الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السند»
imported>Foad لا ملخص تعديل |
imported>Foad |
||
سطر ٣: | سطر ٣: | ||
كما أنّ السند هو جزء موضوع علم الدراية والحديث. | كما أنّ السند هو جزء موضوع علم الدراية والحديث. | ||
== التعريف == | ==التعريف== | ||
=== اللغوي === | ===اللغوي=== | ||
*قال « [[الخليل بن أحمد الفراهيدي]] » في مصنّفه « [[ترتيب كتاب العين (كتاب)|العين]] | *قال « [[الخليل بن أحمد الفراهيدي]]» في مصنّفه « [[ترتيب كتاب العين (كتاب)|العين]]»، السَّنَدُ: ما ارتفع من [[الأرض]] في قُبُلِ جبلٍ أو وادٍ، وكلّ شيء أَسْندت إليه شيئا فهو مُسْنَدٌ.<ref>الفراهيدي، العين، ج 2، ص 862، مادة سند.</ref> | ||
أمّا « [[ابن منظور]] » فقال في مصنّفه « [[لسان العرب (كتاب)|لسان العرب]] | *أمّا « [[ابن منظور]]» فقال في مصنّفه « [[لسان العرب (كتاب)|لسان العرب]]»، السَّنَدُ: ما ارتفع من الأرض في قُبُلِ الجبلٍ أو الوادي، والجمع أَسْناد، لا يُكسر على غير ذالك، وكلّ شيء أَسندتَ إليه شيئًا، فهو مُسْند، وقد سَنَد إلى شيء يَسْنُدُ سُنُودًا واسْتَنَدَ وتَسَانَدَ وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه، يقال: سانَدته إلى الشيء فهو يتَسانَدُ إليه أي أَسنَدتُه إليه ......، وما يسند إليه يسمى مِسْنَدًا ومُسْنَدًا، وجمعه المسَانِيد.<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 6، ص 387، مادة سند.</ref> | ||
=== الاصطلاحي === | ===الاصطلاحي=== | ||
اختلفت التعريفات والتفسيرات بين أعلام [[علم الحديث|الدراية]] عند [[الشيعة]] وأعلام [[علم الحديث|الدراية]] عند [[أهل السنة|السنّة]]، فذهب جماعة من أعلام [[أهل السنة]] إلى القول بأنّ [[السند]] هو نفسه إخبار المخبر، بينما قال [[قالب:علماء الشيعة|علماءالشيعة]] : أنّ هذا التعريف هو [[الإسناد|للإسناد]] لا [[السند]] ، وقالوا : أن [[السند]] هو نفس طريق [[المتن|متن]] [[الحديث]] . | اختلفت التعريفات والتفسيرات بين أعلام [[علم الحديث|الدراية]] عند [[الشيعة]] وأعلام [[علم الحديث|الدراية]] عند [[أهل السنة|السنّة]]، فذهب جماعة من أعلام [[أهل السنة]] إلى القول بأنّ [[السند]] هو نفسه إخبار المخبر، بينما قال [[قالب:علماء الشيعة|علماءالشيعة]] : أنّ هذا التعريف هو [[الإسناد|للإسناد]] لا [[السند]] ، وقالوا : أن [[السند]] هو نفس طريق [[المتن|متن]] [[الحديث]] . | ||
==== تعريف الشيعة ==== | ==== تعريف الشيعة ==== |
مراجعة ٢١:٠٤، ٢٦ أغسطس ٢٠١٧
السند هو مصطلح حديثي يستخدم في علم الدراية والحديث، وعندما يطلق يراد به سلسلة الرواة الذين نقلوا الرواية، وهو من أهم المسائل العلمية التي يبحث فيها المُتَشرع، لأنّ الحكم عليه بالصحّة أو الضعف هو ما يقرّر قبول الرواية من عدمها.
كما أنّ السند هو جزء موضوع علم الدراية والحديث.
التعريف
اللغوي
- قال « الخليل بن أحمد الفراهيدي» في مصنّفه « العين»، السَّنَدُ: ما ارتفع من الأرض في قُبُلِ جبلٍ أو وادٍ، وكلّ شيء أَسْندت إليه شيئا فهو مُسْنَدٌ.[١]
- أمّا « ابن منظور» فقال في مصنّفه « لسان العرب»، السَّنَدُ: ما ارتفع من الأرض في قُبُلِ الجبلٍ أو الوادي، والجمع أَسْناد، لا يُكسر على غير ذالك، وكلّ شيء أَسندتَ إليه شيئًا، فهو مُسْند، وقد سَنَد إلى شيء يَسْنُدُ سُنُودًا واسْتَنَدَ وتَسَانَدَ وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه، يقال: سانَدته إلى الشيء فهو يتَسانَدُ إليه أي أَسنَدتُه إليه ......، وما يسند إليه يسمى مِسْنَدًا ومُسْنَدًا، وجمعه المسَانِيد.[٢]
الاصطلاحي
اختلفت التعريفات والتفسيرات بين أعلام الدراية عند الشيعة وأعلام الدراية عند السنّة، فذهب جماعة من أعلام أهل السنة إلى القول بأنّ السند هو نفسه إخبار المخبر، بينما قال علماءالشيعة : أنّ هذا التعريف هو للإسناد لا السند ، وقالوا : أن السند هو نفس طريق متن الحديث .
تعريف الشيعة
- قال الشهيد العاملي الثاني والسند: طريقُ المتن[٣] .
- وقال المامقاني السند : وهو طريق المتن، وهو جملة من رَوَاه ، مأخوذ من قولهم: فلان سَنَدٌ ...أي مُعْتَمَدٌ[٤] .
- وعرّفه الفضلي في كتابه « أصول الحديث »، بأنَه : الطريق الرِوَائِي الذي يُوصِل الحديث من ناقله إلى قائله[٥] .
تعريف السنة
عرّف ابن جَماعة السند في مؤلفه « المنهل ..... » ، بأنّه :
- « الإخبار عن طريق المتن، وهو مأخوذ، إمّا من السند وهو ما ارتفع وعلا عن سفح الجبل لأنّ المُسنِد يرفعه إلى قائله، أو : من قولهم : فلان سَنَدٌ أي مُعتمَدٌ، فسمي الإخبار عن طريق المتن سندًا لاعتماد الحُفّاظ في صحة الحديث وضعفه عليه »[٦] .
ثمّ عقب في موضعٍ آخر، قائلا:
- « والمحدّثون يستعملون السند والإسناد لشيء واحد »[٧] .
وتبعه في هذا التعريف الطّيبيّ الدمشقيّ في خلاصته، حيث قال :
- « والسند : إخبار عن طريق المتن، من قولهم فلان سَنَد أي مُعتمد، فسمي سَنَدًا، لاعتماد الحُفّاظ في صحة الحديث وضعفه عليه »[٨] .
ردّ المامقاني على هذا القول
لقد ناقش ورَدَّ « المامقاني » هذا القول في مؤلّفه « مقباس الهداية »، حيث قال :
- « أنّ الإخبار إسناد لا سند، ولذا جعل [ الشهيد الثاني ][٩] في [ مصنّفه ][١٠] بداية الدراية الأول أظهر [ يقصد التعريف الذي ذكره الشهيد الثاني ][١١] ؛ لانّ الصحة والضعف إنّما يُنسبان إلى الطريق، باعتبار رُوَاته لا باعتبار الإخبار، بل قد يكون الإخبار بالطريق الضعيف صحيحًا؛ بأن رَوَاه الثّقة الضابظ بطريق ضعيف، فإنّ الإخبار بكون الرُوَاة المذكورين في السند طريقه بنفسه صحيح مع كون الطريق بنفسه ضعيفًا، فما ذَكَرَاه ينبغي أن يكون تفسيرًا للإسناد -الذي هو : رفع الحديث إلى قائله والإخبار عن الطريق- دون السند -الذي هو : نفس الطريق- وإلاّ لَلَزِم اتحاد السند و الإسناد، مع أنّهما غيران »[١٢] .
وأعقب قائلا :
أقسام السند
تقسيم الشيعة
قسم الشيعة السند إلى قسمين، العالي والنازل:
- العالي من السند هو: قليل الواسطة [إلى المعصوم]، مع اتصاله
- النازل من السند هو: كثير الواسطة، مع اتصاله[١٤].
مراتب العالي الثلاثة :
- المرتبة الأولى: قرب الإسناد من المعصوم، وهو أجلها وأشرفها.
- المرتبة الثانية: قرب الإسناد من أحد أئمة الحديث.
- المرتبة الثالثة:أن يتقدّم سماع أحد الراويين في الإسنادين على زمان سماع الآخر، وإن اتفق في العدد، أو في عدم الواسطة، والعلو هنا يسمى « العلو النسبي»[١٥] .
يبقى هناك قسمين لم يعدّهم أعلام الشيعة من أقسام العالي، وقد ذكرهم « المامقاني » ، وردّهم .
- المرتبة الرابعة: العلو المقيّد بالنسبة إلى رواية أحد كتب الحديث المعتمدة، وقد قسّموه إلى أربعة: « الموافقة، الإبدال، المساواة، المصافحة».
- المرتبة الخامسة: تقدّم وفاة راوي أحد السندين المتساويين في العدد على من في طبقته من راوي السند الآخر[١٦] .
مراتب النازل:
- بلحاظ كون النازل يقابل العالي، فيبادله نفس التقسيم، غير أنّه بالخلاف.
تقسيم السنة
قسّم أعلام الدراية والحديث عند أهل السنة السند من جهة قربه من النّبيّ من عدمه، إلى قسمين :
السند العالي:
وهو على مراتب خمسة:
- المرتبة الأولى: وهو أجلّها، القرب من النّبيّ بعدد أقل في إسناد الصحيح .
- المرتبة الثانية: العلو والقرب من إمام من أئمة الحديث، وإن كثر العدد منه إلى النّبيّ .
- المرتبة الثالثة: العلو بالنسبة إلى رواية مصنّف كتاب من الكتب المعتمدة .
- المرتبة الرابعة: العلو بتقدّم وفاة الراوي .
- المرتبة الخامسة: العلو بتقدّم السماع، إمّا من شيخين، أو من شيخ واحد[١٧] .
السند النازل:
السند النازل هو: ما يقابل العالي تمامًا، وكذالك يشاركه نفس المراتب ، حسب بعده عن النّبيّ بعدد الوسائط[١٨] .
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ الفراهيدي، العين، ج 2، ص 862، مادة سند.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 6، ص 387، مادة سند.
- ↑ البداية في علم الدراية ، الشهيد الثاني ، ص 18
- ↑ مقباس الهداية في علم الدراية ، عبد الله المامقاني ، ج 1 ، ص 48
- ↑ أصول الحديث ، عبد الهادي الفضلي ، ص 65
- ↑ المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي ، محمد بن ابراهيم ، الملقب بابن جَماعة ، ص 29 -30
- ↑ المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي ، محمد بن ابراهيم ، الملقب بابن جَماعة ، ص 30
- ↑ الخلاصة في معرفة الحديث ، الحسين بن محمد الطّيبيّ الدّمشقيّ ، ص28
- ↑ إضافة توضيحية
- ↑ مثل السابق
- ↑ مثل السابق
- ↑ مقباس الهداية في علم الدراية ، عبد الله المامقاني ، ج 1 ، ص48-49
- ↑ مقباس الهداية في علم الدراية ، عبد الله المامقاني ، ج 1 ، ص 49
- ↑ مقباس الهداية في علم الدراية، عبد الله المامقاني، ج 1 ، ص 190
- ↑ البداية في علم الدراية، الشهيد الثاني، ص 29
- ↑ مقباس الهداية في علم الدراية، عبد الله المامقاني، ج 1 ، ص 190-195
- ↑ المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي ، محمد بن ابراهيم ، الملقب بابن جَماعة ، ص 69-70
- ↑ المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي ، محمد بن ابراهيم ، الملقب بابن جَماعة ، ص 70
المصادر والمراجع
- أصول الحديث ، عبد الهادي الفضلي ، الطبعة الثالثة ( 1420هـ )، مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر، بيروت-لبنان.
- البداية في علم الدراية ، الشهيد العاملي الثاني ، الطبعة الأولى ( 1421هــ ) ، انتشارات محلاتي ( المفيد سابقًا ) ، قم- إيران .
- الخلاصة في معرفة الحديث ، الحسين بن محمد الطّيبيّ الدّمشقيّ ، الطبعة الأولى(1430هـ -2009م ) ، المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع ، القاهرة - مصر.
- المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي ، محمد بن ابراهيم ، الملقب بابن جَماعة ، الطبعة الثانية ، دار الفكر ، بيروت - لبنان.
- ترتيب كتاب العين ، الخليل بن أحمد الفراهيدي ، الطبعة الثالثة ( 1432هــ ) ، طبع ونشر أسوة [ التابعة لمنظمة الأوقاف والأمور الخيرية ] ، قم - إيران.
- لسان العرب ، ابن منظور ، الطبعة الأولى ( 1408هـ - 1988م ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت - لبنان .
- مقباس الهداية في علم الدراية ، عبد الله المامقاني ، الطبعة الأولى ( 1428هــ ) طبع نكارش ، نشر دليلما ، قم - إيران .