غزوة ذات الرقاع

من ويكي شيعة
(بالتحويل من غزوة بني أنمار)
غزوة ذات الرقاع
من غزوات الرسول
التاريخ في صفر سنة 4هـ
الموقع
النتيجة هزيمة العدو
سبب المعركة الدفاع عن الإسلام
المتحاربون
المسلمون المشركون من قبيلة بني سعد وبني أنمار
القادة
النبي الأعظم (ص)


غزوة ذات الرقاع إحدى غزوات النبي مع المشركين في السنة الرابعة للهجرة. عندما علم النبيصلی الله عليه وآله وسلم أن قبيلة بني أنمار، وبني ثعلبة يخططون لمهاجمة المسلمين، توجه نحو العدو ومعه عدد من المسلمين. وعندما وصل المسلمون إلى منطقة الحرب، فرّ الأعداء إلى رؤوس الجبال خوفًا، وعاد النبي إلى المدينة المنورة دون قتال، ومعه بعض الغنائم.

وبحسب ما ورد في المصادر التاريخية فقد حدث في هذه الغزوة سيل، ففرّق بين النبيصلی الله عليه وآله وسلم وأصحابه. وفي هذا الوقت حاول أحد المشركين قتل النبي، فباءت المحاولة بفشل بمعجزة إلهية.

اشتهرت هذه الغزوة في المصادر التاريخية باسم ذات الرقاع؛ لأنها حدثت بجوار جبل قممه حمراء وسوداء وبيضاء. وتسمى هذه الغزوة أيضًا بغزوة الأعاجيب، وغزوة محارب، وغزوة بني ثعلبة، وغزوة بني أنمار.

أحداث الحرب

وقعت غزوة ذات الرقاع سنة 4هـ لمواجهة المشركين من قبيلة بني أنمار، وبني سعد، الذين كانوا يخططون لمهاجمة المسلمين.[١]

وبحسب الروايات التاريخية فإن أحد الأشخاص كان ذاهباً إلى المدينة المنورة من نجد لبيع بضائعه، فرأى جماعة من بني أنمار وبني سعد يجمعون الناس ضد المسلمين ويعتزمون مهاجمتهم، بينما كان المسلمون ليس لديهم علم بحركة الأعداء.[٢] فلما وصل هذا الخبر إلى النبيصلی الله عليه وآله وسلم استخلف على المدينة عثمان،[٣] وفي نقل آخر استخلف أبا ذر الغفاري.[٤] وخرج الرسول من المدينة إلى الحرب ومعه 400 وبقول آخر 700 أو800 نفر من الصحابة.[٥] وعندما وصل الجيش الإسلامي إلى مكان العدو لم يروا أحداً؛ لأن المشركين فروا إلى رؤوس الجبال،[٦] وبما أنهم كانوا يشرفون على الجيش الإسلامي،[٧] فقد خشي المسلمين مباغتة المشركين.[٨] وفيها صلّى رسول الله صلاة الخوف.[٩] وفي هذه الحملة، عاد النبي إلى المدينة المنورة بعد 15 يومًا دون قتال،[١٠] ومعه بعض الغنائم.[١١]

زمن الغزوة

واختلف المؤرخون في وقت هذه الغزوة.[١٢] وذكر الواقدي أن وقت الغزوة كان في محرم سنة 4 هـ،[١٣] والبلاذري في محرم سنة 5هـ،[١٤] والحلبي أنها وقعت في ربيع الأول بعد غزوة بني النضير،[١٥] وديار البكري بعد غزوة بدر الصغرى.[١٦]

نجاة النبي بأعجوبة

وفي هذه الغزوة فرّق السيل بين النبي وأصحابه، فقال رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمّداً، فجاء وشدّ على رسول الله بالسيف، ثمّ قال: مَن ينجيك منّي يا محمّد؟ فقال: ربّي وربّك، فسقط من فرسه على ظهره، فقام رسول الله وأخذ السيف وجلس على صدره وقال: مَن ينجيك منّي الآن؟ فقال: جودك وكرمك يا محمّد، فتركه، فقام وهو يقول: والله لأنت خير منّي وأكرم.[١٧]

التسمية

وقد ورد ذكر غزوة ذات الرقاع في المصادر التاريخية بأسماء مختلفة، مثل غزوة الأعاجيب،[١٨] وغزوة محارب،[١٩] وغزوة بني ثعلبة،[٢٠] وغزوة بني أنمار.[٢١]

اختلفت كلمات المؤرّخين في سبب تسمية هذه الغزوة بذات الرقاع، فقيل:

  1. إنمّا سُمّيت بذلك لأجل جبل هناك فيه بقع حمرة وسواد وبياض فسُمّي ذات الرقاع.[٢٢]
  2. وقيل إنّما سُمّيت بذلك لأنّ أقدام جيش الإسلام احترقت وتقرّحت من حرارة الأرض، فكانوا يلفّون على أرجلهم الخرق، وهي الرقاع.[٢٣]
  3. أو لأن الصلاة قد رقعت فيها، لوقوع صلاة الخوف فيها.[٢٤]
  4. وقیل إنّما سُمّيت بذلك لأن المسلمين رقعوا راياتهم فيها.[٢٥]
  5. أو بسبب استخدام الخيول السوداء والبيضاء في هذه الغزوة.[٢٦]

الهوامش

  1. البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص340.
  2. الواقدي، المغازي، ج1، ص395؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص246.
  3. الواقدي، المغازي، ج1، ص402؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص340.
  4. ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص83.
  5. الواقدي، المغازي، ج1، ص395؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج2، ص246.
  6. البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص340؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص47.
  7. الواقدي، المغازي، ج1، ص396؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج1، ص197.
  8. الواقدي، المغازي، ج1، ص396.
  9. الواقدي، المغازي، ج1، ص396؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص556.
  10. ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص83؛ الواقدي، المغازي، ج1، ص395؛ البيهقي، دلائل النبوة، ج3، ص371.
  11. البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص340 وص515.
  12. العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج9، ص319.
  13. الواقدي، المغازي، ج1، ص395.
  14. البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص340.
  15. الحلبي، السيرة الحلبية، ج2، ص366.
  16. ديار البكري، تاريخ الخميس، ج1، ص463.
  17. الكليني، الكافي، ج8، ص127؛ الطبرسي، إعلان الورى، ج1، ص189.
  18. الحلبي، السيرة الحلبية، ج2، ص377.
  19. البيهقي، دلائل النبوة، ج3، ص369.
  20. المجلسي، بحار الأنوار، ج17، ص401.
  21. العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج9، ص319.
  22. الواقدي، المغازي، ج1، ص359؛ الطبرسي، إعلام الورى، ج1، ص189.
  23. الطبرسي، إعلام الورى، ج1، ص189؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج1، ص196؛ العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج9، ص319.
  24. العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج9، ص319.
  25. العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج9، ص319.
  26. ابن حبان، السيرة النبوية وأخبار الخلفاء، ج1، ص249.

المصادر والمراجع

  • ابن حبان، محمد بن أحمد، السيرة النبوية وأخبار الخلفاء، بيروت، الكتب الثقافية، ط3، 1417 هـ.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 1418 هـ.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ/ 1986 م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط1، 1417 هـ/ 1996 م.
  • البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1408 هـ/ 1988 م.
  • الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 1427 هـ.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، بيروت، دار الكتاب العربي، ط2، 1413 هـ/ 1993
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، اعلام الورى بأعلام الهدى، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط1، 1417 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، تحقیق: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، دار احیاء التراث العربی، ط2، 1387هـ.
  • العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، بيروت، دار الحديث للطباعة، ط2، 1428 هـ/ 2007 م.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1420 هـ/ 1999 م.
  • الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط3، 1409 هـ/ 1989 م.
  • ديار البكري، حسين بن محمد، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، بيروت، دار صادر، د.ت.