مؤتمر علماء بغداد (كتاب)

مؤتمر علماء بغداد (كتاب)

المؤلف	مقاتل بن عطية
الموضوع	عقائد الشيعة
عدد الأجزاء	مجلد واحد

مُؤتَمَر علماء بغداد هو كتاب منسوب لمُقاتل بن عطية (وفاة 505هـ)، يتحدث فيه عن مناظرة بين مجموعة من علماء الشيعة والسنة، أمام ملك شاه أحد ملوك السلاجقة في القرن الخامس الهجري. في هذه المناظرة نوقشت بعض الاختلافات العقائدية بين الشيعة وأهل السنة. وبحسب مؤلف الكتاب، فإن ملك شاه ومجموعة من العلماء والمسؤولين العسكريين والوزراء أصبحوا شيعة في نهاية المناظرة.

عُثر على أول مخطوطة للكتاب في إحدى المكتبات بالهند، وأعيد طباعتها في الهند، ولبنان، وإيران، ومصر. وقد نُشرت العديد من ترجمات هذا الكتاب في إيران.

قصة الكتابة

مؤتمر علماء بغداد هو كتاب منسوب إلى مقاتل بن عطية، يتحدث فيه عن مناظرة بين مجموعة من علماء الشيعة والسنة، أمام ملك شاه أحد ملوك السلاجقة.

ذكر مؤلف الكتاب، أنَّه في أحد الأيام قام أحد علماء أهل السنة وأمام ملك شاه بالاستهزاء من الحسين بن علي العلوي (أحد علماء الشيعة الإمامية)، ووصف الشيعة بأنهم من أهل الضلال والكفر، فتفاجأ مالك شاه السلجوقي من ذلك واستدعى وزيره نظام الملك وأمره بعقد اجتماع يضم علماء الشيعة والسنة ليتبين الحق من خلال المناظرة ويهتدي الشيعة، وسعى نظام الملك إلى تفادي عقد هذا الاجتماع تجنبًا لاشتعال الخلافات، ولكن بسبب إصرار الشاه عقد الاجتماع وضم وفداً من علماء الشيعة والسنة في المدرسة النظامية ببغداد، على أن تكون المناظرة متواصلة من الصباح إلى المساء، ويجب عرض المواضيع الموثقة، وتجنب الشائعات، وكتابة كل ما يقال. وذكر مقاتل بن عطية صهر نظام الملك في نهاية الكتب أنَّه كان حاضر في مجلس المناظرة، وسجل كل ما دار في المناظرة، ولكنه لخصه ونشره على شكل هذا الكتاب.

وبحسب ما ورد في الكتاب فإنَّ الملك شاه ونظام الملك ومجموعة من العلماء والوزراء والقادة العسكريين أعلنوا تشيعهم بعد هذه المناظرة، وكما أمر نظام الملك بتدريس المذهب الشيعي في المدرسة النظامية، ويذكر مؤلف الكتاب أن أساتذة أهل السنة في تلك المدرسة رفضوا هذا الأمر، وأمروا بقتل الملك والوزير، فقتل الوزير في 12 من شهر رمضان سنة 485هـ، وبعدها بأيام قتلوا الملك شاه السلجوقي.

مؤلف الكتاب

وقد نُسب هذا الكتاب إلى مقاتل بن عطية (توفي: 505هـ). ويذكر ابن خلكان في كتاب «وفيات الأشراف» مقاتل بن عطية بعنوان «شبل الدولة» ويصفه بأنه صهر نظام الملك وأحد العلماء والشعراء في القرن الخامس الهجري.

وبحسب تحقيق السيد المرعشي النجفي فإنَّه لا ينبغي الخلط بين مؤلف هذا الكتاب ومقاتل بن بشير العجلي الكوفي الذي يروي عن شريح بن هاني، أو مقاتل بن سليمان الأزدي الخراساني المفسّر المشهور في القرن العاشر الهجري.

ويرى حسن الأنصاري، أحد المختصين المعاصرين في مجال التأليفات، أن هذا الكتاب ليس من تأليف مقاتل بن عطية، بل من تأليف كاتب غير عربي معاصر، ويجيد اللغة العربية، وله معرفة جيدة بتاريخ الشيعة وعقائدهم، ومن أجل تبيين عقائد الشيعة كتب هذه القصة الخيالية ونسبها مقاتل. ولم يرد اسم هذا الكتاب ولا مؤلفه في كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة أيضًا.

محتوى المناظرة

تم طرح في هذه المناظرة قضايا مختلفة من قبل السيد العلوي (رئيس هيئة علماء الشيعة الإمامية)، والشيخ العباسي (رئيس هيئة علماء السنة) وغيرهم من العلماء، من جملتها:

• تكفير الصحابة: اتهم الشيخ العباسي الشيعة بتكفير الصحابة ولعنهم. وأوضح السيد العلوي أنه أولاً: هذا الكلام خلاف الواقع فمن الصحابة الإمام علي، وسلمان، وابن عباس، وأبي ذر وغيرهم ونحن لا نكفر هؤلاء فالتعميم غير صحيح، وإن كان بعض الشيعة يكفرون ويلعنون بعض الصحابة. وثانياً: الشيعة الذين يكفرون ويلعنون بعض الصحابة يستندون في ذلك على حديث رسول الله الذي لعن فيه من تخلف عن جيش أسامة دون دليل وعذر.
• الخلفاء الراشدين: انتقد السيد العلوي طريقة اختيار الخلفاء الثلاثة، وبعد ذلك أشار إلى حادثة الغدير، وأثبت شرعية خلافة الإمام علي.
• عدم تحريف القرآن: نسب الشيخ العباسي إلى الشيعة تحريف القرآن، ولكن السيد العلوي في رفضه لهذه النسبة أوضح أن الشيعة لا يعتقدون بمثل هذا الاعتقاد، والأحاديث المنسوبة إلى الأئمة في القول بتحريف القرآن وموضوعة من قبل أعداء الشيعة، ورواتها وإسنادها غير صحيح، بل إن جماعة من أهل السنة قد التزموا بتحريف القرآن بإيمانهم بأسطورة الغرانيق.
• المحكم والمتشابه: بعد مناقشة بعض معاني آيات القرآن الكريم في الصفات الإلهية، ذكر السيد العلوي ضرورة إرجاع المتشابهات من الآيات القرآنية إلى المحكمات، ولكن الشيخ العباسي أصر على ضرورة وكفاية الالتزام بظواهر القرآن.
• الجبر والاختيار: يوضح السيد علوي أن أهل السنة مجبرة، ولكن الشيعة ضد الجبر وهو مخالف للعقل والقرآن.

شرح الكتاب

«أبهى المداد في شرح كتاب مؤتمر علماء بغداد» في مجلدين، من تأليف الشيخ محمد جميل حمود، تمت طباعته في بيروت من قبل مؤسسة الأعلمي عام 1423هـ. يحاول هذا الكتاب بيان مفاهيم وتفاصيل الأدلة الواردة في الكتاب التي في صالح الشيعة الإمامية، والتي وردت بإيجاز في كتاب مؤتمر علماء بغداد.

النشر والترجمة

وبحسب حامد حنفي داود، فإن المخطوطة الأولى للكتاب حصل عليها مرتضى الرضوي الحسيني في مكتبة الأمير راجا في محمود آباد بالهند، وتمت طباعتها في الهند، ولبنان، وإيران تحت عنوان مؤتمر علماء بغداد. وبعد فترة تمت طباعة هذا الكتاب في مصر بعنوان (محاورة حول الإمامة والخلافة بين العباسي والعلوي)، ويشير حامد حنفي إلى أن كلا العنوانين تم اختيارهما من قبل الناشرين.

وتم نشر هذا الكتاب باللغة الفارسية من قبل مترجمين وناشرين مختلفين بعناوين مختلفة:

• مؤتمر علماء بغداد، ترجمة السيد هداية الله المسترحمي، نشر مؤسسة الزهراء الخيرية، الطبعة العاشرة، 1398ش
• تجلي حقيقت، نجات بشريت (ظهور الحقيقة، خلاص البشرية)، ترجمة السيد هداية الله المستراحمي، نشر بهاران، الطبعة الثانية، 1383 ش
• راهي به سوي حقيقت (الطريق إلى الحقيقة)، ترجمة محمد رضا فقيه إيماني، نشر عطر عترت، الطبعة الخامسة والعشرون، 1391ش
• جستجوي حق در بغداد (البحث عن الحقيقة في بغداد)، ترجمة مصطفى خبازيان، نشر نور الأصفياء، الطبعة الأولى، 1382ش.

مواضيع ذات صلة

• ليالي بيشاور
• المراجعات

المصادر والمراجع

• ابن خلكان، أحمد بن محمد بن إبراهيم، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، بيروت، دار صادر، ط1، 1994 م.
• ابن عطية، مقاتل، مؤتمر علماء بغداد، د.م، نشره بعض محبي أمير المؤمنين، د.ت.
• آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط3، 1403هـ/ 1983م.
• أنصاري، حسن، «مناظره دو دانشمند شيعی و سنی...»، سایت بررسی‌های تاریخی، مقالات و نوشته‌های حسن انصاریدر حوزه تاریخ و فرهنگ ایران و اسلام، تاريخ الإدراج: 22/ 04/ 1386 ش، تاريخ المشاهدة: 28/ 01/ 1403 ش.
• حمود، محمد جميل، أبهى المداد في شرح كتاب مؤتمر علماء بغداد، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1423 هـ.
• داود، حامد حنفي، نظرات في الكتب الخالدة، القاهرة، دار المعلم للطباعة، ط1، 1399 هـ/ 1979 م.