غزوة حمراء الأسد
غزوة حمراء الأسد | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
من غزوات النبي (ص) | |||||||||
مكان وقوع غزوة حمراء الأسد | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
المسلمين | المشركين | ||||||||
القادة | |||||||||
الرسول (ص) | أبو سفيان |
غزوة حمراء الأسد إحدى غزوات النبي (ص) التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة في اليوم الذي تلا معركة أحد وهي منطقة تبعد أربعين ميلا عن المدينة المنورة، كان الهدف من ورائها، منع أبي سفيان وأصحابه من العودة للقضاء على المسلمين، فقد ندم أبو سفيان من تركه المسلمين في أُحُد دون القضاء عليهم جميعا، فأراد النبي الأكرم أن يري العدو بأس المسلمين وقوتهم، فخرج في سبعين رجلا ممن حضر أُحُد ومن بينهم الجرحى، لكنّ المشركين رجعوا إلى مكة.
الغزوة
الغزوة هي المعركة التي خرج فيها الرسول (ص) بنفسه سواءً حارب فيها أم لم يحارب، وتسمى بالوقعة أيضاً.[بحاجة لمصدر]
عزم المشركين
ندم أبو سفيان وأصحابه بعد أن تركوا المسلمين في أحد ، وعند بلوغهم الروحاء_وهي أرض لعدي بن حاتم الطائي وتبعد أربعين ميلا عن المدينة_ عزموا على البقاء فيها لقتال المسلمين، ثأرا منهم لقتل صناديدهم.[١]
انطلاق المسلمين
في صبيحة اليوم التالي لمعركة أحد بلغ النبي الأكرم ما عزم عليه أبا سفيان وأصحابه، فأراد أن يرهب العدو، ويريهم من نفسه وأصحابه قوة، فندب أصحابه للخروج في طلب أبي سفيان وقال: ألا عصابة تشدد لأمر الله، تطلب عدوّها، فإنّها أنكأ للعدو وأبعد للسمع؟ فانتدب عصابة منهم ، مع ما بهم من القراح والجراح الذي أصابهم يوم أحد، ونادى منادي رسول الله ألا لا يخرجنّ معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، فخرجوا على علّتهم وما أصابهم من القرح والجرح الذي أصابهم يوم اُحد.[٢]
ودعا رسول الله بلوائه وهو معقود لم يُحلّ من الأمس، فدفعه إلى عليّ. فركب رسول الله فرسه على باب المسجد وهو مجروح في وجهه أثر الحَلْقتين ومشجوج في جبهته في اُصول الشَعر، وقد انكسرت رَباعيتُه، وجُرحت شفته من باطنها، وهو متوهّن مَنكِبه الأيمن بضربة، وركبتاه مجحوشتان.[٣]
فانطلقوا في سبعين رجلا، حتى بلغوا حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال.[٤]
إخبار المشركين باستعداد المسلمين
وافی المشرکین رجلٌ خرج من المدينة، فسألوه الخبر فقال: تركت محمّداً وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم جدّ الطلب.[٥]
ومرّ بالمشرکین ركبٌ من عبد القيس يريدون الميرة من المدينة، فقال لهم أبوسفيان: «أبلغوا محمّداً أنّي أردت الرجعة إلى أصحابه لأستأصلهم، واُوقر لكم ركابكم زبيباً إذا وافيتم عُكاظ!». فأبلغوا ذلك إلى رسول الله وقد بلغ حمراء الأسد، فقال: «حسبنا الله ونعم الوكيل».[٦]
انسحاب المشركين
كان رسول الله في النهار يأمر المسلمين بجمع الحطب فإذا أمسوا أمرهم أن يوقدوا النيران فكانوا يوقدون خمسمئة نار، حتى ذهب ذكر نيرانهم ومعسكرهم في كلّ وجه.[٧]
فلما بلغ المشركين خبرُ المسلمين حذّر صفوان بن اُميّة أبا سفيان وقال: «إنّ القوم قد حربوا، وقد خشينا أن يكون لهم قتال غير الذي كان، فارجعوا![٨] ياقوم! لاتفعلوا! فإنّ القوم قد حَربوا وأخشى أن يجمعوا عليكم مَن تخلّف مِن الخزرج».
وانتهى معبد بن أبي معبد الخزاعي إلى النبيّ وهو مشرك ولكنّه سلْم للإسلام ...ثمّ مضى معبد حتى وجد أبا سفيان وقريشاً بالرَّوحاء وهم مجمعون على الرجوع فسألوه عما وراءه فقال معبد: «تركت محمّداً وأصحابه خلفي يتحرّقون عليكم بمثل النيران، وقد أجمع معه من تخلّف عنه بالأمس من الخزرج والأوس، وتعاهدوا أن لايرجعوا حتى يلحقوكم فيثأروا منكم».
فعزم المشركون على الانصراف ورجعوا إلى مكة. وبلغ الخبر إلی المسلمين أنّ أباسفيان وأصحابه قد انصرفوا خائفين وجلين. فانصرف رسول الله راجعاً إلى المدينة.[٩]
وقیل إنّ جبرئيل نزل على رسول الله فقال: إرجع يا محمّد، فإنّ الله قد أرهب قريشاً ومرّوا لايلوون على شيء! فرجع رسول الله إلى المدينة. وأنزل الله عليه «الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابهم الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنهم وَاتَّقَوْاْ أَجْرٌ عَظِيمٌ. الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم »(آل عمران 172-176)[١٠]
تأریخ الغزوة
وكان اُحُد السنة الثالثة للهجرة في شوّال يوم السبت فالغد أي الأحد کانت غزوة حمراء الأسد. فأقام المسلمون بها خمسة أيام ثمّ رجعوا إلى المدينة يوم الجمعة.[١١]
قبلها غزوة أحد |
غزوات الرسول غزوة حمراء الأسد |
بعدها غزوة بني النضير |
الهوامش
- ↑ تفسير القمي، ج 1، ص 125. مجمع البيان، ج 2، ص 886 . إعلام الورى، ج 1، ص 184.
- ↑ إعلام الورى، ج 1، ص 183. مجمع البيان، ج 2، ص 886 . وهناك من قال بأن جبريل أخبر النبي بمكوث المشركين في الروحاء وأمره أن لايخرج معه إلا من به جراحة (تفسير القمي 1: 124). لكن الآخرون قالوا بأن النبي قد علم بذلك عن الطرق العادية ولاالغيبة.
- ↑ المغازي للواقدي، ج 1، ص 337.
- ↑ إعلام الورى، ج 1، ص 183- 184 . مجمع البيان، ج 2، ص 886.
- ↑ تفسير القمي، ج 1، ص 125.
- ↑ إعلام الورى، ج 1، ص 184.
- ↑ المغازي للواقدي، ج 1، ص 338.
- ↑ السيرة النبوية لابن هشام، ج 3، ص 110.
- ↑ المغازي للواقدي، ج 1، ص 340 و 339 و 338 و 298.
- ↑ تفسير القمي، ج 1، ص 126.
- ↑ المغازي للواقدي 1: 199و 334. وانظر السيرة النبوية لابن هشام، ج 3، ص 108 و 106 و 107. وانظر إعلام الورى، ج 1، ص 183-184 ومجمع البيان، ج 2، ص 826.
المصادر والمراجع
- ابن هشام، السيرة النبوية، تحقيق مصطفی السقا وإبراهيم الأبياري وعبدالحفيظ شلبي، مطبعة مصطفی ألباني، مصر، د.ن، 1355 هـ.
- الطبرسي، فضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دارالمعرفة افست ناصر خسرو، ط 1، 1406 هـ.
- القمي، علي بن ابراهيم، تفسیر القمي، قم، مؤسسه دارالکتاب، 1404 هـ.
- الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق مارسدن جونس، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، د.ت.