معارضة الإمام الخميني للاستسلام
توضيح الحدث | معارضة الإمام الخميني واحتجاجه على مشروع قانون الاستسلام |
---|---|
المشتركون | حكومة حسن علي منصور (رئيس وزراء إيران آنذاك) |
تاريخ | 26 أكتوبر سنة 1964م |
السبب | قرار الجمعية الوطنية بشأن منح الحصانة القضائية للعسكريين والمواطنين الأميركيين في إيران |
النتائج | اعتقال ونفي الإمام الخميني إلى تركيا. |
ذات صلة | نفي الإمام الخميني إلى تركيا |
معارضة الإمام الخميني للاستسلام وهو اعتراض الإمام الخميني على قرار الجمعية الوطنية والذي تم بموجبه منح الحصانة القضائية للجنود والمواطنين الأميركيين في إيران من قبل حكومة حسن علي منصور. وبعد أن أطلع الإمام الخميني بالموافقة على هذا المشروع أصدر بيان عارضه فيه، في 26 أكتوبر سنة 1964م، واعتبر إقرار مشروع قانون الاستسلام، وبالاستناد على آية نفي السبيل مخالفًا للإسلام والقرآن. وقدمه كوثيقة استعمارية واستعبادية للشعب الإيراني.
وأعلنت الحكومة البهلوية أن تصريحات الإمام الخميني تشكل عملًا ضد أمن واستقلال وسلامة أراضي إيران، وفي ليلة 4 نوفمبر 1964م، تم اعتقاله ونفيه إلى تركيا.
المقدمة والمكانة
كان مشروع قانون الاستسلام اقتراحًا للحصانة القضائية للعسكريين والمواطنين الأمريكيين في إيران،[١] والذي تم تقديمه إلى الجمعية الوطنية في 20 أغسطس 1964م، من قبل حكومة حسن علي منصور (رئيس وزراء إيران آنذاك) ووافقت عليه في 11 أكتوبر من نفس العام.[٢]
وبعد أن أطلع الإمام الخميني بالموافقة على هذا المشروع أصدر بيان عارضه فيه في 26 أكتوبر سنة 1964م، المصادف لذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء،[٣] وألقى كلمة في جمع من رجال الدين وشرائح أخرى من المجتمع الإيراني، وأبدى اعتراضه على هذا وأعلن عن مشروع القانون.[٤]
وقد بدأ الإمام خطابه الذي ألقاه في منزله في قم بآية الاسترجاع والتي تدل على بداية بلاء عظيم.[٥] وفي جزء من خطابه، بين مشروع قانون الاستسلام ووصف عواقبه السياسية والاجتماعية من خلال الاستشهاد بأمثلة، مثل: فوفقًا لهذا القانون، إذا اغتال أمريكي أحد مراجع التقليد أو شاه إيران، فإن الحكومة والسلطة القضائية في إيران لا يحق لها محاكمته، ولكن إذا قام شخص بدهس كلب أمريكي فسوف يتحمل المسؤولية.[٦] ومع إعلان الإمام الخميني معارضته، عارض علماء آخرون وقوى دينية ووطنية مشروع القانون وطالبوا بإلغائه.[٧] وقد أشاد آية الله المرعشي بخطوة الإمام واستخدم في هذا الصدد عبارة «مصدر عز الإسلام والمسلمين».[٨]
الاستسلام (بالفرنسية: capitulation) بمعنى هو الحق الممنوح للمواطنين الأجانب في بلد ما، ولا يحق محاكمتهم في محاكم ذلك البلد إذا ارتكبوا جريمة، بل يجب محاكمتهم في محكمة حكومتهم.[٩]
خطاب الإمام الخميني ضد الاستسلام:
«بسم الله الرحمن الرحيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، إنني لا أستطيع أن اعرب عما يحز في قلبي من آلام... وقد قل نومي خلال هذه الأيام حينما سمعت أحداث ايران الأخيرة، وإنني متألم وقلبي يُعتصر، وأحصي الأيام بانتظار الموت لما في قلبي من آلام. فلم يبق لإيران عيد، فقد جعلوا عيد إيران مأتماً... لقد باعونا وباعوا استقلالنا... فقد ديس عزّنا، وزالت عظمة إيران.»[١٠]
المباني الفقهية في مخالفة الاستسلام
في بيان أصدره الإمام الخميني بعد إقرار مشروع قانون الاستسلام، ذكر فيه أن هذا القانون مخالفًا للإسلام والقرآن،[١١] مستدلًا على ذلك بقاعدة نفي السبيل،[١٢] وقد بدأ بيانه بآية نفي السبيل.[١٣] وبناء على هذه الآية وقاعدة نفي السبيل يرى الفقهاء أن أي حكم أو قانون يجعل الكافرين يتسلطون على المؤمنين لا صحة له ولا اعتبار في الدين.[١٤]
وقد قال الإمام الخميني إنَّ الموافقة على مشروع قانون الاستسلام عبارة عن وثيقة استعمار واستعباد للشعب الإيراني وسبب للهيمنة الأجنبية، واعتبر الصمت في مواجهته ذنبًا كبيرًا،[١٥] ودعا الشعب الإيراني والجيش إلى عدم قبوله.[١٦]
ردة فعل الحكومة البهلوية على موقف الإمام الخميني
ردًا على خطاب الإمام الخميني وبيانه، برر حسن علي منصور، رئيس وزراء إيران آنذاك، في 31 أكتوبر 1964م، إقرار مشروع القانون وأشار إلى سابقة وجوده في الدول المجاورة، وأعرب عن أسفه لمعارضته. واعتبر ذلك سببًا في الحط من هيبة الوطن، ووصف المعارضين بالطابور الخامس للعدو.[١٧] رداً على ما كشفه الإمام الخميني، قررت الحكومة البهلوية اعتقاله ونفيه.[١٨] وفي ليلة 4 نوفمبر 1964م، دخل عدد كبير من الكوماندوز إلى منزل الإمام واعتقلوه، ثم نفوه إلى تركيا.[١٩] وفي صباح يوم 4 نوفمبر، أصدر جهاز السافاك (جهاز استخبارات الحكومة البهلوية) بيانًا أعلن فيه أن تصرفات الإمام الخميني ضد أمن واستقلال وسلامة أراضي البلاد؛ هي سبب نفيه.[٢٠] كما تم اعتقال وتعذيب عدد من رجال الدين والخطباء ومن بينهم السيد كاظم القرشي بسبب احتجاجهم على الاستسلام وإعلام الرأي العام بعواقبه.[٢١]
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تم إلغاء الاستسلام في إيران في 13 مايو 1979م، عبر مشروع قانون اقترحته الحكومة المؤقتة على مجلس الثورة.[٢٢]
الهوامش
- ↑ مهدوي، سياست خارجي إيران، ص309 ـ 313.
- ↑ مهدوي، سياست خارجي إيران، ص313.
- ↑ الخميني، صحيفة الإمام، ج1، ص409.
- ↑ الخميني، صحيفة الإمام، ج1، ص415.
- ↑ آقايي،«دوران تبعید امام خمینی(ره) در ترکیه»، ص46 ـ 47.
- ↑ الخميني، صحيفة الإمام، ج1، ص416.
- ↑ الطباطبائي، فقيهان وانقلاب إيران، ص15.
- ↑ الطباطبائي، فقيهان وانقلاب إيران، ص15.
- ↑ دهخدا، لغت نامه دهخدا، ج11، ص15762.
- ↑ الخميني، صحيفة الإمام، ج1، ص415.
- ↑ الخميني، صحيفة الإمام، ج1، ص411.
- ↑ كامران وأميري فرد، «قاعده نفی سبیل و تطبیقات آن»، ص110 ـ 111.
- ↑ سورة النساء، الآية 141؛ الخميني، صحيفة الإمام، ج1، ص409.
- ↑ البجنوردي، القواعد الفقهية، ج1، ص187 ـ 188؛ الفاضل اللنكراني، القواعد الفقهية، ص233.
- ↑ الخميني، صحيفة الإمام، ج1، ص420.
- ↑ الخميني، صحيفة الإمام، ج1، ص409 ـ 412.
- ↑ أسد اللهي، احیای کاپیتولاسیون و پیامدهای آن، ص99 ـ 100.
- ↑ أسد اللهي، احیای کاپیتولاسیون و پیامدهای آن، ص96 ـ 98.
- ↑ طلوعي، بازیگران عصر پهلوی از فروغی تا فردوست، ج1، ص495.
- ↑ طلوعي، بازیگران عصر پهلوی از فروغی تا فردوست، ج1، ص495.
- ↑ روحاني، نهضت إمام خميني، ج1، ص1047.
- ↑ روزنامه اطلاعات، 24 اردیبهشت 1358ش، ص4.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- أسد اللهي، مسعود، احیای کاپیتولاسیون و پیامدهای آن، طهران، سازمان تبلیغات اسلامی، ط1، 1373 ش.
- آقايي، عبد الرضا، «دوران تبعید امام خمینی(ره) در ترکیه»، في مجلة رشد آموزش تاریخ، العدد35، صيف 1388 ش.
- البجنوردي، محمد حسن، القواعد الفقهية، قم، مطبعة الهادي، ط1، 1419 هـ.
- الخميني، روح الله، صحيفة الإمام، طهران، مؤسسة نشر آثار الإمام الخميني، ط5، 1389 ش.
- الطباطبائي، هادي، فقيهان وانقلاب إيران، طهران، كوير، ط3، 1396 ش.
- الفاضل اللنكراني، محمد، القواعد الفقهية، قم، مكز فقه الأئمة الأطهار، 1383 ش.
- دهخدا، علي أكبر، لغت نامه دهخدا، طهران، انشتارات جامعة طهران، 1377 ش.
- روحاني، حميد، نهضت إمام خميني، طهران، عروج، ط11، 1381 ش.
- روزنامه اطلاعات (جريدة أطلاعات)، 24 اردیبهشت 1358ش.
- طلوعي، محمود، بازیگران عصر پهلوی از فروغی تا فردوست، طهران، علم، ط4، 1376 ش.
- كامران، حسن وأميري فرد، زهراء، «قاعده نفی سبیل و تطبیقات آن»، في دوفصلنامه فقه و اجتهاد، العدد3، ربيع وصيف 1394 ش.
- مهدوي، عبد الرضا، سياست خارجي إيران در دوران پهلوی، 1300 ـ 1357ش، طهران، البرز، ط1، 1373 ش.