الاحتجاج على أهل اللجاج (كتاب)
الاحتجاج على أهل اللجاج والمشهور بـالاحتجاج ، كتاب كلامي دوّنه باللغة العربية أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي من علماء القرن السادس الهجري.
الاسم الاصلي للكتاب
يستفاد من خطبة الكتاب أن المؤلف أطلق على كتابه عنوان «الاحتجاج» من دون ضميمة «على أهل اللجاح» وإن تداول كثيرا بين الباحثين العنوان الثاني، وهناك من أطلق على الكتاب عنوان «احتجاج الطبرسي» وهذه هي التسمية المشهورة للكتاب.
انتساب الكتاب
هناك من اشتبه في نسبة الكتاب الى الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان.[١]
موضوع الكتاب
يشتمل الكتاب على إحتجاجات النبي محمد صلى الله عليه وآله والأئمة (ع) وبعض الصحابة وبعض العلماء وبعض الذرية الطاهرة، على المخالفين في مواضيع مختلفة.
الجذور التاريخية
تضرب مسألة الاحتجاج في شتى المواضيع بجذورها في عمق التاريخ الاسلامي حتى إن الكثير من العلماء صنّفوا في الاحتجاج مصنفات مستقلة أو أدرجوا موضوع الاحتجاج ضمن فصول كتبهم التي ألّفوها، وقد بلغ عدد الكتب المصنفة تحت هذا العنوان ما يقرب من عشرين كتاباً.
وإن أول من شرع في الاحتجاج والرد على المخالفين هو شخص الرسول الأكرم (ص) حيث كان يحاجج وبأمر من الله علماء الاديان الاخرى والوثنيين فيما يثيرونه من معتقدات او شبهات.
واما أول كتاب صنّف تحت هذا العنوان فهو كتاب الاحتجاج لمحمد بن أبي عمير من اصحاب الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) وكان الرجل مهتما – على مايبدو من مؤلفاته التي بلغ عددها 94 كتابا- بحفظ تراث أهل البيت (ع) في عصر الدولة العباسية وبالخصوص في الفترة التي اتسمت بالمراقبة الشديدة والضغط على أهل البيت (ع) وشيعتهم.
الغاية من وراء تأليف الكتاب
يشير الطبرسي الى الغاية التي كان يرومهما من وراء تأليفه للكتاب قائلا: ثم إن الذي دعاني إلى تأليف هذا الكتاب عدول جماعة من الأصحاب عن طريق الحجاج جدا وعن سبيل الجدال وإن كان حقا، وقولهم: «إن النبي (ص) والأئمة (ع) لم يجادلوا قط ولا استعملوه ولا للشيعة فيه إجازة بل نهوهم عنه وعابوه»، فرأيت عمل كتاب يحتوي على ذكر جمل من محاوراتهم في الفروع والأصول مع أهل الخلاف وذوي الفضول، قد جادلوا فيها بالحق من الكلام وبلغوا غاية كل مرام.
ثم قال: «وأنهم (ع) إنما نهوا عن ذلك الضعفاء والمساكين من أهل القصور عن بيان الدين دون المبرزين في الاحتجاج الغالبين لأهل اللجاج، فإنهم كانوا مأمورين من قبلهم بمقاومة الخصوم ومداولة الكلوم فعلت بذلك منازلهم وارتفعت درجاتهم وانتشرت فضائلهم».[٢]
القيمة العلمية للكتاب ورواياته
يعد كتاب الاحتجاج من الكتب المعتبرة عند الأعلام والتي يرجعون اليها في أبحاثهم، والاشكال الوحيد الذي يسجل على الكتاب هو ارسال رواياته فان أكثر رواياته مراسيل.
جواب الاشكال
أشار المصنف في مقدمة كتابه الى سبب الارسال في روايات كتابه قائلا: «ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إما لوجود الإجماع عليه أو موافقته لما دلت العقول إليه أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف، إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري (ع)، فإنه ليس في الاشتهار على حدّ ما سواه وإن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه، فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أول جزء من ذلك دون غيره».[٣]
وهو صريح في أن كل ما أرسله المصنف فيه هو من المستفيض المشهور المجمع عليه بين المخالف والمؤالف، فهو من الكتب المعتبرة. ومن هنا نرى الأعلام قد تلقّوا تلك المراسيل بالقبول والاعتماد عليها لنفس المبررات التي ساقها الطبرسي نفسه من الإجماع وموافقتها للعقل وشهرتها.
تقييم الأعلام لكتاب الاحتجاج
وصف الكثير من الأعلام كالشيخ الحر العاملي في أمل الآمل[٤] والخوانساري في روضات الجنات[٥] والسيد الخوئي في معجم رجال الحديث[٦] الكتاب بأنّه كتاب نفيس يشتمل على فوائد جمّة.
ترتيب مباحث الكتاب
اشتمل الكتاب على:
- مقدمة بيّن فيها المصنف طرفا مما أمر الله في كتابه من الحجاج والجدال بالتي هي أحسن وفضل أهله، والغاية من تأليف الكتاب.
- عدّة فصول في ذكر طرف مما جاء عن النبي (ص) وسائر الأئمة من الجدال والمحاجّة والمناظرة في أصول الدين وما يجري مجرى ذلك مع من خالف الإسلام وغيرهم.
- التعرّض لبيان احتجاج النبي (ص) يوم الغدير، واحتجاج أمير المؤمنين (ع) على أبي بكر وعمر لمّا منعا فاطمة الزهراء (ع) حقها في فدك بالكتاب والسنة. واحتجاج فاطمة الزهراء (ع) على القوم عند غصبهم لفدك. واحتجاج سائر الصحابة وأهل البيت (ع).
- احتجاج أمير المؤمنين (ع) على معاوية وأهل الشام والخوارج لما حملوه على التحكيم ثم أنكروا عليه ذلك.
- وفي الختام تعرض لبيان احتجاجات الإمام الحجة محمد بن الحسن العسكري(عج) في المكاتبات التي صدرت منه إبان الغيبة الصغرى للنواب الأربعة وتوقيعاته في زمن الغيبة الكبرى.
الدراسات حول الكتاب
تراجم الكتاب
1. ترجمة المولى نظام الدين أحمد الغفاري المازندراني.
2. ترجمة المفسر وتلميذ المحقق الكركي، أبي الحسن علي بن حسن الزواري.
3. ترجمة عماد الدين القاري الإسترآبادي.
4. ترجمة تحت عنوان «كشف الاحتجاج » للملا فتح الله الكاشاني م 988 هجري، مع ضميمة شرح للكتاب.
الشروح
1. شرح الملا فتح الله الكاشاني.
2. شرح الميرزا أبي الحسن البحراني (م 1193 هجري)، من كبار علماء الحقبة الزنديّة في شيراز.
3. شرح السيد أحمد بن محمد الحسيني المختاري.
طبعات الكتاب
طبع الكتاب أكثر من مرة، وهي:
1. في ايران سنة 1268 هجرية؛
2. في ايران سنة 1300 هجرية؛
3. في النجف سنة 1354 هجرية.
4. في ايران سنة 1403 هجرية وهي طبعة مصورة عن طبعة مؤسسة الجواد في بيروت وهي طبعة جميلة جدا تتقدمها مقدمة بقلم السيد محمد بحر العلوم.
وحقق الكتاب السيد محمد باقر الموسوي الخرسان فقام بالإضافة الى استخراج الآيات وتوضيح المفردات، بإضافة الكثير من النكات التحقيقة الجميلة كالاشارة الى حياة الشخصيات المذكورة في الكتاب واعداد فهارس علمية للكتاب والحواشي وغير ذلك.