الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معاوية بن يزيد»
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== | ||
{{مراجع}} | {{مراجع}} | ||
==المصادر والمراجع== | ==المصادر والمراجع== |
مراجعة ١٣:٥٩، ٢٨ يناير ٢٠٢٤
معاوية بن يزيد بن معاوية، المعروف بـمعاوية الثاني (توفي 64هـ) هو الخليفة الأموي الثالث الذي وصل إلى الخلافة بعد وفاة أبيه يزيد بن معاوية عام 64هـ، وبعد مدة قصيرة تنحى عن الخلافة وتوفي. اختلف المؤرخون حول سبب تنحيه عن الخلافة، لكن الأكثر اعتبروا حبه لأولاد الإمام علي هو السبب. بعد تنازل معاوية الثاني عن الخلافة، تولاها مروان بن الحكم، وكان أبناء مروان متولين للخلافة حتى نهاية عهد الأمويين. كان لمعاوية بن يزيد عند وفاته من العمر 18 عاماً على قولٍ، ودفن في دمشق.
عهد الخلافة
خلال الحرب الأموية مع عبد الله بن الزبير (الذي ادعى الخلافة في مكة)، توفي يزيد بن معاوية في الشام، وبعد سماع نبأ وفاة يزيد، عادت الجيوش الأموية من مكة إلى الشام، واختار بنو أمية معاوية بن يزيد خليفة بعد أبيه، فتمت البيعة لمعاوية في الشام، كما تمت لعبد الله بن الزبير في مكة.
التنحي عن الخلافة
كانت فترة خلافة معاوية بن يزيد قصيرة جداً، وذكر في بعض المصادر أنها لم تبلغ الأربعين يوماً، وباتفاق جميع الروايات التاريخية لم يكن معاوية محباً لتولي الخلافة بل وكرهها، واختلف في سبب تنحيه. في بعض الأخبار، اعتبر كرهه لممارسات والديه (معاوية ويزيد) وغيرهما من الأمويين، وحبه لأهل البيت السبب الرئيسي لتنحيه. وفقاً لتاريخ اليعقوبي، فقد تلا خطبة بيّن فيها مقته لمسؤولية الخلافة وانتقاده لوالده وجده، وفي هذه الخطبة، خطّأ محاربة جده معاوية بن أبي سفيان للإمام علي، وكذلك أفعال والده الشنيعة، وخاصة قتله للإمام الحسين وأهل بيت النبي، واعتبرها خطايا عظيمة.[١] اقترح عليه مروان بن الحكم أن يشكل شورى لانتخاب خليفة كالشورى التي صنعها عمر بن الخطاب، لكنه لم يقبل موضحاً بأن والده يزيد ليس مثل عمر بن الخطاب، كما أن الموجودين في زمانه ليسوا مثل أهل مجلس عمر. [٢]
ويحكي نقل آخر عن خطبة له في بني أمية، يخبرهم بأنه لا يقدر على تولي الخلافة، مشيراً إلى وجود أشخاص فيهم مستحقون للخلافة أكثر منه، وقد خيّر الأمويين في الخطبة نفسها، بين أن يختار لهم من يرتضيه ليكون خليفة، وبين أن يختاروا لأنفسهم خليفة وينحوه عن الأمر، إلا أن الأمويين خافوا على حكومتهم بعد هذا الكلام، فجاء إليه بعضهم وطلبوا منه أن يمهلهم، ولم تمضي أيام حتى قتلوه طعناً. [٣] واعتبرته بعض المصادر مريضاً دون ذكر اعتراضه على والده، ورجحت مرضه على أنه السبب في عدم تمكنه من تحمل مسؤولية الخلافة. [٤]
وفقاً للمسعودي، كانت كنية معاوية في البداية أبو يزيد، ولكن بعد صعوده إلى الخلافة كنِّي بأبي ليلي، والتي كان كنية للضعاف عند العرب. [٥]
تشيّع معاوية
عرّفت بعض المصادر التاريخية والرجالية الشيعية المتأخرة معاوية بن يزيد كشيعي. كما يوجد خبر في كتاب حبيب السير (أحد المصادر التاريخية الفارسية للقرن العاشر الهجري) يحكي عن تصريح معاوية باستحقاق الإمام زين العابدين للخلافة، ونصح الناس بدعوته لها. [٦] واستناداً على هذا الخبر صنّفت كثير من كتب الرجال والتراجم الشيعية معاوية بن يزيد ضمن الشخصيات الشيعية. [٧]
الوفاة
توفي معاوية بن يزيد سنة 64هـ ودفن في دمشق، وسبب وفاته غير معروف. بعض المؤرخين احتملوا قتله ونقلوا أخباراً عن إعطائه السم، واعتبره البعض مقتولاً بالطعن.[٨] في حين اعتبرت بعض الروايات التاريخية وفاته طبيعية وبسبب المرض. [٩] كما أن هناك خلاف حول عمر معاوية بن يزيد عند وفاته، اعتقد ابن قتيبة بأن عمره وقت وفاته كان 18 سنة،[١٠] وذكر 19،و 20، و 21،[١١] و 23 سنة[١٢] في أخبار أخرى.
خطبة معاوية بن يزيد
أما بعد حمد الله و الثناء عليه، أيها الناس فإنا بلينا بكم و بليتم بنا فما نجهل كراهتكم لنا و طعنكم علينا، ألا و إن جدي معاوية ابن أبي سفيان نازع الأمر من كان أولى به منه في القرابة برسول الله، و أحق في الإسلام، سابق المسلمين، و أول المؤمنين، و ابن عم رسول رب العالمين، و أبا بقية خاتم المرسلين، فركب منكم ما تعلمون، و ركبتم منه ما لا تنكرون، حتى أتته منيته و صار رهنا بعمله، ثم قلد أبي و كان غير خليق للخير، فركب هواه، و استحسن خطأه، و عظم رجاؤه، فأخلفه الأمل، و قصر عنه الأجل، فقلت منعته، و انقطعت مدته، و صار أ حفرته رهنا بذنبه، و أسيرا بجرمه. ثم بكى، و قال: إن أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه و قبح منقلبه، و قد قتل عترة الرسول، و أباح الحرمة و حرق الكعبة، و ما أنا المتقلد أموركم، و لا المتحمل تبعاتكم، فشأنكم أمركم، فو الله لئن كانت الدنيا مغنما لقد نلنا منها حظا، و إن تكن شرا فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا.
تاريخ اليعقوبي، ج2، ص254.
الهوامش
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص254
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج2، ص254؛ المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص73
- ↑ الدينوري، الإمامة والسياسة، مؤسسة الحلبي، ج2، ص10-11
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف،1417هـ، ج 5، ص356
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص73
- ↑ خواند مير، حبيب السير، ج2، ص131
- ↑ التستري، مجالس المؤمنين، ج2، ص252؛ المازندراني، منتهى المقال، ج6، ص287
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص73
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، 1417هـ، ج 5، ص356
- ↑ ابن قتيبة، الإمامة و السياسة، 1990م، ج2، ص17
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، 1996م، ج5، ص356 و 357
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج2، ص254.
المصادر والمراجع
- ابن قتيبة، أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري، الإمامة و السياسة المعروف بتاريخ الخلفاء، تحقيق علي شيري، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الأولى، 1410هـ/1990م.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت ،دار الفكر، الطبعة الأولى، 1417هـ/1996م.
- خواند مير، غياث الدين بن همام الدين، حبيب السير، طهران، خيام، 1380ش.
- الدينوري، ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، تحقيق علي شيري، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الأولى، 1410هـ.
- التستري، نور الله، مجالس المؤمنين، طهران، الإسلامية، 1377ش.
- المازندراني، محمد بن اسماعيل، منتهى المقال في أحوال الرجال، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، د.ت.
- المسعودي، علي بن حسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق أسعد داغر، قم، دار الهجرة، الطبعة الثانية، 1409هـ.
- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د.ت.