القصيدة الكوثرية

من ويكي شيعة
(بالتحويل من كوثرية سيدرضا)
القصيدة الكوثرية
عنوان الشعرالقصيدة الكوثرية
شاعرالسيد رضا الهندي
قالبقصيدة
أسلوبالبحر المتدارك
موضوعمدح الإمام علي (ع)
لغةالعربية
زمان الإنشادالقرن الرابع عشر
عدد الأبيات54
لامية أبي طالبتائية دعبلالهاشمياتالقصيدة الكوثريةميمية الفرزدقها علي بشر كيف بشرعينية السيد حيدرغديرية حسانعلي حبه جنة


القَصِيدَة الكوثريَّة، قصيدة في مدح الإمام عليعليه السلام تقع في 54 بيتاً من البحر المتدارك. أنشأها شاعر أهل البيت السيد رضا الهندي، وهي من أشهر المدائح التي أنشدت في حق الإمام عليعليه السلام كما أصاب الشاعر في قصيدته، حيث بلغت الرتبة الرفيعة والشهرة الواسعة في وسط المجتمع الشيعي ومحبي أهل البيتعليهم السلام.

وجه التسمية

الشاعر في هذه القصيدة اقتبس آية ﴿إنَّا أعطيناكَ الكوثر من سورة الكوثر تبركاً؛ فسميت بالكوثرية، وإليه يشير صاحب كتاب الذريعة في رقم 1300:

الكوثرية قصيدة في مدح أمير المؤمنينعليه السلام منه قوله:
  • قد قال لثغرك صانعه إنا أعطيناك الكوثر.[١]

الشاعر

السيد رضا الموسوي الهندي (1290 - 1362 هـ)، عالم فقيه من العلماء الإمامية، وله تصانيف عدة، كما أنّه أديب مفلق حيث غلب طابعه الأدبي على علمه وفقهه. له القصيدة الكوثرية المعروفة في مدح الإمام أمير المؤمنينعليه السلام.

درس عند أبيه والشيخ محمد طه نجف والشيخ حسن ابن صاحب الجواهر والملا محمد الشرابياني، وربما حضر أحياناً درس الشيخ ملا كاظم الخراساني، ويروي إجازة عن أبيه وعن الشيخ أسد الله الزنجاني والسيد حسن الصدر والسيد أبي الحسن الأصفهاني.

المضامين

هذه القصيدة تحتوي على عدة مضامين، ومنها:

الغزل والنسيب

يبدأ الشاعر قصيدته الكوثرية بالنسيب والغزل في أبياته الأولى، ولكن هذا الغزل لم يخرجه من دائرة العفة والأخلاق، فهو في حبّه متيم قد أشغف بجمال الممدوح، وهو ينحو في ذلك منحى شعراء أهل البيت المتقدمين عليه: كالشريف الرضي، والسيد حيدر الحلي و.... مقتبساً بعض آيات الذكر الحكيم:

[٢]
قد قالَ لِثَغرِكَ صانِعُهُإنَّا أعطيناكَ الكوثرْ


التوسل والشفاعة

فالشاعر بعد تلك الأبيات الغزلية يتوسل بالإمامعليه السلام وهو مؤمن بأنّهعليه السلام هو الضامن والشفيع له في الدنيا والآخرة:

[٣]
هذا عَمَلي فاسـلُكْ سُبُلـــيإن كُنـتَ تَقِـــــــــــــــرُّ عـــــــلى المُنكرْ
فلقد أسرفتُ وما أســـلفتُلنــــــفــســــــي مـــــا فيــــــــه أعــــذّر
سـوَّدْتُ صحيفةَ أعــــمـاليووكــــــــــــلـتُ الأمــــــــر إلـــــى حَيدرْ
هو كَهفي مـن نُوبِ الدّنيـاوشَـفيـــعي فـــي يـــومِ الـــــــــمَحشـرْ


الاحتجاج بالمواقف

لم تخلو هذه القصيدة من الأدلة والبراهين لمن أنكر ولاية الإمام عليعليه السلام، فالشاعر يحتج على مخالفيه بمواقفهعليه السلام:

....[٤]
يا مَـن قـد أنكرَ من آياتِأبي حِسَـنٍ مـا لا يُنــــــكرْ
إن كًنـتَ لِجًـلهِكَ بالأيـامِجَحــــدتَ مَقـامَ أبي شُـبّرْ
فأسـألْ بدراً، وأسألْ أُحداً،وسَـلِ الأحزابَ، وسَلْ خَيبَرْ
مَنْ دَبّر فيها الأمرَ؟ ومـنَأردى الأبطـالَ؟ ومَـن دمَّــرْ


الاعتذار والتخلص

وفي نهاية المطاف يتفنن السيدرضا بطريقته الخاصة، فينهي قصيدته باعتذار طالباً بذلك القبول:

[٥]
مَنْ طَـوَّلَ فيـك مَدائـحَهعــــن أدنــــــى واجِبِــها قَــــصًّـرْ
فأقْبـل يا كــــــعبـةَ آمـاليمن هدْى مَديحي ما استَيْسَرْ


نصها

أمُـفَـلَّـجُ ثَغْــــرِكَ أَمْ جَوْهَرْورحيقُ رُضابِكَ أَمْ سُكَّــرْ
قـد قالَ لِثَــغرِكَ صانِـعُـــهُإنَّا أعطيـــــناكَ الكوثـــــرْ
والخالُ بِخَدِّكَ أَمْ مِسْـــكٌنقَّطتَ به الوردَ الأحمـــرْ
أَمْ ذاكَ الخالُ بِذاكَ الخـدفَتِيتُ النَّدِّ على مَجْمَـــرْ
عجباً من جَمرَتِهِ تَذكـــــــووبها لا يحتـــــرقُ العَنْبَــرْ
يا مَنْ تبــــــدو لي وَفْـــرَتُهُفي صبحِ مُحَيّاه الأزهَـــرْ
فَأُجَـــنُّ به بالليــــــــــلِ إذايغشى والصبح إذا أَسْفَرْ
ارحمْ أرِقاً لو لَــــمْ يمـــرضْبنعاس جفونِكَ لم يسهَرْ
تَبيــــضُ لهَجْــــرِكَ عَينـــاهُحُـزناً ومـدامِعُـهُ تحـــــمَرْ
يا للعُشّــــــاقِ لمفتــــــــونٍيَهــوى رَشَأً أحوى أحــــورْ
إنّ يَبْـدُ لَذي طرَبٍ غنّـــــىأو لاح لذي نُسُــكٍ كبّــــــرْ
آمنــــــتُ هــــــوىً بنُبّــوتِهِوبعينيهِ ســحرُ يُؤثَــــــــــرْ
أصْفيتُ الـوُدُّ لِذي مَـلــــلٍعَيـشـي بقطيعِتِه كــــــدّرْ
يا مـن قَـد آثَرَ هجْـــــرانيوعَـلَيَّ بلقُيـاهُ اسـتأثـــــــــرْ
أقسـمتُ عليكَ بـما أوْلتْـكَالنّضرَةُ من حُسنِ المَنظَرْ
وبوجهِـك إذْ يحمَـرُّ حيـاًوبـوجهِ محبّـك إذّ يصفّـــــــرْ
وبِلُـؤلؤِ مَبْسَمِـك المنظـومِولـؤلُؤِ دَمـعي إذّ يُنثَــــــــــرْ
أنّ تترُكَ هذا الهَجـرَ فليسَيَليـقُ بمِثـلي أن يُهجَــــرْ
فأجْل الأقداحَ بصرفِ الرّاحِعسـى الأفراحُ بها تنشَــــرْ
وأشغَل يَمناكَ بصَبّ الكأسِوَ خَـلِّ يَسـاركَ للمِزهَــــرْ
فَدَمُ الُعنقودِ ولحــنُ العــــودِيُعيدُ الخيرَ ويَنفي الشّرْ
بّكّر للسُّكرِ قُبَيـلَ الفجــــــــــرِفصَفـوُ الدَّهـر لِمَـن بَكّـرْ
هذا عَمَلي فاسـلُكْ سُبُلــــــيإن كُنتَ تَقِرُّ على المُنكرْ
فلقد أســـــرفتُ وما أسـلفتُلنفـســي ما فيــه أعّـــذر
سـوَّدْتُ صحيـــــــفةَ أعمـاليووكلـتُ الأمر إلـــــى حَيدرْ
هو كَهفـــــي من نُوبِ الدّنيـاوشَـفيعي في يــومِ المَحشـرْ
قـــــــــــــد تَمَّـت لـي بوَلايَتِـهنِعَـمٌ جَمَّـت عن أن تُشكرْ
لأُصيبَ بهـا الحــــــظَّ الأوفىوأُخصَّصَ بالسـهم الأوفـرْ
بالحفـظِ مِن النارِ الكُبـــــــرىوالأمـنِ مِن الفَـزَعِ الأكبــرْ
هل يَمنعُني وهو السـاقـــــيأن أشــرَبَ من حوض الكوثر
أمْ يطـرُدني عـن مائــــــــــــدةٍوُضعَـت للقـانعِ والمُعتَـرْ
يا مَــــــــن قـد أنكرَ من آياتِأبي حِسَـنٍ مـا لا يُنــــــكرْ
إن كًنـتَ لِجًـهِكَ بالأيــــــــــامِجَحـدتَ مَقـامَ أبي شُـــبّرْ
فأسـألْ بدراً وأسألْ أُحــــــــداًوسَـلِ الأحزابَ وسَلْ خَيبَرْ
مَنْ دَبّر فيها الأمرَ ومـــــــــنَأردى الأبطـــالَ ومَـن دمَّـرْ
مَن هَدَّ حُصونَ الشِركِ ومَنْشادَ الإســلامَ ومَـنْ عَمَّـــرْ
مَـنْ قَدَّمَــــــه طــه وعلـــىأهــل الإسـلامِ لـه أمَّـرْ
قاسُوكَ أبا حسنٍ بِسِــــــواكَوهـل بالطّـودِ يُقاسُ الــذَّرْ
أنّى سـاوَوْكَ بمَـــــــن ناوَوْكوهـل سـاوَوْ نَعْــلَي قنبر
مَنْ غيرُكَ يُدعــى للحَــــــربوللمِــحرابِ وللـمِـنبــــــــــــرْ
أفعالُ الخـيـرِ إذا انتَشَـــــرَتفي الناسِ فأنتَ لها مصدرْ
وإذا ذُكِـــرَ المَعــــروفُ فمــــالِسواكَ بـه شـيءٌ يُذكــــــــرْ
أحيَيْتَ الديـنَ بأبيَضَ قــــدأودَعـتَ به الموتَ الأحمَـــرْ
قُطباً للحربِ يُديـــرُ الضـــربَويَجلُو الكَـرْب بيومِ الـكَــــرْ
فأصْــــدَعْ بالأمـــرِ فناصِـــرُكالبَتّـارُ وشـانئُـك الأبتَـــــــــرْ
ولو لمْ تُؤٌمَـــرْ بالصبَّــرَ وكظمِالغَيـظِ ولَيـتَك لَم تُـؤْمَـــــرْ
ما آل الأمـر إلـــــى التحكيـمِوزايَـلَ مـوقفَه الأشـتــــــــرْ
لكـن أعــراضُ العاجــلِ مـــــاعَـلِقتْ بردئِـكَ يا جَوْهَــــرْ
أنت المُهتمُّ بحفـــظِ الديـــنِوغـيرُك بالـدنيـا يَعْتـَــــــرْ
أفعــــالُك مـــا كانـتْ فيــــــهاإلا ذكــرى لمَـن اذَّكَّــــــــرْ
حُجَجاً ألزمتَ بها الخُصمــاءَوتبصِـرةً لمَـن استبصَــــرْ
آيـــاتُ جـــــلالِك لا تُحصــــىوصفات كمالِك لا تُحصَرْ
مَنْ طَــــوَّلَ فيــــك مَدائـــحَهعن أدنى واجِبِـها قَصًّــــرْ
فأقْــبــــل يا كعبـــةَ آمـالـــــيمن هدْى مَديحي ما استَيْسَرْ[٦]


في بعض المصادر ذكر:

ما نـالَ الأمـرَ أخـو تيمٍوتنـاوَلَـه منـه حـبـتَرْ[٧]

بدل:

ما آل الأمـر إلى التحكيمِوزايَـلَ مـوقفَه الأشـتـرْ


قيمتها

قام بحفظها القاصي والداني وذلك لشهرتها،[٨] كما أنّ الشعراء بدأوا ينظمون قصائدهم على غرارها، فمن هؤلاء:

أسناء الفجر لنا أسفربجبينك أم بدر أزهر
وثنايا الثغر تلوح لناأم ذاك البرق أم الجوهر
ما البدر جمالك إذ يبدوما السيف لحاظك ما الجؤذر
يا ريم الحي وأخت البدرونور الصبح إذا أسفر
رقي لفتى صب أرقلك طول الليل غدا يسهر
وله عيدي وعدي وصليفالفضل بدا لمن استأثر
فإلى م فؤادك لا يحنويا أخت البدر متى نسهر
إن كان بدا مني ذنبفبمدح أبي حسن يغفر
قطب المحراب أبو الأطيابوليث الغاب متى قد كر
أفنى الأبطال بصارمهولمرحب جندل في خيبر[٩]
يا أول نور قد صوروبه كل نبي بشر
إنا أعطيناك الزهراإنا أعطيناك الكوثر
أبناء الزهراء نجومإذ قيل لشانئك الأبتر
فهم أول من قد صلىأول من هلل أو كبر
الجنة أكبر من وصفوفواكهها حسنا أكبر
والزهرا فاكهة منهاولذا فيها سحر يؤثر
والشعر علا بمدائحهالا يذكر شئ إن تذكر
أنوار مدائحها تطغىحتى في الصبح إذا أسفر
وعبير مدائحها يذكوحتى في المسك أو العنبر
ورقيق مدائحها حرلسواها بالملك فلا قر
وجمال مدائحها يبدوكجمال الروض إذا أزهر
كالورد الأحمر إذ يبدويجلس في محراب أخضر
وإذا ما شئت لها وصفافالنور لها أقرب مصدر
ولذا في المحشر لا تبدوحتى بالغض لنا يؤمر
فسنا برق الزهرا سحريخطف ألباب ذوي المحشر
ويكاد سنا برق الزهرايذهب بالأبصار إذا مر
وربيع مدائحها فيضمن جنبات العرش تحدر
ستكبر وتكاد سماوات الشعراءبمدح الزهرا تتفطر
الزهرا مشكاة فيهامصباح يا حسن المنظر
والمصباح إذا ما يبدوفي نور زجاجته مغمر
دري كوكبها يعلووبه نور الله تكور
يوقد من زيتونة خيروله الله لهذا استأثر
ويكاد الزيت يضئ ولولم تمسسه النار فيؤمر[١٠]
ببديع الشعر لنا محوريعجز عن وصف أبي شبر
فيحار ويصرخ يا حيدرأَمُفَلَّجُ ثَغْرِكَ أَمْ جَوْهَرْ
وَرَحِيْقُ رِضَابِكَ أَمْ سُكَّرْ[١١]


الهوامش

  1. آقا بزرك طهراني، الذريعة، ج 18، ص 182.
  2. السيد رضا الهندي، ديوانه، ص 20.
  3. السيد رضا الهندي، ديوانه، ص 21.
  4. السيد رضا الهندي، ديوانه، ص 21.
  5. السيد رضا الهندي، ديوانه، ص 22.
  6. السيد رضا الهندي، ديوانه، ص 20-22.
  7. أحمد الرحماني الهمداني، الإمام علي بن أبي طالب(ع)، ص 424.
  8. جواد شبر، أدب الطف،ج 9، ص 244.
  9. مؤسسة آل البيت، مجلة تراثنا، ج 13، ص 156.
  10. مكتبة الأدبية، للزهراء(س) شذى الكلمات، ص 59-60.
  11. http://www.shoaraa.com/poem-12971.html

المصادر والمراجع

  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف، 1406 هـ.
  • الرحماني الهمداني، أحمد، الإمام علي بن أبي طالب(ع)، طهران، المنير، ط 2، 1419 م.
  • السبحاني، جعفر، موسوعة طبقات الفقهاء، قم، مؤسسة الإمام الصادقعليه السلام، ط 1، 1424 هـ.
  • المكتبة الأدبية، للزهراء(س) شذى الكلمات، د.م، المكتبة المختصة الأدبية، 1419 هـ.
  • الهندي، السيد رضا، ديوان السيد رضا الهندي، جمع وتحقيق: السيد موسى الموسوي، مراجعة وتعليق: السيد عبد الصاحب الموسوي، بيروت، دار الأضواء، 1409 م.
  • شبّر، جواد، أدب الطف أو شعراء الحسين(ع)، بيروت، دار المرتضى، ط 1، 1978 م.
  • مؤسسة آل البيت، مجلة تراثنا، مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث، قم المشرفة، 1408 م.
  • http://www.shoaraa.com/poem-12971.html