أبو سهل النوبختي
تاريخ ولادة | سنة 237 هـ. |
---|---|
تاريخ وفاة | توفي سنة 311 هـ . |
دين | الإسلام |
مذهب | التشيع |
أعمال بارزة | من مشاهير المتكلّمين ومن الشعراء والمشجّعين على الأدب والشعر |
أبو سهل إسماعيل بن عليّ بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت، ( 237 - 311 هـ) أحد كبار البيت النوبختيّ بل من أشهرهم، كان من رؤساء الشيعة ووجهائهم، ومن العلماء الكبار، ويعدّ من أشهر شخصيات آل نوبخت، وبسبب منزلته العلميّة ومهامّه الدنيويّة، فكان من مشاهير المتكلّمين البارزين في هذه الطائفة في عصره المتزامن مع الغيبة الصغرى، وهو أحد الشعراء والمشجّعين على الأدب والشعر، ومن المصنّفين أيضاً ، فله تصانيف مهمّة في تأييد المذهب الإماميّ و دحض المناوئين.
لماذا أبو سهل؟
عندما هرم نوبخت أبو العائلة، وضعف وعجز عن خدمة المنصور جلس ابنه أبو سهل مجلسه في صحبة الحاكم العباسي بإشارة الحاكم نفسه.
لمّا مَثُل بين يدي المنصور، تسمّى له (بخُر شاذماه)، و(طيماذاما زرياذ) و (خسروا بهمشاذ).
فقال له المنصور : كلّ ما ذكرت فهو اسمك؟ قال: نعم.
فتبسّم المنصور وقال: إمّا أن أقتصرَ بك من كلّ ما ذكرت على (طيماذ)، و إمّا أن تجعل لك كنية تقوم مقام الاسم، و هي أبو سهل.
قال أبو سهل: قد رضيت بالكنية، فبقيت كنيته وبطُل اسمه [١]
وذكر النجاشي إنّ (أبا سهل) هو طيمارث، متردّداً في ذلك،[٢] وهـذه الكلمة تصحيف لجزء من ذلك الاسم الطويل الذي تقدّم.
و لبث أبو سهل عند المنصور من سنة 144 إلى سنة 158 هـ، وهي السنة التي توفّي فيها المنصور[٣] وعاش بعد وفاة المنصور مدّة، و أدرك عصر هارون الرشيد، و كان في بيت الحكمة أو خزانة الحكمة و هي مركز اجتماع الفرس و الشعوبيّة [٤]
تاريخ وفاته
لم تتطرق كتب التراجم و لا التواريخ إلى تفاصيل تاريخ وفاة أبي سهل النوبختي سوى أنها ذكرت أنه توفي سنة ـ311هـ.
أبناء أبي سهل
- إسماعيل ، عاش حتّى سنة 232هـ تقريباً، وهي سنة وفاة الواثق العباسي، و كان من ندماء المأمون، و من الأُدباء الّذين عاشوا في بلاطه[٥] و كان من الأطباء الذين باشروا أمر الواثق[٦]
- أبو أيّوب سليمان، كان من ندماء أبي نواس الشاعر، و كان في عداد الشعراء المقلّ[٧]
- داود، نقل قسماً من أخبار أبي نواس، و كان من معاشريه[٨]
- إسحاق، و هو جدّ المتكلّم المعروف أبي سهل إسماعيل بن عليّ، و أخوه أبو جعفر محمّد لأبيهما، و جدّ أبي محمّد حسن بن موسى لأُمّه [٩]
- أبو الحسين علي كان من معاشري أبي نواس أيضاً، و كان هذا الشاعر يمدحه[١٠] .
- هارون[١١]
- محمّد[١٢]
- أبو العبّاس الفضل، كان من ندماء أبي نواس، و من المنجّمين المعاصرين لهارون الرشيد و المأمون [١٣] ، له مصنّفات في النجوم أيضاً.
- عبد الله، هجاه أبو نواس في إحدى قصائده، فرّد عليه أخوه سليمان بقصيدة أُخرى[١٤]
- سهل، كان من ندماء أبي نواس [١٥] .
- حسن، كان من المنجّمين المشهورين، و له كتاب في النجوم عنوانه الأنواء[١٦] .
و يلاحظ في عدد من الكتب أسماء النوبختيّين الذين نقلوا أخبار أبي نواس و أشعاره عن أجدادهم، و هم من أولاد أبي سهل بن نوبخت:
جهوده العلميّة
تزامنت حياة أبي سهل مع برهة من أيّام الغيبة الصغرى من جهة، و مع وقت بلغ الشيعة فيه مستوى من النُّضج بفعل جهاد الطبقة الأُولى من متكلّميهم، من جهة أُخرى، و مع أنّ أبا سهل النوبختيّ كان تلميذ المتكلّمين الأُوّل من الشيعة في علم الكلام، لكنّه قام بعملين من أجل اكتمال علم الكلام على مذهب الإماميّة، و هما أهمّ أعماله في هذا المجال[٢٤] :
- دافع أبو سهل عن العقائد التي كان قد دوّنها عدد من متكلّميّ الإماميّة قبله، بعد أن حَظِيت بتأييد أئمّة الهدى (عليهم السلام) و قبول جمهور الإماميّة، يضاف إلى ذلك أنهّ احتذى أصول الاعتزال في تقرير القضايا الكلاميّة وفقاً لعقيدة الإماميّة، و منذ ذلك الوقت تقارب المذهبان المعتزليّ و الإماميّ أكثر من السابق، و بثّ تلاميذ أبي سهل تلك العقائد من بعده من الإماميّة دون تغيير كبير.
- نلحظ في مسألة الإمامة التي كانت من أهمّ المسائل الخلافيّة بين الفرق الإسلاميّة أنّ متكلّمي الشيعة قبل أبي سهل ـ كما رأينا ـ قد تحدّثوا عن موضوع النصّ الجليّ و الخفيّ، وأثبتوا خلافة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بلا فصل كما أثبتوا أحقّيّة أولاده في الإمامة بالأدلّة النقليّة، من خلال المقالات أو الكتب التي صنّفوها، بَيْد أنّ أبا سهل كان أوّل من استخدم الأدلّة العقليّة في إثبات وجوب الإمامة وبيان أوصاف الإمام.
حياته الأدبية
كان أبو سهل من الأُدباء و الشعراء أيضاً، مضافاً إلى مكانته السياسيّة و العلميّة، و كان معاصراً لاثنين من فحول شعراء العرب هما البحتريّ (206 ـ 283هـ)، و ابن الروميّ (221 ـ 283هـ)[٢٥] .
تلاميذه
كان لأبي سهل عدد من التلاميذ في الكلام و الأدب، و ذكرت كتب الأدب و التاريخ أسماء ستّة منهم على النحو الآتي:
- علي بن إسماعيل ولده: أخذ العلم و الأدب عن أبيه، و كنّاه الخطيب البغداديّ أبا الحسين تارةً، و أبا الحسن تارة أُخرى [٢٦] .
- أبو الحسين عليّ بن عبد الله بن وصيف و يسمّى (الناشئ الأصغر)، الشاعر و المتكلّم المعروف الذي كان من مشاهر المدّاحين لأهل البيت الأطهار (عليهم السلام) ، و من مصنّفي الشيعة المعروفين، و كان تلميذ أبي سهل في الكلام، و ألّف كتاباً في الإمامة[٢٧]، أُستاذ الشيخ المفيد و شيخه في الرواية[٢٨]
- أبو الحسن محمّد بن بشر السوسنجرديّ: صاحب كتاب الإنفاذ في الإمامة[٢٩]
- أبو عليّ الحسين بن القاسم الكوكبيّ: الكاتب[٣٠] .
أبو الجيش مظفّر بن محمّد بن أحمد البلخيّ، أُستاذ الشيخ المفيد، له كتاب في الإمامة [٣١] أبو بكر محمّد بن يحيى الصُّوليّ الكاتب و الأديب المشهور[٣٢]
مصنفاته
ذكر الشيخ الطوسي في الفهرست و الشيخ النجاشي في كتابه الرجال و ابن النديم في الفهرست عدة مصنفات في باب الرد والدفاع عن مسألة الإمامة ، ومنها :
في الإمامة ورد المخالفين
- الاستيفاء .
- التنبيه .
- الردّ على الغلاة .
- الردّ على الطاطُري .
- الردّ على الواقفة .
- الأنوار في تاريخ الأئمة .
- كتاب الجُمَل في الإمامة .
- الردّ على ابن الأزهر .
في الرد على العامّة والجبريّة وأصحاب الصفات
- الردّ على عيسى بن أبان في موضوع القياس.
- نقض مسألة عيسى بن أبان في باب الاجتهاد.
- كتاب في إبطال القياس.
- كتاب في الردّ على أصحاب الصفات.
- كتاب الصفات.
- كتاب في الردّ على الجبرية في باب المخلوق والاستطاعة.
- كتاب في الصفات أو في الصدقات.
في الرد على المخالفين الآخرين
- كتاب مجالس أبي سهل مع ثابت بن قرّة .
- مجالسه مع أبي علي الجبّائي في الأهواز .
- نقض مسألة أبي عيسى الورّاق في باب قِدَم الأجسام .
- إثبات الأعراض .
- الردّ على ابن الراوندي في باب الإنسان .
- كتاب السبك في نقض كتاب التاج لابن الراوندي .
- نقض كتاب ابن الراوندي في باب اجتهاد الرأي .
- نقض عَبَث الحكمة لابن الراوندي .
- نقض رسالة من تأليف الشافعي .
- الردّ على أبي العتاهية في باب التوحيد في شعره .
في الرد على اليهود ومنكري الرسالة
- كتاب تثبيت الرسالة .
- كتاب في الاحتجاج في نبوّة محمّد .
- كتاب في الردّ على اليهود .
في الأُصول والمسائل الكلامية
- كتاب الخواطر .
- كتاب المعرفة .
- كتاب حدوث العالم .
- كلام في باب الإنسان .
- الحكاية والمحكيّ .
- الخصوم والعموم والأسماء والأحكام .
- كتاب في التوحيد .
- كتاب الإرجاء .
- النفي والإثبات .
- كتاب في استحالة رؤية الله تعالى .
في التنجيم
وقد ذُكر أنّ أبا سهل كان من المنجّمين الفرس، وأحد المترجمين من اللغة الفارسيّة الفهلويّة إلى العربيّة، ومعوّله في النجوم على معلومات المنجّمين الفرس وكتبهم في العهد الساسانيّ، وذُكر له عديدة[٣٣] :
- كتاب اليَهُبَطان في المواليد.
- كتاب الفأل النجوميّ.
- كتاب المواليد (مفرد ، وهو غير كتاب اليهبطان).
- كتاب تحويل سِني المواليد.
- كتاب المدخل.
- كتاب التشبيه والتمثيل.
- كتاب المنتحل من أقاويل المنجّمين في الأخبار والمسائل والمواليد وغيرها.
حياته الإداريّة
كان يتصدّر بعض الأعمال في الجهاز الحاكم، أو كان يُكلّف بإنجاز بعضها في الأمصار مبعوثاً من قبل رؤساء الدواوين، بخاصّة في عهد المقتدر ، وما رافقه من تبدّلات . هذا من جهة، ومن جهة أُخرى ذكر بعض المؤلّفين أنّ له منصباً في الشؤون الدنيويّة وأنّه كان بين الكتّاب تالياً منصب الوزراء[٣٤]
في عصر الغيبة الصغرى
تعدّ الفترة التي أمضاها أبو سهل في عصر الغيبة الصغرى ـ وهي إحدى وخمسون سنة كانت له في الأيام الأخيرةِ منها الرئاسة على الشيعة ، ويكاد يكون هو الموجّه لهذه الطائفة هو وسائر أفراد البيت النوبختيّ ـ من أشدّ الفترات توتّراً بالنسبة إلى الطائفة المذكورة، ذلك أنّ أعداءها من جانب، والسلطان العبّاسيّ من جانب آخر قد بذلوا قصارى جهودهم من أجل تقويض الكيان الشيعيّ، ولم يدّخروا وسعاً في إذاقة الشيعة شتّى صنوف الأذى والعذاب، والذي أثارهم أكثر في هذه المرحلة هو حادث وفاة الإمام الحادي عشر (عليه السلام) واختفاء ولده، وهذا الأمر لم يُجرّئ مناوئي الشيعة على معارضتهم فحسب، بل ترك المؤمنين بهذا المذهب يموجون في قلق وحيرة عجيبة، فبرز الخلاف بين صفوفهم وبلغ بهم مبلغاً أنّهم صاروا أربع عشرة فرقة يكفّر بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم بعضاً ، وكاد الكيان الشيعيّ الذي كانت أركانه قد توطّدت بجهود بذلها رجاله على امتداد السنين يتقوّض بفعل تلك الخلافات، ومضافاً إلى مكائد الأعداء، وإقبال الدنيا على مناوئي هذه الفرقة وعلى السلطان العبّاسيّ الذي سئم من تحكّم الكتّاب والعاملين الفرس الشيعة في الجهاز الحكوميّ، ونفد صبره من طعن رؤساء الإماميّة ولومهم المتواتر، وكان يفكّر بعموم الوسائل والخطط لإنقاذ نفسه من هذه الورطة.
أبو سهل يتصدّى للحلاّج
كان الحسين بن منصور الحلاّج الصوفي المعروف كان يبثّ آراءه وعقائده، فأفلح في استقطاب عدد من الشيعة ورجال البلاط الحاكم ، وكان في بداية أمره يزعم أنّه رسول الإمام الغائب ووكيله وبابه [٣٥] ، وعندما التقى برؤساء الإماميّة في قمّ، ودعاهم إلى قبول العنوان المذكور ، أبدى رأيه في الأئمّة فتبرّأ الشيعة في قمّ منه وطردوه من مدينتهم.
لكن أبا سهل لم يَرُقه أن يرى داعياً صوفياً ذا مقالات جديدة يريد أن ينسِف كثيراً من العقائد التي تعاهدها هو نفسه ومتكلّمو الإماميّة وأقاموا دعائمها ،هذا من جهة. ومن جهة أُخرى يريد أن ينصب نفسه معارضاً للحسين بن روح الذي كان نائب الإمام (عليه السلام)، ومدّعياً منصبه، وأبدى أبو سهل غاية التدبير والفراسة والنشاط في دحض الحلاّج وأفشى أمره في بغداد، وزهّد العامّة فيه، ونقل كذب دعاواه، وقطع دابر دعوته، حتى استصدر إدانة مثل هذا الشخص من قِبَل القضاة والأئمّة والوزراء من العامّة.
وجرت بين الحلاّج وأبي سهل النوبختيّ مناظرتان يوم كان يبثّ دعوته.
وفيهما دعا الحلاّجُ أبا سهل إلى اتّباعه، وادّعى المعجزة كما يدلّ على ذلك ما بقي من الروايات، بَيْد أنّ أبا سهل أفحمه ودحضه بل أخزاه من خلال أجوبته الدامغة وطلباته التي عجز الحلاّج عن إنجازها، فكسدت سوقه بسبب ذلك.[٣٦] .
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ ابن أبي أُصيبعة ج 1 ص 219، والقفطيّ ص 409 ، ومختصر الدول ص 224 .
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص 290.
- ↑ معجم البلدان ج 1 ص 485ـ684 ، تاريخ بغداد ج 1 ص 67
- ↑ الفهرست لابن النديم 274 ، طبقات الأمم 60
- ↑ ابن طيفور، تاريخ بغداد ص 299 ـ 300 .
- ↑ تاريخ الطبري ج 4 ص 1364
- ↑ ين ديوان أبي نواس ص 182 طبعة القاهرة، الفهرست لابن النديم 166
- ↑ شرح ديوان أبي نواس، مخطوطة في المكتبة الوطنيّة بباريس، ج2، الورقة 295 b
- ↑ شرح ديوان أبي نواس، ج2، الورقة 510 b، و أخبار أبي نواس، ج2 .
- ↑ المصدر المتقدم
- ↑ المصدر المتقدم
- ↑ المصدر المتقدم
- ↑ طبقات الأمم ص 60، و بحار الأنوار ج 14 ص 143
- ↑ ديوان أبي فراس ص 34 ، تاريخ الحكماء ص 222
- ↑ أخبار أبي نواس 111 .
- ↑ الفهرست لابن النديم 275 .
- ↑ شرح ديوان أبي نواس ج2، الورقة 271 b
- ↑ المصدر نفسه ج3، الورقة 281، وكتاب الموشّح للمرزبانيّ 274 .
- ↑ الموشّح للمرزبانيّ 274 .
- ↑ المصدر المتقدم .
- ↑ أخبار أبي نواس ج2 .
- ↑ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 443 .
- ↑ تاريخ بغداد ج 1 ص 156 .
- ↑ الشافي في الإمامة ص 14 ـ 15 .
- ↑ مروج الذهب ج 8 ص 233 .
- ↑ تاريخ بغداد 11 ص 347 .
- ↑ وفيات الأعيان ج 1 ص 389 ، الفهرست للطوسي ص 233 ، رجال النجاشي ص 193
- ↑ الفهرست للطوسي ص 233
- ↑ والفهرست للطوسي ص 177 ، رجال النجاشي ص 266 .
- ↑ تاريخ بغداد ج 8 ص 87 .
- ↑ الفهرست للطوسي ص 178، رجال النجاشي ص 299 .
- ↑ تاريخ الإسلام للذهبي
- ↑ الفهرست لابن الديم ص 274 ، القفطيّ ص 255
- ↑ الفهرست للطوسي ص 58 ، رجال النجاشي ص 23
- ↑ كتاب الغيبة (للطوسي) ص 262 .
- ↑ لاحظ : كتاب الغيبة للطوسي ص 261 ـ 262 ، نشوار المحاضرة للتنوخي ص 81 و 92 ـ 95 ، تاريخ بغداد ج 8 ص 124 .
المصادر والمراجع
- ... ملاحظة : هذه المقالة مقتبسة من كتاب "آل نوبخت" تأليف عباس اقبال آشتياني ـ ترجمة علي هاشم الأسدي ـ طبع آستانه قدس رضوي ـ عام 1425 هـ .
- ابن أبي أصيبعة، أحمد بن القاسم، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق: الدكتور نزار رضا، بيروت، دار مكتبة الحياة، د.ت.