق المجاورة.وهذا ماجعلها عرضة للهجرات و الغزوات الخارجية.

ولا يقل موضع المدينة أهمية عن موقعها. فهو موضع ديني دفاعي يجمع بين طهارة المكان وسهولة الدفاع عنه. وقد تعاقبت كثير من الأمم على هذا المكان منذ أسسها اليبوسيون حتى اليوم وشهد موضع المدينة حروباً كثيرة أدت إلى تعاقب البناء والهدم بما لا يقل عن 18 مرة خلال تاريخها.[١٣]

اليهود والقدس

القدس

مرحلة يوشع بن نون

کان یوشع بن نون أحد نقباء بني إسرائیل الذي کان بخدمة النبي موسى (ع) و أصبح بعده خلیفته و إماما لبني إسرائیل،[١٤]ولم یذکر اسم یوشع في القرآن الکریم، و لکن المفسرین اعتبروه أحد النقباء في تفسیر الآیة 12 و الآیة 23 من سورة المائدة.[١٥]،و طبقوا الآیة 60 من سورة الکهف على یوشع بن نون أیضا.[١٦]

يعتبر دخول يشوع بلاد فلسطين بداية عهد اليهود بهذه الأرض وارتباطهم بها نظرياً [١٧]، فإنهم في زمن إبراهيم(ع) لم يكونوا أمة بعد، بل كان إبراهيم(ع) نفسه يعيش حالة التنقل والتغرب في تلك البلاد، وكذلك الحال في إسحاق(ع) ويعقوب(ع) .ولم تستطع التوراة أن تقدم لنا صورة واضحة وصريحة حول دخولهم أرض فلسطين، فبينما يصوره سفر يشوع على أنه دخول عسكري وقهر للأمم التي كانت ساكنة في تلك الأرض واستعباد لها، وتنتهي الحرب بتملك الإسرائيليين الأرض يقول:" فأخذ يشوع كل الأرض حسب ما كلم به الرب موسى وأعطاها يشوع ملكاً لإسرائيل حسب فرقهم وأسباطهم واستراحت الأرض من الحرب".[١٨]

ولكن سفر القضاة يغاير لما ورد في سفر يشوع عن قضية الدخول هذه . فلا دخل الأرض بالحرب، ولا هم كانوا يسلكون طريق الاستقامة، فكان جزاؤهم العذاب والتشريد مرة أخرى إلى ما بعد موت يشوع .بل إن سكان الأرض هم الذين نهبوهم وشردوهم، لأنهم تعدوا حدود اللَّه ونقضوا عهوده ولم يسمعوا لصوته، فحمي غضبه عليهم حتى ضاق بهم الأمر ولم يكونوا يرتدعون بقول نبي أتاهم، فبدأ يتسلط عليهم الملوك الظالمون يذلونهم .وظهر عليهم العمالقة وعلى رأسهم ملكهم جالوت وهو من القبط فتسلطوا عليهم وفرضوا عليهم جزية...

مرحلة القضاة

لم يجمع اليهود كيان واحد بعد موت يشوع بل كان يتولى أمورهم قضاة يفصلون بينهم في المنازعات والمخالفات وكثيراً ما كان اليهود يرتدّون إلى عبادة الأصنام، والتجرؤ على حرمات التوراة، فكان ذلك سبباً في تسلط الآخرين عليهم كما ذكرت التوراة.

فبعد موت يوشع جاء عهد عرف ب"عهد القضاة" يقول صاحب تاريخ الإسرائيليين :كانت البلاد فلسطين في عهد القضاة أشبه شيء بولايات متحدة ،في كل ولاية سبط من الأسباط الإثني عشر يحكمه كبار العشائر ،وهده الأسباط جميعها مرتبطة برباط واحد ...،وكانوا يشتركون في الحفلات الدينية الكبرى على أنهم كثيرا ما ارتدوا عن عبادى الله الى عبادة الأصنام.

و في التوراة جاء:"إن ذلك كان سببا في تسلط الأجانب عليهم ،فكان لهم من قضاتهم هؤلاء قواد يلمون شعثهم.[١٩]

وجاء كذلك في سفر القضاة أن بني إسرائيل عاثوا فسادا في الأرض المقدسة و بالغوا في الشرك ،ففي الإصحاح الثاني من هذا السفر عرض اجمالي لسيرتهم في هذا العهد حيث يقول:"ونشأ جيل اخر بعدهم-اي بعد يوشع وأتباعه- جيل اخر لا يعرف الرب ،ولا ما صنع لإسرائيل ،ففعل بنو إسرائيل الشر في أعين الرب ،وعبدوا البعليم، وتركوا الرب اله أبائهم الذي أخرجهم من مصر ،وتبعوا الهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها وأسخطوا الرب ..فغضب الرب على إسرائيل فدفعهم الى المنتهبين فاتهبوهم و باعهم الى أيدي أعدائهم الذين حولهم ، ولم يقدروا بعد أن يثبتوا في وجوه أعدائهم،فكانوا حيثما خرجوا تكون يد الرب عليهم للشر ...فضاق بهم الأمر جدا."[٢٠]

و جاء في تفسير القمي أن أبي جعفر(ع) قال:"ان بني إسرائيل بعد موت موسى(ع)عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله ،وعتوا عن أمر ربهم ،وكان فيهم نبي يأمرهم و ينهاهم فلن يطيعوه ،فسلط عليهم الله جالوت وهو من القبط فأذلهم و قتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأموالهم،واستعبد نساءهم ..." [٢١]

مرحلة الملوك الأولى

اختلف المؤرخون في تحديد هذه الفترة ،لكنهم اتفقوا على أن هذه المرحلة ، قويت فيها بنو إسرائيل ـ ..وتتلخص هذه الفترة بحسب الملوك الذين تولوا ملك بني إسرائيل على الأرض المقدسة وهم ثلاثة : الملك طالوت ،النبي داود(ع) ، النبي سليمان(ع)

عهد الملك طالوت

خلال حكمه قاد بني إسرائيل إلى كثير من المعارك ضد أعدائهم ، وكان من أبرز الحوادث في زمنه حربه ضد الوثنيين من أهل فلسطين بقيادة جالوت ،الذي ذكرت اسمه التوراة وذكرت طرفا من خبر المعركة بين طالوت وجالوت على حسب الرواية اليهودية التي جاءت في سفر صموئيل الأول الفصل السابع عشر ، إذ سمته الرواية بـ: "جليات" كما أن القران قد أتى على هذه القصة . وفي هذه المعركة كان داود(ع)من ضمن جنود طالوت وهو من قضى على جالوت و حكمه .[٢٢]

عهد النبي داود

لم يستطع اليهود الاستيلاء على حصن صهيون إلا في عهد داود(ع) الذي اتخذ القدس عاصمة له وأطلق على مدينة اليبوسيين اسم "مدينة داود". وكان أكثر سكان المدينة في عهده من اليبوسيين والكنعانيين والعموريين والفلسطينيين. و كان ذلك في سنة 1020 ق-م.[٢٣]

أسس داود المملكة العبرانية المتحدة ، و بعد ثمانية سنوات من حكمه فتح داود القدس وحولها الى عاصمة لمملكته لما تتمتع به الأخيرة من ميزات استراتجية جغرافيا

بنى معبد ليهوه وضع فيه تابوت العهد مثبتا بهذا توحيد المملكة و القبائل العبرانية و بعد تثبيت السلطة أسس جيشا محترفا.[٢٤]

يعتبر عهده العهد الأقوى إذا ما ضم إلى عهد ابنه سليمان(ع) في تاريخ بني إسرائيل . فقد قيل إن مملكته قد بلغت أقصى اتساع لما تملكه بنو إسرائيل ، فامتدت من جبل الكرمل وتل القاضي إلى جبل الشيخ شمالا ، وإلى حدود مصر ونهر الموجب جنوبا ، وإلى الصحراء شرقا .[٢٥]

حكم النبي داود(ع) بشريعة الزبور المنزل عليه من الله وكان حاكما عادلابين قومه. يقول الإمام علي(ع)وهو يخاطب شريح:"...يا شريح والله لأحكمن فيه حكما لم يحكمه أحد من قبلي إلا داود النبي(ع).."[٢٦]

كان داود (ع) يخرج الى موضع بيت المقدس ليرى الملائكة تعرج منه الى السماء و كان كثير ما يأخذ موضع الصخرة للدعاء حتى اتخذ قومه ذلك الموضع مسجدا.[٢٧] وفي تفسير قوله تعالى:"يعملون له مايشاء من محاريب"قيل المحاريب هي بيوت الشريفة و قيل:هي القصور و المساجد يتعبد فيها وعن قتادة و الجبائي قال: وكان مما عملوه بيت المقدس.[٢٨]

كان داود(ع) أول من بنى بيت المقدس ، لقد جمع بني اسرائيل بعد أن نجاهم الله من الطاعون و طلب منهم أن يجددوا الشكر لله و بأن يتخذوا من مكان بيت المقدس الذي هو مهبط الر حمة مسجدا ،ففعلوا وأخذوا في بناء بيت المقدس فكان داود(ع) ينقل لهم الحجارة على عاتقه في الأثناء أوحى الله الى داود(ع) أن تمام بنائه سيكون على يد أبنه سليمان.[٢٩]

عهد النبي سليمان

لما استخلف النبي سليمان(ع) على بني اسرائيل، أحب أتمام بيت المقدس فجمع الجن والشياطين وقسم عليهم الأعمال ،وأمر ببناء المدينة ولما فرغ من بناء المدينة بدأ في بناء المسجد ،ولما فرغ منه جمع بني أسرائيل و أعلمهم بأنه بناه لله،ولم يزل بيت المقدس في حلته البهية التي بناها عليها سليمان(ع)حتى أذا غزا بخت نصر بني أسرائيل فخرب المدينة و هدمها و نقض المسجد وسلب مافي سقوفه من درر وذهب.[٣٠]

تحولت القدس في عهده الى مدينة تجارية فانتعشت الزراعة و بنيت السدود و أصبح لديه جيش كبير جنوده من الإنس و الجن .بنى اسطولا تجاريا و استخدم السفن في نقل البضائع الى بلاد العرب و افريقيا.[٣١]

يعتقد أغلب الكتاب أن الدولة في عهد سليمان(ع) أصبحت مملكة ضخمة ثرية انتشر تأثيرها في المنطقة وحظيت بمكانة هامة كدولة وسيطة بين مصر و اسيا الصغرى ، و قد تحدث القران الكريم على عظمة هذه المملكة.ويقول أبي جعفر(ع):"كان ملك سليمان مابين الشامات الى بلاد اصطخر."[٣٢]

علم سليمان(ع) شعبه الكثير من القيم كما علمهم فضل الشريعة و القانون و النظام ،كما أقنعهم بنبذ الشقاق و الحرب و الالتفات الى الصناعة و التجارة باعتبارهما من أهم ركائز التطور في ظل السلم و الأمان الذي عم المملكة.[٣٣]

اتخذ سليمان بيت المقدس معتكفا له حتى مات فيه.[٣٤]

مرحلة الملوك الثانية

يعتبر هذا العهد بداية انهيار المملكة العبرانية فبعد موت سليمان(ع) انقسمت المملكة الى مملكتين مملكة جنوبيةوعاصمتها القدس(مملكة يهوذا)،يحكمها أحفاد داود(ع) ،و مملكة شمالية وعاصمتها السامرة (مملكة اسرائيل)يحكمها يربعام. [٣٥]وفي هذا العهد قام النزاع بين الدولتين ونسي اليهود تعاليم الله وعبدوا الأوثان فسلط الله عليهم جيرانهم الذين أذاقوهم العذاب وأنزلوا بهم الهزائم المتلاحقة

استطاع (سرجون الثاني) ملك أشور الاستيلاء على مملكة الشمال وأعمل في أهلها تنكيلا وشتتهم خارج بلادهم سنة 720 ق.م .أما مملكة الجنوب فقد استولى عليها (نخاو) أحد ملوك مصر وضمها إلى الامبراطورية المصرية إلى أن جاء بوختنصر ملك البابليين فقضى على البقية الباقية من اليهود ودك القدس سنة 586 ق.م . و أسر البقية.

وبعد دخول ملك الفرس قورش فلسطين عندها بدأت رحلة العودة لليهود إلى فلسطين، تلطف الملك قورش على الأسرى من بني اسرائيل و أذن لهم في الرجوع الى الأرض المقدسة وأعانهم على تعمير المسجد الأقصى وتجديد الأبنية.،[٣٦] غير أن قسماً كبيراً منهم آثروا البقاء في بابل وبعضهم بقي في مصر ، وأما من عاد إلى فلسطين ظل تحت حكم الفرس، ولم يكن لهم أي دور في إدارة البلاد، واستمر حكم الفرس إلى عام 320 قبل الميلاد حيث غزا "الاسكندر" البلاد بما فيها فلسطين واحتلها وتوالت الغزوات إلى أن جاء الرومان بقيادة هيرودس وغزا فلسطين وملك على بني إسرائيل، ولكن سنة 70 ميلادية دمر تيطس ملك الرومان القدس رداً على ثورة اليهود عليه، وبعد ذلك بدأت المسيحية تنتشر في القدس. [٣٧]

القدس في الفتح الاسلامي

عمر يستشير الإمام علي(ع)

بعد أن فتح المسلمون الشام جمع أبو عبيدة بن الجرّاح المسلمين واستشارهم بالمسير إلى بيت المقدس أو إلى قيسارية ، فقال له معاذ بن جبل:"اكتب إلى عمر ، فحيث أمرك فامتثله ، فكتب ابن الجرّاح إلى عمر بالأمر ، فلمّا قرأ الكتاب ، استشار المسلمين بالأمر .

یروى أنّ عمر استشار الإمام علي بن أبی طالب(عّم مدینة بیت المقدس من الروم فأشار علیه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدینة في غیابه .

ذكرأبو جعفر بن جرير عن رواية سيف بن عمر، وملخص ما ذكره هو وغيره:"أن أبا عبيدة لما فرغ من دمشق كتب إلى أهل إيليا يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، أو يبذلون الجزية، أو يؤذنون بحرب، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم في جنوده، واستخلف على دمشق سعيد بن زيد، ثم حاصر بيت المقدس وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح، بشرط أن يقدم إليهم الخليفة عمر بن الخطاب.فكتب إليه أبو عبيدة بذلك فاستشار عمر الناس في ذلك فأشار عثمان بن عفان بأن لا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم لأنوفهم.وأشار الإمام علي(ع) بالمسير إليهم ليكون أخف وطأة على المسلمين في حصارهم بينهم، فهوي ما قال الإمام علي(ع) ولم يهو ما قال عثمان.[٣٨]

الهوامش

  1. الموسوعة الفلسطينية ، ج1،ص 186
  2. ابن منظور، لسان العرب ،بيروت ،ص168
  3. سهيل زكار ،الموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية ،ص135 ج42
  4. الطباطبائي ،الميزان في تفسير القران ،ص7 ،ج13
  5. الصدوق ،من لا يحضره الفقية ،ص163 ،ج1
  6. الصدوق ،من لا يحضره الفقية ،ص167،ج1
  7. محمد بن قولويه القمي ،كامل الزيارات ،ص352 ،باب88
  8. معجم احاديث الامام المهدي ،ح261 ،ص175 ،ج4
  9. کلمته بتاریخ ١٦/٧/١٩٧٩م
  10. صحيفة نور مجموعة كلمات الامام الخميني قدة
  11. موقع قناة العالم الإخبارية
  12. عارف العارف ،المفصل في تاريخ القدس ،ج1 ،ص1
  13. الموسوعة الفلسطينية ،مادة القدس
  14. الصفار، محمد بن حسن، بصائر الدرجات فی فضائل آل محمّد(ص)ج 1، ص 99
  15. الفیض الکاشانی ،البحر المحیط في التفسیر، ج 4، ص 219
  16. محمد سبزواري ،الأصفی فى تفسیر القرآن، ج 2، ص 720
  17. ابن كثير ،البداية و النهاية ،ج1 ،ص323
  18. سفر يشوع :11-23
  19. سعد المرصفي ،اسطورة الوطن اليهودي ،ج1 ،ص88
  20. سعد المرصفي ،اسطورة الوطن اليهودي ،ج1 ،ص88
  21. الطباطبائي ،تفسير الميزان ،ص 301 ،ج2
  22. اسطورة الوطن اليهودي ، ص95 ،ج1
  23. عبد الوهاب المسيري ، اليهود و اليهودية و الصهيونية ،ص175
  24. عبد الوهاب المسيري ، اليهود و اليهودية و الصهيونية ،ج4،ص176
  25. عبد الوهاب المسيري ، اليهود و اليهودية و الصهيونية،ج4 ،ص175
  26. المجلسي ،بحار الأنوار، مجلد7 ، ج14 ،ص309
  27. المجلسي ،بحار الأنوار، مجلد7 ، ج14 ،ص311
  28. المجلسي ،بحار الأنوار، مجلد7 ، ج14 ،ص350
  29. المجلسي ،بحار الأنوار، مجلد7 ، ج14 ،ص350
  30. المجلسي ،بحار الأنوار، مجلد7 ، ج14 ،ص351
  31. عبد الوهاب المسيري ، اليهود و اليهودية و الصهيونية ،ج4،ص177
  32. المجلسي ،بحار الأنوار، مجلد7 ، ج14 ،ص356
  33. المملكة العبرانية في عهد داود و سليمان ص105
  34. المجلسي ،بحار الأنوار، مجلد7 ، ج14 ،ص393
  35. عبد الوهاب المسيري ، اليهود و اليهودية و الصهيونية ،ص179
  36. الطباطبائي ،تفسير الميزان ،ص44،ج13
  37. عبد الوهاب المسيري ، اليهود و اليهودية و الصهيونية ،ص182-230
  38. ابن كثير ، البداية و النهاية ،ج7 ،ص55

المصادر و المراجع

  1. ابن منظور ،لسان العرب، ج6 ،بيروت
  2. الطباطبائي ،محمد ، الميزان في تفسير القران ،ط1 ،1997م ،بيروت
  3. الصدوق ،من لا يحضره الفقيه ،ط1 ، 1986م ،بيروت
  4. الصفار، محمد بن حسن، بصائر الدرجات فی فضائل آل محمّد(ص)، محقق و مصحح: کوچه باغى، محسن بن عباسعلى، مکتبة آیة الله المرعشی النجفی، قم، الطبعة الثانیة، 1404
  5. ابن كثير ،الحافظ ،البداية و النهاية ، 1990م، بيروت
  6. المرصفي ،سعد ،اسطورة الوطن اليهودي،ط1 ،1992،الكويت
  7. المسيري ،عبد الوهاب،موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية، ط1 ،1999م، دار الشروق،مصر
  8. المجلسي،محمد باقر، بحار الأنوار ، تنقيح :علي النمازي الشاهرودي ، ط1، 2008م ،لبنان