حصار الفوعة وكفريا

من ويكي شيعة
(بالتحويل من حصار فوعة كفريا)
حصار الفوعة وكفريا
اسم الحدثالهجوم على حافلة تحمل سكان من الفوعة وكفريا تم إجلاؤهم من بلدهم
موقعالفوعة وكفريا في سوريا
تاريخبين مارس 2015م حتى مارس 2018م


حصار الفوعَة وكفَرْيا هو حصار لبلدتين شيعيتين تتبعان ناحية بِنِّشٌ في منطقة مركز محافظة إدلب شمال سوريا وقع بين العامين 2015م و2018م. قام خلاله ائتلاف مكوّن من جبهة النصرة وفرق إسلامية أخرى معارضة للحكومة السورية إثر الحرب الأهلية هناك بفرض حصار على هاتين البلدتين وسكانهما الذين يبلغ عددهم حولي 17000 نسمة. وبقي المحاصرون الذين ينتمون إلى المذهب الشيعي في معظمهم تحت الحصار لمدة ثلاث سنوات تقريباً، ويصدّون هجمات الفصائل المسلحة عليهم.

وخلال سنوات الحصار الثلاث قتل ما يزيد عن 3000 شخص من المدنيين والعسكريين من سكان أهل المنطقة. وانتهت هذه الأزمة باتفاق بين الحكومة والمعارضة السوريتين يقضي بإطلاق الحكومة سراح 1500 أسير من مقاتلي المعارضة مقابل السماح بخروج أهالي البلدتين. وتمّ الإخلاء على عدّة مراحل، وخلال إحدى هذه الدفعات قُتل حوالي 150 شخصاً من أهالي هاتين البلدتين إثر تفجير انتحاري.

نبذة تاريخية

سكان بلدة الفوعة جاؤوا إليها من محافظة حلب إبّان انتهاء الحكم الحمداني في تلك المنطقة عندما حكمت الدولة الحمدانية في حلب لمدة قرنين من الزمن لاستقطابها للعديد من العلماء والشعراء والفلاسفة مثل الخوارزمي وأبو العلاء المعري والمتنبي بالإضافة إلى أبي فراس حيث كانت حلب حينها حاضرة إسلامية وثغر مهم من ثغور المسلمين في مواجهة دولة الروم.

يقول ياقوت الحموي عندما يذكر حلب: «والفقهاء (المسلمون) يفتون فيها على مذهب الإمامية» ففي تلك الحقبة ظهر فيها علماء شيعة، وتأسست فيها حوزات كبيرة، اشتهر علماؤها في العالم الإسلامي وخصوصاً علماء الأشراف بنو زهرة وسيدهم السيد أبو المكارم ابن زهرة الحلبي صاحب كتاب (غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع) «وسادات بني زهرة موجودين الآن في بلدة الفوعة»[١].

المكانة والأهمية

حصار الفوعة وكفريا يُطلق على حصار فرضته القوات المعارضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد على بلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب ضمن سياق الأحداث التي وقعت خلال الحرب الأهلية السورية، حيث قام المعارضون بداية بالهجوم على مركز المدينة في شهر آذار من العام 2015م، وتمكنّوا من السيطرة عليها.[٢]

وفي الثامن عشر من شهر كانون الثاني من العام 2018م اتّفق كل من القوات الحكومية المحاصَرة والمعارضة بقيادة حركة تحرير الشام – وهو فصيل يضمّ عدة فرق سلفيّة في سورية – على السماح بخروجهم مع المدنيين المحاصرين في البلدتين.[٣]

وكان المسؤولون السوريون قلقون من أن يقوم المعارضون بارتكاب مجزرة، وازدادت هذه المخاوف بسبب التهديدات المتصاعدة بشكل مستمر من قبل المعارضة.[٤]

وكانت أهمية السيطرة على البلدتين تكمن فيما يلي:[٥]

  • السيطرة على البلدتين يعني السيطرة على كامل محافظة إدلب
  • ضرورة السيطرة على البلدتين حتى تستكمل المعارضة السيطرة على المنطقة الخاضعة لها
  • الانتقام من أهالي الفوعة وكفريا بسبب دعمهم للنظام السوري

تسلسل الأحداث

خارطة فوعة وكفريا عند حصار القوات المعارضة (المناطق الحمراء هي مناطق تحت الحصار)

في الثامن والعشرين من آذار عام 2015م تمكنت قوات المعارضة – وهي ائتلاف يجمع بين جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا مع فصائل إسلامية أخرى – من السيطرة على مدينة إدلب بعد 4 أيام من القتال،[٦] ونجحوا في محاصرة بلدتي الفوعة وكفريا ممّا أدى إلى حصار الآلاف من المدنيين هناك. فمن خلال هذا الحصار وقع حوالي 17 ألف مدني من سكان البلدتين وهم في معظمهم من الشيعة تحت حصار خانق من قبل ائتلاف جيش الفتح (الإسلامي). وقامت حركة تحرير الشام - وهي فرع لتنظيم القاعدة – بفرض حصار تامّ على جميع أنواع المساعدات الإنسانية التي تدخل البلدتين.[٧]

قامت قوات المعارضة -خلال فترة الحصار عدّة مرات- باستهداف أهالي البلدتين عبر إطلاق الرصاص ممّا أدى إلى سقوط 80 شخصاً بين قتيل وجريح منهم 15 طفلاً حتى العام 2016م. ومن الأساليب التي اتبعتها المعارضة للضغط على المدنيين خلال فترة الحصار كان إرسال السيارات المفخخة وإطلاق قذائف الهاون والرصاص باتجاه البلدتين.[٨]

وخلال فترة الحصار الطويلة تمّ الاتفاق عدة مرات على وقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، غير أنه غالباً ما كان ينتهي بخروق من قبل المسلّحين.[٩]

الاتفاق على إجلاء أهالي البلدتين

جرت في العام 2016م مفاوضات حول إخلاء سبيل المحاصرين في الفوعة وكفريا، وبالفعل تمّ على أثرها في الثامن عشر من كانون الأول في ذلك العام بإرسال أولى الحافلات لإخراج سكان البلدتين،[١٠] وتمّ إجلاء 2500 مواطن عبر هذه الحافلات، وفي الطريق قامت جبهة النصرة بإحراق 6 حافلات منها. وبعد ذلك بيومين تمّ إجلاء 1000 مواطن آخرين.[١١]

وفي شهر نيسان من عام 2017م جرت مفاوضات أخرى بين الحكومة السورية وحركة تحرير الشام المعارضة بهدف إجلاء عدد من سكان البلدتين، ونتيجة لهذه المفاوضات تمّ الاتفاق على إجلاء عدد قليل من السكان، غير أنّ المفاوضات توقّفت بسبب التفجير الذي استهدف المفرَج عنهم وأودى إلى سقوط 150 قتيلاً منهم 72 طفلاً.[١٢]

وفي الثامن عشر من كانون الثاني عام 2018م تمّ إرسال حافلات لإجلاء المحاصرين بعد الاتفاق الذي جرى بين الحكومة والمعارضة، وكان من المتوقع خروج 6000 شخص من المحاصرين في مقابل تعهد الحكومة بالإفراج عن 1500 سجين من المعارضين والمدنيين.[١٣] وانتهت عملية التبادل في التاسع عشر من كانون الثاني عام 2018م[١٤] بخروج ما يقارب 7000 من المحاصرين مقابل 1500 سجين أفرجت عنهم الحكومة السورية.[١٥]

الخسائر

قُتل أثناء عملية التبادل 150 شخصاً من المدنيين المحاصرين وبعضهم أطفال قبل وصولهم إلى مناطق سيطرة الحكومة عبر تفجير انتحاري.[١٦] ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد ضحايا هذا الحصار، غير أنّ بعض المصادر ذكرت أنّ عدد الضحايا بلغ ما بين 3000 و20 ألفاً طوال الحرب الأهلية السورية من أهالي هاتين البلدتين. وأما الإحصاءات الرسمية فذكرت أنّ عدد القتلى بلغ 1923 شخصاً وعدد الجرحى 3868 شخصاً خلال سنوات الحصار الثلاث.[١٧]

النتائج

تمّ إجلاء أهالي كفريا والفوعة وإسكان معظمهم في منطقة حسيا في مدينة حمص، وفي الباسط في اللاذقية، وتمّ نقل بعضهم إلى دمشق، والبعض إلى مدينة حلب ونبّل والزهراء.[١٨]

مؤلّفات

نشرت دار (شهيد كاظمي) كتاباً بالفارسية بعنوان (در همسايگي گلوله‌ها) بمعنى (في جوار الرصاص) من تأليف رضا كريمي، والذي يروي بشكل موثّق أحداث حصار بلدتي الفوعة وكفريا.[١٩]

الهوامش

  1. معجم البلدان ج2 ص 273
  2. الفوعة وكفريا… توأم الحصار والجهاد، موقع قناة المنار.
  3. "Buses arrive to evacuate two rebel-besieged Shia towns" aljazeera؛ الفوعة وكفريا… توأم الحصار والجهاد، موقع قناة المنار.
  4. "Punishing siege drags on for two Shiite villages in Syria" Los Angeles Times.
  5. «نگاهي به چرايي محاصرة فوعة و کفريا»، وكالة فارس للأنباء؛ الفوعة وكفريا… توأم الحصار والجهاد، موقع قناة المنار.
  6. الفوعة وكفريا… توأم الحصار والجهاد، موقع قناة المنار؛ "Qaeda, allies seize Syria's Idlib city in blow to regime" yahoonews.
  7. نداء من الفوعة وكفريا لفك الحصار، موقع قناة روسيا اليوم؛ "Punishing siege drags on for two Shiite villages in Syria" Los Angeles Times.
  8. الفوعة وكفريا تتحديان رصاص الإرهاب، مهر للأنباء؛ رسالة أهالي الفوعه وكفريا لكل أحرار العالم، وكالة فارس للأنباء؛ "Punishing siege drags on for two Shiite villages in Syria" Los Angeles Times.
  9. "Ceasefire holds in northwest Syria after violation overnight, monitor says" reuters.
  10. "Aleppo battle: Rebels burn Syria evacuation buses" BBC.
  11. أهالي بلدتي كفريا والفوعة يؤكدون أن خروجهم من تحت حصار المسلحين شكل مصدرا للارتياح، وكالة شينخوا للأنباء.
  12. "Buses arrive to evacuate two rebel-besieged Shia towns" aljazeera؛ قتلى في تفجير استهدف حافلات أهالي الفوعة وكفريا الذين تم إجلاؤهم قرب حلب، فرانس24.
  13. بدء عمليات الإجلاء من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب السورية، وكالة مهر للأنباء.
  14. "Rebel siege of two Shiite-majority Idlib towns ends with total evacuation of residents, militiamen". Syria Direct.
  15. "Deal underway' for evacuation of two Shiite-majority Idlib towns: rebel source". Syria Direct.
  16. تفجير الراشدين يفرق أمهات عن أطفالهنّ في سوريا، وكالة أنباء سويسرا؛ "Exile from Kafariya: Interview". aymennjawad
  17. الفوعة وكفريا… توأم الحصار والجهاد، موقع قناة المنار.
  18. وصول 3 آلاف من أهالي الفوعة وكفريا إلى مركز إيواء جبرين في حلب، وكالة تسنيم للأنباء؛ أهالي الفوعة وكفريا في مساكنهم الجديدة شرق حمص، وكالة تسنيم للأنباء.
  19. «روايت محاصرة فوعة و کفريا توسط جريان تکفيري منتشر شد»، وكالة مهر للأنباء.

المصادر والمراجع