النزول التدريجي

النُّزُول التَّدرِيجِيِّ أو النُّزُول التَّفصِيليِّ وهو نزول القرآن الكريم بآية أو عدة آيات من قبل الله تعالى، على طول بعثة الرسول، ووفق ظروف الزمان والمكان، يعتقد معظم المفسرين أن نزول القرآن الدفعي حصل في ليلة القدر، وأن النزول التدريجي بدأ بالآيات الأولى من سورة العلق يوم المبعث النبوي، وانتهى بسورة النصر. يوجد من المفسرين من أنكر النزول الدفعي للقرآن، ويعتقدون أنَّ القرآن كان نزوله تدريجي فقط وأنَّه بدأ في ليلة القدر. وقد ذكرت جملة من الحكم لهذا النزول منها: تثبيت قلب رسول الله وطمأنته، وتقوية قلب أصحاب رسول الله وزيادة إيمانهم، والتدرج في تعريف المسلمين بالأحكام الإسلامية.

المفهوم

حسب ما ذكر المفسرون أنَّ القرآن الكريم قد نزل شيئاً فشيئاً من قبل جبرئيل على طول بعثة الرسول، ووفق ظروف الزمان والمكان، ويُطلق على هذا النزول في مصطلح علوم القرآن بالنزول التدريجي أو النزول التفصيلي، في قبال النزول الدفعي للقرآن الذي حدث في ليلة القدر حيث نزل القرآن دفعة واحدة على رسول الله. وذكر معظم المفسرين إنَّ نزول القرآن التدريجي استمر لمدة 23 عام، وذهب البعض أنَّ مدة النزول التدريجي استمر 20 عاما. وهناك أسماء وتعابير أخرى للنزول التدريجي للقرآن، مثل: «النزول التفصيلي»، «النزول المفرّق»، «القرآن التنزيلي»، «تنجيم القرآن»، «تدرّج النزول»، «تجدد النزول».

بداية النزول

يعتقد أكثر مفسري الشيعة وأهل السنة أنَّ القرآن الكريم نزل مع بعثة الرسول الكريم، وكانت أول الآيات التي نزلت هي الآيات الأولى من سورة العلق. وكذلك آخر سورة نزلت على النبي هي سورة النصر. وقد ورد في بعض الروايات أنّّ سورة الحمد أو سورة الضحى أو سورة النجم هي أول سورة نزلت، وآية الإكمال وسورة المائدة هي آخر الآيات وسورة التي نزلت على رسول الله.

وأنكر الشيخ المفيد، والسيد المرتضى، والزمخشري، وابن شهر آشوب، أيضا النزول الدفعي للقرآن، ويعتقدون أنَّ القرآن نزل على النبي بشكل تدريجي فقط. وفي اعتقاد هؤلاء العلماء أنَّ الآيات التي تقول ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾، أو ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ...﴾، تدلّ عل أنَّ بداية نزول القرآن الكريم ليلة القدر وشهر رمضان.

الأسباب والحكمة

يعتبر المفسرون أنَّ أهم دليل قرآني على النزول التدريجي هي الآية 106 من سورة الإسراء، حيث قال تعالى فيها: ﴿وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً﴾. واستنادا إلى الآيات والروايات، فإن من الحكم في النزول التدريجي، هي أنَّ المسلمين لا ينبغي لهم أن يواجهوا العديد من الأحكام دفعة واحداً، ولكن بشكل تدريجي وبمرور الوقت، حتى يكون لديهم تصور كامل بالأوامر والمعتقدات الدينية وبحسب الأحداث التي تحدث، وبهذه الطريقة يصبح أيضاً فهم الآيات القرآنية والعمل وفقها سهل جداً. وقد ذكرت مجموعة من الحكم حول القرآن والروايات للنزول التدريجي، منها:

• تثبيت قلب النبي وطمأنته من أجل مواجهة الصعاب
• تقوية قلب أصحاب رسول الله وزيادة إيمانهم
• سهولة حفظ القرآن وفهم واستيعاب مضامينه وصيانته من الضياع
• تعريف المسلمين بالمعتقدات الإسلامية حسب ظروف الزمان والمكان
• خلق الإثارة في المجتمع الإسلامي
• الإجابة على أسئلة المسلمين في الوقت المناسب

مواضيع ذات صلة

• نزول القرآن
• النزول الدفعي
• التنزيل